مساحة للهمس الرقيق ( عندما يأتي المساء)...

عندما يأتي المساء...

اعيش وحيدة أنا بغيابك عني..
حياتي يتملكها الظلام..
أسير دون هوادة باحثة بين الظلام..
عن من يؤنس وحدتي ويملأ فراغ قلبي..
أناظر الأفق من هنا ..
لعلك تلمحني..
فتأتي..
وتعيد إليّ..
ذاك النور الذي فقدته..
بغيابك وبعدك عني !!!.

ضي القمر معجب بهذا

عندما يأتي المساء...

لازال افتقاري إليك يدفعني للعوز...
هل لك أن تقترب مني أكثر؟؟...
في رحلة القلق...
حملني مركب الخوف إلى التهور ...
حتى رماني غريق في بحرك ...
ولازلت أحتضر...
فمد يدك...
وانتشلني من الموت !!.

ضي القمر معجب بهذا

عندما يأتي المساء...

السمــــاء غيــم وبروق ...
والهــواء بــارد...
يذكرنــي بقســوة الانتظــار...
ما غيــر أوراقي وأنــا...
وأيــام وليــالي...
وعمــر أفل على أمــل الشروق...
ويطول الوقت وتمــر ساعات...
ثقــــال...
وأنــا بين الوهــم .. والأمــل...
والحقيقـــــة....
والخيـــال..

ضي القمر معجب بهذا

عندما يأتي المساء...

أفتقدني ..
وأفتش عني ..
أفتش ..
فألمحني هناك ..
أتسكع بمساءات غيابي..
منكفئة .. حد التمرد مني..
في رحم الذكريات ..
أجدني هناك ..
فأستجمع أشلاء انشطاراتي ..
وأصلي في محراب اللحظة ..
صلاة المسافر ..
ثم ..
في مدى البرهة أسهو ..
وأفيق ..
فلا أعثر على معطيات حضوري..
ولا أشعر بي شيئاً هنا ..
فأتسامى عبر الأزمنة
في مدارات الذاكرة ..
لأبحث عني في محطات أخرى ..
مشتتة بغياهب أماسي ..
أنقب فيها عن وطنٍ منقرضٍ ..
وعن هوية مشتتة مثلي..
أنقب .. وأنقب ..
فأبصرني بخرائط أزمنتي..
غجرية مقيمة بغيابي..
وكلما حاولت الرحيل من مدائن ذاكرتي..
ألتقيك عند آخر منعطفٍ
فأعود ..
لأرتب فوضى أحزاني من جديد !!!

ضي القمر معجب بهذا

عندما يأتي المساء..

أحاول أن أنزع مني روح الأنثى ..
حين تكسرني داخلها ..
وتشيط بي شظاياها ..
وهج محموم بالفقر إليك ..
وتتلاعب بي ثورة الاشياق ..
محفوفة بمخاطر اللقاء..
واقع طريح الرغبة في أن أشعر بي ..
وأن أجمح إحساسي بلا غي ..
يجعلني ألتوي ..
حتى أختلط فلا أجد مني ..
إلا شكل أخطبوط فقد جميع أذرعه ..
وأتعمـد أن أعبث بجزيئات من روح غفت دهر..
لأوقظها ..
حين أذكرك !!!..

عندما يأتي المساء...

سأزورك الليلة ...
عندما يرحلــون ... وتنام عيونهم ...
سآتيك وبصحبتي قلبٌ أضناه الشوق ...
وفي يديّ ورود وقلب ...
نعم سأزورك ...
وبداخلي براكين عشق...
واشتياق لكل ما فيك ...
لكل التفاصيل والمفردات ...
لكل حرف كون أسمك الذي عشقت ...
منذ أيـــام زارني طيفك ...
وأخبرني باشتياقك ...
وحبك المجنـــون ...
تبادلنا الحديث والذكريات ...
رجوته ألا يرحـــل ...
ولكنــه سرعان ما مضى ...
فعدت أعاني الوحدة من جـديد ...
أتعلم حالي في ليالي البعاد..
صاحبت قلمي وحروف لغتــي ..
صرت أسامر القمر والنجــوم ..
فهم رفيقاي منــذ غبــت عني ..
أحكي لهم .... وأحكي ...
كنت في كل ليـــلة ..
أهديك أجمل الكلمات وأعذب الألحان ...
وأبثها مع النســـيم ..
علها تصــــل حيث أنت ...
نعـــم سأزورك ....
فـي كـل مرة أقولهــا ...
ولكنــي أمشـي ... و أمشــي ... وأمشي ..
في لـــيالي َّ وحيــدة ..
دون أن أصـــــل ...

