ننتظر تسجيلك هـنـا


{ اعلانات سكون القمر ) ~
  <
 
بأيدينا نعلوا بمنتدانا وبمشاركاتكم وكلماتكم نرتقي فلا تقرأ وتمضي ..... الى من يواجه اي مشكلة للدخول وعدم استجابة الباسورد ان يطرح مشكلته في قسم مشاكل الزوار او التواصل مع الاخ نهيان عبر التويتر كلمة الإدارة



۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ • كل مايخص رسولنا الڪريم وسيرٺه وسيرة الصحآبه •°

-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك :
بيانات أسد الأطلس
اللقب
المشاركات 10780
النقاط 10121


رحيل النبي عليه الصلاة والسلام

• كل مايخص رسولنا الڪريم وسيرٺه وسيرة الصحآبه •°


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-02-2020, 05:40 PM
انثى برائحة الورد متواجد حالياً
Morocco     Female
SMS ~
Awards Showcase
لوني المفضل Blueviolet
 رقم العضوية : 1718
 تاريخ التسجيل : 08-02-2020
 فترة الأقامة : 1542 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (04:09 PM)
 المشاركات : 130,015 [ + ]
 التقييم : 102611
 معدل التقييم : انثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رحيل النبي عليه الصلاة والسلام




من ابتداء مرضه إلى وفاته


الحمدلله؛ كتب الموت على الأحياء، وجعل الآخرة للحساب والجزاء، نحمده حمد الشاكرين، ونستغفره استغفار المذنبين، ونسأله من فضله العظيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ تفرد بالخلق والأمر، وبالتدبير والملك، فلا رب لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، وأشهد أن نبينا وحبيبنا وقرة أعيننا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله؛ لو كتب البقاء في الدنيا لأحد من الناس لكان هو أولى الناس بالخلد فيها ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الخَالِدُونَ ﴾ [الأنبياء:34] صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه؛ فقدوا الآباء والأمهات، والأولاد والزوجات، والإخوان والأخوات، وما فجعوا بشيء أعظم من فقدهم للنبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فأوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله عز وجل، والعمل والصالح، والحذر من الدنيا وفتنتها؛ فإن الدنيا دار عمل وليست دار قرار، وإن الآخرة هي دار القرار، فخذوا من دنياكم لأخراكم ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ [النساء:77 ].

أيها الناس: مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وبعثته للناس نبيا ورسولا، وهاديا ومعلما، ثم هجرته إلى المدينة، وبناء دولة الإسلام؛ كانت أحداثا هي أعظم الأحداث في تاريخ هذه الأمة، بل في التاريخ كله، ثم كانت الفاجعة بوفاته صلى الله عليه وسلم أكبر فاجعة عند المؤمنين به.

وقبل وفاته صلى الله عليه وسلم علم بدنو أجله، واقتراب رحيله؛ فودع أصحابه رضي الله عنهم في حجته وقال ( لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ) وألمح إلى أصحابه بذلك في خطبة خطبها؛ كما روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال: إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر وقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فعجبنا له، وقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر هو أعلَمَنا به) رواه البخاري.

وأخبر بذلك معاذ بن جبل رضي الله عنه لما بعثه لليمن فجعل يوصيه فلما فرغ من وصيته قال: (يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، أو لعلك أن تمر بمسجدي هذا أو قبري فبكى معاذ جَشَعَا - أي فزعا - لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه أحمد.

وصرح به لابنته فاطمة رضي الله عنها فقال: (إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أَراه إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحاقاً بي).

كان سببَ ذلك مرضٌ شديد ألم به، وبدايته سنة سبع في فتح خيبر؛ إذ سمَّه اليهود في شاة قدموها له هدية، فأكل منها، وما زال أثر السم فيه حتى قبضه الله تعالى إليه بسببه.

وأول ما جاءه الوجع إثر عودته من جنازة أحد الصحابة في البقيع؛كما قالت عائشة رضي الله عنها: (رجع إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم من جنازة بالبقيع وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول: وارأساه، قال: بل أنا وارأساه، قال: ما ضرك لو مت قبلي فغسلتك وكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك، قلت: لكني أو لكأني بك والله لو فعلت ذلك لقد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك، قالت: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بدئ بوجعه الذي مات فيه) رواه أحمد.

ولما أحس عليه الصلاة والسلام بقرب وفاته استغفر للأموات من الصحابة رضي الله عنهم؛ كما روى أبو مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه فقال: (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل فقال: يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي، فانطلقت معه، فلما وقف بين أظهرهم قال: السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهنِ لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس، لو تعلمون ما نجاكم الله منه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع أولهَا آخرُها، الآخرةُ شرٌّ من الأولى، قال: ثم أقبل عليَّ فقال: يا أبا مويهبة، إني قد أوتيت مفاتيحَ خزائنِ الدنيا والخلدَ فيها ثم الجنة، وخُيِّرتُ بين ذلك وبين لقاء ربي عز وجل والجنة، قال: قلت: بأبي وأمي فخذ مفاتيحَ الدنيا والخلدَ فيها ثم الجنة، قال: لا والله يا أبا مويهبة، لقد اخترت لقاء ربي عز وجل والجنة، ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف فبدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي قبضه الله عزوجل فيه حين أصبح) وفي رواية (فما لبث بعد ذلك إلا سبعا أو ثمانيا حتى قبض صلى الله عليه وسلم) رواه أحمد.

وكما استغفر عليه الصلاة والسلام لأهل البقيع استغفر كذلك لشهداء أحد رضي الله عنهم، وودع الأحياء والأموات؛ كما روى عقبة بن عامر رضي الله عنه فقال: (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات، ثم طلع المنبر فقال: إني بين أيديكم فَرَط وأنا عليكم شهيد، وإن موعدكم الحوض، وإني لأنظر إليه من مقامي هذا، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها قال: فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه الشيخان.

وكان في مرضه يدور على نسائه ويقول: (أين أنا غدا؟ أين أنا غدا؟حرصا على بيت عائشة، قالت عائشة رضي الله عنها: فلما كان يومي سكن) وفي رواية يقول (أين أنا غدا استبطاء ليوم عائشة) رواه الشيخان.

ولما ثقل صلى الله عليه وسلم، واشتد به وجعه، بعث إلى نسائه فاجتمعن فاستأذنهن أن يمرض في بيت عائشة رضي الله عنها، وقال: إني لا أستطيع أن أدور بينكن فإن رأيتن أن تأذنَّ لي فأكون عند عائشة فعلتن، فأَذِنَّ له، فخرج صلى الله عليه وسلم بين العباس وعلي رضي الله عنهما تخط رجلاه الأرض من شدة مرضه، حتى دخل بيت عائشة.

وقال صلى الله عليه وسلم: يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوانُ انقطاعِ أَبْهَرِي من ذلك السم، وهو شريان متصل بالقلب.

واشتدت حرارة جسده صلى الله عليه وسلم من المرض حتى إنه ليوعك كما يوعك رجلان، ودخل عليه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وهو يوعك قال: (فوضعت يدي عليه فوجدت حره بين يدي فوق اللحاف، فقلت: يا رسول الله، ما أشدها عليك! قال: إنا كذلك يضعف لنا البلاء، ويضعف لنا الأجر)، وقالت عائشة رضي الله عنها تصف وجعه: (ما رأيت رجلاً أشدَّ عليه الوجعُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه الشيخان.

وآخر صلاة أمَّ الناس فيها كانت صلاة المغرب؛ كما روت أم الفضل بنتُ الحارث رضي الله عنها فقالت: (خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب رأسه في مرضه فصلى المغرب فقرأ بالمرسلات، قالت: فما صلاها بعد حتى لقي الله) رواه الترمذي وقال:حسن صحيح.

فلما حضرت العشاء ما قدر أن يخرج إليهم من شدة مرضه صلى الله عليه وسلم، قالت عائشة رضي الله عنها: (ثقل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لا، وهم ينتظرونك يا رسول الله، قال: ضعوا لي ماء في المِخْضَب، ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لا وهم ينتظرونك يا رسول الله، فقال: ضعوا لي ماء في المخضب، ففعلنا فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لا وهم ينتظرونك يا رسول الله، فقال: ضعوا لي ماء في المخضب، ففعلنا فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق، فقال: أصلى الناس؟ فقلنا: لا وهم ينتظرونك يا رسول الله، قالت: والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة، قالت: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر أن يصلي بالناس...فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين - كأني أنظر رجليه تخطان من الوجع - لصلاة الظهر وأبو بكر يصلي بالناس فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يتأخر وقال لهما: أجلساني إلى جنبه، فأجلساه إلى جنب أبي بكر، وكان أبو بكر يصلي وهو قائم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، والناس يصلون بصلاة أبي بكر والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد) رواه مسلم.

واشتد به صلى الله عليه وسلم المرض عقب ذلك، فلم يخرج إليهم، وظل أبو بكر رضي الله عنه يصلي بالناس، ومكث في مرضه ثلاثة عشر يوما، وكان عنده بضعة دنانير فسأل عنها عائشة فقالت رضي الله عنها: (هي عندي، قال: تصدقي بها، قالت: فشغلت به، ثم قال: يا عائشة ما فعلت تلك الذهب؟ فقلت: هي عندي، فقال: ائتني بها، قالت: فجئت بها فوضعها في كفه ثم قال: ما ظَنُّ محمد أن لو لقي الله وهذه عنده؟! ما ظن محمد أن لو لقي الله وهذه عنده؟! أنفقيها) رواه أحمد، وفي روية: (قال عليه الصلاة والسلام: ابعثي بها إلى علي، فتصدق علي رضي الله عنه بها).

وفي آخر ليلة له في الدنيا - وهي ليلة الاثنين - أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم في جديد الموت - وهو أوله - وانتهى وقود سراج عائشة رضي الله عنها، فأرسلت بمصباح لها إلى امرأة من نسائها فقالت: اهدي لنا في مصباحنا من عكتك السمن فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسى في جديد الموت.

ودخلت عليه ابنته فاطمة رضي الله عنها وهو يجد من كرب الموت ما يجد فقالت فاطمة رضي الله عنها: (واكرب أبتاه، فقال صلى الله عليه وسلم: لا كرب على أبيك بعد اليوم، إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتارك منه أحدا، الموافاةُ يوم القيامة) رواه ابن ماجه.

وعرف العباس في وجه النبي صلى الله عليه وسلم الموت، وقال: (إني والله لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يتوفى من وجعه هذا، إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت) رواه البخاري.

ولما أصبح يوم الاثنين والصحابة رضي الله عنهم صفوف في الصلاة كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة قال أنس رضي الله عنه:فنظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف - أي: عبارة عن الجمال البارع، وحسن البشرة، وصفاء الوجه واستنارته - ثم تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا قال: فبهتنا ونحن في الصلاة من فرح بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم - وفي رواية: فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي صلى الله عليه وسلم - ونكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خارج للصلاة، فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أن أتموا صلاتكم، قال: (ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرخى الستر) وفي رواية: ( فحمد الله على ما رأى من حسن حالهم، ورجاء أن يخلفه الله فيهم بالذي رآهم فقال: يأيها الناس أيما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي).

وغشي عليه ورأسه على فخذ عائشة رضي الله عنها، فجعلت عائشة تقرأ عليه المعوذات وتنفث، وتدعو له بالشفاء فأفاق وسمعها تدعو بشفائه فقال عليه الصلاة والسلام: (لا بل أسأل الله الرفيق الأعلى مع جبريل وميكائيل وإسرافيل) قالت عائشة رضي الله عنها: (وأخذته بحة شديدة فسمعته يقول: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فعلمت أنه خُيِّر).

ودخل أخوها عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وهي مسندته إلى صدرها ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به فأبَّده رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره قالت رضي الله عنها: (فأخذت السواك فقضمته ونفضته وطيبته ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستن به فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استنانا قط أحسن منه - وكان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه ويقول: لا إله إلا الله إن للموت سكرات، ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده - وفي رواية: فما عدا أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده أو إصبعه ثم قال: في الرفيق الأعلى، في الرفيق الأعلى، في الرفيق الأعلى، ثم قضى، وكانت تقول: مات بين حاقنتي وذاقنتي) قالت: (فخرجت من فيه نطفة باردة فوقعت على ثغرة نحري فاقشعر لها جلدي فظننت أنه غشي عليه فسجيته ثوبا) قالت: (فلما خرجت نفسه لم أجد ريحا قط أطيب منها)، (وسجي صلى الله عليه وسلم بثوب حِبَرَةٍ) ومات خير البرية، وأزكى البشرية، خاتم الأنبياء والمرسلين، وكانت المصيبة به أعظم المصيبة عند المؤمنين، ووقع قول الله تعالى ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزُّمر:30] فصلوات ربي وسلامه عليه صلاة وسلاما دائمين ما تعاقب الليل والنهار، والحمد لله على كل حال، اللهم أجرنا والمسلمين أجمعين في المصيبة به، واخلف لنا خيرا منها، واحشرنا في زمرته، وأوردنا حوضه، وأسقنا بيده الشريفة كأسا لا نظمأ بعدها أبدا، وارزقنا مرافقته في الجنة، آمين يا رب العالمين، وأقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم...


الخطبة الثانية

الحمد لله على قضائه وقدره، والشكر له على إحسانه ولطفه، لا يقضي قضاء لمؤمن إلا وهو خير له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأتباعه إلى يوم الدين.





أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه.



أيها المسلمون: جمع الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بين النبوة والشهادة؛ وذلك أن اليهود قتلوه بالسم، قال ابن مسعود رضي الله عنه: (لأن أحلف تسعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل قتلا أحب إليَّ من أن أحلف واحدة انه لم يقتل، وذلك بأن الله جعله نبيا واتخذه شهيدا) رواه أحمد وصححه الحاكم.



واليهودية التي سمَّت النبي صلى الله عليه وسلم ما فعلت ذلك إلا عن ملأ من سادتها وكبار قومها من رؤوس اليهود؛ حسدا للنبي صلى الله عليه وسلم، وحسدا لهذه الأمة أن بعث خاتم الرسل منها، ودليل ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه فقال: (لما فتحت خيبر أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:اجمعوا إلي من كان ها هنا من يهود فجمعوا له، فقال: إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه؟ فقالوا: نعم...قال: هل جعلتم في هذه الشاة سما؟ قالوا: نعم قال: ما حملكم على ذلك؟ قالوا: أردنا إن كنت كاذبا نستريح، وإن كنت نبيا لم يضرك) رواه البخاري.



ومن فعلوا ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم فلن يتورعوا عن فعل أي شيء بالمسلمين، وشواهد ذلك ماثلة للعيان في فلسطين، فهم أعداء هذه الأمة إلى يوم القيامة، ومن شايعهم من إخوانهم النصارى فهم أعداء المسلمين أيضا، وإن أراد المنافقون والجاهلون غير ذلك، وزعموا صداقتهم وأخوتهم، وحسنوا لدى المسلمين صورتهم؛ فإن الأحداث تفضحهم، وضغائنهم علينا تبدو منهم، ومن والى النبي صلى الله عليه وسلم وأحبه عادى أعداءه من اليهود والنصارى والمنافقين وكرههم، وامتلأ قلبه بالغيظ لله تعالى عليهم؛ بسبب كفرهم بربهم، وقتلهم لأنبيائهم، ومعاداتهم لأتباع الرسل عليهم السلام، وهذا أصل عظيم في دين الإسلام وإن كرهه من كرهه؛ إذ كيف يحب المؤمن من كفروا بالله تعالى، وقتلوا أنبياءه عليهم السلام.



إن الحزن على فقد النبي صلى الله عليه وسلم، والتعبير عن محبته لن يكون في الاحتفال بمولده أو بعثته أو هجرته، أو اختراع بدع ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، ولكن التعبير الصادق عن محبته يكون في موالاته وموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه.. يكون في اقتفاء أثره، وتحكيم شرعه، والتزام هديه، ولئن فقدنا نبينا صلى الله عليه وسلم ولم نره، فإن سنته بين أيدينا، فمن يلتزمها من؛ محبةً له ولما جاء به من الحق والهدى؟!! وما أسهل ادعاء محبته صلى الله عليه وسلم، ولكن عند التطبيق لا يثبت إلا القلائل من الرجال والنساء الذين يجانبون ما حرم الله تعالى وإن اشتهته نفوسهم، وولغ فيه غيرهم؛ محبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وامتثالا لأمره، واجتنابا لنهيه. وقد قال الله تعالى ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران:31-32] وفي الآية الأخرى ﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ ﴾ [الحشر:7].



إن هؤلاء المحبين للنبي صلى الله عليه وسلم هم من يسألون عن سنته ويتعلمونها، ويدرسون حديثه ويحفظونه؛ ليَعْمَلُوا بها، وليُعَلِّمُوها غيرهم، ويدعوا الناس إلى امتثالها.



إنهم من يدمنون على قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في حله وترحاله، وسفره وغزواته، وهديه وعباداته، وأخلاقه وصفاته، في بيته ومع أسرته ومع أصحابه ومع الناس أجمعين؛ ليلمسوا السنن، ويقتفوا الأثر؛ وذلك من شدة محبتهم له، وشوقهم إليه، فلا يشغلهم عن سيرته وأخباره شاغل.. لا غنى لقلوبهم عنها، ولا يستبدلون غيرها بها.



فانظروا يا عباد الله هل أنتم كذلك، فمن كان كذلك فليحمد الله تعالى على ما أعطاه، وليسأله الثبات، وليزدد خيرا إلى خيره، ومن كان مقصراً فليراجع نفسه، وليدرك ما بقي من أيامه، وليعوض ما مضى من تفريطه في حق النبي صلى الله عليه وسلم وسنته وسيرته، فالسعيد من سعد بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، والشقي من حُجز عن حوضه لتقصيره وإحداثه وتبديله.




وصلوا وسلموا...





رد مع اقتباس
قديم 04-02-2020, 05:42 PM   #2


انثى برائحة الورد متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1718
 تاريخ التسجيل :  08-02-2020
 أخر زيارة : يوم أمس (04:09 PM)
 المشاركات : 130,015 [ + ]
 التقييم :  102611
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Blueviolet
افتراضي



الوفاة والدفن والحزن

الحمدلله الحي الذي لا يموت، القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم؛ كتب الموت على الأحياء، وتفرَّد بالعز والبقاء، نحمده على نعمه العظيمة، وآلائه الجسيمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ï´؟ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ï´¾ [الرحمن: 26، 27]، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ ما وترت أمته بشيء أعظم من وترها به فبكته القلوب قبل العيون، وفقده أزواجه وأصحابه والمؤمنون، فبآبائنا هو وأمهاتنا، كم من خير ناله المؤمنون بدعوته؟! وكم عذاب رفع عنهم باستغفاره ومسألته؟! فهو أمانهم ما دام فيهم، فلما قبضه الله تعالى إليه بقي فيهم ما علمهم من الهدى والقرآن ï´؟ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ï´¾ [الأنفال:33] صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه؛ ما فرحوا بشيء أعظم من فرحهم بالنبي عليه الصلاة والسلام، وما حزنوا على شيء أشد من حزنهم لما فقدوه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين...

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعلموا أن الدنيا لو كان لها وزن عند الله تعالى لأنالها أحب خلقه إليه، وأخلصهم له، النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ولكن الله تعالى جعلها دار امتحان وبلاء، ومهما طال عمر الواحد فيها فهو مفارقها إلى دار الحساب والجزاء، ولا نجاة له إلا بعمله الصالح، وقد خاطب الله تعالى خيرة خلقه وأفضل رسله عليه الصلاة والسلام بذلك ï´؟ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ï´¾ [الأنبياء: 34، 35] فتزودوا - عباد الله- من دنياكم لأخراكم، ومن حياتكم لموتكم ï´؟ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ï´¾ [الزلزلة: 7، 8].

أيها الناس: لما أكمل الله تعالى دينه، وأتم نعمته، ورضي دينه لعباده، وبلغ رسوله عليه الصلاة والسلام ما كلف بإبلاغه؛ أذن سبحانه بقبض رسوله، وأعلمه بدنو أجله، فحج بالناس حجة الوداع، وعلمهم مناسكهم، وقال لهم (أيها الناس إني والله لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد يومي هذا بمكاني هذا) وفي رواية قال عليه الصلاة والسلام (فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه). وخص بعض أصحابه وبعض أهل بيته فصرح لهم بدنو أجله، وقرب وفاته، وعرَّض لعامة الناس بذلك في خطبة خطبها، ففهمها أبو بكر رضي الله عنه فبكى وفداه بالآباء والأمهات، وخفيت على غيره.

كان اليهود في خيبر قد وضعوا له عليه الصلاة والسلام السم في شاة فأكل منها، مدعين بأنه إن كان نبيا لم يضره، وإن كان كذابا ارتاحوا منه. فأثر فيه ذلك السم، ولا يزال يجد أثره بين الحين والآخر، بصداع يشتد عليه حتى يعصب رأسه من شدة الألم، وحمى تأخذه حتى يفرغ على نفسه سبع قرب يخففها.

واشتد به عليه الصلاة والسلام المرض فثقل عن الصلاة بالناس، ووكل أبا بكر رضي الله عنه بالنيابة عنه، وآخر صلاة أمَّ الناس فيها كانت صلاة المغرب قرأ فيها بالمرسلات.

وفي آخر لحظاته خُيِّر عليه الصلاة والسلام بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة؛ كما روت عائشة رضي الله عنها فقالت: (كنت أسمع أنه لن يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة، قالت: فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه وأخذته بحة يقول: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، قالت: فظننته خُيِّر حينئذ) متفق عليه.

وبات عليه الصلاة والسلام ليلة الاثنين وقد بدأه الموت، ورأى ذلك منه عمه العباس وزوجه عائشة رضي الله عنهما، فلما أصبح وحضرت صلاة الفجر وجد من نفسه عليه الصلاة والسلام خفة ونشاطا فأرخى ستر حجرته ينظر إلى أصحابه رضي الله عنهم وهم صفوف في الصلاة، فتبسم فرحا بما رأى من عبادتهم لربهم، واجتماع أمرهم، وتآلف قلوبهم. وفرحوا هم رضي الله عنهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وظنوا أنه خارج إليهم، فتأخر أبو بكر في الصف، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يبقى، ثم أرخى عليه الصلاة والسلام الستر.

ولما اشتد الضحى، وارتفعت الشمس حضره الموت، وبين يديه عليه الصلاة والسلام علبة بها ماء فكان يخفف عن نفسه سكرات الموت بالماء، فيدخل يديه في العلبة، ويمسح بهما وجهه وهو يقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات، ثم نصب يده فجعل يقول: (اللهم في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده) رواه البخاري.

قالت عائشة رضي الله عنها: (ووجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثقل في حجري، قالت فذهبت أنظر في وجهه فإذا بصره قد شخص وهو يقول: بل الرفيقُ الأعلى من الجنة فقلت: خُيِّرت فاخترت والذي بعثك بالحق، قالت: وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه أحمد.

وحولته عائشة رضي الله عنها من حجرها إلى وسادة، وسجته بثوب حِبَرَة، وهي من ثياب اليمن، وحزنت أشد الحزن، وبهتت بما رأت.

وأول من دخل عليه بعد موته عليه الصلاة والسلام عمر بن الخطاب والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهما، استأذنا على عائشة فأذنت لهما وجذبت إليها الحجاب، فنظر عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسجى فقال: واغشياه! ما أشد غشي رسول الله صلى الله عليه وسلم! ثم قاما، فلما دنوا من الباب قال المغيرة: يا عمر، مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: كذبت بل أنت رجل تحوسك فتنة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت حتى يفني الله عز وجل المنافقين.

وبدأ الناس يتناقلون خبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عمر رضي الله عنه والله لا أسمع أحدا يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض إلا ضربته بسيفي هذا. وكان الناس أميين لم يكن فيهم نبي قبله فأمسك الناس.

وكان أبو بكر رضي الله عنه في منزله الذي بالسُّنُح من عوالي المدينة، فجاء رضي الله عنه على فرسه وعمر قائم في المسجد يخطب، فدخل أبو بكر على عائشة فرفعت الحجاب، فنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتاه من قبل رأسه فحدر فاه وقبَّل جبهته، ثم قال: وانبياه، ثم رفع رأسه ثم حدر فاه وقبَّل جبهته ثم قال: واصفياه، ثم رفع رأسه وحدر فاه وقبَّل جبهته وقال: واخليلاه، ثم قال: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم.رواه أحمد.

وفي رواية للبخاري: فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله قال بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدا.

خرج أبو بكر رضي الله عنه من حجرة عائشة وعمر رضي الله عنه يخطب في الناس ويقول: لا أسمع أحدا يزعم أن محمدا قد مات ولكنْ أَرسل إليه ربُه كما أَرسل إلى موسى ربه فقد أرسل الله إلى موسى فلبث عن قومه أربعين ليلة والله إني لأرجو أن تقطع أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات.

فأقبل عليه أبو بكر فقال: أيها الحالف على رسلك فلما تكلم أبو بكر جلس عمر فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه وقال: ألا من كان يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت وقال ï´؟ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ï´¾ [الزُّمر:30] وقال ï´؟ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ï´¾ [آل عمران:144] فنشج الناس يبكون) رواه البخاري.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها.

وقال عمر رضي الله عنه: وإنها لفي كتاب الله تعالى؟! ما شعرت إنها في كتاب الله تعالى!!.

وفي رواية قال عمر رضي الله عنه: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات)رواه البخاري.

قال ابن عمر رضي الله عنهما: فوالذي نفسي بيده لكأنما كانت على وجوهنا أغطية فكشفت.

وانشغل الناس يومهم ذاك بمبايعة أبي بكر رضي الله عنه بالخلافة.

فلما أصبحوا يوم الثلاثاء (أرادوا غسل النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: والله ما ندري أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه كما نجرد موتانا أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله تعالى عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو: أن اغسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه، فقاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسلوه وعليه قميصه، يصبون الماء فوق القميص ويدلكونه بالقميص دون أيديهم وكانت عائشة رضي الله عنها تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه) رواه أبو داود.

وأمرهم أبو بكر رضي الله عنه أن يغسله بنو أبيه؛ لأنهم أقرب الناس إليه، فغسله علي والفضل بن العباس وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال علي رضي الله عنه: (غسلت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا، وكان طيبا حيا وميتا صلى الله عليه وسلم) رواه الحاكم وصححه.

ثم كفنوه عليه الصلاة والسلام في ثلاثة أثواب بيض سُحُولية ليس فيها قميص ولا عمامة.

وقال الصحابة لأبي بكر رضي الله عنه: (يا صاحب رسول الله أيصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، فقالوا: وكيف؟ قال: يدخل قوم فيكبرون ويصلون ويدعون ثم يخرجون، ثم يدخل قوم فيكبرون ويصلون ويدعون ثم يخرجون حتى يدخل الناس. قالوا: يا صاحب رسول الله، أيدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قالوا: أين؟ قال: في المكان الذي قبض الله فيه روحه فإن الله لم يقبض روحه إلا في مكان طيب)رواه الترمذي في الشمائل.

فحفروا له في المكان الذي مات فيه، ولحد قبره الذي سوى قبور شهدا بدر رضي الله عنهم، ونزل في قبره عليه الصلاة والسلام: العباس وعلي والفضل وقُثَم ابني العباس وأسامة بن زيد وعبد الرحمن بن عوف.

فلما وضع في لحده صلى الله عليه وسلم قال المغيرة رضي الله عنه: قد بقى من رجليه شيء لم يصلحوه، قالوا: فادخل فأصلحه فدخل وأدخل يده فمس قدميه، فقال: أهيلوا عليَّ التراب، فأهالوا عليه التراب حتى بلغ أنصاف ساقيه، ثم خرج فكان رضي الله عنه يقول: أنا أحدثكم عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه أحمد.

ودفن عليه الصلاة والسلام ليلة الأربعاء، ورفع قبره نحوا من شبر، وجعل مسنما.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم....
وأقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم.


الخطبة الثانية

الحمدلله على ما قضى وقدَّر؛ لا يقضي قضاء لمؤمن إلا كان خيرا له، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط، نحمده حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه ï´؟ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ï´¾ [البقرة: 281].


أيها المسلمون: كانت وفاة النبي عليه الصلاة والسلام حدثا مهما في تاريخ الإسلام والمسلمين، وهي أعظم مصيبة أصيب بها أتباعه في كل زمان ومكان، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لأمته لما أحس بدنو أجله، وأمرهم باستحضار المصيبة به عليه الصلاة والسلام عند أي مصيبة تنزل بأحدهم؛ ليتسلى بذلك فإنه عليه الصلاة والسلام قال في مرضه الذي مات فيه: (يأيها الناس، أيما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي) رواه ابن ماجه.


وأحس الصحابة بعد دفنه عليه الصلاة والسلام بعظيم الأسى، والتاعت قلوبهم بفقدهم له إماما ومعلما وهاديا فابنته فاطمة رضي الله عنها قالت: (يا أنس، أطابت أنفسكم إن دفنتم رسول الله صلى الله عليه وسلم في التراب ورجعتم) رواه أحمد وفي رواية للبخاري قالت فاطمة رضي الله عنها: (يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب).


وقد بين أنس رضي الله عنه حالهم بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم مهاجرا، ثم حالهم بوفاته عليه الصلاة والسلام فقال: (لما كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء، وقال ما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا) رواه أحمد.


وروى موسى بن عقبة أن حاضنة النبي صلى الله عليه أم أيمن رضي الله عنها بكت عقب وفاته، فقيل لها: ما يبكيك؟ قد أكرم الله نبيه فأدخله جنته، وأراحه من نصب الدنيا، فقالت إنما أبكي على خبر السماء كان يأتينا غضا جديدا كل يوم وليلة فقد انقطع ورفع فعليه أبكي فعجب الناس من قولها).



وثبت في الصحيح أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما زاراها فبكت وقالت:أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها)رواه مسلم.


وقد وصف إمام أهل السير محمد بن إسحاق رحمه الله تعالى حال الصحابة عقب وفاة النبي عليه الصلاة والسلام فقال: (لما توفي رسول الله ارتدت العرب واشرأبت اليهودية والنصرانية ونجم النفاق وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية لفقد نبيهم حتى جمعهم الله تعالى على أبي بكر رضي الله عنه).



وأهل السير على مر العصور لما دونوا أحداث مرضه ووفاته عليه الصلاة والسلام قالوا: إن لله وإنا إليه راجعون؛ طلبا للأجر، وتطبيقا للآية القرآنية، وامتثالا للسنة النبوية. فنقول كما قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون.

ومما يعزي المؤمن في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ويسلي حزنه عليه ما روى أبو موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله عز وجل إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي فأهلكها وهو ينظر فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره) رواه مسلم.

فنسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجعل نبينا وإمامنا وقرة أعيننا محمدا صلى الله عليه وسلم فرطا لنا، وسلفا بين أيدينا، ومستقبلا لنا بعد البعث على حوضه ليسقينا بيده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا، آمين يا رب العالمين.

ولئن فقدت أمة الإسلام حبيبها ونبيها محمدا عليه الصلاة والسلام فإن سنته الشريفة، وهديه المبارك بين أيدينا، قد حفظها الله تعالى لنا كيما ننهل من معينها، ونلتزم أحاديثها. فمن أحب النبي صلى الله عليه وسلم أحب سيرته وسنته، وأحب من يلتزمها من عباد الله تعالى، وأبغض من يبغضها أو ينتقصها أو يسخر بشيء منها أو يردها لرأي رآه، أو قول سمعه.

وليست محبة النبي صلى الله عليه وسلم في الاحتفال بمولده، ولا في إنشاد القصائد البدعية والشركية في إطرائه ومدحه، بل كل ذلك من المحدثات التي لا يرضاها الله تعالى ولا رسوله عليه الصلاة والسلام، وقد حذر منها في غير ما حديث، وقال عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد) وقال عليه الصلاة والسلام: (وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) فالتزموا عباد الله سنته، واتبعوا ولا تبتدعوا، وصلوا عليه وسلموا....


 

رد مع اقتباس
قديم 04-03-2020, 12:30 PM   #3


منى بلال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1721
 تاريخ التسجيل :  09-02-2020
 أخر زيارة : 02-25-2024 (10:11 AM)
 المشاركات : 67,774 [ + ]
 التقييم :  59857
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
 SMS ~


لوني المفضل : Chocolate
افتراضي



اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا
محمد صلى الله علية وسلم


 

رد مع اقتباس
قديم 04-03-2020, 01:39 PM   #4


منصور متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 183
 تاريخ التسجيل :  07-11-2012
 أخر زيارة : يوم أمس (11:26 PM)
 المشاركات : 40,737 [ + ]
 التقييم :  3750
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي



جزاك الله كل خير
على هذا الموضوع القييم
سلم لنا طرحك المفيد
وسلم لنا ذوقــــك
وجعل ماقدمته
في ميزان حسناتك


 

رد مع اقتباس
قديم 04-04-2020, 08:08 PM   #5


الوسيم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1735
 تاريخ التسجيل :  23-02-2020
 أخر زيارة : 11-01-2021 (01:57 PM)
 المشاركات : 22,060 [ + ]
 التقييم :  9598
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي



موضوع رائع ومميز
طرحت فابدعت دمت ودام عطائك
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا لك


 

رد مع اقتباس
قديم 04-05-2020, 01:18 AM   #6


شايان متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1716
 تاريخ التسجيل :  08-02-2020
 أخر زيارة : يوم أمس (04:05 PM)
 المشاركات : 160,380 [ + ]
 التقييم :  180205
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Female
 SMS ~



لوني المفضل : Blue
افتراضي



موضوع مميز
ومجهود راقي
شكرا لما راق لك
اثابك الله كل الخير


 

رد مع اقتباس
قديم 04-05-2020, 09:34 PM   #7


عطر الزنبق متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : 04-23-2024 (02:03 AM)
 المشاركات : 99,288 [ + ]
 التقييم :  34900
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي





 

رد مع اقتباس
قديم 04-07-2020, 04:07 PM   #8


انثى برائحة الورد متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1718
 تاريخ التسجيل :  08-02-2020
 أخر زيارة : يوم أمس (04:09 PM)
 المشاركات : 130,015 [ + ]
 التقييم :  102611
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Blueviolet
افتراضي



تعطرت الزوايا بكم
وتوردت الارض حين لامست خطاكم


 

رد مع اقتباس
قديم 04-08-2020, 04:38 PM   #9


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي







هلا وغلا
اختى الحبيبة
ندى آدم
كل الشكر لكـِ
موضوع مميز بحق
الله يعطيكـ العافيه يارب
خالص مودتى لكـ
وتقبل ودى وإحترامى
يسلموااااااااااااااااا


القيصر العاشق
البـــــــــ مديح ال قطب ـــــــــــرنس


 

رد مع اقتباس
قديم 04-11-2020, 07:19 PM   #10


انثى برائحة الورد متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1718
 تاريخ التسجيل :  08-02-2020
 أخر زيارة : يوم أمس (04:09 PM)
 المشاركات : 130,015 [ + ]
 التقييم :  102611
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Blueviolet
افتراضي



مااجمل حرفكم عندما يعانق حرفي
وينسج قلادة من الجمال المبهر
كلماتكم شهادة اعتز بها
شكرا لكم الف شكر لمروركم


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من وصايا النبي عليه الصلاة والسلام.. عطر الزنبق ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ 4 09-10-2019 12:23 PM
مما نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام.. عطر الزنبق ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ 3 04-19-2019 03:29 AM
مبغض النبي –عليه الصلاة والسلام - هو الأبتر فاتنة بعشقي ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ 12 10-09-2018 02:33 PM
الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وفضلها شٌهقـہٌ عًشـقٌ ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ 2 12-19-2013 06:50 PM
لحظات وفاة النبي محمد عليه الصلاة والسلام . شٌهقـہٌ عًشـقٌ ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ 2 12-19-2013 06:44 PM


الساعة الآن 10:39 AM

أقسام المنتدى

۩۞۩{ نفحات سكون القمر الإسلامية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ أرصفة عامة}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون للنقاش والحوار الجاد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مرافئ الترحيب والإستقبال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سعادة الأسرة بــ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني أنثى نقية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ النكهات المطبخية وفن الوصفات}۩۞۩ @ ۩۞۩{ آفاق إجتماعية في حياة الطفل }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الطب والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ جنة الأزواج }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الديكور والأثاث المنزلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ متنفسات شبابية في رحاب سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني رجل بـ كاريزما }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون صدى الملاعب }۩۞۩ @ ۩۞۩{ عالم الإبداع والتكنولوجيا }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الكمبيوتر والبرامج }۩۞۩ @ ღ مـنـتـدى البـرامــج ღ @ ღ منتدى التصاميم والجرافكس والرسم ღ @ ۩۞۩{ مرافي التبريكات والتهاني }۩۞۩ @ ۩۞۩{ شرفات من ضوء لـ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الصور والغرائب }۩۞۩ @ ღ سكون قسم الألعاب والتسلية والمرح ღ @ ღ المواضيع المكررة والمحذوفه والمقفله ღ @ ۩۞۩{ محكمة سكون القمر الإدارية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ قسم الإدارة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رطب مسمعك ومتع عينيك }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم السري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الفعاليات والمسابقات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ السياحة والسفر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الأخبار المحلية والعالمية }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون اليوتيوب YouTube }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تاجك يا عروس شكل تاني }۩۞۩ @ الآطباق الرئسية والمعجنات والصائر @ أزياء ألاطفال @ ۩۞۩{ ملتقى الأرواح في سماء سكون القمر}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ شؤون إدآرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منتدى المنوعات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الشخصيات والقبائل العربية والانساب }۩۞۩ @ البرامج وملحقات الفوتوشوب @ ۩۞۩{قسم التعازي والمواساه والدعاء للمرضى }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ تطوير الذات وعلم النفس }۩۞۩ @ ღ خاص بالزوار ღ @ ۩۞۩{ سكون خاص لعدسة الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{ فصول من قناديل سكون القمر }۩۞۩ @ منتدى كلمات الاغاني @ خدمة الاعضاء وتغيير النكات والاقتراحات والشكاوي @ ۩۞۩{ الهطول المميز بقلم العضو}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لاعجاز وعلوم وتفسير القرآن الكريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ساحة النون الحصرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القصيد الحصري بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الحصرية بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{القصص الحصرية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ متحف سكون ( لا للردود هنا) }۩۞۩ @ ۩۞۩{ دواوين الأعضاء الأدبية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منوعات أدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ماسبق نشره بقلم الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{الخواطر وعذب الكلام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشعر والقصائد}۩۞۩ @ ۩۞۩{عالم القصة والرواية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الأدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{فنجان قهوة سكون }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات الأعضاء المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تقنية المواضيع }۩۞۩.! @ ۩۞۩{ نزار قباني }۩۞۩.! @ ۩۞۩{الشلات والقصائد الصوتية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتبة شايان}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة منى بلال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة أنثى برائحة الورد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الردود المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{في ضيافتي }۩۞۩ @ ۩۞۩{كرسي الاعتراف }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الادبية عطاف المالكي شمس }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لــ الفتاوى والشبهات }۩۞۩ @ ۩۞۩{حصريات مطبخ الأعضاء }۩۞۩ @ قسم النكت @ ۩۞۩{ المجلس الإداري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الاديب نهيان }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ الطب والحياه }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم الترفيهي}۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات خاصة }۩۞۩ @ ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتب مديح ال قطب}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الخيمة الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المسابقات والفعاليات الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رمضان كريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الفتاوي الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المطبخ الرمضاني}۩۞۩ @ ۩۞۩{ يلا نٍسأل }۩۞۩ @ قسم الزوار @ مشاكل الزوار @ الارشيف @ دروس الفوتوشوب @ تنسيق وتزيين المواضيع @



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا