ننتظر تسجيلك هـنـا


{ اعلانات سكون القمر ) ~
  <
 

العودة   منتديات سكون القمر > ۩۞۩{ نفحات سكون القمر الإسلامية }۩۞۩ > ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩

۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ |!.. غيمة الرُوُح ْ فِي رِِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ",,

-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك : أفضل كاتب :
بيانات نهيان
اللقب
المشاركات 173565
النقاط 6618155
بيانات نهيان
اللقب
المشاركات 173565
النقاط 6618155


التعريف بسور القرآن الكريم وأسباب النزول ومحاور ومقاصد السور

|!.. غيمة الرُوُح ْ فِي رِِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ",,


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-26-2021, 02:30 PM   #61


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي













سورة العَنْكَبُوت

التعريف بالسورة
مكية . ماعدا الآيات من 1 : 11 فمدنية .
من المثاني .
آياتها 69 .
ترتيبها التاسعة والعشرون .
نزلت بعد سورة " الروم " .
بدأت السورة بأحد حروف الهجاء " الم "
السورة اسم كائن حي .

سبب التسمية
سميت هذه السورة الكريمة بسورة العنكبوت نسبة الى العنكبوت الذي ضربه الله مثلا للأصنام المنحوتة والآلهة المزعومة التي يعبدها الكفرون وهذا ما تجلى في قوله تعالى :
مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا، وانّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت، لو كانوا يعلمون.
يدور محور هذه السورة الكريمة حول سنة الابتلاء، ذلك أنّ المسلمين في مكة كانوا في أقسى أنواع المحنة والشدّة، ولهذا جاء الحديث عن موضوع الفتنة والابتلاء في هذه السورة مطوّلا مفصّلا وبوجه خاص عند ذكر قصص الأنبياء كي نقتدي بهم عليهم الصلاة والسلام.

سبب نزول السورة

1)قال الشعبي : نزلت في أناس كانوا بمكة قد أقروا بالإسلام فكتب إليهم أصحاب النبي من المدينة إنه لا يُقْبَل منكم إقرار ولا إسلام حتى تهاجروا فخرجوا عامدين إلى المدينة فأتبعهم المشركون فآذوهم فنزلت فيهم هذه الآية وكتبوا إليهم أن قد نزلت فيكم آية كذا وكذا فقالوا نخرج فان إتبعنا أحد قاتلناه فخرجوا فأتبعهم المشركون فقاتلوهم فمنهم من قُتِل ومنهم من نجا فأنزل الله تعالى فيهم (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فُتِنوا )الآية وقال مقاتل نزلت في مهجع مولى عمر بن الخطاب كان أول قتيل من المسلمين يوم بدر رماه عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله فقال النبي :سيد الشهداء مهجع وهو أول من يُدْعَى إلى باب الجنة من هذه الأمة فجزع عليه أبواه وامرأته فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية وأخبر أنه لا بُدَّ لهم من البلاء والمشقة في ذات الله تعالى . قال مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنّه قال :نزلت هذه الآية فيَّ قال حلفت ام سعد لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه ولا تأكل ولا تشرب ومكثت ثلاثة أيام حتى غُشِيَ عليها من الجهد فأنزل الله تعالى (وصينا الانسان بوالديه حسنا )رواه مسلم عن ابي خيثمة .

2) عن ابي عثمان النهدي ان سعد بن مالك قال : أُنزلت فيّ هذه الآية( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) قال: كنت رجلا برا بأمي فلما أسلمتُ قالتْ يا سعد ما هذا الدين الذي قد أحدثت لتدعن دينك هذا أولا آكل ولا أشرب حتى أموت فَتُعَيَّر بي فيقال يا قاتل أمه قلت لا تفعلي يا أُمه فاني لا ادع ديني هذا لشىء قال فمكثت يوما لا تأكل فأصبحت قد جهدت قال فمكثت يوما آخر وليلة لا تأكل فأصبحت وقد اشتد جهدها قال لما رأيت ذلك قلت تعلمين والله يا أُمه لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشىء إن شئت فكلي وإن شئت فلا تأكلي فلما رأت ذلك أكلت فأُنزِلَت هذه الآية (وإن جاهداك ).


محاور مواضيع السورة

- يفتتح الله تبارك وتعالى السورة بقوله الكريم: ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون* ولقد فتنا الذين من قبلهم، فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين.
انّ الكثير من الناس يعتقدون أنّ الايمان هو مجرّد كلمة تقال على اللسان، فاذا نزلت بهم محنة أوشدة انتكسوا الى جحيم الضلال، وارتدوا عن الاسلام تخلصا من عذاب الدنيا، وكأنّ عذاب الآخرة أهون من عذاب الدنيا.

- هل يظنّ الناس أنّ يتركوا هكذا من غير افتتان لمجرّد قولهم أمنا بألسنتهم؟ كلا... انّ الأمر ليس كذلك، ولو كان كذلك لما ابتلى الله تبارك وتعالى أنبياءه ورسله عليهم الصلاة والسلام، ابتداء من أبو البشر آدم الى نبينا محمد عليهم الصلاة والسلام أجمعين.

- حتى على مستوى المؤمنين والمؤمنات فقد تعرضوا لابتلاءات الله تبارك وتعالى، وهل ابتداء من ابتلاء أسيّة امرأة فرعون وانتهاء بالصحابيات الجليلات رضي الله تعالى عنهنّ أجمعين، ولعلّ ابتلاء السيدة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين رضي الله عنها عندما ابتلاها الله تبارك وتعالى بقصة الافك والتي برأها الله تعالى منها من فوق سبع سموات.
والابتلاء لم يقتصر على أمة دون أخرى، بل جميع الأمم تعرضت اليه من خلق آدم عليه الاسلام الى نبينا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام جميعا، وهو سنة قديمة جارية في الأمم كلها.

ما هدف الابتلاء؟
ليميّز الله تبارك تعالى الصادق من الكاذب بقضية الايمان، وليؤكد الله تبارك وتعالى للكاذبين المجرمين الذين يرتكبون المعاصي والموبقات أنّ الله تعالى ليس غافلا عنهم، تماما كقوله تعالى في سورة ابراهيم: ولا تحسبّن الله غافلا عما يعمل الظالمون* انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار..... نعم يؤخرهم ليوم عصيب تشخص فيه الأبصارمن الفزع والهلع، فتبقى مفتوحة مبهوتة لا تطرف رموشها ولا تتحرك من هول ما يرونه من عجائب قدرته سبحانه وتعالى.

- ثمّ تناولت السورة قضية الصلاة وعلاقتها الوثيقة بالنهي عن الفحشاء والمنكر، وكما ورد في الحديث: من لم تنه صلاته عن المنكر لا صلاة له، ذلك أن الله تبارك تعالى حين يأمرنا باقامة الصلاة فعلينا أن نقيمها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقيمها أو قريبا منها، وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم على المنبر أمام المصلين ثم قال لأصحابه: صلوا كما رأيتموني أصلي.


ما معنى وأقيموا الصلاة؟
يقول الله تبارك وتعالى في هذه السورة الكريمة آية 45:
وأقم الصلاة ، انّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون
انّ هذه الآية الكريمة، تكاد تكون الآية الوحيدة الغير مقرونة بالزكاة، وذلك لعظم شأن الصلاة عند الله تبارك وتعالى.
هل معناها أن صلوا يا عبادي؟ لو كان معناها كذلك لقال الله تعالى : فرضت عليكم الصلاة، ولكن قوله تعالى وأقم الصلاة أي دم عليها ، واظب عليها ، حافظ على اقامتها بأركانها وشروطها وآدابها ، ولما كانت الصلاة عمود الاسلام فقد بلولغ في التوكيد فيها، وهذا ما تجلى في قوله تبارك وتعالى في سورة المعارج وسورة المؤمنون، فذكرت في أول خصا ل المؤمنين الحميدة ، وكما قال القرطبي رحمه الله: ذكر الله تعالى من أوصافهم في البدء الا الذين هم هلى صلاتهم دائمون، ثم قال تعالى في ختام هذه الخصال الحميدة: والذين هم على صلاتهم يحافظون ، والدوام غير المحافظة، فالدوام على الصلاة يعني المحافظة على آداءها في أوقاتها فلا يخلون بمواقيتها ولا يتشاغلون عنها لأي سبب من أسباب التشاغل ، وأما المحافظة عليها فأن يراعوا اسباغ الوضوء لها، ويقيمون أركانها من قيام وركوع وسجود وخشوع، ويكملوها بسننها وآدابها ويحفظوها اقتراف الآثام، وان أداها المصلي كما ينبغي لها أن تؤدّى خاشعا ومتذكرا المصلي عظمة الخالق تبارك وتعالى فيها ، متدبرا ما يتلوه من كتاب الله عزوجل، يحلّ حلاله ويحرّم حرامه، معتبرا أنّ الصلاة همّه الأوحد في الحياة، وأنها مقدّمة على كل شيء في الدنيا ومن أولويات حياته، وأنها تذكره بعظمة الله وجلال قدره في البيع والشراء والتكسّب المشروع، مستحضرا عظمة الخالق تبارك وتعالى العالم بما تخفيه الصدور، عندها فقط يكون من السعداء ويكتب عند الله من الذين يقيمون الصلاة، وغير ذلك تكون صلاته ناقصة أو مردودة عليه على حسب الأركان التي يستوفيها في الصلاة، لأنه سيكون بذلك واضعا نصب عينيه أنّ الله تعالى يعلم جميع أعمالنا وأفعالنا فيجازينا عليها أحسن المجازاة ولأجل ذلك ختم الله الآية والله يعلم ما تصنعون، ويقول أبو العالية رحمه الله: انّ الصلاة فيها ثلاث خصال: الاخلاص والخشية وذكر الله تعالى ، فالأخلاص يأمر بالمعروف، والخشية تنهى عن المنكر، وذكر الله تعالى هو قراءته للقرآن في الصلاة، وأن يأخذ كلّ ما فيه من أمر ونهي، وكل صلاة لا يكون فيها شيء من هذه الخلال فليست بصلاة.

- كذلك تناولت السورة الكريمة أمر الرزق والهجرة من دار الكفر الى دار الاسلام، وألا نجاور الظلمة، فأرض الله واسعة، يقول الله تعالى: يا عبادي الذين آمنوا انّ أرضي واسعة فاياي فاعبدون 56، ومعنى فاياي فاعبدون أي فخصّوني بالعبادة ولا تعبدوا أحدا سواي، ولا تعبدوا أحدا معي، أي لا تشركوا أحدا بعبادتي، وايّ شيء نفضله عن عبادته سبحانه وتعالى نكون قد ادخلنا أنفسنا بمتاهات الشرك ونحن لا ندري.

- ثم تتناول أمر الرزق، وأنّ يوسّع الرزق على من يشاء، ويضيّق الرزق على من يشاء لحكمة هو وحده سبحانه وتعالى يعلمها، لقوله تعالى: الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده، ويقدر له، انّ الله بكلّ شيء عليم، أي هو وحده من يعلم مصلحة العبد في توسيع الرزق على العبد من تضييقه عليه.


- ثم تتناول أمر الحياة الدنيا وتخبرنا أنّ الحياة الدنيا ما هي الا لهو ولعب وأنّ الآخرة هي الحياة الرئيسية، فالدنيا ليست الا جسر نعبر منه الى الآخرة، الدنيا ممّر لآخرتنا دار القرار، والدنيا يمكن أن نشبهها بسنة دراسية ننفق العام كله في الدراسة ليكون الامتحان في نهاية السنة الفيصل، اما نجاح وفلاح، واما فشل ورسوب، وهذه الدنيا امتحان وابتلاء، ويوم الحشر توّزع النتائج وسيقرأ كل منا نتيجته بنفسه، وهو أيضا سيحكم على نفسه ان كان من أصحاب الجنّة أم النار، وهذا ما تجلى في قوله تعالى في سورة الاسراء: وكلّ انسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا* اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا (13-14 الاسراء)

- ويختم الله تبارك وتعالى السورة الكريمة بألا نظلم حتى لا يكون الظلم زادنا الى الجحيم، والظلم درجات، أدناه أكل حقوق الآخرين وأعلاه الشرك بالله وقانا الله واياكم من أن نظلم أو نظلم ، وأختم حديثي عن السورة الكريمة بقوله عزوجل: ومن أظلم ممّن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لمّا جاءه، أليس في جهنّم مثوى للكافرين.

فصل السورة
أخرج الدراقطني في السن عن عائشة عنها أن رسول الله كان يصلي في كسوف الشمس والقمر أربع ركعات وأربع سجدات يقرأ في الركعة الأولى بالعنكبوت أو الروم وفي الثانية ب يس " .

