مساحة للهمس الرقيق ( عندما يأتي المساء)...

عطني امل... وانتظرك الوقت كله
عطني حب... وافديك العمر كله

عندما يأتي المساء..

وتسكن الروح ..
وترتاح النفوس مما علق بها من أتراح الدنيا..
تحلو المناجاة بين الأحبة ..
ويرق الهمس من الحبيب إلى الحبيب..
وتطيب الخلوة مع القلب..
ليحكي مابه من جروح..
ومابه من سعادة..
فيذوب في تجليه مع القمر والنجوم..
ويبدأ في تراتيل المساء..

عندما يأتي المساء..


له وجهان..
الأول شاعري وجميل..
يملؤه الصدق والحب..
والجمال والصفاء..
الثاني كئيب تملؤه..
خفافيش الليل التي..
تنزع عنها الأقنعة..
وتحيله إلى مساء..
مظلم تقشعر منه..
الأفئدة والأبدان..

عندما يأتي المساء..


تحن روحي إلى كل ماهو جميل وهادئ..
وتترامى على أجنحة البوح والحنين..
لتلاقي الشفق بقلب مفتوح ..

وعيون مشتاقة..

عندما يأتي المساء..

تتراقص الأحلام..
وتتزاحم الكلمات..
وتهفو القلوب..
ويالحسن حظه..
من ظفر بمناه..
وحاز رضا محبه..

عندما يأتي المساء..

وأنا وحيدة..
تكون أنت رفيقي..
ومؤنسي..
وعندما يضيق بي الحال تكون..
أنت مصدر سلوتي..
دمت لي..

عندما يأتي المساء..


ويكتب المداد..
فيصبح عثرا على..
الكلمات وتغدو..
نقطة حبر ..
أعتى من جدار..
من الصمت..
في عتمة الضحى..

عندما يأتي المساء..


يعصف بي شلال جارف ..

من المشاعر المتداخلة..
فلا أدري إلى أين تأخذني..
ولا أين ستحط بي..
فيعجز قلمي عن التعبير..
عما بداخلي فأترك..
نفسي لمشاعري ..

حتى تحط رحالها أنى شاءت..
حتى إن كان إلى المجهول..
لإني أثق في قلبي..

عندما يأتي المساء...


أحب أن أكتب عن..
كل شيء يخالجني..
فالكتابة متنفس

وفيها أكتمال الروح وفيها..
الوجد والشوق والحنين..
هي شيء رائع ..
والقلم رفيق الدرب..
والصديق عندما يغيب الأصدقاء..

عندما يأتي المساء...


يعتصرني ألم وحزن لاينتهي ..

ولا أعرف له سببا..
أو أنني لا أريد أن أعرف..
يأخذني هذا الحزن ..

فيجوب بي الصحاري والقفار ..

يقطع بي البحار ..

ولا يحط بي أبدا وكأنه يستحلي عذابي..