فقلــبي الذي تعلــق بك..
وهــــــذى باســـمـك...
كـــان قــد أحب الوهـــم ...
وتاه في غياهب الســراب ...
ولم يجـد له بين المحبين مكان ...
وفي النهـــاية أضــاع العنــوان ...

عندما يأتي المساء ...

أيها الضوء الآتي من غياهب الزمن..
كم سنة ضوئية ..
نحتاج لاجتياز مساحة الشجن ..
فقد هالني فارق التوقيت ..
بين نبض وقلب ..
وبين حنين ووجد ..
ولتكن أول سطور العبور لهذا الحب ..
حلم نُسج دون قصد ...
غيمة أعطتني حريتي ..
قطرات حالمة تزين ليالينا المزهرة ..
ورود تلألأت .. ونمى معها الشوق ..
حب حطم الحزن وشتت القهر ..
اسم تمايل مع السحاب والرياح ...
وليل غطى عُراه بفضول الصباح ...
أيها الواقف وفي عينيك وعد ..
وفي قلبك نبض ووجد ..
يستجدي شوقاً ..
قلبي المهاجر إلى صدرك ..
ها أنا ...!!!
أترك كلي لبعضك ..
وأسلمك رايات حبي ..
ومفاتيح صمتي ..
سأستدعي حروف الهجاء ..
من كتب الأدب..
وأعلمها أصول الطرب ..
لتصطف على شفاه الوله ..
تردد اسمك بأهازيج الحنين ..
يا ذا الوجه المليء بالحب ..
كمصابيح مشتعلة بالنضج المغنج ..
وابتسامة تغير مجرى الأنهار ..
جنة أنت تستبيح كل نبضي ..
تُشعل غصون الليل حنين ..
ولهمسك مكانةُ الُحلم في النوم ..
سأصحبك بقارب يحدث النهر ..
عن عاشقين ..
يتضاحكان ..
كطفلين اكتشفا ..
ألوان الزهر ..
ورذاذ المطر ..
فأخذا ...يمارسان الجنون ..
ودعني أتوسد ذراعك وأغفو ..
فمعك أشرقت شمسي ..
وأطل النهار ..
وغردت أطيار بهجتي ..
خذني إليك مشتاقة أنا ..
أن أذوب الليل سهرا ..
بعيدا عن كل الوجود ..
فقط أنا وأنت ..
والليل ..
والشعر ..
والقمر ..
وأحاديث الشجون ....!!!

عندما يأتي المسااء...