( يتبع - سورة الروم )








 

رد مع اقتباس
قديم 01-26-2021, 02:32 PM   #62


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي








سورة الرُّوم

التعريف بالسورة
مكية . ماعدا الآية 17 فمدنية
من المثاني .
عدد آياتها .60 آية .
ترتيبها الثلاثون .
نزلت بعد سورة " الانشقاق " .
بدأت بأحد حروف الهجاء " الم "
الروم اسم قوم كانت تسكن شمال الجزيرة العربية ،

سبب التسمية

سميت ‏سورة ‏الروم ‏لذكر ‏تلك ‏المعجزة ‏الباهرة ‏التي ‏تدل ‏على ‏صدق ‏أنباء ‏القران ‏العظيم ‏‏" ‏آلم ‏‏* ‏غلبت ‏الروم ‏‏..‏‏." ‏وهي ‏بعض ‏معجزاته

سبب نزول السورة
1) قال المفسرون بعث كسرى جيشا إلى الروم واستعمل عليهم رجلا يُسمى شهريران فسار إلى الروم بأهل فارس وظهر عليهم فقتلهم وخرب مدائنهم وقطع زيتونهم وكان قيصر بعث رجلا يدعى يحنس فالتقى مع شهريران باذرعات وبصرى وهي أدنى الشام إلى أرض العرب فغلب فارس الروم وبلغ ذلك النبي وأصحابه بمكة فشق ذلك عليهم وكان النبي يكره أن يظهر الأميّون من أهل المجوس على أهل الكتاب من الروم وفرح كفار مكة وشمتوا فلقوا أصحاب النبي فقالوا :إنكم أهل كتاب والنصارى أهل كتاب ونحن أميون وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من الروم وإنكم إن قاتلتمونا لنظهرن عليكم فأنزل الله تعالى (الم غُلِبَتِ الرومُ في أدْنَى الأرضِ )إلى اخر الآيات .

2) عن عكرمة قال تعجب الكفار من إحياء الله الموتى فنزلت الآية .

3) عن ابن عباس قال : كان يلبي أهل الشرك لبيك اللهم لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك فأنزل الله هذه الآية


محاور مواضيع السورة

- سورة الروم مكية وأهدافها نفس أهداف السور المكية التي تعالج قضايا العقيدة الإسلامية في إطارها العام وميدانها الفسيح الإيمان بالوحدانية وبالرسالة وبالبعث والجزاء .

{ الـم . غُلِبَتِ الرُّومُ . فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ }

- هذه الآيات القرآنية الكريمة جاءت في مطلع سورة الروم‏,‏ وهي سورة مكية يدور محورها الرئيسي حول قضية العقيدة‏,‏ شأنها في ذلك شأن كل القرآن المكي‏.‏

- ومن قضايا العقيدة الأساسية الإيمان بوحدانية الخالق‏ -سبحانه وتعالى-,‏ وبوحدة الرسالة‏,‏ ووحدة الخلق‏,‏ والإيمان بالآخرة وأهوالها‏,‏ ومنها هول البعث‏,‏ وهول الحساب‏,‏ وهول الميزان‏,‏ وهول الصراط‏,‏ وحتمية الجزاء‏,‏ وحتمية الخلود في الحياة القادمة إما في الجنة أبداً أو في النار أبداً‏...!!‏

- وقد ابتدأت السورة الكريمة بالتنبؤ بحدث غيبي قبل وقوعه بعدة سنوات، ألا وهو انتصار الروم على الفرس بعد هزيمتهم أمامهم قبل نزول هذه السورة المباركة بعدة سنوات‏.‏
وتزخر السورة بالأمر بتسبيح الله‏,‏ وتنزيهه وحمده‏,‏ وبالاستشهاد بعدد كبير من الآيات الكونية الدالة على طلاقة قدرته وشمول علمه‏,‏ وعدل قضائه‏...!!‏


- تنصح السورة النبي والرسول الخاتم‏ -صلى الله عليه وسلم-‏
بأن يقيم وجهه لدين الإسلام الحنيف‏,‏ الذي لايرتضي ربنا ‏-تبارك وتعالى-‏ من عباده ديناً سواه‏,‏ لأنه دين الفطرة التي فطر الله‏ -تعالى- الناس عليها‏,‏ والتي لاتبديل لها‏,‏ وإن كان أكثر الناس لايعلمون ذلك‏,‏ وتأمر المسلمين بالإنابة إلى الله وتقواه‏,‏ كما تأمرهم بإقام الصلاة‏,‏ وبالحذر من الوقوع في دنس الشرك بالله‏,‏
لأن الذين أشركوا قد فرقوا دينهم‏,‏ وكانوا شيعاً عديدة حسب أهوائهم‏,‏ وكل حزب منهم فرح بما لديه‏...!!!‏

-وتحدثت السورة الكريمة عن شيء من التقلب في طبائع النفس البشرية‏,‏ والذي لاتستقيم معه الحياة السوية‏,‏ مثل اللجوء إلى الله تعالى في الشدة‏,‏ والإعراض عنه في الرخاء‏,‏ والإيمان به‏ -تعالى-‏ في لحظات الضيق‏,‏ والشرك أو الكفر به‏ -تعالى-‏ وبما أنزل في لحظات السعة والرحمة‏. وتضرب السورة مثلاً للناس من حياتهم على سخافة فكرة الشرك بالله إذا ناقشها العقل بشيء من الموضوعية والحيدة‏.‏



- ومن مكارم الأخلاق التي تدعو إليها السورة الكريمة‏:‏ الأمر بإخراج الزكاة وإيتاء ذي القربى,‏ والمساكين وأبناء السبيل‏,‏ والنهي عن أكل الربا‏,‏ على أن ينطلق ذلك كله من الايمان بأن الله‏ -تعالى-‏ هو الخالق‏,‏ الرزاق‏,‏ المحيي‏,‏ المميت‏,‏ وتربط السورة بين ظهور الفساد في البر والبحر وبين أعمال الناس وما كسبت أيديهم‏,‏ وتأمر بالسير في الأرض لاستخلاص العبر من سير الأولين‏, ‏ومصائر الظالمين‏.‏



-وتؤكد السورة مرة ثانية لخاتم الأنبياء والمرسلين‏ -صلى الله عليه وسلم‏-‏ ضرورة الاستقامة على الدين القيم من قبل أن تأتي الآخرة فيصدع بها كل الخلائق ثم يجزى كلٌ بعمله‏.‏


-ومن الآيات الكونية التي استشهدت بها سورة الروم على طلاقة القدرة الإلهية :‏ خلق السماوات والأرض‏,‏ وخلق الأحياء‏,‏ وخلق الإنسان‏,‏ كل ذلك في زوجية تشهد للخالق وحده‏ -سبحانه-‏ بالوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه‏,‏ ومنها اختلاف ألسنة الناس وألوانهم‏,‏ وإعطاء الإنسان الاستطاعة على النوم بالليل
أو في النهار‏,‏ وعلى ابتغاء فضل الله‏,‏ ومن آياته الرعد والبرق‏,‏ وإنزال المطر‏,‏وإحياء الأرض بعد موتها‏,‏ وقيام السماوات والأرض بأمره‏,‏ وخضوع كل من فيها أو عليها بأمره‏,‏ وبعث الموتى بأمره‏,‏
وأنه هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده‏,‏ وله المثل الأعلى في السماوات والأرض‏.‏

ومن آياته إرسال الرياح برحمة منه وفضل‏,‏ وجري الفلك بأمره‏,‏ وإثارة السحاب‏,‏ وما يستتبعه من أحداث بأمره‏,‏ ومرور كل حي بمراحل من الضعف‏,‏ ثم القوة‏,‏ ثم الضعف والوفاة‏,‏ ومن آياته أنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير‏...!!‏



-وتذكر السورة خاتم الأنبياء والمرسلين‏ -صلى الله عليه وسلم-‏
بشيء من قصص من سبقه من الأنبياء والمرسلين‏,‏ وما أصاب أقوامهم من انتقام من الظالمين‏,‏ ونصر للمؤمنين‏,‏ كما تذكره‏ -صلوات الله وسلامه عليه-‏ بأن ما عليه إلا البلاغ‏.‏



-وتختتم السورة الكريمة مرة أخرى بالحديث عن البعث وأهواله‏,‏ وعن مصير أهل الكفر والشرك والضلال في هذا اليوم العصيب‏,‏ ومصير أهل الإيمان والتقوى‏,‏ وتكرر الإشارة إلى شيء من طبائع النفس البشرية‏,‏ وقد ضربت لها آيات القرآن الكريم من كل مثل‏,‏ ولكن الذين كفروا لايؤمنون‏,‏ فالله‏ تعالى‏ قد طبع على قلوب الذين لايعلمون‏.‏



-وتنتهي السورة بتثبيت خاتم الأنبياء والمرسلين‏ -صلى الله عليه وسلم-‏بوصية من الله‏ تعالى‏ له بالصبر على استخفاف الكفار والمشركين بدعوته‏,‏ والاطمئنان بأن وعد الله حق‏,‏ وهو واقع لا محالة‏...!!‏



-والآيات الكونية الواردة في سورة الروم تحتاج إلى مجلدات لتفصيل دلالاتها‏,‏ ولإظهار جوانب الإعجاز العلمي فيها‏,‏ ولكني سأقتصر في هذا المقال على الإشارة القرآنية إلى الموقع الذي هزمت فيه جيوش الروم على أيدي جيوش الفرس بالتعبير‏:‏ أدنى الأرض‏,‏ وقبل الدخول في ذلك لابد من عرض الدلالة اللغوية لهذا التعبير ولأقوال المفسرين فيه‏.‏

ذكر ابن كثير‏ -يرحمه الله
- قول ابن عباس‏ -رضي الله عنهما-
حيث قال‏:‏ كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم لأنهم أصحاب أوثان‏,‏ وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس‏,‏ لأنهم كانوا من أهل الكتاب‏ فذُكِرَ ذلك لأبي بكر‏ -رضي الله عنه- فذكره أبو بكر لرسول الله‏ صلى الله عليه وسلم ,‏ فقال رسول الله‏ صلى الله عليه وسلم‏ : « أما إنهم سيُغلبون »
‏ فذكره أبو بكر للمشركين‏
‏ فقالوا‏:‏ اجعل بيننا وبينك أجلاً,‏ فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا‏,‏ وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا‏,‏ فجعل أجل خمس سنين‏,‏ فلم يظهروا‏
‏ فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله‏ صلى الله عليه وسلم،‏ فقال‏: (ألا جعلتها إلى دون العشر؟‏) ثم ظهرت الروم بعد‏,‏ قال فذلك قوله تعالى { الـم . غُلِبَتِ الرُّومُ . فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ }

-وأضاف ابن كثير عدة روايات أخرى للحديث عن كل من مسروق‏,‏ وابن مسعود‏,‏ وعكرمة‏، -رضي الله عنهم أجمعين-
في المعنى نفسه‏,‏ وزاد قوله‏: وأما الروم فهم من سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم‏,‏ ويقال لهم بنو الأصفر‏,‏ وكانوا على دين اليونان‏;‏ واليونان من سلالة يافث بن نوح أبناء عم الترك‏,‏ وكانوا يعبدون الكواكب السيارة‏,‏ وهم الذين أسسوا دمشق وبنوا معبدها‏,‏ فكان الروم على دينهم إلى بعد مبعث المسيح‏ -عليه السلام- بنحو من ثلاثمائة سنة‏,‏ وكان من ملك منهم الشام مع الجزيرة يقال له (قيصر);‏ فكان أول من دخل في دين النصارى من الروم( قسطنطين);‏ وأمه مريم الهيلانية من أرض حران وكانت قد تنصَّرت قبله فدعته إلى دينها‏...‏ واستمروا على النصرانية‏,‏ كلما هلك قيصر خلفه آخر بعده حتى كان آخرهم(هرقل)، فناوأه كسرى ملك الفرس‏,‏ وكانت مملكته أوسع من مملكة قيصر‏,‏ وكانوا مجوساَ يعبدون النار‏,‏ فتقدم عن عكرمة -رضي الله عنه-
أنه قال‏:‏ بعث إليه نوابه وجيشه فقاتلوه‏,‏ والمشهور أن كسرى غزاه بنفسه في بلاده فقهره‏,‏ وكسره وقصره حتى لم يبق معه سوى مدينة قسطنطينية فحاصره بها مدة طويلة حتى ضاقت عليه‏,‏ ولم يقدر كسرى على فتح البلدة‏,‏ ولا أمكنه ذلك لحصانتها‏,‏ لأن نصفها من ناحية البر‏,‏ ونصفها الآخر من ناحية البحر‏,‏ فكانت تأتيهم الميرة والمدد من هناك‏,‏ ثم كان غلب الروم لفارس بعد بضع سنين وهي تسع‏,‏ فإن البضع في كلام العرب ما بين الثلاث إلى التسع‏.‏



-وذكر صاحبا تفسير الجلالين -يرحمهما الله- كلاماً موجزاً في المعنى نفسه‏,‏ وأضافا تعليقاً على التعبير القرآني { فِي أَدْنَى الأَرْضِ }‏ أن المقصود به:
(أقرب أرض الروم إلى فارس بالجزيرة‏,‏ التقى فيها الجيشان‏,‏ والباديء بالغزو (هم) الفرس‏...).‏
وجاء في الظلال -رحم الله كاتبها رحمة واسعة- ما نصه‏:‏
"ثم جاءت النبوءة الصادقة الخاصة بغلبة الروم في بضع سنين‏، وأضاف رواية عبدالله بن مسعود (رضي الله عنه) مؤكداً أن هذا الحادث قد وردت فيه روايات كثيرة‏,‏ تتفق كلها في المعنى والدلالة‏,‏ وتختلف في الألفاظ وطرائق التعبير"‏.‏

-وجمع الكاتب -رحمه الله- من هذه الآيات القرآنية الكريمة عدداً من الإيحاءات منها‏:‏ الترابط بين الشرك والكفر في كل مكان وزمان أمام دعوة التوحيد والإيمان‏;‏ ومنها الثقة المطلقة في وعد الله كما تبدو في قولة أبي بكر -رضي الله عنه- في غير تلعثم ولا تردد‏,‏ والمشركون يعجبون من قول صاحبه‏,‏ فما يزيد على أن يقول‏:‏ صدق‏,‏ ويراهنونه فيراهن وهو واثق‏,‏ ثم يتحقق وعد الله‏,‏ في الأجل الذي حدده‏:‏ في بضع سنين‏.

