الصداقة نبع من العطاء ، رمز للإخوة و الوفاء ، و نجم يتلألأ بالسماء ، و ما أجملها من صداقة ، حين يكون عطرها الحب ، و الإخلاص ، و ما أروعها عندما تجدهم عند ضعفك سنداً لك ، و عند فرحك تشعر بأن الفرح لهم ، تتمنى الخير له ، و لو كنت حتى لم يحصل لك ، تريده أن يبقى جانبك دائماً ، و يريد هو ذلك ، و أن لا يكون الدهر حاجزاً بين الأصدقاء ، و الصداقة مبنية على الإيثار و على لغز للحياة ، لا يعلمه إلا الأصدقاء ، صداقة معلقة بالقلب ، و الذاكرة ، و الجوارح ، فهي شعلة لحنين ، بأيام قد مضت معاً ، و الصداقة الحقيقية هي ما تستمر للنهاية ، و يستمر معها الوفاء ، و العطاء ، و من الكلمات التي تصف الصديق ، و تمدحه : الصديق هو بيت لصديقه . يعطيه فرحه و أسراره و ضيقه . يعطيه نكهة لحياة جميلة معه . يكون معه على حلوه و مره . لا يتملل من سماع حديثه . يفكران معاً بأفكار غريبة عنه . يتطلعون دائماً لأن يكونوا معاً .
نحتاج دائماً في هذه الحياة إلى شخص يكون دائماً بقربنا، نشكو إليه همومنا، ونشاركه أفراحنا وأحزاننا، نأتمنه على أنفسنا، وفيّ لنا حتّى في غيابنا، كلّ هذه الكلمات تعبّر عن شخص واحد يسمّى الصّديق الحقيقيّ، فمن وجده كأنّه حصل على ثروة كبيرة يتمنّى الجميع الحصول عليها: مَا أَكْثَر الأَصْحَـابَ حِينَ تَعُـدُّهُمْ ولَكِنَّهُـمْ فِـي النَّـائِبَـاتِ قَلِيـلُ لا شَيْءَ فِي الدُّنْيـا أَحَـبُّ لِنَاظِـرِي مِـنْ مَنْظَـرِ الخِـلاَّنِ والأَصْحَـابِ عاشِـرْ أُنَاسـاً بِالـذَّكَـاءِ تَمَيَّـزُوا وَاخْتَـرْ صَدِيقَكَ مِنْ ذَوِي الأَخْـلاقِ سَـلامٌ عَلى الدُّنْيـا إِذَا لَمْ يَكُـنْ بِـهَا صَـدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَـا