موسوعة اشعار وقصائد الشاعر أبو بكر الخوارزمي..

قلت للعين حين شامت جمالاً

في وجوهٍ كواذب الإيماض

لا تغرنّك هذه الأوجه الغرُّ

فيا ربّ حيّة من رياض

عذيريّ من ضحكٍ غدا سبب البكا

ومن جنّةٍ قد أوقعت في جهنم

لأنّكِ لا تروين بيتاً لشاعرٍ

سوى بيت من لم يظلم الناس يظلم

عذيريّ من تلك الوجوه التي غدت

مناظرها للناظرين معاركا

عذيريّ من تلك الجسوم التي غدت

سبائك تفنى الناس فيها السبائكا

خليليّ عهدي بالليالي صوافيا

فما بالها أبدلن جيماً بصادها

خليليّ هل أبصرتما مثل أدمعي

نفدن وحقِّ الله قبل نفادها

يفلُّ غداً جيش النوى عسكر اللقا

فرأيك في سحِّ الدموع موفقا

وخذ حجتي في ترك جنبي سالماً

وقلبي ومن حقيهما أن يشقّقا

يدي ضعفت عن أن تمزق جببها

وما كان قلبي ناظراً فيمزّقا

بسمت فأبدت جيدها فتكشّفت

عن نظم درٍّ تحت نظم لآلي

وأرتك خديها ولاح عليهما

صدغان ذو خالٍ وآخر خالي

فكأن ذا ذالٍ خلت من نقطةٍ

وكأنّ ذا دالٍ ونقطة ذال

قد عصاني دمعي وخِلّي فخِلت الخَلَّ

دمعاً وخلتُ دمعيَ خِلا

وأحاطت بي الخصوم فجفناً

مستهلاً وصاحباً مستقلا

وفؤاداً لو ظنَّ إبليس أن

النار في حرِّه لصام وصلى

هلّم الخطا بدر الدجنّة وارفقا

بعينيكما فالضوء قد يورث العمى

ولا تعجباً أن يملك العبد ربه

فإن الدمى استعبدن من نحت الدمى

وكم ليلةٍ لا أعلم الدهر طيبها

مخافة أن يقتصَّ مني لها الدهرُ

سهادٌ ولكن دونه كل رقدةٍ

وليلٌ ولكن دون إشراقه الفجرُ

وسكر الهوى لو كان يحكيه لذةٌ

من الخمر سكرٌ لم يكن حُرِّم السكر

ولما أدارت مقلةٌ جاهليةٌ

هلاك امرئٍ في ضمن ثوبي لها نذر

ومالت كأن قد سقيت خمر خدّها

وكيف يميل الخمر من ريقه الخمر

حسدت عليها ناظري إذ تحلّه

كما تحسد الأفلاك نعل فناخسرو

ولما اكثر الحساد فيه

وقالوا قد تغضنّت الخدود

أجاب الفضل عنه حاسديه

لأمر ما يسود من يسود

بودي لو رأى كنفيه يوماً

ومن قد عاش تحتهما لبيد

ولو أن الوليد رآه يوماً

غدا ورجاؤه غضٌّ وليدُ

وحلَّ عُرى الزماع ولم يردِّد

أشرِّق أم أغرِّب يا سعيد