-الإيحاء الثالث وهو المسارعة برد الأمر كله لله‏,‏ في هذا الحادث وفي سواه‏,‏ وتقرير هذه الحقيقة الكلية‏,‏ لتكون ميزان الموقف‏,‏ وميزان كل موقف‏,‏ فالنصر والهزيمة‏,‏ وظهور الدول ودثورها‏,‏ وقوتها وضعفها‏,‏ شأنه شأن سائر ما يقع في هذا الكون من أحداث ومن أحوال‏,‏ مرده كله إلى الله‏.‏


-وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن ما نصه‏:‏ احتربت الفرس والروم فيما بين أذرعات وبصري من أرض الروم يومئذ‏,‏ وهما أقرب أراضيها بالنسبة إلى مكة‏,‏ وكان ذلك قبل الهجرة بخمس سنين‏,‏ وقيل بست‏.‏ فظهر الفرس على الروم‏,‏ فلما بلغ الخبر مكة شق على المؤمنين‏,‏ لأن الفرس مجوس لا يدينون بكتاب‏,‏ والروم أهل كتاب‏;‏ وفرح المشركون وقالوا‏:‏ أنتم والنصارى أهل كتاب‏,‏ ونحن والفرس أمِّيون‏,‏ وقد ظهر إخواننا على إخوانكم‏,‏ ولنظهرن نحن عليكم‏,‏ فنزلت الآية وفيها‏:‏ أن الروم سيغلبون الفرس في بضع سنين‏.‏ والبضع‏:‏ ما بين الثلاث إلى التسع و { غلبهم }‏ كونهم مغلوبين‏.‏

-وجاء في المنتخب في تفسير القرآن الكريم ما نصه‏:‏ غلبت فارس الروم في أقرب الأرض من العرب‏,‏ وهي أطراف الشام‏,‏ وهم بعد انهزامهم سيغلبون الفرس‏,‏ قبل أن تمضي تسع سنوات‏. وكان المشركون قد فرحوا بانتصار فارس‏,‏ وقالوا للمسلمين‏:‏ سنغلبكم كما غلبت فارس الروم التي هي من أهل الكتاب‏،‏ وقد حقق الله وعده فانتصر الروم على فارس في الأجل الذي سماه‏,‏ فكان ذلك آية بينة على صدق محمد -صلى الله عليه وسلم- في دعواه وصحة ما جاء به‏.

-وجاء في الهامش التعليق التالي‏:‏ في هذه الآيات الشريفة إشارة إلى حدثين‏:‏ كان أولهما قد وقع بالفعل‏,‏ وأما الثاني فلم يكن قد وقع بعد‏,‏ وهو إخبار عن الغيب‏، وحُدِّدَ لوقوعه بضع سنين فيما بين الثلاث والتسع.

-وتفصيل الحدث الأول أن الفرس والبيزنطيين قد اشتبكوا في معركة في بلاد الشام على أيام خسروا أبرويز أو خسروا الثاني عاهل الفرس المعروف عند العرب بكسرى‏.‏ وهيراكليوس الصغير الإمبراطور الروماني المعروف عند العرب بهرقل‏;‏ ففي عام ‏614‏ م استولى الفرس على أنطاكية أكبر المدن في الأقاليم الشرقية للإمبراطورية الرومانية‏,‏ ثم على دمشق‏,‏ وحاصروا مدينة بيت المقدس إلى أن سقطت في أيديهم وأحرقوها ونهبوا السكان وأخذوا يذبحونهم‏.

-وتفصيل الحدث الثاني أن هرقل قيصر الروم الذي مني جيشه بالهزيمة، لم يفقد الأمل في النصر‏,‏ ولهذا أخذ يعد نفسه لمعركة تمحو عار الهزيمة‏,‏ حتى إذا كان عام‏622‏ الميلادي (أي العام الهجري الأول) أُرْغِمَ الفرس على خوض معركة على أرض أرمينيا وكان النصر حليف الروم‏,‏ وهذا النصر كان فاتحة انتصارات الروم على الفرس‏...‏ فتحققت بشرى القرآن‏.

-وثمة حدث ثالث يفهم من سياق هذه الآيات الشريفة كان مبعث فرح المسلمين، وهو انتصارهم على مشركي قريش في غزوة بدر التي وقعت في يوم الجمعة‏17‏ رمضان من العام الثاني الهجري (أي سنة‏624‏ م‏).

وجاء في صفوة التفاسير ما نصه‏:" { غُلِبَتِ الرُّومُ . فِي أَدْنَى الأَرْضِ } أي هزم جيش الروم في أقرب أرضهم إلى فارس
{ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ } أي وهم من بعد انهزامهم وغلبة فارس لهم سيغلبون الفرس‏,‏ وينتصرون عليهم‏ { فِي بِضْعِ سِنِينَ }‏ أي في فترة لا تتجاوز بضعة أعوام‏;‏ والبضع ما بين الثلاث والتسع‏.

-وأشار صاحب صفوة التفاسير -جزاه الله خيراً- إلى أقوال المفسرين السابقين وعلق على قوله تعالى: { وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ‏. فِي بِضْعِ سِنِينَ }‏ ما نصه‏:‏ وقد التقى الجيشان في السنة السابعة من الحرب‏,‏ وغلبت الروم فارس وهزمتهم‏,‏ وفرح المسلمون بذلك‏;‏ قال أبو السعود‏:‏ وهذه الآيات من البينات الباهرة‏,‏ الشاهدة بصحة النبوة‏,‏ وكون القرآن من عند الله عز وجل حيث أخبر عن الغيب الذي لا يعلمه إلا الله العليم الخبير‏,‏ ووقع كما أخبر‏,‏ وقال البيضاوي‏:‏ والآية من دلائل النبوة لأنها إخبار عن الغيب‏.


فضل السورة

1) أخرج عبد الرزاق عن معمر بن عبد الملك بن عمير أن النبي قرأ في الفجر يوم الجمعة بسورة الروم .

2) عن أبي روح قال صَلَّىَ رسول اللهالصبح فقرأ سورة الروم فتردد فيها فلما انصرف قال :" إنما يلبس علينا صلاتنا قوم يحضرون الصلاة بغير طهور من شَهِدَ الصلاة فليحسن الطُهُورَ .

( يتبع - سورة لقمان )









 

رد مع اقتباس
قديم 01-26-2021, 02:32 PM   #63


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي








سورة لُقْمَان

التعريف بالسورة
مكية . ماعدا الآيات 27،28،29 فمدنية .
من المثاني .
آياتها 34 .
ترتيبها الحادية والثلاثون .
نزلت بعد سورة " الصافات " .
بدأت بأحد حروف الهجاء " الم " .
لقمان اسم لأحد الصالحين اتصف بالحكمة .

سبب التسمية
سميت ‏سورة ‏لقمان ‏لاشتمالها ‏على ‏قصة ‏لقمان ‏الحكيم ‏التي ‏تضمنت ‏فضيلة ‏الحكمة ‏وسر ‏معرفة ‏الله ‏تعالى ‏وصفاته ‏وذم ‏الشرك ‏والأمر ‏بمكارم ‏الأخلاق ‏والنهي ‏عن ‏القبائح ‏والمنكرات ‏وما ‏تضمنه ‏كذلك ‏من ‏الوصايا ‏الثمينة ‏التي ‏أنطَقَه ‏الله ‏بها‎ .‎‏



سبب نزول السورة

1) قال الكلبي ومقاتل : نزلت في النضر بن الحارث وذلك أنه كان يخرج تاجرا إلى فارس فيشتري أخبار الاعاجم فيرويها ويحدث بها قريشا ويقول لهم : إن محمدا يحدثكم بحديث عاد وثمود وأنا أحدثكم بحديث رستم واسفنديار وأخبار الأكاسرة فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن فنزلت فيه هذه الآية .

2) عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي امامة قال : قال رسول الله: لا( يَحِلُّ تَعْلِيم المُغَنِّيَاتِ ولاَ بَيْعِهنَّ وَأَثْمَانُهُنَّ حَرَام )وفي مثل هذا نزلت هذه الآية ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَري لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ )إلى آخر الآية وما من رجل يرفع صوته بالغناء الا بعث الله تعالى عليه شيطانين أحدهما على هذا المنكب والآخر على هذا المنكب فلا يزالان يضربان بأرجلهما حتى يكون هو الذى يسكت ، وقال ثور بن أبي فاختة عن أبيه عن ابن عباس : نزلت هذه الآية في رجل اشترى جارية تغنيه ليلا ونهارا .





محور مواضيع السورة
هذه السورة الكريمة سورة لقمان من السور المكية التي تعالج موضوع العقيدة وتعني بالتركيز على الأصول الثلاثة لعقيدة الإيمان وهي الوحدانية والنبوة والبعث والنشور كما هو الحال في السورة المكية .
تمثّل بحق أفضل طرق تربية الأولاد وجاءت آياتها فيها رقة وحنو ولطف وهدوء، لقمان ينصح ابنه بكل مودة ولطف ورقّة ويكثر من استخدام كلمة (يا بني) وقد أوصاه بوصايا هي قمة الآداب الإجتماعية والأخلاق الحميدة.
و مقاصد سورة لقمان :
1. أوصاه بعدم الشرك بالله (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) آية 13

2- بر الوالدين (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) آية 14

3. عبادة الله وحسن الخلق ومعرفة حقيقة الدنيا بالصبر: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) آية 17

4. الآداب والأخلاق (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) آية 18

5. الذوق وخفض الصوت (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) آية 19

6. وضع هدف للحياة وأهمية التخطيط: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) آية 19، لأن معنى القصد قد يكون أن يكون له هدف في الحياة.

فهذه السورة تضع للآباء أسلوب وعظ الأبناء بحبّ ورقة حنان وتركز على أن الإسلام يرفض الإتباع الأعمى للآباء (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) آية 21، لكن على الآباء أن يساعدوا أبناءهم ويشرحوا لهم حقيقة الحياة ويعظوهم لما فيه خيرهم بأسلوب رقيق لطيف.

وتختم السورة بالتأكيد على علم الله تعالى وقدرته في الكون (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) آية 33 و34 وهذا ما يجب أن يربّي الآباء أبناءهم عليه فلا يغتروا بالحياة الدنيا وينسوا من وهب هذه الحياة ومن خلق الكون ابتداءً. وذكرت الآية الأخيرة (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) آية 34 خمس غيبيات لا يعلمها إلا الله تعالى: علم الساعة، انزال الغيث، علم ما في الأرحام، الرزق والكسب، ساعة ومكان الموت.

فضل السورة

أخرج النسائي وابن ماجة عن البراء قال : كنا نصلي خلف النبي الظهر ونسمع منه الآية بعد الآية من سورة لقمان


( يتبع - سورة السجدة )










 

رد مع اقتباس
قديم 01-26-2021, 02:33 PM   #64


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي









سورة السَّجْدَة

التعريف بالسورة
مكية . ماعدا من الآية 16 : 20 فمدنية .
من المثاني .
آياتها 73 .
ترتيبها الثانية والثلاثون .
نزلت بعد سورة " المؤمنون ".
بدأت بأحد حروف الهجاء " الم "
بها سجدة في الآية 15 .

سبب التسمية
سُميت" ‏سورة ‏السجدة" ‏لما ‏ذكر ‏تعالى ‏فيها ‏من ‏أوصاف ‏المؤمنين ‏الأبرار ‏الذين ‏إذا ‏سمعوا ‏آيات ‏القران ‏العظيم ‏‏" ‏خروا ‏سجدا ‏وسبحوا ‏بحمد ‏ربهم ‏وهم ‏لا ‏يستكبرون" .

سبب نزول السورة
1) عن انس بن مالك قال : فينا نزلت معاشر الأنصار (تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَن المَضَاجِعِ )الآية كُنّا نصلي المغرب فلا نرجع إلى رحالنا حتى نصلى العشاء مع النبيوقال الحسن ومجاهد: نزلت في المتهجدين الذين يقومون الليل إلى الصلاة .

2) عن معاذ بن جبل :قال بينما نحن مع رسول الله الله عليه في غزوة تبوك وقد أصابنا الحر فتفرق القوم فنظرت فإذا رسول اللهأقربهم مني فقلت : يا رسول الله انبئني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان وإن شئت أنبأتك بأبواب الخير )فقال: قلت أجل يا رسول الله ،قال : (الصوم جُنَّة والصدقة تُكَفِّر الخطيئة وقيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله تعالى قال :ثم قرأ هذه الآية( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) .

3) عن ابن عباس قال قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن ابي طالب:أنا أحد منك سنانا وأبسط منك لسانا وأملأ للكتيبة منك ، فقال له علي : اسكت فإنما أنت فاسق فنزل (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنَا كَمَنْ كَانَ فَاسِقَا لا يَسْتَونَ ) قال : يعني بالمؤمن عليا وبالفاسق الوليد بن عقبة .


محور مواضيع السورة

سورة السجدة مكية وهي كسائر السور المكية تعالج أصول العقيدة الإسلامية الإيمان بالله واليوم الاخر والكتب والرسل والبعث والجزاء والمحور الذي تدور عليه السورة الكريمة هو موضوع البعث بعد الفناء الذي طالما جادل المشركون حوله واتخذوه ذريعة لتكذيب الرسول.
يظهر من خلال السورة استبطاء المشركين الفتح أنها نزلت في مرحلة متأخرة من البعثة المكية. وفي تلك المرحلة كان المشركون يشككون في نسبة الكتاب إلى الله رب العالمين, ويقولون أنه لو كان من عند الله لهدى الناس حتما, وبما أن بعضا/ كثيرا الناس لا تهتدي به فهو ليس من عند الله, كما كانوا يحاولون تقديم مبررات لاستبعاد البعث والحساب والفرار من العذاب, قائمة على تصور منتقص لقدرة الله.
فأنزل الله العليم سورة السجدة ليقول لهم أنه هو المدبر –وهذا هو المحور الرئيس الذي تدور فيه السورة-, فهو الذي يدبر الكون كيف يشاء بعلمه (ومن ثم ينصر عبده متى يشاء) وأنه القادر على هداية الناس لو شاء.

