بدون اختلاف

في أحد اسواق مدينة نيويورك كان أحد باعة البالونات يفكر في طريقة لجذب الزبائن فاهتدى لفكرة إطلاق البالونات في الهواء لإثارة اعجاب المارة فأخذ بالونا ابيض وقام بتعبتئه بغاز الهليوم ثم أطلقه ثم بعده الأحمر ثم الأصفر . وفي مشهد أخاذ مثير بدأ الأطفال في التجمع حوله لشراء البالونات وفجأة جاء صبي أسمر البشرة وبدأ يتأمل في البالونات بعدها امسك الصبي بصاحب البالونات من معطفه مصوبا بصره نحوه قائلا في موقف عاطفي مؤثر: يا سيدي لو أنك أطلقت بالونا أسودا فهل سيرتفع للأعلى !!! انحنى الرجل بلطف شديد وشفقة ونظر في عيني الصبي وقال له : ( جزما يا بني سيطير فالذي يجعله يطير ليس اللون بل ما في داخله هو ما يجعله يرتفع ) . ما تعريف كلمة ( عبيد) ؟؟؟ بكل بساطة نحن البشر كلنا عبيد لله عز وجل { وهذا كلام لا جدال فيه } لكن ظهر بيننا تعريف غريب وعجيب لكلمة ( عبيد ) !!!! هم فئة من البشر الذين خلقهم الله عز وجل ببشرات سوداء !!! من أين جاء هذا التعريف ؟؟؟ للآسف ظهر هذا التعريف الأخرق في مجتمعنا ... اصبحت كلمة ( عبيد ) معتادة ودارجه على ألسننا ... كلما رأينا رجل أسمر البشرة قلنا (( عبد )) وكلما رأينا إمرأة سمراء البشرة قلنا (( عبده )) تحيز ضد هؤلاء الفئة .. حتى في مدارس الأولاد والبنات ... تسمعهم يقولون : لا تصاحب العبيد .. العبيد أسواء خلق الله ... أنا أخاف من العبيد ... ( صوروهم أنهم أناس سيئين وبذيئين وبلا فائدة وبلا أخلاق ... وأوصلوهم لدرجة المتوحشين ) أنا لا ابالغ ... كتبت هذا الموضوع وكلي حرقة على ما أسمعه وما أراه من هذه العنصرية الخرقاء لدرجة أن أحد الذين أعرفهم قال : أتمنى أن أجمع العبيد ( كما يسميهم ) في حفرة وأحرقهم !!!! أعوذ بالله !!! هل هو من أختار لون بشرته ؟؟!! هل لون البشرة ينعكس على القلب ؟!!! هل ينظر الله للفرق بين لون بشرتك وبشرته ؟؟!! مثلك أيها الأبيض ... مثلك الأسمر فيهم الصالح وفيهم الطالح فيهم الجيد وفيهم السيء السوء ليس حكرا عليهم ونحنُ منزهون منه !!!! لابد أنك سمعت عن بلال بن رباح الحبشي الأسود لكن هل سمعت عندما قال له أحد الصحابة : يا ابن السوداء !!!! .اجتمع الصحابة رضوان الله عليهم في مجلس ... لم يكن معهم الرسول عليه الصلاة والسلام ... فجلس خالد بن الوليد رضي الله عنه .. وجلس ابن عوف رضي الله عنه .. وجلس بلال رضي الله عنهوجلس أبو ذررضي الله عنه ... فتكلم الناس في موضوع ما .. فتكلم أبو ذر بكلمة اقتراح: أنا أقترح في الجيش أن يفعل به كذا وكذا قال بلال: لا .. هذا الاقتراح خطأ فقال أبو ذر: حتى أنت ياابن السوداء تخطئني؟؟ فقام بلال مدهوشاً غضباناً أسفاً ... وقال: والله لأرفعنك لرسول الله عليه السلام ... وأندفع ماضياً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصل بلال للرسول عليه الصلاة والسلام .. وقال: يارسول الله ... أما سمعت أبا ذر ماذا يقول في ؟ قال عليه الصلاة والسلام: ماذا يقول فيك ؟؟ قال بلال: يقول كذا وكذا ... فتغير وجه الرسول صلى الله عليه وسلم .. وأتى أبو ذر وقد سمع الخبر فاندفع مسرعاً إلى المسجد ...فقال: يا رسول الله ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. قال عليه الصلاة والسلام: يا أبا ذر أعيرته بأمه ... إنك امرؤ فيك جاهلية.!! فبكى أبو ذر .. وأتى الرسول عليه السلام وجلس .. وقال يارسول الله استغفر لي .. سل الله لي المغفرة ..ثم خرج باكياً من المسجد ... وأقبل بلال ماشياً .. فطرح أبو ذر رأسه في طريق بلال ووضع خده على التراب .. وقال: والله يابلال لا ارفع خدي عن التراب حتى تطأه برجلك .. أنت الكريم وأنا المهان ....!! فأخذ بلال يبكي .. وأقترب وقبل ذلك الخد ثم قاما وتعانقا وتباكيا ختاما بعد هذا الموضوع البسيط أسأل لماذا عدنا لزمن الجاهلية ؟؟؟ ونرى اصحاب البشرة السمراء اناس مختلفين ؟؟ لماذ نردد أن اكرمكم عند الله اتقاكم ولا نفهم معناها ؟؟؟ وعذرا ... لسنا جميعنا نعاملهم بالطريقة نفسها فأحبابي منهم والله كثر ... وانهم عندي افضل من مئة ابيض