لا أدري ما الذي يدفعني كل مرة للتراجع..
كلما اقتربت منك ...
أجد شيئا ما يحثني على عدم الاقتراب..
خوفا ما يقول لي : ارجعي فليس من حقك !!
نعم ، أعلم أنه ليس من حقي..
أعلم أنك لست لي..
كما أعلم جيدا أنني لم أعتد على حقوق أحد..
هو حلمي وليس لأحد أن يمنعني منه.. أو يمنعه عني..
أحبك..
ولا أجد لحبي نهاية..
أحاول بجدية ألا أفكر بك..
وتأبى كلماتك الرقيقة إلا أن تجذبني إليك..
أسامرك ليلي..
وأبدأ بك يومي..
في ضعفي أستمد منك قوتي..
وفي حزني تعيد إلي ابتسامتي..
فكيف لي بنسيانك؟؟..
وهل حقا أريد أن أنساك ؟؟؟!!!
إنني أتنفس عبقك عبر المسافات..
أتحدث مع طيفك ..
لأجدك حقيقة أمام ناظري..
أرى من خلالك كل جميل..
ويهون بحبك كل مستحيل..
ولكنك لست من حقي ..
أعلم ذلك !!!
وكم تذبحني تلك الفكرة..
لكأنها وجدت لتعكر صفوي..
وتثير بداخلي تساؤلات قبل كل لقاء..
هل تشتاق إلي بقدر اشتياقي إليك ؟..
هل تتوق لرؤياي كما أتوق ؟..
هل تستعد لاستقبالي بأبهى صورة كما أفعل ؟..
وهل تتعطر بعبير الحب..
كما أنثره أنا بكل جوانحي ؟؟
وأخيرا..
هل تحمل في طياتك آلاف الكلمات ..
والحوارات التي لا تنتهي..
حتى يطول لقاؤنا ؟؟
هل حقا تنتظرني وتعد الدقائق للقائي كما أتلهفه أنا ؟
وأجيب على نفسي ..
بأسوأ كلمة وجدت في قاموس الكلمات..
بالطبع لا..
فهو ليس من حقك..
حينها أقرر ألا ألقاك..
أقرر أن أمحو كلماتي..
أن أستهين بمظهري..
أحاول أن أنساك !!..
ولكنني سرعان ما ألقاك عبر كلماتك..
التي تحمل بين حروفها كل حنين..
ويصلني من خلالها أسمى اشتياق..
وأحار !!
هل حقا تحزن عندما لا تلقاني ؟..
هل حقا تنتظرني ؟..
هل تبادلني ذاك الشعور ؟..
هل تحبني كما أحبك ؟..
أم أنني واهمة ؟؟!!..
فساعدني أرجوك كي أفهمك..
كي أفك رموزك..
كي أصل إلى أعماقك لأرى ما بداخلها..
أو أرى ما بداخلي..
فأنت لست من حقي..
فساعدني كي أنساك !!!

عندما يأتي المساء...

أنت هناك ..
وأنا هنا..
تمضغني الغربة ..
ويفوح الحزن في أعماقي..
أفتش عن خطواتك في دروب الماضي والحاضر..
أصغى لإيقاعك القادم مع الريح..
أتحسسك في نبضي ..
أبحث عنك في صمت الأشياء..
فهل أنت قادم ؟؟؟.

عندما يأتي المساء..


لا تلمني إن أخذتني أحلامي..
أفكاري..
وسافرت معك..
لا تلمني إن قدر لي أن أعيش معك ..
خيالا..
حلما..
لا واقعا..
لا تلمني إن جن جنوني..
ورحلت بعيدا بأفكاري..
لا تلمني..
فأنت سبب جنوني..
وحدتي ...
حيرتي..
لا تلمني لأنك بعيد..
وأنا أحاول أن أجدك ... فلا أستطيع..
أحاول أن نتقارب..
ودائما تبوء محاولاتي بالفشل..
فلا أجد سوى أنت وأحلامي أمامي..
أسافر بها معك بعيدا..
أجدك معي رقيقا كالملاك..
حالم كأحلام المساء..
نتجاذب أطراف الحديث..
تلاطفني..
أهيم بك عشقا..
أهيم بالعينين شوقا..
أذوب مع نسمات أنفاسك..
أحاول أن ألاحقها جاهدة..
أراها تسابقني..
وأراك معها ..
وأفيق..
أفيق من أوهامي..
من أحلامي..
لأراني جالسة بمفردي..
وأراك هائما في حياتك..
ناسيا أين أنا..
أو من أنا..
تجالس الرفاق..
تضحك معهم..
وتتركني لوحدتي وأحلامي ...
فلا تلمني ..
إن رأيتك سرابا..
وهما..
لا تلمني إن عرفتك خيالا..
وعشتك خيالا..
لا تلمني إن رأيت يوما حطام إنسان..
ضيعه حبك..
ضيعه دربك..
وضاعت معه الأحلام كالدخان..
لا تلمني .!!َ!