والسورة بمثابة امتداد للقمان, فكان محور السورة هناك أن الله قادر على إنفاذ وعده وهنا محور السورة أن الله هو المدبر, يدبر ما يحدث في كونه, فالأمور لا تحدث هكذا عبثا.
وختمت سورة لقمان بذكر بعضا من تدابير وعلوم الله: إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [لقمان : 34], وبدأت سورة السجدة بذكر فعل لله سبحانه وهو تنزيل الكتاب: " تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ [السجدة : 2]"

بدأت السورة بالقول أن تنزيل الكتاب لا ريب فيه هو من رب الجماعات البشرية المختلفة* فهل سيقولون أنه افترى هذا الكتاب الذي لا ريب فيه (هل هو افترى الآيات الكونية التي يرونها أمامهم من شمس وقمر .. الخ أم افترى قصص هلاك الأمم السابقة التي يعلمون بها قبل ميلاد محمد؟!!!) إنه الحق لتنذر قوما لعلهم يهتدون. إن الله خلق الكون في ستة أيام –وليس في لحظة واحدة- واستوى على العرش يدبر ما يحدث فيه, وليس ثمة شفيع ولا ولي يدفع ما يقضيه الله. وأفعاله كلها على الحكمة والحسنى, فهو بدأ خلق الإنسان من طين ثم مر بمراحل مختلفة حتى أصبح إنسانا مدركا سميعا بصيرا** (أفلا يستطيع الرب الذي أعطى الإنسان العقل أن يهديه؟!! وألا يستطيع أن يبعثه مرة أخرى؟!):

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9)

وردا على تساءل هؤلاء هل إذا بعدنا وشرقنا وغربنا في الأرض في أي مكان*** هل سنُبعث مرة أخرى؟ يؤمر الرسول بأن يقول أن ملك الموت الموكل بكم سيتوفاكم في أي مكان (وما تدري نفس بأي أرض تموت) –ولا يضايقك كبرهم وإعراضهم يا محمد- ولو ترى إذ هم ناكسون رؤوسهم عند ربهم مقرين بأنهم الآن أبصروا وسمعوا طالبين الرجوع لعمل الصالح. إن هدى الناس للإيمان لا يعجزنا ولو شئنا لفعلنا ولكن حق القول بملأ جهنم من المعرضين المستكبرين, جزاء لأعمالهم ولنسيانهم اليوم الآخر, فهؤلاء لا يؤمنون إنما يؤمن بآياتنا الخاشعون السائلون الله فهؤلاء لا تعلم نفس (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري ...) ماذا أعد الله لهم من قرة الأعين, ولا يمكن أن يستوون بالفاسقين, الذين لن يستطيعوا الهرب من عذاب الله, وسيذوقون في الدنيا نصيباً منه جزاء لأعمالهم فمن أظلم ممن أعرض عن آيات الله فهؤلاء سينتقم الله منهم:
وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10) قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12) وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13) فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (14) إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22)


(وكما أنزلنا إليك الكتاب للهدى) آتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل (وصدقناهم الوعد) فجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا موقنين بآياتنا (فلا تعجل بالفتح ولا بالهداية فكل شيء يحتاج إلى وقت ولا تكن في مرية من لقاء الله) وسيفصل الله بينهم في الاختلافات التي حدثت بينهم:
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (23) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25)

أولم يهد لهم القرون التي أهلكناها في مختلف أنحاء الأرض والذين مشوا في مساكنهم, فهل يظنون أنهم سينجون من الهلاك؟ وكما أهلكنا الأمم العامرة ألم يروا أننا سقنا الماء إلى الأرض التي لا تُنبت فأحييناها وأخرجنا منها النبات (أفلن نقدر على إحياءكم؟!!):
أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (26) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (27)

ثم تُختم السورة بالرد على تساءل المشركين حول الفتح –ليس بتحديد الميعاد- وإنما بالإعلان أنه عندما ينزل لن ينفعهم الإيمان ولن يؤجل, لذلك لا تهتم يا محمد وانتظر فهم كذلك منتظرون:
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30)

فضل السورة

1) روى البخاري وغيره عن أبي هريرةقال: كان رسول اللهيقرأ في الفجر يوم الجمعة " الم تنزيل " السجدة " وهل أتى على الإنسان " .

2) عن جابرقال :كان النبيلا ينام حتى يقرأ " الم تنزيل " السجدة " وتبارك الذي بيده الملك " .

3) عن المسيب بن رافعأن النبيقال : " الم تنزيل " تجىء لها جناحان يوم القيامة تُظِلُّ صاحبها وتقول لا سبيل عليه لا سبيل عليه " .


( يتبع - سورة الأحزاب )









 

رد مع اقتباس
قديم 01-26-2021, 02:33 PM   #65


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي








سورة الأحزاب

التعريف بالسورة :
مدنية .
من المثاني .
آياتها 73 .
ترتيبها الثالثة والثلاثون .
نزلت بعد سورة " آل عمران " .
تبدأ باسلوب نداء " يا أيها النبي " .
الأحزاب أحد أسماء غزوة الخندق .

سبب التسمية

سُميت ‏‏" ‏سورة ‏الأحزاب ‏‏" ‏لأن ‏المشركين ‏تحزبوا ‏على ‏المسلمين ‏من ‏كل ‏جهة ‏فاجتمع ‏كفار ‏مكة ‏مع ‏غطفان ‏وبني ‏قريظة ‏وأوباش ‏العرب ‏على ‏حرب ‏المسلمين ‏ولكن ‏الله ‏ردهم ‏مدحورين ‏وكفى ‏المؤمنين ‏القتال ‏بتلك ‏المعجزة ‏الباهرة ‏‏.

سبب نزول السورة

1) نزلت في أبي سفيان وعكرمة بن ابي جهل وأبي الاعور السلمي قدموا المدينة بعد قتال أحد فنزلوا على عبد الله بن أُبَيّ وقد أعطاهم النبيالأمان على أن يكلموه فقام معهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح وطعمة بن ابيرق فقالوا للنبيوعده عمر بن الخطاب: ارفض ذكر آلهتنا اللات والعزى ومنات وقل إن لها شفاعة ومنفعة لمن عبدها وندعك وربك ، فَشَقَّ على النبي قولهم فقال عمر بن الخطاب:ائذن لنا يا رسول الله في قتلهم ؛ فقال : إني قد أعطيتهم الأمان فقال عمر :اخرجوا في لعنة الله وغضبه ،فأمر رسول اللهأن يخرجهم من المدينة فأنزل الله عز وجل هذه الآية . نزلت في جميل بن معمر الفهري وكان رجلا لبيبا حافظا لما سمع فقالت قريش : ما حفظ هذه الاشياء إلا وله قلبان ،وكان يقول إن لي قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد،فلما كان يوم بدر وهُزِمَ المشركون وفيهم يومئذ جميل بن معمر تلقاه أبو سفيان وهو معلق إحدى نعليه بيده والاخرى في رجله فقال له : يا أبا معمر ما حال الناس ؟ قال : انهزموا ، قال :فما بالك إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك ؟ ،قال: ما شعرت إلا إنهما في رجلي ،وعرفوا يومئذ أنّه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده .

2) نزلت في زيد بن حارثة كان عند الرسولفأعتقه وتبناه قبل الوحي فلما تزوج النبي زينب بنت جحش وكانت تحت زيد بن حارثة قال اليهود والمنافقون : تزوج محمدا امرأة ابنه وهو ينهى الناس عنها ؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية .

3) عن أبي سعيد (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطْهِيرًا ) قال :نزلت في خمسة في النبيوعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام .

4) عن ابن عباس قال :أُنْزِلَتْ هذه الآية في نساء النبي(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البيتِ ).

5) قال مقاتل بن حيان بلغني أن أسماء بنت عميس لما رجعت من الحبشة معها زوجها جعفر بن ابي طالب دخلت على نساء النبي فقالت :هل نزل فينا شئ من القرآن ؟ قلن : لا ، فأت النبيفقالت: يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار، قال ومِمَ ذلك ؟قالت: لأنهنّ لا يُذْكَرْنَ في الخير كما يُذْكَرُ الرجال ، فأنزل الله تعالى (إنَّ المُسلمِينَ وَالمُسلِمَاتِ ) إلى آخرها وقال قتادة : لما ذكر الله تعالى أزواج النبيدخل نساء من المسلمات عليهن فقلن :ذُكِرْتُنَّ وَلَمْ نُذْكَر وَلَو كَانَ فِينَا خَيرٌ لَذُكِر، فأنزل الله تعالى (إنَّ المُسلمِينَ وَالمُسلِمَاتِ ).




محاور وأهداف مواضيع السورة :

سورة الأحزاب من السور المدنية التي تتناول الجانب التشريعي لحياة الأمة الإسلامية شأن سائر السور المدنية وقد تناولت حياة المسلمين الخاصة والعامة وبالأخص أمر الأسرة فشرعت الأحكام بما يكفل للمجتع السعادة والهناء وأبطلت بعض التقاليد والعادات الموروثة مثل التبني والظهار واعتقاد وجود قلبين لإنسان وطهرت من رواسب المجتمع الجاهلي ومن تلك الخرافات والأساطير الموهومة التي كانت متفشية في ذلك الزمان .

وهذه السورة تتولى جانباً من إعادة تنظيم المجتمع المسلم بالمدينة ، وإبراز تلك الملامح وتثبيتها في حياة الأسرة والجماعة؛ وبيان أصولها من العقيدة والتشريع؛ كما تتولى تعديل الأوضاع والتقاليد أو إبطالها؛ وإخضاعها في هذا كله للتصور الإسلامي الجديد . كما تتناول غزوتي الأحزاب وبني قريظة والدروس والتعقيبات عليهما . وربط هذا وذاك بأصل العقيدة في الله والاستسلام لقدره . و تختم السورة ببيان الأمانة الضخمة الملقاة علي عاتق هذه الأمة , أمانة العقيدة والاستقامة عليها , والدعوة والصبر عليها , والشريعة والقيام على تنفيذها في أنفسهم وفي الأرض من حولهم . وهذا تفصيل لهذه الأهداف في نقاط ٍ محددة :

النقطة الأولى :
التقدير العظيم للنبي ومكانته عند الله وذلك يتمثل في :
- النداء الندي الطيب الحبيب للنبي _ صلى الله عليه وسلم _ : ( يا أيها النبي ... ) . بخلاف ما نودي به الأنبياء من قبل : يا آدم , يا إبراهيم , يا نوح ... . ويلحق به قوله تعالى : ( إن الله وملائكته يصلون عليى النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا ) , فإذا كان الله والملائكة يصلون عليه فمن باب أولى يصلي عليه المؤمنون !!! . ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة ٌ حسنة ٌ لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ) .

- الأمر بعدم إيذاء النبي _ صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها الذين آمنوا لاتكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهًا ) وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) . إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)

النقطة الثانية :
الأمر بالتقوى للأمة في شخص النبي صلى الله عليه وسلم ( يا أيها النبي اتق الله ) وفي شخص أمهات المؤمنين _ رضي الله عنهن _ ( واتقين الله ) . وللمؤمنين ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ) (70) .

النقطة الثالثة :
- الاستسلام لله تعالى كما في : َ(ولَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22 ) . يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) . وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) . َما كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38) .

- الأمر بالحجاب , وإرخاء الثياب ( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) وأن تقر النساء في بيوتهن , ولا يخرجن إلإ بضوابط معينة منبثقة من روح الشريعة السمحاء .

- إبطال عادات : إن المجتمعات التي عاشت مئات السنين على عادات وتقاليد معينة , ويراد لها أن تتحول إلى نظام اجتماعي جديد يقوم على احترام كرامة الإنسان , والاعتدال والتوازن , منهج مستمد من كتاب الله وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – هذا التحويل ينزل به الوحي فيتفاعل معه المؤمنون بالسمع والطاعة, كما حدث في الأمر بالحجاب , وتحريم الخمر وتحريم التبني وإلغاء ميراث التآخي والموالاة وغيرها , لاشك أن هذا الأمر يحتاج إلى وقت كي يقر ويقام في النفوس أو تقام النفوس عليه .

- إبطال التبني , وقد جاء إلغاء هذا الأمر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه ليكون أدعى بالتذكر وعدم النسيان , وأن يكون تنفيذه غير قابل ٍ للتلكؤ أو للتأخير .

- عدم دخول بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بإذن .

- عدم الانتظار - بعد أن طعموا - في بيت النبي صلى الله عليه وسلم - لأن ذلك يؤذي النبي وأهل بيته ويحدث بعض الحرج لدرجة أن أم المؤمنين زينب بنت جحش – رضي الله عنها – كانت تجلس ووجهها للجدار وظهرها للرهط الجلوس والله لايستحيي من الحق : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) . وإذا كاننت هذه الآداب مأمور بها في بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – فهي مطلوبة كذلك في بيوت المؤمنين وغير المؤمنين .


