|
۩۞۩{ أرصفة عامة}۩۞۩ !.. گوب قـ هـوَهـ وَ إرتِشَافْ حَ ـرْفٌ | مقـ هَى يُعانِقُ الواقُع بِ قلمٍ ينثُر ..~ |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() التَّلذُّذ بالأخذ يشترك فيه مُعظم البَشر ،
لكن التَّلذُّذ بالعَطاء لا يعرِفُه سِوَى العُظَماء وأصْحَاب الأخْلاق السَّامية السَّامقة يقول الأستاذ سيِّد قُطب رحمه الله : ( لقد أخَذت في هذه الحَياة كثيراً ، أعنِي : لقَد أعطَيْت ) !! . أحياناً تصعُب التَّفرقة بَين الأخْذ والعطَاء ، لأنَّهُما يعطِيَان مدلولاً واحِداً في عَالم الرُّوح ! فِي كُل مرَّه أعطَيْت لقَد أخَذت ، لَستُ أعنِي أنَّ أحداً قَد أعطَى لِي شيئاً ،إنَّما أعنِي أنَّني أخَذت نَفس الَّذي أعطَيْت ، لأنَّ فرحَتي بِمَا أعطَيْت لم تَكُن أقَل مِن فَرحة الَّذين أخَذُوا .... إنَّ بهجَة العطَاء تَفُوق لَذَّة الأخْذ ، فالأولى رَوحَانِيَّة خَالصَة ، تَتملَّك وجدَانَك وأحاسِيسَك ، والثَّانية مادِّيَّة بَحتة مَحدُودة الشُّعور . يقول جورج برنارد شو :( المُتعة الحَقِيقيَّة في الحَياة تتأتَّى بأن تُصهِر قُوَّتك الذَّاتِيَّة في خِدمَة الآخَرِين ، بدلاً مِن أنْ تَتحوَّل إلى كَيان أنَانِي يَجْأر بالشَّكوَى مِن أنَّ العَالم لا يُكَرِّس نَفسه لإسْعَادك ! ). فَالمرءْ مِنَّا حِينَما يَكُون دَائِم العَطاء ، سَيتمَلَّكُه بَعد فَترة شُعور بِأنَّه يَسْتَمِد مِن رَبِّ العِزَّة أحَد أسْمَى وأرْوَع صِفَاته وهِيَ صِفَات ( الجُود والعَطاء والكَرم) ، تلذّذ بالعطاء ومَا أسْعَد الخَالِق حِينَما يتَمثَّل أحَد خَلْقِه صِفَاته الجَمِيلة الرَّائِعة . إنَّ أحَد أسْرَار السَّعادة هُوَ أنْ تَكُون صَاحِب يَد عُليَا مِعطَاءَة فَهِي الأحَب والأقْرَب إلى الله عزَّ وجَل . هَذِه اليَد المِعطَاءَة هِيَ وَحدَها القَادِرة عَلَى نَقلِك مِن عَالَمِك المَادِّي الضَّيِّق ، إلَى عَالَم الرُّوح الرَّحب الوَاسِع ، فالنَّفس تُحِب أنْ تَكنِز وتَجمَع ، وصَعب عَلَيها أنْ تَجُود وتُنفِق فإِذا مَا علَّمتَها العَطاء والجُود ، كُنت أحَق النَّاس بِالإرتِقَاء والعُلُو والرِّفعَة فِي الدُّنيا والآخِرَة . صَعب عَلَى عَقل مَادِّي أنْ يَفهم مُعادَلة العَطاء السَّعيد ، لِذا لا أجِدْني مُبالِغاً حِينَ أُجزِم أنَّ أصْحَاب اليَد العُليا هُم... نَسيمُ الحَياة ومَلائِكَة الإنسَانِيَّة . أصْحَاب اليَد العُليا هُم ... رُوَّاد كُلِّ زَمن ، ورُمُوز كُلِّ عَصر يَجُودُون بِالمَال إنْ تطَلَّب الأمْر ، ويُضحُّون بِالنَّفس بِنُفُوسٍ رَاضِية ، ويُقدِّمُون رَاحة غَيرِهِم عَلَى رَاحَتِهم وهَنائِهِم .تَعرِفُهم بِسِيمَاهُم ، قُلوبٌ هَادِئَة وَ ابْتِسَامة رَاضِيَة وَاثِقَة .. ونُفوسٌ مُطمَئِنَّة مُستَكِينَة . هُم أسْعَد أهْلِ الأرْض ، ولَهُم فِي السَّمَاء ذِكرٌ حَسَن .. وأجْرٌ عَظِيم . إشْرَاقَة ~ لَا تَنسَى وأنْتَ تُعطِي أنْ تُدِير ظَهْرَك عَن مَنْ تُعطِيه كَي لَا تَرَى حَيَائه عَارِياً أمَامَ عَيْنَيك . ![]() ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|