مساحة للهمس الرقيق ( عندما يأتي المساء)...

عندما يأتي المساء..

يتكاتف كل الشرود..
الذي يملئ الطرقات والشوارع..
ويرسم لوحة من الحيرة ..

في أعين النجوم الممتدة في عوالم..
ماوراء حد العين ..

وبكل جبروته يحاول نحتها ..

في كل زاوية تأبى الصمت ..

في زمن الخوف ..

فتقاوم بعضها..
وتبدأ في تلاوة..
تراتيل الشوق الأخير..

عندما يأتي المساء...

ويضيق بي الحال وتتقافز..
كل هموم الدنيا أمام عيني..
وكأنها تبحث عن دمعتي..
التي لاتفارق مقلتي وعن..
حزني الذي صار مرسوما..
على وجهي وكأنه صار من..
ملامحي فأحاول بكل جهدي..
وكل ما أملك من صبر وجلد..
حتى إذا ما كبحت جماح..
مشاعري وكتمت دمعتي..
فإذا بقلبي يغافلني ويسكب..
كل دمع الدنيا..

عندما يأتي المساء...

مازلت أشتاق إليك..
وسأظل أشتاق إليك حتى يجمعنا..
القدر في عيون العشق ..

أو تذوب مهجتي دون شوقي لك ..
شوقي لرؤية تلك اللهفة..
البادية في عينيك ..

عندما تتلاقى أعيننا والحب الجميل..

عندما يأتي المساء..

وتسكن الأرواح

وتهجع النفوس..
يحلو الكلام والسمر..
ويروق الهمس للمحبين ..
ويرتفع حفيف الأقلام على الأوراق..
وتسكب عبرات البوح الشجي ..

فأحس بوحدة غريبة ..

مع أن قلمي في يدي ..

وأحمل كل مشاعر الدنيا ..
فتزيد غربتي ..
وأنا لا أستطيع أن أعبر عن ذاتي ..

فأقضي وقتي كله..
مع تنهيدات الصمت..

عندما يأتي المساء..

أعيش مع نفسي ومع..
ذكرياتي التي كانت لي..
معك وعشتها في جو..
مليء بالسعادة عندما..
كنت أنهض الصباح لا أمني..
النفس إلا برؤيتك وبرؤية..
عينيك وسماع كلماتك..
وهمساتك الرائعة وأذوب..
في تلك الذكريات ولا..
يخرجني منها إلا ضوء..
الصباح فأمسح دمعي..
وألملم ورقي المبلل..
بدمع ذكراك..

عندما يأتي المساء..

و في كل وقت و حين..
لايطيب لي إلا مناجاتك..
والوقوف ببابك ..

الذي لا يرد منه أحد..
لأشكو إليك بثي وحزني يارب..
وأشكو إليك ممن ظل..
يستعبد الناس ويستهزأ..
بأحلام البسطاء ويستغل طيبتهم ..
اللهم أكفيناهم بماشئت..
وكيف شئت أنك سميع..
قريب مجيب الدعاء..

عندما يأتي المساء..

يتلألأ الكون بنور التجلي..
وبين جنبات القمر يعبر..
جمال الكلام كالنجوم..
التي تستمد ضيائها ..

وبهائها من جمال القمر..
وتغدق الروح المشتاق..
بعذب المشاعر وجميل..
الإحساس ودفء العاطفة..
فيرتاح البال مما يشغله..
ولايبقي فيه سوى الحب..
والتأمل الرائع والتمني..
بصباح أجمل يحمل معه..
يوما جديدا..
ينتهي بمساء عذب النسمات..

عندما يأتي المساء..

يعلن الوجد أنتضاء السؤال..
المتشعب بجرعات من..
الحنين التي تسكب ألوان..
الجمال الذي يتملك حنايا..
القلب الذي يتحمل لوعة..
الفراق ويصبر على ألم..
البعاد ممن عاش معه..
أجمل اللحظات وأحلى..
ثوان العمر في طريق..
ملأه السعادة والهناء..
فيحمل في طياته ..

وثناياه كل ذاكرة التاريخ..
فيكتبها نقشا على جبين الزمان..

عندما يأتي المساء..

أبدأ في التمني على..
ضوء القمر الجميل..
فأراه بعض الأحيان..
باهتا مكفهرا وكأنه..
حزين فأقول ليت أني..
لا أرى وجه حبيبي ..

وهو على هذه الحال..
وحين يصفو ويزيد ضوءه..
البراق ويحلو النظر إليه ..

أتمنى أن يبقى..
وجه حبيبي صافيا..
مضيئا كذلك القمر..

عندما يأتي المساء..

ويرسل القمر الذي..
يصير بدرا عند أكتماله..
أضواءه البهية فيزيد..
هدوء الليل وسكونه..
جمالا وشاعرية وأتأمل..
هذا الخيط المرسل..
من الضوء فأجده عبارة..
عن خط واحد متصل..
من الشعاع الأبيض الجميل..
الهادئ لا يقطعه إلا شيء..
يعكر هذا الصفو فأجد نورا..
في هذا الضوء يضيء الطريق..
كذلك الحقيقة مترابطة متصلة..
واضحة لمن يضع في عينيه..
نور الله...