- النهي عن تبرج الجاهلية الأولى . قال مقاتل بن حيان : والتبرج أنها تلقي الخمار على رأسها ولا تشده فيداري قلائدها وقرطها وعنقها ، ويبدو ذلك كله منها . وذلك التبرج! وقال ابن كثير في التفسير : كانت المرأة منهن تمر بين الرجال مسفحة بصدرها لا يواريه شيء؛ وربما أظهرت عنقها وذوائب شعرها وأقرطة آذانها . فأمر الله المؤمنات أن يستترن في هيئاتهن وأحوالهن . فكيف بنا إذا قارنا الجاهلية الأولى بجاهلية اليوم !! .

- إلغاء ميراث التآخي ورده للقرابةوالنسب ( وألو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين .... ) .

ومن نفحات السورة أيضًا :
- إن الناظر إلى واقع العالم الإسلامي اليوم يرى تحزب قوى الشر والاستعمار أهل الحقد والدمار – ضدنا بحرب ٍ ضروس عسكرية احتلوا بها بلادنا وانتهكوا حرمة أوطاننا ودنسوا أعراضنا ونهبوا ثرواتنا , وأخرى لا تقل عنها ضراوة ً ضد مناهجنا التعليمية وقيمنا الإسلامية . هذا من الخارج أما من الداخل فترى بعض قومنا من يتقوى بهذه الأحزاب ويهتف لها بالمجيء , أو يخرج هو إليهم ويأتلف مع قوتهم المحاربة ويركب معهم آلياتهم ليجهزعلى قومه ووطنه لينال كعكة معجونة بدم قومه وإخوانه . وآخرون من قومنا من يحارب قيمنا ويدعو إلي السفور والدعارة إما في الكتب وإما عبر شاشات التلفاز والفضائيات أو علي صفحات الجرائد والمجلات . ومنهم من يمالئ كل ظالم ٍ متجبر ٍ ويساند كل أمير ٍمتصدر ٍ . ومنهم من يحارب كل وطني ٍ شريف ويتهم كل صادق ٍ عفيف . ولله الأمر من قبل ومن بعد . ومنهم من هو مستعد لأي فننة من هذا النوع أو ذاك ( وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآَتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (14) . وما أشبه الليلة بالبارحة : عندما كان المسلمون بين نارين : المشركون من خارج المدينة واليهود والمنافقون والمرجفون من الداخل . أما الذين لم يتربوا التربية الإسلامية الصحيحة فالخوف ملأ نفوسهم وأحاط بمجامع قلوبهم . وأما أهل الدعوة والإصلاح , السالكين درب الهدى والفلاح فقالوا: ( هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ) (22) . وما زادهم التضييق والتشويه والضغوط والسجن ( إلا إيمانًا ) أي تصديقًا بوعده سبحانه فى البقرة حين قال : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الجنة وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الذين خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ البأسآء والضرآء وَزُلْزِلُواْ حتى يَقُولَ الرسول والذين آمَنُواْ مَعَهُ متى نَصْرُ الله ألا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ } [ الآية : 214 ] . ( وتسليمًا ) لأمر الله وقضائه . · ( وداعيًا إلى الله ) وليس يدعو إلى فتنة أو فساد أو تجبر في الأرض ؛ بل يدعو إلى منهج الله العظيم وصراطه المستقيم .


- حظيت النساء بنصيب ٍ كبير من الاهتمام في هذه السورة من مثل : ( ياأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا .. .. إلى قوله سبحانه : إن المسلمين والمسلمات ... ) ( لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن .... ) . ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا ) . · تجد الرجل والمرأة على قدم المساواة معًا في مجال التكليف و العمل الصالح والتسابق إلى الله : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) . ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا )(58) .

- شهادة الله عز وجل للمؤمنين ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من يبتظر وما بدلوا تبديلا ) . وما أشرفها من شادة وما أعظها من مكانة !!! . لابدأنهم بالفعل وعدوا فوفوا و عاهدوا فصدقوا ؛ فشرفهم الله بهذه الشهادة

- وفي مقابل ذلك صورة مرعبة مخيفة للكافرين (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68) . · {ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً } . . فطاعة الله ورسوله تحمل جزاءها في ذاتها؛ وهي الفوز العظيم ، قبل يوم الحساب وقبل الفوز بالنعيم . أما نعيم الآخرة فهو فضل زائد على جزاء الطاعة . فضل من كرم الله وفيضه بلا مقابل . والله يرزق من يشاء بغير حساب . ولعله فضل نظر الله فيه إلى ضعف هذا الإنسان ، وإلى ضخامة التبعة التي يحملها على عاتقه . وإلى حمله للأمانة التي أشفقت منها السماوات والأرض والجبال . · { لِّيُعَذِّبَ الله المنافقين والمنافقات } يقول : عرضنا الأمانة على الإنسان لكى يعذب الله المنافقين { والمشركين والمشركات } بما خانوا الأمانة وكذبوا الرسل ، ونقضوا الميثاق الذى أقروا به على أنفسهم ، يوم أخرجهم من ظهر آدم ، عليه السلام ، حين قال عز وجل : { أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بلى } [ الأعراف : 172 ] ، فنقضوا هذه المعرفة وتركوا الطاعة يعنى التوحيد { وَيَتُوبَ الله } يقول : ولكى يتوب الله { عَلَى المؤمنين والمؤمنات } بما وفوا بالأمانة ولم ينقضوا الميثاق { وَكَانَ الله غَفُوراً } لذنوبهم { رَّحِيماً } [ آية : 73 ] بهم . ·

فضل السورة

أخرج أحمد " عن عروةقال : أكثر ما كان رسول الله على المنبر يقول " اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ".


( يتبع - سورة سبأ )









 

رد مع اقتباس
قديم 01-26-2021, 02:34 PM   #66


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي








سورة سبأ

التعريف بالسورة
مكية . ماعدا الآية "6" فمدنية.
من المثاني .
عدد آياتها .54 .
ترتيبها الرابعة والثلاثون .
نزلت بعد سورة " لقمان " .
بدأت باسلوب ثناء " الحمد لله "
السورة اسم لأحد الأقوام التي كانت تسكن جنوب الجزيرة العربية وهي سبأ والتي ورد اسمها في عدد من المواقع مثل سورة النمل .

سبب التسمية
سُميت ‏‏" ‏سورة ‏سبأ‏" ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏ذكر ‏فيها ‏قصة ‏سبأ‏ و هم ‏ملوك ‏اليمن ‏وقد ‏كان ‏أهلها ‏في ‏نعمة ‏ورخاء ‏وسرور ‏وهناء ‏وكانت ‏مساكنهم ‏حدائق ‏وجنات ‏فلما ‏كفروا ‏النعمة ‏دمرهم ‏الله ‏بالسيل ‏العرم ‏وجعلهم ‏عبرة ‏لمن ‏يعتبر ‏‏.

سبب نزول السورة

1) أخرج ابن أبي شيبة وغيره عن ابن زيد قال : كان رجلان شريكان خرج أحدهما إلى الساحل وبقي الآخر فلما بعث النبيكتب إلى صاحبه يسأله فكتب اليه :إنه لم يتبعه أحد من قريش إلا رذالة الناس ومساكينهم، فترك تجارته وأتى صاحبه فقال له :دُلَّنِي عليه ، وكان يقرأ الكتب فأتى النبي فقال : إلام تدعو ؟ قال : إلى كذا وكذا قال : أشهد أنك رسول الله قال : مَا عِلمُكَ بذلك ؟ ،قال :إنه لم يبعث نبي إلا اتبعه رذالة الناس ومساكينهم ؛ فنزلت هذه الآيات فأرسل إليه النبي : إن الله قد أنزل تصديق ما قلت " .

2) أخرج ابن جرير وغيره عن ابن زيد في هذه الآية قال :هم قتلى المشركين من أهل بدر نزلت فيهم هذه الآية .



محاور ومقاصد السورة

سور سبأ من السور المكية التي تهتم بموضوع العقيدة الإسلامية وتناول أصول الدين من إثبات الوحدانية والنبوة والبعث والنشور .
موضوعات هذه السورة المكية هي موضوعات العقيدة الرئيسية: توحيد الله، والإيمان بالوحي، والاعتقاد بالبعث. وإلى جوارها تصحيح بعض القيم الأساسية المتعلقة بموضوعات العقيدة الرئيسية. وبيان أن الإيمان والعمل الصالح لا الأموال ولا الأولاد هما قوام الحكم والجزاء عند الله. وأنه ما من قوة تعصم من بطش الله؛ وما من شفاعة عنده إلا بإذنه.
والتركيز الأكبر في السورة على قضية البعث والجزاء؛ وعلى إحاطة علم الله وشموله ولطفه. وتتكرر الإشارة في السورة إلى هاتين القضيتين المترابطتين بطرق منوعة، وأساليب شتى؛ وتظلل جو السورة كله من البدء إلى النهاية.
فعن قضية البعث يقول: {وقال الذين كفروا: لا تأتينا الساعة. قل بلى وربي لتأتينكم}..

وعن قضية الجزاء يقول: {ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات، أولئك لهم مغفرة ورزق كريم. والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم}.


وفي موضع آخر قريب في سياق السورة: {وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد؟ أفترى على الله كذباً أم به جنة؟ بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد}.


ويورد عدة مشاهد للقيامة، وما فيها من تأنيب للمكذبين بها، ومن صور العذاب الذي كانوا يكذبون به، أو يشكون في وقوعه كهذا المشهد: {ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول. يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا: لولا أنتم لكنا مؤمنين. قال الذين استكبروا للذين استضعفوا: أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم؟ بل كنتم مجرمين. وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا: بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أنداداً. وأسروا الندامة لما رأوا العذاب، وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا. هل يجزون إلا ما كانوا يعملون؟} وتتكرر هذه المشاهد وتتوزع في السورة وتختم بها كذلك: {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب. وقالوا: آمنا به. وأنى لهم التناوش من مكان بعيد؟ وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل. إنهم كانوا في شك مريب}


وعن قضية العلم الإلهي الشامل يرد في مطلع السورة: {يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها}..

ويرد تعقيباً على التكذيب بمجيء الساعة: {قل: بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب، لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين}..


ويرد قرب ختام السورة: {قل: إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب} وفي موضوع التوحيد تبدأ السورة بالحمد لله {الذي له ما في السماوات وما في الأرض، وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير}.


ويتحداهم مرات في شأن الشركاء الذين يدعونهم من دون الله: {قل: ادعوا الذين زعمتم من دون الله، لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير}


وتشير الآيات إلى عبادتهم للملائكة وللجن وذلك في مشهد من مشاهد القيامة: {ويوم يحشرهم جميعاً ثم يقول للملائكة: أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون؟ قالوا: سبحانك! أنت ولينا من دونهم. بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون}


وينفي ما كانوا يظنونه من شفاعة الملائكة لهم عند ربهم: {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له، حتى إذا فزّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير}


وبمناسبة عبادتهم للشياطين ترد قصة سليمان وتسخير الجن له، وعجزهم عن معرفة موته: {فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته. فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين}


وفي موضوع الوحي والرسالة يرد قوله: {وقال الذين كفروا: لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه} وقوله: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا: ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم. وقالوا: ما هذا إلا إفك مفترى، وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم: إن هذا إلا سحر مبين}


ويرد عليهم بتقرير الوحي والرسالة: {ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق، ويهدي إلى صراط العزيز الحميد}.. {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً. ولكن أكثر الناس لا يعلمون}


وفي موضوع تقرير القيم يرد قوله: {وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها: إنا بما أرسلتم به كافرون. وقالوا: نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين. قل: إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحاً، فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون. والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون}

ويضرب على هذا أمثلة من الواقع التاريخي في هذه الأرض: قصة آل داود الشاكرين على نعمة الله. وقصة سبأ المتبطرين الذين لا يشكرون. وما وقع لهؤلاء وهؤلاء. وفيه مصداق مشهود للوعد والوعيد.

هذه القضايا التي تعالجها السور المكية في صور شتى، تعرض في كل سورة في مجال كوني، مصحوبة بمؤثرات منوعة، جديدة على القلب في كل مرة. ومجال عرضها في سورة سبأ هذه هو ذلك المجال، ممثلاً في رقعة السماوات والأرض الفسيحة، وفي عالم الغيب المجهول المرهوب. وفي ساحة الحشر الهائلة العظيمة. وفي أعماق النفس المطوية اللطيفة. وفي صحائف التاريخ المعلومة والمجهولة، وفي مشاهد من ذلك التاريخ عجيبة غريبة.
وفي كل منها مؤثر موح للقلب البشري، موقظ له من الغفلة والضيق والهمود.
فمنذ افتتاح السورة وهي تفتح على هذا الكون الهائل؛ وعلى صحائفه وما فيها من آيات الله، وعلى مجالي علمه اللطيف الشامل الدقيق الهائل: {يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها}.. {وقال الذين كفروا: لا تأتينا الساعة. قل: بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين}..
والذين يكذبون بالآخرة يتهددهم بأحداث كونية ضخمة: {أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض؟ إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفاً من السماء. إن في ذلك لآية لكل عبد منيب}..


والذين يعبدون من دون الله ملائكة أو جناً يقفهم وجهاً لوجه أمام الغيب المرهوب في الملأ الأعلى: {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له. حتى إذا فزّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق. وهو العلي الكبير} أو يواجههم بالملائكة في ساحة الحشر حيث لا مجال للمواربة والمجادلة: {ويوم يحشرهم جميعاً ثم يقول للملائكة: أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون.. الخ} والمكذبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يتهمونه بالافتراء أو أن به جنة يقفهم أمام فطرتهم، وأمام منطق قلوبهم بعيداً عن الغواشي والمؤثرات المصطنعة: {قل: إنما أعظكم بواحدة. أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا. ما بصاحبكم من جنة. إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد} وهكذا تطوف السورة بالقلب البشري في تلك المجالات المتنوعة، وتواجهه بتلك المؤثرات الموحية الموقظة. حتى تنتهي بمشهد عنيف أخاذ من مشاهد القيامة كما أسفلنا..

يجري سياق السورة في عرض موضوعاتها في تلك المجالات وتحت تلك المؤثرات في جولات قصيرة متلاحقة متماسكة؛ يمكن تقسيمها إلى خمسة أشواط؛ لتيسير عرضها وشرحها. وإلا فإنه ليس بينها فواصل تحددها تحديداً دقيقاً.. وهذا هو طابع السورة الذي يميزها..

الشوط الأول.
تبدأ السورة بالحمد لله، المالك لما في السموات والأرض المحمود في الآخرة، وهو الحكيم الخبير. وتقرر علمه الشامل الدقيق لما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها. وتحكي إنكار الذين كفروا لمجيء الساعة ورد الله عليهم بتوكيد مجيئها، وعلم الله الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر. ليتم جزاء المؤمنين وجزاء الذين يسعون في آيات الله معاجزين، عن علم دقيق. وتثبت رأي أولي العلم الحقيقي الذين يشهدون أن ما أنزل الله لنبيه هو الحق. وتحكي عجب الذين كفروا من قضية البعث، وترد عليهم بأنهم في العذاب والضلال البعيد؛ وتهددهم بخسف الأرض من تحتهم أو إسقاط السماء كسفاً عليهم.




الشوط الثاني

يتناول طرفاً من قصة آل داود الشاكرين لله على نعمته، بتسخير قوى كثيرة لداود وسليمان بإذن الله. غير متبطرين ولا مستكبرين، ومن هذه القوى المسخرة الجن الذين كان يعبدهم بعض المشركين، ويستفتونهم في أمر الغيب. وهم لا يعلمون الغيب. وقد ظلوا يعملون لسليمان عملاً شاقاً مهيناً بعد موته وهم لا يعلمون.. وفي مقابل قصة الشكر تجيء قصة البطر. قصة سبأ. وما كانوا فيه من نعيم لم يشكروه: {فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق} وذلك أنهم اتبعوا الشيطان، وما كان له عليهم من سلطان، لولا أنهم أعطوه قيادهم مختارين!

الشوط الثالث
يبدأ بتحدي المشركين أن يدعوا الذين يزعمونهم آلهة من دون الله. وهم {لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير} وهم لا يملكون لهم شفاعة عند الله ولو كانوا من الملائكة فالملائكة يتلقون أمر الله بالخشوع الراجف؛ ولا يتحدثون حتى يزول عنهم الفزع والارتجاف العميق.. ويسألهم عمن يرزقهم من السماوات والأرض. والله مالك السماوات والأرض، وهو الذي يرزقهم بلا شريك.. ثم يفوض أمره وأمرهم إلى الله، وهو الذي يفصل فيما هم مختلفون. ويختم هذا الشوط بالتحدي كما بدأه، أن يروه الذين يلحقونهم بالله شركاء. {كلا بل هو الله العزيز الحكيم}

الشوط الرابع والشوط الخامس

يعالجان معاً قضية الوحي والرسالة، وموقفهم منها، وموقف المترفين من كل دعوة، واعتزازهم بأموالهم وأولادهم؛ ويقرران القيم الحقيقية التي يكون عليها الحساب والجزاء، وهي قيم الإيمان والعمل الصالح لا الأموال والأولاد. ويعرضان مصائر المؤمنين والمكذبين في عدة مشاهد متنوعة من مشاهد القيامة، يتبرأ فيها التابعون من المتبوعين. كما يتبرأ فيها الملائكة من عبادة الضالين المشركين.. ويدعوهم بين هذه المشاهد إلى أن يرجعوا إلى فطرتهم يستلهمونها مجردة عن الهوى وعن الضجيج في أمر هذا الرسول الذي يندفعون في تكذيبه بلا دليل. وهو لا يطلب إليهم أجراً على الهدى، وليس بكاذب ولا مجنون.. ويختم كل من الشوطين بمشهد من مشاهد القيامة. وتنتهي السورة بإيقاعات قصيرة قوية: {قل: إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب. قل: جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد. قل: إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إليّ ربي إنه سميع قريب} وتختم بمشهد من مشاهد القيامة قصير الخطى قوي عنيف.


( يتبع - سورة فاطر )









 

رد مع اقتباس
قديم 01-26-2021, 02:35 PM   #67


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي











سورة فاطر

التعريف بالسورة
مكية .
من المثاني .
آياتها 45 .
ترتيبها الخامسة والثلاثون .
نزلت بعد سورة " الفرقان " .
بدأت باسلوب ثناء ،
بدأت السورة " بالحمد لله "
فاطر هو أحد أسماء الله .

سبب التسمية

سُميت ‏‏" ‏سورة ‏فاطر ‏‏" ‏لذكر ‏هذا ‏الاسم ‏الجليل ‏والنعت ‏الجميل ‏في ‏طليعتها ‏لما ‏في ‏هذا ‏الوصف ‏من ‏الدلالة ‏على ‏الإبداع ‏والاختراع ‏لا ‏على ‏مثال ‏سابق ‏ولما ‏فيه ‏من ‏التصوير ‏الدقيق ‏المشير ‏إلى ‏عظمة ‏ذي ‏الجلال ‏وباهر ‏قدرته ‏وعجيب ‏صنعه ‏فهو ‏الذي ‏خلق ‏الملائكة ‏وأبدع ‏تكوينهم ‏بهذا ‏الخلق ‏العجيب ‏‏.

سبب نزول السورة




1) سورة فاطر مكية نزلت قبل هجرة رسول الله فهي تسير في الغرض العام الذي نزلت من أجله الآيات المكية والتي يرجع أغلبها إلى المقصد الأول من رسالة كل رسول وهو قضايا العقيدة الكبرى الدعوة إلى توحيد الله وإقامة البراهين على وجوده وهدم قواعد الشرك والحث على تطهير القلوب من الرذائل والتحلي بمكارم الأخلاق .

2) أخرج البيهقي وغيره عن عبد الله بن أبي أوفيقال :قال رجل :يا رسول الله إن النوم مما يقر الله به أعيننا في الدنيا فهل في الجنة من نوم ؟ ،قال لا إن النوم شريك الموت وليس في الجنة موت ) قال : يا رسول الله فما راحتهم ؟ فأعظم ذلك النبي وقال ليس فيها لغوب كل أمرهم راية فنزلت هذه الآية .


محور مواضيع السورة :

هذه السورة كما أسلفنا نزلت قبل الهجرة مباشرة وشأنها شأن السور المكية تتحدث عن قضايا العقيدة الكبرى والدعوة الى توحيد الله ، واقامة البراهين الدالة على وجود الله تبارك وتعالى الها واحدا لا شريك له، وهدم قواعد الشرك ، والحث على تطهير القلوب من الرذائل، والتحلي بمكارم الأخلاق.

- بدأت السورة بالحديث عن الخالق المبدع وكيف فطر الأكوان وخلق الملائكة والانس والجان، وأقامت الأدلة والبراهين على البعث والنشور في صفحات هذا الكون المنظور، وكيف بنزول المطر يحيي الله تعالى الأرض بعد موتها ، ويخرج الزرع في اختلاف أنواع الثمار مع أنها تسقى بماء واحد، وكيف يتعاقب الليل والنهار، وكيف خلق الانسان في أطوار، وفي ايلاج الليل في النهار والعكس، وما الى هناك من دلائل وعجائب صنعه عزوجل ولا سيما في سائر المخلوقات والدواب والأنعام، وفي اختلاف أشكال الجبال والأحجار، وتنوعها ما بين أبيض وأسود وأحمر، وكل شيء في الكون ناطق بلا ريب أو شك بعظمة الواحد القهار، الخالق المبدع المصّور، سبحانه وتعالى عما يشركون..

- ثم تناولت قضية أن كل نفس تحمل وزرها بنفسها ، كما في قوله تعالى ولا تزروا وازرة أخرى، أي لا تحمل نفس آثمة ذنب نفس أخرى، ولا تعاقب بذنب غيرها، كل انسان مسئول عن ذنبه، تماما كقوله في سورة الرحمن: لا يسئل عن ذنبه انس ولا جانّ. وهذا من عدله اللامتناهي سبحانه وتعالى في خلقه.

- ثم تناولت قضية الايمان والكفر والفرق الكبير بين المؤمن والكافر كالفرق الشاسع بين الأعمى والبصير، والظلمات والنور، والظل والحرور، والحق والباطل، والهدى والضلال، وما يستوي الأحياء ولا الأموات، وما أنت بمسمع من في القبور، ولو تمعنا في هذه الآية الكريمة لوجدنا كيف أنّ الله عزوجل شبّه الكفار بالقبور وشبههم بالموتى وهم أحياء، ذلك أنّ الذي لا يؤمن بالله تعالى يكون قلبه ميّت ، ومتى مات القلب، انعدم الفرق بين الحي والميت، فبالايمان فقط تحيا القلوب، فسبحان الذي أحيا قلوبنا بنوره الكريم ، وصراطه المستقيم، والحمد لله رب العالمين على نعمة الايمان.

- وأخيرا تحدثت عن ميراث الأمة المحمدية لأشرف الرسالات السماوية، بانزال هذا الكتاب المجيد الجامع لفضائل كتب الله، ثم انقسام الأمة المحمديّة لثلاثة فئات من العباد: الظالم نفسه والمحسن والسابق للخيرات.


- وختم الله عزوجل السورة الكريمة بقوله تعالى: ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابّة ولكن يؤخرهم الى أجل مسمّى، فاذا جاء أجلهم فانّ الله كان بعباده خبيرا بصيرا. وهذا منتهى العدل والاحسان، وهو سبحانه وتعالى أهل التقوى وأهل المغفرة ، نعم بمنتهى حلمه ورحمته يتعامل سبحانه وتعالى مع عباده ، ومن منتهى اللطف والمنّة والاحسان منه تبارك وتعالى يمهل المسيء الى زمن معلوم وهو يوم القيامة فلا يعجّل له العذاب، فان جاء هذا الوقت جازاه بعمله، فان كان خيرا فخير، وان كان شرا فشر، ذلك أنّ الله عزوجل وحده العالم والمطلع على أحوال عباده، وكما هو سبحانه وتعالى بصير بمن يستحق العقوبة، ايضا بصير بمن يستحق الكرامة، وفي هذه الآية دلالة على وعيده سبحانه وتعالى للمجرمين بسوء العاقبة، ووعد منه عز وجل للمتقين بحسن الختام،وختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون نسأله تبارك وتعالى بمنته ورحمته وعطفه وكرمه أن يكتبنا من المتقين.

( يتبع - سورة يس)









 

رد مع اقتباس
قديم 01-26-2021, 02:35 PM   #68


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي








سورة يس

التعريف بالسورة

مكية ماعدا الآية " 45" فمدنية .
من المثاني .
آياتها 83 .
ترتيبها السادسة والثلاثون .
نزلت بعد سورة الجن .
بدأت بأحد حروف الهجاء " يس "
توجد بها سكتة خفيفة عند كلمة " مرقدنا " .

سبب التسمية

سُميت ‏السورة ‏‏" ‏سورة ‏يس ‏‏" ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏افتتح ‏السورة ‏الكريمة ‏بها ‏وفي ‏الافتتاح ‏بها ‏إشارة ‏إلى ‏إعجاز ‏القران ‏الكريم ‏‏.

سبب نزول السورة

1) قال أبو سعيد الخدري : كان بنو سلمة في ناحية من المدينة فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد فنزلت هذه الآية (إِنَّا نَحْنُ نُحْي المَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّموا وَآثَارَهُم ) فقال له النبي :إن آثاركم تكتب فلم تنتقلون .

2) عن أبي مالك إن أُبيّ بن خلف الجُمَحيّ جاء إلى رسول الله بعظم حائل فته بين يديه وقال : يا محمد يبعث الله هذا بعد ما أرِمْ ؟ فقال : (نعم ) (يبعث الله هذا ويميتك ثم يحيك ثم يدخلك نار جهنم ) فنزلت هذه السورة .


محور مواضيع السورة :

سورة يس مكية وقد تناولت مواضيع أساسية ثلاثة وهى : " الإيمان بالبعث والنشور وقصة أهل القرية والأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين".

- ابتدأت السورة الكريمة بقصة أهل القرية –أنطاكية- والتي كذب أهلها رسل الله تعالى عليهم السلام والذين أرسلهم لأهل القرية كمنذرين، وذكرت موقف الداعية المؤمن حبيب النجار رضي الله عنه والذي قتله قومه بجريمة قوله ربيّ الله، ، ولم يمهل الله عزوجل المجرمين على جريمتهم بقتله رضي الله عنه، بل أخذهم أخذ عزيز مقتدر بصيحة الهلاك والدمار.

- ثمّ تناولت دلائل قدرة الله تبارك وتعالى ووحدانيته في هذا الكون البديع الذي لا بد وأن يكون وراءه صانع وموجد، بدءا من الأرض الجرداء، وكيفية دبّ الحياة فيها، ثم مشهد انسلاخ الليل عن النهار، ثم مشهد القمر وهو يتدرّج في منازله، ثم مشهد السفن وهي تسير بقدرة قادر وهي تمخر عباب البحر، فسبحان الخلاق العليم.

