|
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
تلاشيت منك وعلامات الذهول تعتريني
. . . بَعْثَرّتَنّي بِقَسّوَة ! جَمَعَتَ كُلّ مَزَايّاكَ وَأَلّقَيَتَ بِهَا بَعِيدَاً حَيّثُ يَسّكُنُ كِبْرِيَاؤُكَ المَزّعُوم ! لَمْ تَنّظُرُ إلَيّ ! ولَمْ تَتَحَسّسُّ لِنَبْضّي ولا لِسُرّعَةِ أَنّفَاسَي ! بَدَأتَ تُرّسِلَ شُعَاعَ اللّوَمَ عَلَى حُصُونِّي مُتَسَلِّلاً مِنْ تِلّكَ الثّغَرَاتِ وَالشّقُوقِ ! وَنَجَحَتَ بِتَدْمِّيرِي .. كَمَا كَانَتْ أَفْعَالُكَ تَقُول ! قررت حينها أن أرحل عنك بسلام وأحفظ ما بقي في قلبي من عساجد حبك ! لأنني أحببتك بصدق .. خشيت أن تهتز أرضك من غضبك ومقتك .. وعنفوانك المدهش ! هناك أخطاء تغتفر .. وهناك النقيض ! وددت أنّك تريثت ولم تتسرع ! ولكن قدّر الله والحمد لله ..~ جنونك وغضبك لم أتخيله في أحلامي فضلاً عن واقعي ..! سلكتُ الطرق ليلاً ولم أبالي ! وحين وصلت لمحطة القطار ألقيتُ نظرة حزينة خلفي .. حيثُ تركتك ..! لقيتُ بلاداً أخرى وبشراً غربـاء ! ولكن هـان الخطب عليّ كثيراً ! كنتُ اذهب للشاطئ يومياً اكتب رسائلي وأحفظها في قارورة فالقيها على الأمواج أراقب النوارس بهدوء وحديثُ عيني يقول .. لو كنتُ مثلها ما لبثتُ بالحزن ساعة ! خرير الماء يُذكرني بتلك المعزوفة التي تُسهرك ليلاً وتلبسك بجنون زيارة البحـر ! المطاعم مكتظة ! والطاولات الفارغة تكادُ تنعدم ! هناك في مؤخرة المطعم طاولة فارغة .. وحيدة .. بعيدة .. لا الزوار حولها والعاملون ! ربما كان ذلك المكان المناسب .. فهو يشبهنّي ! جلست وأنا أراقبُ الناس بخوف ورهبة فأنا فقدت الثقة بالجميع ولم استثني ! المقعد المقابل لي فارغ ! لا بأس .. فأنا اخترت المكان .. فلا داعي بأن أبكي ! ليلي .. يمر بهـدوء مشبعاً بالنسائم الرقيقـة ..! أكثر ما كان يعجبني به .. تلك الفراشات المضيئة .. التي تبهر ناظري وتسلّي روحي .. وترسم البسمة على شفاهي ! قمري .. كان الصديق الأوفى والأرق والأجمل ! يتحدى النجوم بشكله المختلف .. وسراجه اللطيف ! أسـرح معه لعالمي البعيد .. وبلادي المهجورة ! ربما كنتَ قاسي معي .. وربما كانت غربتي أقسى ! ولكن .. لا سبيل للمقارنة بينكم ولا للفصل ! كلاكما يرتدي عباءة سوداء ووشاح داكن ! أعلم تماماً ما يستتر تحتها ! فحسب روحي الطامعة بالحديث فلم اطلب منكما خلعها .. والأمر لكما راجـع ..~ عـدت .. وكانت نظرتك كالرصاصة ! أصابت روحي المتعطشة لك بالحمّى ..! وكنت أنت كمن يحاول استيعاب المستحيل والتصدي له بعنفوان وضجـر ! من أحلامي السقيمة أن أراك مبتهجةً بعودتي فاتحاً لي ذراعيك بحب ولهفة ! ولكنك قتلتني هذه المرة شر قتلة ! لا عليك يا وليد حبي وريعان عشقي .. سأرحل هذه المرة بعد ! ولكن ليس قبل أن أخبرك بأنّي سأرحل بلا عودة وإلى تحت الثـرى ! وعزائي لروحك الثكلى وأنفاسك المتقطعة وقلبك الممزق ..~ تلاشيتُ منك وعلامات الظهول تعتريني ! وآخر رمقي يقول استودعتك الله ! ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحج المبرور وعلامات القبول | غلا زآيد | ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ | 3 | 10-24-2013 09:54 AM |
علامات الساعة الكبرى و الصغرى وشروط الساعه وعلامات يوم القيامة للأهميه ! | ســـــــــلطان زمانه | ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ | 3 | 06-24-2013 05:45 PM |