|
كلمة الإدارة |
۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ • كل مايخص رسولنا الڪريم وسيرٺه وسيرة الصحآبه •° |
#1
|
||||||||
|
||||||||
قصةال عمران عليهم السلام
معجزة الخلق
” قصة آل عمران عليهم السلام “ بلغ عمران من العمر عتياً اصبح شيخاً طاعناً في السنّ لم يرزقه الله طفلاً . و كانت ” حنّة ” امرأته عقيماً لا تلد ، و كانت تتمنى أن يرزقها الله ولداً . و أوحى الله سبحانه الى عمران : اني واهب لك ولداً مباركاً ! فرح عمران و بشّر امرأته قائلاً : ـ أن الله استجاب دعاءنا و سيرزقنا صبيّاً مباركاً . و فرحت المرأة الصالحة عندما شعرت بالحمل في بطنها . و ذات صباح انطلقت حنّة الى المعبد و نذرته لله ، قالت : ـ ربّ اني نذرت لك ما في بطني محرّراً فتقبل مني انك انت السميع العليم . النذر : و كان زكريا النبي ( عليه السلام ) في المعبد فرح عندما سمع بذلك ، ان الله قادر على كل شيء يرزق من يشاء . دخل المحراب و راح يصلّي لله ، ثم انطلق الى دكانه في السوق . و مضت أيام و أسابيع و شهور ، توفي عمران قبل أن يرى وجه الطفل الذي رزقه الله ، و جاءت ساعة المخاض كانت حنّة تعتقد ان الله سيرزقها صبياً ذكراً مباركاً و لكنها فوجئت بان الوليد لم يكن سوى فتاة جميلة . و الآن كيف ستفي بنذرها لله ، كيف يمكن للفتاة أن تخدم في المعبد ؟! قالت و هي تنظر الى السماء : ـ ربّ اني وضعتها انثى . . و ليس الذكر كالانثى . الله سبحانه القى في روعها ان لهذه الفتاة شأن و انها ستلج المحراب و المعبد ، قالت حنّة بخشوع ! ـ و اني سميتها مريم ، و اني اعيذها بك و ذرّيتها من الشيطان الرجيم . سمت المرأة الصالحة ابنتها ” مريم ” أي العابدة ، أو خادمة المعبد . كبرت مريم اصبحت بنتاً و آن لها أن تذهب الى المعبد لتخدم فيه . و حدثت المشكلة من الذي سيكفل مريم ؟ جميع الكهنة أرادوا كفالتها لأنها ابنة عمران الرجل الصالح و ابنة حنّة المرأة التقية . اتفق الكهنة على اجراء القرعة أيهم يكفل مريم ، و خرجت القرعة على زكريا ( عليه السلام ) . كان زكريا رجلاً تقياً ، و كان يحبّ مريم فقد توسم فيها الخير و البركة . زكريا زوج خالتها ، اصبح كافلاً لها مشرفاً على تربيتها . . البتول : في غرفة صغيرة في أعلى البيت المقدّس عاشت مريم منقطعة عن العالم . . لا أحد يستطيع الدخول اليها أو دخول غرفتها سوى زكريا . كبرت مريم في عزلتها ، مثل قطرة الندى طاهرة ، مثل شمس وراء الغيوم ، مثل قمر منير . نمت مريم مثل زهرة ندية . . مثل وردة بنفسج ، يملأ عطرها الفضاء دون أن يراها أحد . كانت مريم تمضي وقتها في المحراب تصلّي لله بخشوع و في كل يوم كانت الحقائق تسطع في روحها ، و الملائكة تطوف حولها تبشرها بان الله قد اصطفاها و طهرها من الرجس ، انها لؤلؤة في صدفة ، لا يعلم سرّها إلاّ الله سبحانه . رَطَبٌ في الشتاء ! في يوم شتائي قارس البرد ارتقى زكريا السلّم الطويل ، ليذهب الى غرفة مريم ، يحمل اليها طعاماً ، كسرة خبز و قليلاً من اللبن . سمع زكريا صوتاً مثل خرير الجداول لم يكن سوى مريم تناجي ربّها الذي اجتباها فطهرها . دخل زكريا الغرفة بهدوء ، فرأى شيئاً عجيباً . . رأى إناءً مليئاً بالرطب ، كانت نكهة الرطّب تملأ فضاء الغرفة . تعجب زكريا و قال : ـ من أين لك هذا ؟! قالت مريم و وجهها الملائكي يشرق بخشوع : ـ هو من عند الله ان الله يرزق بغير حساب . امتلأت نفس زكريا بالايمان و قال في نفسه : ـ فاكهة الصيف يرزقها الله المؤمن في قلب الشتاء !! و تمرّ الايام و يأتي فصل الصيف ، و زكريا يتفقد مريم البتول فرآها تسجد لله في محرابها و رأى إناءً مليئاً بالبرتقال امتلأت نفسه احتراماً لهذه الفتاة التي بلغت منزلة جليلة عند الله . الله سبحانه أكرم مريم ، يرزقها بغير حساب ، تجد رزقها في غرفتها ، لأنها انقطعت اليه ، حتى لو ماتت من الجوع فأنها لن تغادر غرفتها وفاءً لنذر امّها المرأة الصالحة . هنالك دعا زكريا ربّه : رأى زكريا كرامة مريم عند الله و كيف يرزقها الله فاكهة الصيف في الشتاء و فاكهة الشتاء في الصيف ، ان الله قادر على كل شيء يرزق من يشاء بغير حساب . و وقف زكريا الرجل الصالح العجوز يصلّي لله بخشوع قال : ـ ربّ هب لي من لدنك ذرّية طيبة . فجأة غمر نور سماوي المحراب ، و سمع زكريا الملاك يناديه : ـ ان الله يبشرك بيحيى . . لم يجعل له من قبل سميا . و تحققت أمنية زكريا ، كان يتمنى ولداً مثل مريم في طهره و صدقه و ايمانه . و لكنه قال : كيف يكون لي ولد وأمرأتي عقيم ، وقد أصبحت شيخاً طاعناً في السنّ . قال الملاك : ـ كذلك قال ربّ هو علي هيّن . قال زكريا : ـ و كيف اعرف ان الله قد رزقني يحيى ؟ قال الملاك : ـ ان علامة ذلك أن تفقد قدرتك على الكلام ثلاث ليال . كان المساء قد حلّ و غمر كل شيء بالظلام ، و شعر زكريا بان لسانه مثل الخشبة ، لا يستطيع القدرة على النطق أبداً ، و سجد زكريا لله الحنّان ، المنّان . الله سبحنه رزق زكريا ولداً طاهراً سيكون له شأن ، و خرج زكريا من المعبد أراد أن يعظ الناس ، أن يقول لهم لا تنسوا الله . . اسجدوا لله . . اذكروا الله دائماً . . لكن لسانه لم يعد مِلكاً له . . راح زكريا يشير لهم باتجاه السماء ، ان هناك يا بني اسرائيل من يراقبكم . . سبحوا الله يا قومي و اذكروه . ثلاث ليالٍ تمرّ و زكريا ما يزال عاجزاً عن الكلام ، و في اليوم الرابع قال لزوجته الصالحة اليصابات : ـ لقد بشرني الله بولد اسمه يحيى . قالت المرأة الصالحة : ـ يحيى ياله من اسم عجيب !! ثم كيف لي أن ألد و أنا عقيم ! قال زكريا : ـ ان الله قادر على كل شيء . . الله سبحانه بيده قوانين الخلق . . في قبضته السماء و الأرض و هو خلق أبانا آدم من تراب . المعجزة : اصبح اليهود في ذلك الزمان قساة لا يؤمنون إلاّ بما يشاهدون ، لجأ بعضهم الى السحر ، و أصبح بعضهم يشتغل في صياغة الذهب ، و لكنهم جميعاً كانوا يحبّون المال أكثر من كل شيء . كانوا يبتعدون عن تعاليم موسى يوماً بعد آخر . من أجل هذا أراد الله سبحانه أن يوقظهم من غفلتهم ، وهب الله زكريا ولداً ، حملت زوجته العقيم و انجبت صبياً ، وجهه يضيء بالايمان و المحبّة . و انجبت