- ثمّ انتقلت السورة الكريمة الى الحديث عن القيامة وأهوالها ، والبعث والنشور والنفخة، وكيف يقوم الناس من قبورهم لربّ العالمين، وعن أهل الجنة والنار، والتفريق بين المؤمنين والمجرمين في هذا اليوم العصيب الرهيب، حيث يستقر السعداء في روضات يحبرون، والأشقياء في دركات النار وبئس المصير.

- وختمت السورة الكريمة بالحديث عن موضوع أساسي وهو موضوع البعث والجزاء، وكيف أبي بن خلف جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده عظم رميم يفته ويذروه في الهواء وهو يقول: يا محمد! أتزعم أنّ الله يبعث هذا؟ اجابه النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، يميتك الله تعالى ثم يبعثك ثم يحشرك الى النار.فنزل قوله تعالى: أو لم ير الانسان أنا خلقناه من نطفة فاذا هو خصيم مبين * وضرب لنا مثلا ونسي خلقه، قال من يحيي العظام وهي رميم* قل يحييها الذي أنشأها أول مرّة وهو بكلّ خلق عليم.

وفي الحديث القدسي الجليل يقول الله تبارك وتعالى: ابن آدم أنىّ تعجزني وقد خلقتك من مثل هذا، حتى اذا سويتك وعدلتك مشيت بين برديك وللأرض منك وئيد، فجمعت ومنعت، حتى اذا بلغت التراقي قلت: أتصدّق وأنىّ أوان الصدقة.


فضل السورة

1- روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لوددت أنها في قلب كلّ انسان من أمتي.

2- وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انّ لكل شيء قلبا، وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات.

3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورا له، ومن قرأ حم التي يذكر فيها الدخان أصبح مغفورا له.

4- وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله عزوجل غفر له.

5- وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرؤوها على موتاكم.

لأجل ذلك قال العلماء أنه من خصائص هذه السورة أنها لا تقرأ عند أمر عسير الا يسّره الله تعالى، وكأنّ قراءتها عند الميت لتنزل الرحمة والبركة، وليسّهل خروج الروح والله تعالى أعلم.

( يتبع - سورة الصافات )









 

رد مع اقتباس
قديم 01-26-2021, 02:36 PM   #69


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي








سورة الصافات

التعريف بالسورة
مكية .
من المئين .
آياتها 182 .
ترتيبها السابعة والثلاثون .
نزلت بعد الأنعام .
بدأت السورة بالقسم بجموع الملائكة " والصافات ".

سبب التسمية

سُميت ‏السورة ‏‏" ‏سورة ‏الصافات ‏‏" ‏تذكيرا ‏لعباد ‏بالملأ ‏الأعلى ‏من ‏الملائكة ‏الأطهار ‏الذين ‏لا ‏ينفكون ‏عن ‏طاعة ‏الله ‏وعبادته ‏‏" ‏يسبحون ‏الليل ‏والنهار ‏لا ‏يفترون ‏‏" ‏وبيان ‏وظائفهم ‏التي كُلِّفوا ‏بها ‏‏.
وبهذا سميت هذه السورة الكريمة بسورة الصافات نسبة لملائكة الرحمن الأبرار عليهم السلام الذين لا ينفكون عن عبادة الله تبارك وتعالى، وبالمناسبة هناك ملائكة ساجدة لله تعالى منذ خلقه للسموات والأرض، ولن يرفعوا رؤوسهم عن الأرض قط الى يوم القيامة، ويوم القيامة وندما يؤمرون برفع رؤوسهم يقولون: سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك، وهم الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم: يسبحون الليل والنهار لا يفترون.

سبب النزول
سورة الصافات اسمها مأخوذ من بدء هذه السورة، وهو قول الله عز وجل: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا [الصافات:1]، أقسم الله عز وجل بالصافات، فسميت بسورة الصافات؛ لكون هذه الكلمة مذكورة فيها، وإن كانت هذه الكلمة مذكورة في سورة النور وفي سورة الملك، ولكن هناك ذكر الطير صافات، وهنا قصد الملائكة، وهذه السورة نزلت قبل سورة الملك، فسميت بسورة الصافات باعتبار أول آية فيها وَالصَّافَّاتِ صَفًّا [الصافات:1].

محور مواضيع السورة

سورة الصافات من السور المكية التي تعني بأصول العقيدة الإسلامية "التوحيد والوحي والبعث والجزاء " شأنها كشأن سائر السورة المكية التي تهدف إلى تثبيت دعائم الإيمان .

وسورة الصافات شانها شان السور المكية تناولت أصول العقيدة الاسلامية (التوحيد، الوحي، البعث والجزاء).

ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن ملائكة الرحمن الأطهار عليهم السلام الصافات قوائمها في الصلاة، او أجنحتها في ارتقاب أمر الله ، الزاجرين للسحاب يسوقونه حيث شاء الله ، ثم تحدثت عن الجن وتعرضهم للرجم بالشهب الثاقبة ردا على أساطير الجاهلية في اعتقادهم بأنّ هناك قرابة بين الله سبحانه وتعالى وبين الجنّ، فسبحانه وتعالى عما يصفون، وسبحانه وتعالى عما يشركون.

ثم تناولت البعث والجزاء وانكار المشركين ليوم القيامة مستبعدين أن يكون هناك بعث ومن ثمّ حياة أخرى بعد الممات، وتأكيدا لعقيدة الايمان بالبعث والنشور فقد ذكرت السورة قصة المؤمن والكافر، وما دار بينهما في الدنيا من حوار 50- 61، ثم النتيجة التي آل اليها كل منهما بخلود المؤمن في الجنة جعلنا الله واياكم معه، وخلود الكافر في النار أعاذنا الله واياكم من مدخله.

ثم تناولت السورة الكريمة بعضا من قصص الأنبياء عليهم السلام ، وقصة الذبيح اسماعيل عليه السلام بابتلاء الله عزوجل لخليله ابراهيم عليه السلام بالرؤيا الحق التي رآها في المنام أنّ الله يأمره بذبحه، وقال ابن عباس: أنّ رؤيا الأنبياء وحي، لأجل ذلك ما كان لابراهيم عليه السلام أن يتردّد في التنفيذ، وما كان لاسماعيل عليه السلام الا وأن يمتثل لأمر الله، لذا كانت اجابته ايجابيه تنم عن الصبر والحلم والامتثال المطلق لأمر الله تعالى أن يا أبت افعل ما تؤمر!، ولعلّ أمرا كهذا من الصعوبة بمكان وزمان أن يحصل مع غير عباد الله المخلصين، وتعالوا بنا نطالع معا الآيات الكريمات التي صوّرت وبكل الابداع والاعجاز القرآني الحوار الذي دار بين الأب وابنه عليهما السلام فلما بلغ معه السعي قا ل يا بنيّ اني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر، ستجدني انشاء الله من الصابرين * فلما أسلما وتله للجبيبن* وناديناه لأن ابراهيم* قد صدّقت الرؤيا ، انا كذلك نجزي المحسنين* انّ هذا لهو البلاء المبين* وفديناه بذبح عظيم 102- 107.


أما الحكمة من هذه القصة فهي كما قال الصاوي: أنّ ابراهيم عليه السلام اتخذه الله خليلا، فلما سأل ابراهيم عليه السلام ربّه الولد، وهبه اسماعيل عليه السلام، فتعلقت شعبة من قلبه بمحبّة ولده، فأمر بذبح المحبوب لتظهر صفاء الخلة، فامتثل أمر ربه وقدّم محبة الله تبارك وتعالى على محبة ولده.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فلما عزم على ذبح ولده ورماه على شقه قال الابن: يا أبت اشدد رباطي حتى لا أضطرب ، واكفف ثيابك لئلا ينتضح عليها شيء من دمي فتراه أمي فتحزن ، وأحدّ شفرتك وأسرع بها على حلقي ليكون الموت أهون عليّ ، واذا أتيت أمي فأقرئها مني السلام، وان رأيت أن تردّ قميصي عليها فافعل، فانه عسى أن يكون أسلى لها عني، فقال له ابراهيم عليه السلام: نعم العون أنت يا بني على أمر الله.

وختمت السورة الكريمة بالمكيال الأوفى بآيات بينات قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: من سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل آخر مجلسه حين يريد أن يقوم: سبحان ربك ربّ العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين.

هذه السورة سورة مكية، ففيها أغراض السور المكية، وفيها الخصائص والميزات التي هي موجودة في السور المكية، والسور المدنية فيها التشريع فيأتي فيها الأحكام والأوامر والنواهي، والسور المكية فيها ترسيخ أمر العقيدة، وتوحيد الله سبحانه تبارك وتعالى في قلوب الخلق، ودفع الشرك عن الخلق، وبيان ما يعبدون من دون الله وأنها لا تنفع لا تضر، وبيان أن الإله الحق المستحق للعبادة هو الرب سبحانه تبارك وتعالى الذي يقدر على أن يخلق، وعلى أن يرزق ويدبر الكون سبحانه تبارك وتعالى.

إذاً: هذه السورة الغرض منها إثبات وحدانية الله سبحانه تبارك وتعالى، وسوق الدلائل على تلك الآيات التي تدل على أنه وحده هو الذي يستحق العبادة، وأنه وحده المنفرد بالخلق وبتدبير الكون في العالم العلوي والعالم السفلي، بل في كل شيء قد انفرد بالخلق سبحانه، فله الخلق وله الأمر، فهو الذي يعبد وحده سبحانه تبارك وتعالى.

وفيها أيضاً الإشارة إلى البعث والنشور وإثبات الحشر والجزاء يوم القيامة، وفيها وصف حال المشركين يوم الجزاء وكيف يفعلون وكيف يندمون على ما قصروا وما فرطوا في هذه الحياة الدنيا، وكيف يقع بعضهم في بعض، ويدعو بعضهم على بعض، ويلعن بعضهم بعضاً، وفيها وصف أحوال المؤمنين بأن الله سبحانه ينجيهم وأنه يدخلهم جنته سبحانه تبارك وتعالى.

كذلك يذكر في هذه السورة حال المؤمنين وفرحهم بدخولهم الجنة، وكيف أنهم كما قال تعالى: أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ [الصافات:27]، وكيف ذكر أحدهم إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ [الصافات:51-52]، وأنهم تكلموا وهم في الجنة، وأخبرنا الله عز وجل عن فرحهم وسرورهم وكلام بعضهم لبعض فيها، وكيف أن الله ثبتهم في هذه الدنيا وثبتهم يوم القيامة حتى أدخلهم الجنة.

ثم انتقل إلى دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه، وأن الذي دعا إليه هو الذي دعت إليه الأنبياء والرسل قبله صلوات الله وسلامه عليه وأن الدعوة واحدة، والله عز وجل كما جعل لهؤلاء السابقين أعداء ونصرهم عليهم سبحانه تبارك وتعالى، وحقت كلمة الله سبحانه أن رسله هم المنصورون وأنهم هم الغالبون، كذلك يذكر لنبيه صلوات الله وسلامه عليه أنه سينصره سبحانه كما نصر هؤلاء السابقين.


و ذكر الله هنا شيئاً من مناقب الأنبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام، الذين دعوا إلى الله سبحانه تبارك وتعالى وخاصة إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، فهو إمام الأنبياء، فذكر الله كيف أن إبراهيم هاجر إلى ربه سبحانه، وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ [الصافات:99-101]، وذُكر في السورة قصة الذبيح؛ حتى نعلم كيف أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام استحق أن يكون خليل الرحمن بصبره على ابتلاء الله عز وجل له، وبتنفيذه جميع أوامر الله سبحانه، وبتقديمه ما يحب الله على ما يحبه هو عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.

ثم ذكر الله المشركين وكيف أن اعتقاداتهم اعتقادات فاسدة، وأنهم كذبوا ربهم وتعجبوا مما لا يتعجب من مثله، كقولهم: أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [ص:5]، فيعجبون من غير أن يستدعي الأمر عجباً!

وذكر الله أنهم كانوا يكذبون النبي صلى الله عليه وسلم وهذا القرآن العظيم، والله عز وجل يجيب ويرد عن نبيه صلى الله عليه وسلم ويعده بالنصر على هؤلاء الكافرين.

وقد بدأ هذه السورة بقوله سبحانه تبارك وتعالى: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا [الصافات:1]، فذكر ملائكة الله سبحانه تبارك وتعالى وختم هذه السورة بقوله تعالى: وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ * فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِين ٍ [الصافات:171-174]، وقوله تعالى: وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ * سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ [الصافات:179-181] .. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:45]، فبدأ بذكر الملائكة، وانتهى بذكر رسل الله سبحانه، ونصر الله سبحانه لأنبيائه على الكفار.

فضل السورة

1) أخرج النسائي والبيهقي في سنه عن ابن عمر قال : كان رسول اللهيأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات .

2) عن ابن عباس قال: قال رسول الله :" من قرأ يس والصافات يوم الجمعة ثم سأل الله أعطاه سؤله "

اذا كان هؤلاء الملائكة الأطهار عليهم السلام وهو على هذا الحال، وأقروا أنهم لم يعبدوا الله حق عبادته، اذن فما نحن فاعلين؟ لا شيء الا رجاء رحمته تبارك وتعالى.

سبحانك ربنا وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدّك لا اله الا أنت نسألك أن ترحمنا وتعاملنا بما أنت أهله، أنت أهل التقوى والمغفرة... وأهل الرحمة والاحسان.


