|
۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ |!.. غيمة الرُوُح ْ فِي رِِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ",, |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]() الأولية فى دين الله
الأولية تعنى الأسبقية فى أى شىء ونجد فى كتاب الله أمور عديدة تتعلق بالموضوع وهى : الله هو الأول : وصف الله نفسه بقوله : " هو الأول والأخر " والمعنى أن الله السابق فى الوجود للخلق وهذه الأسبقية لا توصف بالأسبقية الزمنية لأن الزمان بدايته هى بداية وجود الخلق كما قال سبحانه : " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض " الخلق على نوعين زمانيا : قسم الله الناس إلى نوعين : الأولون وهم السابقون فى الوجود زمانيا الأخرون وهم المتأخرون فى الوجود زمانيا وهذا التقسيم يطلق على ما قبل محمد(ًص) وما بعده وفى المعنى قال سبحانه : "قل إن الأولين والأخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم " فمن قبل وجود محمد(ص) هم الأولون وهم الأقوام التى كذبت بالآيات عدا قلة نادرة كما قال سبحانه : " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون " ومن بعد محمد(ص) هم الأخرون حتى يوم القيامة ومن ثم يعتبر عهد محمد (ص) هو : العهد الأوسط للبشرية ومن ثم المترتب على ذلك: أن ما بعده يستوى فى عدد السنوات بما قبله وعليه من المرجح إن وجدت ساعة زمانية خلقها الله فى مكان ما من أرضنا فستكون ساعة تخبرنا بالشهر الذى نحن فيه وإن كان من الممكن أيضا أن تخبرنا بعدد السنوات الأولية بحسب الدين : المقصود بأن رسول كل أمة هو أول أى أسبق القوم إلى الاستسلام لأحكام الله وهو ما نفسره بأنه : أول من يطيع أوامر ونواهى الله ومن ثم هو أول المسلمين ومن ثم وجدنا محمد (ص) يصف نفسه بأنه أول المسلمين فى عصره حيث طلب سبحانه أن يقول : "قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين" وأن يقول: "قل إنى أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين وأمرت لأن أكون أول المسلمين " ومن ثم كل رسول فى عصره هو أول المسلمين وهم المطيعين لأحكام الله المنزلة عليه لأنه أول من يعرف بها من خلال نزول الوحى عليه إلا إذا كانت تتعلق بغيره كأحكام النساء الأولية بحسب الإيمان : والمقصود أن رسول كل أمة هو أول أى أسبق القوم إلى الإيمان وهو التصديق بأحكام الله وهو ما نفسره بأنه : أول من يعلن قبوله وحى الله المنزل عليه ومن ثم هو أول المؤمنين ومن ثم وجدنا موسى (ص) يصف نفسه بأنه أول المؤمنين فى عصره حيث قال سبحانه: "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ" كما وجدنا ان السحرة فى عصر موسى (ص) وهو نفسه عصر فرعون يعلنون لفرعون أنهم أول المؤمنين برسالة موسى(ص) من قوم فرعون والمقصود : أسبق المصدقين برسالة الله إلى موسى(ص) وفى هذا قال سبحانه : " قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ" بالطبع هم كانوا لا يعلمون بأن هناك رجل سبقهم إلى الإيمان وهو المؤمن الذى كتم إيمانه عن القوم وفيه قال سبحانه : "وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ" الأولية ليست دليل على شىء : بالطبع لا توجد أفضلية للأولين على الأخرين ولا للأخرين على الأولين لأن الله بين أن السابقين المقربين وهم سكان الدرجة الأولى من الجنة بعضهم منهم من الأولين وهم من سبقوا عصر محمد(ص) وبعض منهم من الأخرين ممن فى عصره وبعده حيث قال : " والسابقون السابقون أولئك المقربون فى جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الأخرين " كما بين أن أهل اليمين وهم أصحاب الدرجة الأقل فى الجنة بعض منهم من الأولين وهم من سبقوا عصر محمد(ص) وبعضهم منهم من الأخرين ممن فى عصره وبعده حيث قال : "وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين فى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين ثلة من الأولين وثلة من الأخرين " ومن ثم مخطىء كل من يقول بأن أهل عصر أفضل ممن قبلهم أو ممن بعدهم فى أولية الإسلام والإيمان ومن ذلك مثال قولهم: أن لا أحد يبلغ درجة الصحابة مهما صنع بالطبع يستثنى من ذلك عصر واحد قبل الرسول الخاتم (ص)وهو عصر يونس (ص)حيث أن قومه آمنوا جميعا كما قال سبحانه : "فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ" ومن أجل هذا نجد أن البشر تبنوا وجهات نظر فى أفضلية الأولية والأخروية: الأولى : أن الأوائل هم الأفضل لم يتركوا للأواخر شىء وهو المقولة الشائعة : ما ترك الأول للأخر شىء وهو نفس ما جاء فى بيت الشعر المنسوب لزهير بن أبى سلمى : ما أرانا نقول إلا معارا أو معادا من قولنا مكرورا وهو نفسه معنى بيت عنترة : هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم والمعنى أن كل ما يقال قيل من قبل الثانى وجهة النظر القائلة: أن الأواخر سيأتون بالذى لم يقدر الأوائل على عمله وهى وجهة نظر منسوبة إلى أبى العلاء المعرى فى قوله : إنى وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل والمضحك في الحكايات أن يقال أن طفل استوقف المعرى حيث قال ردا عليه : إن الأقدمين جاءوا بثمانية وعشرين حرفًا فزدها حرفاً واحداً فلم يستطع الرد عليه ومن ثم أى كتاب أو أى مقال يقدم الأوائل على الأواخر أو يقدم الأواخر على الأوائل كما حال التطورية التاريخية من حيث جعل الأوائل بدائيين جهلة على الفرد تكذيبه على الفور حتى وإن وجدت آثار تدل على وجهة النظر تلك لأن الآثار معظمها اندثر والمقصود هلك أى تم حصده ومن ثم ليست دليل على شىء كما قال سبحانه : "ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ" بالطبع لا يمكن ان نصدق أى شىء فى الأوليات إلا ما نص عليه كتاب الله لأن الله وحده هو الأعلم بكل التاريخ بينما البشر كل منهم لم يعش إلا عصر واحد ومن تلك الأوليات : أن عاد لم يخلق والمقصود لم تتم بناية أعمدة مثل أعمدتها فى كل البلاد كما قال سبحانه : "ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد " |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|