حنّة بنتاً هي مريم . الله سبحانه كان قد وعد عمران بميلاد صبي له شأن ، و لكنّه توفي و لم ير ابنته مريم . الله سبحانه طهّر مريم ليجعل منها آية للناس ، و سيجعل منها آية أخرى . البشارة : كانت مريم في خلوتها تتعبد ، وجهها يتألق نوراً و كان قلبها الطاهر يسافر بين النجوم ، يطوف في السماوات . مثل قطرة ندى في الصباح ، كانت الفتاة الطاهرة تتألق . قلبها يضيء ، و روحها شفافة ، تكاد تحلّق بعيداً في عوالم مفعمة بالنور . مريم منقطعة عن العالم ليس بينها و بين الدنيا سوى نافذة صغيرة تطلّ على الافق الازرق الذي يلامس التلال الخضراء . فجأة امتلأت غرفتها بالنور ، و في قلب هالة النور رأت شاباً . ذعرت مريم خافت قالت : ـ إنّي أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً . قال الشاب : لا تخافي يا مريم ” انما أنا رسول ربّك لأهب لك غلاماً زكيّاً ” . قالت مريم و هي تطرق حياءً : ـ كيف يكون لي طفل و لم اتزوّج بعد ؟! كانت مريم معجزة و ها هي تصبح أمّا لمعجزة كبرى سوف تنجب و هي ما تزال عذراء ! قال الملاك : ـ كذلك يا مريم قال ربّك : هو عليّ هيّن ، و لنجعله آية للناس و رحمة منّا ، و كان أمراً مقضياً . و تقدم الملاك من مريم لينفخ في قميصها ، و شعرت مريم ان روحاً عظيمة نفّاذة تنفذ في اعماقها . و غاب الملاك ، و أدركت مريم انّها مقبلة على أيام عصيبة ، انها تتحمّل مسؤولية كبرى . انها تحمل في أحشائها روح الله و كلمته ، و لكنها كانت تشعر بالقلق من يصدّق حملها المبارك ، و كيف يصدّق الناس أن طفلاً يولد دون أب ؟! كان الحمل المبارك ينمو في أحشاء مريم الطاهرة ، و ذات صباح مشرق ، انطلقت مريم الى التلال القريبة ، كانت حائرة خائفة قلقة ، و لكنّ ايمانها بالله يقوّي عزيمتها و إرادتها . مريم متعبة جلست عند جذع نخلة ، و شعرت بالآم شديدة ، آلام الولادة . . هتفت مريم : ـ يا ليتني مت قبل هذا و كنت نسياً منسياً ! كانت مريم تفكر من يصدّق انها تنجب طفلاً دون أب !! و سمعت مريم الجنين يخاطبها : ـ لا تحزني يا أمي . . الله هيّأ لك جدول ماء فاشربي منه ، و هزّي جذع النخلة سوف تنثر عليك رطباً فكلي و اشربي و قرّي عينا . شعرت مريم بالهدوء يترقرق في قلبها مثل مياه الجدول ، و لكنها قالت بقلق : ـ والناس يا بني . . ماذا أقول للناس يا روح الله ؟ قولي لهم نذرت لله صوماً فلن اكلّم اليوم انساناً . و ولد عيسى المعجزة . . ولد طفل بلا اب ليكون آية للناس على قدرة الله . . ليكون رحمة للناس . . الطفل الطاهر يبتسم لأمه وضعته أمه في احضانها ، ثم حملته عائدة الى قومها ! و انحدرت مريم من التلال الى المعبد ، و شاهد الناس منظراً عجيباً ! ان مريم تحمل طفلاً ! مريم ابنة عمران تحمل طفلاً !! مريم بنت حنّة لم تتزوج بعد و لكنها تحمل طفلاً ! ـ ماذا ؟ !! كيف ؟ أين هي ؟! ـ تلك مريم انها تتجه الى غرفتها في المعبد . و انتشر الخبر المثير في كل مكان ، و اصبح حديثاً للجميع . الجميع كانوا يتعجبون ، و الناس المؤمنون كانوا ساكتين ، أما البعض فكان يثرثر بكلمات سيئة . . و سمع زكريا ما يثرثر به الناس ، و سمع الكهنة بعض الشائعات من أجل هذا انطلق زكريا و مع كهنة المعبد الى مريم . . قال أني عبد الله ! كانت مريم تصلّي في المحراب ، و عيسى في مهده مثل كوكب مضيء . . مثل برعم يتفتح للربيع . و دخل زكريا الغرفة و دخلها رجال المعبد : قال احدهم و مخاطباً مريم بقسوة : ـ لقد جئت شيئاً فريّا . و قال آخر : ـ يا أخت هارون ما كان أبوك امرء سوءٍ و ما كانت أمّك بغيّاً . وقفت مريم تنظر الى قومها و قد تألق وجهها بنور سماوي لم تقل شيئاً أشارت الى الطفل . تعجب الرجال قالوا : ـ كيف نكلم من كان في المهد صبياً ؟! كيف نكلم طفلاً ، و هل يستطيع طفل في المهد أن يتحدّث ؟! و في هذه اللحظة و فيما كان الرجال يحدّقون في الطفل متسائلين ، حدثت المعجزة ! إن الطفل يتكلم يكشف عن حقيقة كبرى : ـ اني عبد الله ! آتاني الكتاب و جعلني نبياً . . إنّ الله ربّي و ربكم فاعبدوه . . لقد جعلني الله مباركاً . . و أوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حيّاً . . أوصاني ببرّ والدتي و لم يجعلني جبّاراً شقياً . و السلام عليّ يوم ولدت و يوم أموت و يوم ابعث حيّاً . و امام هذا المشهد المثير . . سجد زكريا لله مصدّقاً بعيسى بن مريم ، روح الله و كلمته القاها الى مريم ! بعض الرجال خشعوا و امتلأت قلوبهم بالايمان ، و بعض ظلّ ينظر بقسوة غير مصدّق بالمعجزة . البيت الكريم : وعد الله زكريا أن يرزقه ولداً ، و حدثت المعجزة ولد يحيى و كانت أمه ” اليصابات ” عقيماً و لكن الله الذي خلق عيسى دون أب ، قادر على أن يرزق المرأة العقيم طفلاً ففرح . ولد يحيى و كان طفلاً طاهراً مؤمناً يحبّ الله ، و الله يحبّه كانت أُسرة زكريا أُسرة كريمة ، أب صالحٌ و أمٌ مؤمنة و طفل يبرّ والديه ، و يحبّ الخير للناس . و في ذلك المجتمع ولد عيسى و كانت ولادته معجزة و كان آية للناس على قدرة الله . و ولد يحيى بمعجزة كانت أمه عقيماً ، قرزقها الله ولداً صالحاً ليكون آية للناس و رحمة . كانا آيتين و دليلين على قدرة الله و رحمته ، فماذا حصل لهما عند أصبحا شابيّن ؟ هذا ما سنعرفه في الكتاب القادم . . الى اللقاء |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سورة ال عمران بصوت الحافظ خليل اسماعيل | انثى برائحة الورد | ۩۞۩{ رطب مسمعك ومتع عينيك }۩۞۩ | 13 | 09-02-2020 12:47 PM |
موسوعة قصص الانبياء عليهم السلام ....فيديو. | عطر الزنبق | ۩۞۩{عالم القصة والرواية }۩۞۩ | 31 | 11-26-2019 02:09 AM |
قبر راحيل عليها السلام - ( أم نبي الله يوسف عليه السلام ) | نبض القلوب | ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ | 10 | 12-03-2014 08:47 PM |
من هم آل عمران | نبض القلوب | ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ | 14 | 04-14-2014 08:35 PM |
قصص الأنبياء كاملة من ادم الى محمد صلى الله عليهم السلام سلسلة قصص الانبياء رائعه . | فاتنة بعشقي | ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ | 6 | 01-31-2013 07:56 PM |