( يتبع - سورة ص )








 

رد مع اقتباس
قديم 01-26-2021, 02:37 PM   #70


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي






سورة ص

التعريف بالسورة
مكية .
من المثاني .
آياتها 88 .
ترتيبها الثامنة والثلاثون .
نزلت بعد سورة القمر .
بدأت بأحد حروف الهجاء " ص "
السورة بها سجدة في الآية 24 .

سبب التسمية

تسمى ‏السورة ‏الكريمة ‏‏" ‏سورة ‏ص ‏‏" ‏وهو ‏حرف ‏من ‏حروف ‏الهجاء ‏لإشادة ‏بالكتاب ‏المعجز ‏الذي ‏تحدى ‏الله ‏به ‏الأولين ‏والآخرين ‏وهو ‏المنظوم ‏من ‏أمثال ‏هذه ‏الحروف ‏الهجائية ‏‏.
وتسمى أيضا (سورة داود عليه السلام)

سبب نزول السورة

عن ابن عباس قال : مرض أبو طالب فجاءت قريش وجاء النبى وعند رأس أبي طالب مجلس رجل فقام أبو جهل كي يمنعه ذلك فشكوه إلى أبي طالب فقال : يا ابن اخي ما تريد من قومك ؟ قال : يا عم إنما أريد منهم كلمة تَذِلُّ لهم بها العرب وتؤدي إليهم الجزية بها العجم ، قال : كلمة واحدة قال ما هي ؟ قال: لا اله الا الله ، فقالوا اجعل الآلهة إلها واحدا قال : فنزل فيهم القرآن ( ص وَالقرآنِ ذِي الذّكرِ بَل الَّذِينَ كَفَروا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ حتى بلغ إنَّ هَذَا إلا اختلاق ) .

محور مواضيع السورة :

سورة " ص " مكية وهدفها نفس هدف السورة المكية التي تعالج أصول العقيدة الإسلامية .
سورة (ص)، وتسمى أيضا (سورة داود عليه السلام) هذه السورة المكية بإجماع من المفسرين والتي تتكون من 88 آية تعالج كغيرها من السور المكية موضوعي البعث والجزاء؛ واشتملت على مناقشة المشركين في عقائدهم والرد عليهم وبيان حالهم يوم القيامة، مع ذكر قصة خلق آدم وسجود الملائكة له وإبليس، وتذكير المشركين بأمثالهم من الأمم السابقة.

وفيها سلسلة متعددة الحلقات من قصص الأنبياء – دون ذكر لأقوامهم – في معرض التسلية والتذكير والتنويه، وقد تخللتها مواعظ وتلقينات بليغة وتقريرات مهمة عن مهمة النبي صلى الله عليه وسلم وعموم رسالته للكون والزمان، وفصول السورة وآياتها مترابطة منسجمة ومتوازنة مما يدلّ على وحدة نزولها أو تلاحق فصولها في النزول.

ومناسبة هذه السورة من خلال النسق الترتيبي لسور القرآن الكريم يلوح في أنها جاءت كالمتممة للسورة التي قبلها؛ سورة الصافات من وجهين اثنين:
الأول: أنه ذكر فيها من قصص الأنبياء ما لم يذكر في تلك كداود وسليمان وأيوب عليهم السلام .
الثاني: أنه بعد أن حكى فيما قبلها عن الكفار أنهم قالوا: {لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} [الصافات: 168، 169]، وأنهم كفروا بالذكر لما جاءهم بدأ عز وجل في هذه السورة بالقرآن ذي الذكر وفصل ما أجمل هناك من كفرهم وفي ذلك من المناسبة ما فيه .

وقد نبه ابن القيم رحمه الله وهو من العارفين بأسرار القرآن ولطائف التنزيل إلى المقاصد الدقيقة لموضوعات هذه السورة الكريمة في وقفة تدبرية رائعة؛ ملمحا لما اشتملت عليه سورة ص من الخصومات المتعددة في لفتة خاطفة، إلا أن المتدبر بروية يلحظ ازدحام صور الخصومة ونماذجها في هذه السورة وأسلوب العلاج السلس الذي عالج به النهج القرآني الحكيم هذه المواقف الشرسة؛ ويمكننا باختصار تحليل واختزال هذه المواقف في مشاهد ثلاث:




المشهد الأول:

خصومة الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم وقولهم: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5]، وإذا ما تناولنا هذه المواقف بالتحليل فسنجد أن السورة بدأت بذكر خصومة كفار مكة للنبي صلى الله عليهوسلم وقد عالج صدر السورة شقاق الكفار هذا في ستة عشر آية؛ الآيات (1-16)؛ فاستعرضت الآيات الكريمة حجج الكفار التي تذرعوا بها لرفض رسالة التوحيد ووحي السماء ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم تعرضت لتفنيد هذه الحجج الواحدة تلو الأخرى باستخدام أرقى أساليب الجدل العقلي والإعجاز بالمنطق الواقعي والتاريخي .

المشهد الثاني:

اقتحام الخصمين محراب داود عليه السلام: دلفت الآيات بعد علاج خصومات الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم في استطراد تساؤلي لطيف يذكر النبي صلى اللهعليه وسلم بنبأ الخصم اللَّذَين تسورا المحراب على داود عليه السلام واستعرضت القصة بأسلوب بديع يَستنبِط العبر والعظات من هذه القصة دون الخوض في تفاصيل تشغل عن المغزى أو تصرف عن المقصد ثم اختتمت المخاصمة بمواعظ بليغة في التحذير من اتباع الهوى في الحكم وفصل الخصومات والتذكير بالعواقب المردية المترتبة على ذلك، وفي ذات السياق تعرضت الآيات لابتلاء الله لعبديه سليمان وأيوب كما داود عليهم السلام وصبرهم على الابتلاء وإنابتهم وأوبتهم إلى الله وقبوله منهم وتفريجه عليهم ليختم لهم بحسن العاقبة كما هي حال المتقين دوما .

المشهد الثالث:

ينتقل من جدل وخصومات الدنيا إلى خصومات ما بعد البعث والجزاء ويكشف عن ما تؤول إليه الحال بعد استقرار القيم الحقيقية في الآخرة بين فريق الجنة وفريق السعير حيث يبدأ التلاعن والخصام في جهنم بين أفواج المجرمين عند إيراد بعضهم على بعض وما يصيرون إليه من سوء صحبة بعضهم لبعض رغم سرمدية إقامتهم، وتراشقهم بالتأنيب والخصام بينهم وهم في العذاب، وتُذيِّل الآيات بيانها بالتنويه إلى تجرد النبي صلى الله عليه وسلم من وسائل المعرفة غير الربانية؛ وأنه لولا تأييده بوحي السماء لما كانت عنده علوم النشأة الأولى وأخبار خصومات الملء الأعلى قبل خلق آدم، ولما حصلت عنده المعرفة بأحداث المستقبل البعيد وما يصير إليه البشر بعد فصل الجزاء وقطع النزاع وخصوصا أهل النار الذين تؤصد عليهم أبواب جهنم نسأل الله السلامة والعافية بمنه وكرمه .

وعموما فقد تميزت الخصومة القرآنية في هذه السورة خصوصا وفي القرآن عموما بالتنوع، فقد حكى لنا القرآن الكريم عن قصص الأولين من الأنبياء وغيرهم، وفصل ما جرى بينهم من محاورات ومجادلات عبّرت عن خصومة بين طرفين مثلت الخصومة السرمدية بين الحق والباطل، كما اشتملت على دحض حجج الباطل ودمغه وزهقه والانتصار للحق وضمان الغلبة له وحسن العاقبة لعباد الله المتقين .


سورة ص سورة مكّية ابتدأت بالقسم بالقرآن المعجز المشتمل على المواعظ البليغة التي تشهد أنه حق وأن محمدعليه الصلاة والسلام حق.
والسورة تعرض جواباً على سؤال هام: ماذا يحدث عندما يحصل خطأ ما مع انسان مؤمن مع استسلامه لله تعالى؟ السورة تتحدث عن ثلاثة أنبياء استسلموا لله تعالى بعما أخذوا قرارات ظنّوها بعيدة عن الحق ثم عادوا إلى الحق وكيف ردّ الله تعالى عليهم، ثم تحدثت عن نموذج عكسي وهو ابليس الذي عاند ورفض ان يستسلم بعدما عرف الحق.
قصة داوود:
(اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) آية 17
عودته للحق: (فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ) آية 24

قصة سليمان:
(وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) آية 30
عودته للحق: (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ) آية 34


قصة أيوب

(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) آية 41
عودته للحق: (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) آية 44

في هذه القصص الثلاث يعطي الله تعالى لكل نبي صفة (عبدنا، العبد) وكلمة ( أوّاب ) معناها سريع العودة وذا الأيد معناها كثير الخير. ونلاحظ تكرار كلمة (أناب) رمز العودة إلى الحق.
هذه القصص الثلاث نأخذ منها عبرة أن المستسلم لله يكون سهل الهودة إلى الله وإلى الحق.

وتختم السورة بنموذج عكسي للعودة إلى الحق وهو نموذج ابليس اللعين وعناده (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ* إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) آية 73 إلى 76.
فلنقارن بين هذه النماذج التي تعود إلى الحق لأنها استسلمت لله والنموذج الذي لم يستسلم لله وعاند فكانت نتيجة عدم استسلامه غضب شديد من الله تعالى ولعنة منه وطرد من رحمة الله وعذاب في الآخرة أشد (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ* وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ) آية 77 إلى 78.
خلاصة القول إن الإستسلام لله تبارك وتعالى عزّنا وسبب بقائنا واستمرارنا في الأرض ولهذا سمى الله تعالى هذا الدين (الإسلام).

( يتبع - سورة الزمر )









 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:58 AM

أقسام المنتدى

۩۞۩{ نفحات سكون القمر الإسلامية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ أرصفة عامة}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون للنقاش والحوار الجاد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مرافئ الترحيب والإستقبال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سعادة الأسرة بــ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني أنثى نقية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ النكهات المطبخية وفن الوصفات}۩۞۩ @ ۩۞۩{ آفاق إجتماعية في حياة الطفل }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الطب والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ جنة الأزواج }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الديكور والأثاث المنزلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ متنفسات شبابية في رحاب سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني رجل بـ كاريزما }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون صدى الملاعب }۩۞۩ @ ۩۞۩{ عالم الإبداع والتكنولوجيا }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الكمبيوتر والبرامج }۩۞۩ @ ღ مـنـتـدى البـرامــج ღ @ ღ منتدى التصاميم والجرافكس والرسم ღ @ ۩۞۩{ مرافي التبريكات والتهاني }۩۞۩ @ ۩۞۩{ شرفات من ضوء لـ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الصور والغرائب }۩۞۩ @ ღ سكون قسم الألعاب والتسلية والمرح ღ @ ღ المواضيع المكررة والمحذوفه والمقفله ღ @ ۩۞۩{ محكمة سكون القمر الإدارية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ قسم الإدارة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رطب مسمعك ومتع عينيك }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم السري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الفعاليات والمسابقات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ السياحة والسفر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الأخبار المحلية والعالمية }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون اليوتيوب YouTube }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تاجك يا عروس شكل تاني }۩۞۩ @ الآطباق الرئسية والمعجنات والصائر @ أزياء ألاطفال @ ۩۞۩{ ملتقى الأرواح في سماء سكون القمر}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ شؤون إدآرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منتدى المنوعات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الشخصيات والقبائل العربية والانساب }۩۞۩ @ البرامج وملحقات الفوتوشوب @ ۩۞۩{قسم التعازي والمواساه والدعاء للمرضى }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ تطوير الذات وعلم النفس }۩۞۩ @ ღ خاص بالزوار ღ @ ۩۞۩{ سكون خاص لعدسة الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{ فصول من قناديل سكون القمر }۩۞۩ @ منتدى كلمات الاغاني @ خدمة الاعضاء وتغيير النكات والاقتراحات والشكاوي @ ۩۞۩{ الهطول المميز بقلم العضو}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لاعجاز وعلوم وتفسير القرآن الكريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ساحة النون الحصرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القصيد الحصري بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الحصرية بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{القصص الحصرية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ متحف سكون ( لا للردود هنا) }۩۞۩ @ ۩۞۩{ دواوين الأعضاء الأدبية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منوعات أدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ماسبق نشره بقلم الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{الخواطر وعذب الكلام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشعر والقصائد}۩۞۩ @ ۩۞۩{عالم القصة والرواية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الأدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{فنجان قهوة سكون }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات الأعضاء المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تقنية المواضيع }۩۞۩.! @ ۩۞۩{ نزار قباني }۩۞۩.! @ ۩۞۩{الشلات والقصائد الصوتية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتبة شايان}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة منى بلال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة أنثى برائحة الورد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الردود المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{في ضيافتي }۩۞۩ @ ۩۞۩{كرسي الاعتراف }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الادبية عطاف المالكي شمس }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لــ الفتاوى والشبهات }۩۞۩ @ ۩۞۩{حصريات مطبخ الأعضاء }۩۞۩ @ قسم النكت @ ۩۞۩{ المجلس الإداري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الاديب نهيان }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ الطب والحياه }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم الترفيهي}۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات خاصة }۩۞۩ @ ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتب مديح ال قطب}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الخيمة الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المسابقات والفعاليات الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رمضان كريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الفتاوي الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المطبخ الرمضاني}۩۞۩ @ ۩۞۩{ يلا نٍسأل }۩۞۩ @ قسم الزوار @ مشاكل الزوار @ الارشيف @ دروس الفوتوشوب @ تنسيق وتزيين المواضيع @



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا