ننتظر تسجيلك هـنـا


{ اعلانات سكون القمر ) ~
  <
 
بأيدينا نعلوا بمنتدانا وبمشاركاتكم وكلماتكم نرتقي فلا تقرأ وتمضي ..... الى من يواجه اي مشكلة للدخول وعدم استجابة الباسورد ان يطرح مشكلته في قسم مشاكل الزوار او التواصل مع الاخ نهيان عبر التويتر كلمة الإدارة


الإهداءات



۩۞۩{ سكون لاعجاز وعلوم وتفسير القرآن الكريم}۩۞۩ قسم يهتم بالقرآن والتفسير والقراءات ، والدراسات الحديثية ويهتم بالأحاديث والآثار وتخريجها.

-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك : أفضل كاتب :
بيانات منصور
اللقب
المشاركات 40553
النقاط 3750
بيانات نهيان
اللقب
المشاركات 172304
النقاط 6618132


تأملات في آيات من القرآن الكريم (سورة الإسراء)

قسم يهتم بالقرآن والتفسير والقراءات ، والدراسات الحديثية ويهتم بالأحاديث والآثار وتخريجها.


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-06-2021, 02:01 AM
نبراس القلم غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
Awards Showcase
لوني المفضل ظپط§ط±ط؛
 رقم العضوية : 1532
 تاريخ التسجيل : 23-09-2018
 فترة الأقامة : 2043 يوم
 أخر زيارة : 04-01-2022 (11:49 PM)
 الإقامة : جدة
 المشاركات : 4,103 [ + ]
 التقييم : 2291
 معدل التقييم : نبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
Dsd تأملات في آيات من القرآن الكريم (سورة الإسراء)




1 - ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1].
سرَى بمعنى سار وانتقل، وليست همزة أسرى للتعدية، في مثل قولنا: أشرب وأسقط وأعلم؛ أي: جعله يشرب ويسقط ويعلم، فليس المقصود جعله يسري، بل الكلمة مرادفة لسرى، وتدل في أصل وضعها على الحركة ليلًا، ومع أنها لا تستعمل إلا للدلالة على الحركة في هذا الوقت، فقد نص القرآن الكريم على الزمن بـ: ﴿ أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾ [الإسراء: 1]، وذِكر الليل في الآية الكريمة توكيدٌ لمعنى الزمن الذي تحتويه كلمة أسرى، أو إنه وقد جاء نكرة أفاد معنى التبعيض؛ أي: أسرى بعبده في جزء من الليل، وأن الإسراء لم يستغرق الليلَ كله.
والليل بظلمته وانعدام أو ضعف الرؤية فيه يجعل تجلي الأشياء وتبيُّنها بوضوح أمرًا غير يسير في أقل الأحوال، وكان من الممكن لو أن الرحلة تمت نهارًا أن يعزوَ السامعُ رؤيةَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمشاهد الأرضية إلى الضياء الذي يتيحه النهار، ولكن الرحلة جرت في الليل وفي الظلام الذي يتضاءل التبيُّن فيه إلى درجة كبيرة، فلم يكن خرقُ المكان بطيِّ مسيرة شهر أو أكثر بين مكة المكرمة وبيت المقدس في لحظة هو الخرقَ الإعجازي الوحيد الذي ذكرته الآية، بل أضيف إليه خرق آخر، هو الرؤية الجلية في الظلام الدامس، وسر هذا الخرق المزدوج كامن في قوله تعالى: ﴿ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ﴾ [الإسراء: 1]، فلا بد من نور لكي تكون الرؤية حاصلة، والنور الذي رأى به رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن نور الشمس الذي يعتمد عليه الناس في إدراكهم البصري، بل نورٌ خاص لا يتقيد بليل أو نهار.
واختتام الآية الكريمة بقوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1] له علاقة بهذه المسألة؛ فإن ما أُسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم من أجله كان آياتٍ اجتمع في استجلائها السمع والبصر، وانطوت الرحلة في مراحلها المختلفة على الكلام والحوار، ثم المعاينة، وقد روت كتب الحديث الشريف التفصيلات الدالة على هذا النسق، كما أن تقديم السمع لم يكن لأهميته وأولويته من بين الحواس، كما قال الكثيرون، بل لأن عملية الإدراك في الليل - وخاصة يومئذ - كانت عن طريق السمع؛ فكان تقديم ﴿ السَّمِيعُ ﴾ [الإسراء: 1] هو الأنسبَ.
وذكر علماء التفسير أن الله تعالى قال: ﴿ أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾ [الإسراء: 1]، ولم يقل: أسرى بنبيِّه أو برسوله؛ لأن العبودية أسمى مقامٍ، ولا شك في صحة ما ذهبوا إليه، وفي أن العبودية لله تعالى مقام لا يدانى، ولكن ﴿ بِعَبْدِهِ ﴾ [الإسراء: 1] هنا - فيما يظهر - كان للإشعار بمعنى إضافي، وهو أن إكرام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإسراء كان لاستكماله معنى العبودية في ذاته الشريفة، وهو لا يخرجه عن إطار العبودية، فلا يُغلَى فيه كما غلا النصارى في عيسى ابن مريم عليه السلام.
﴿ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾ [الإسراء: 1]، وكون البركة حول المسجد الأقصى يعني أن المسجد نفسَه هو مركز هذه البركة، ولو كان النص على سبيل الافتراض: باركنا فيه، لكانت البركة في المسجد وحده، ولَمَا تمدد إلى أطرافه، وأما ﴿ حَوْلَهُ ﴾ [الإسراء: 1] فأشمل لرقعة البركة التي أودعها الله تعالى في هذا الموضع.
وليست البركة ثمارًا وفواكه في تلك المنطقة، كما ذهب إلى ذلك عددٌ من المفسرين؛ لأن بركات الأرض موجودة في كل مكان، ولكنها بركة الإيمان والنور، ولهذه الخَصيصة كان المسجدُ الأقصى أحدَ المواضع التي تُشدُّ إليها الرحال للتعبُّد.
2 - ﴿ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا * ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾ [الإسراء: 2، 3].
والرابط بين هذه الآية والآية السابقة هو أن النبيَّيْنِ محمدًا وموسى عليهما الصلاة والسلام نُقلا من مكانهما ليَرَيَا آيات الله، وكان نقل موسى عليه السلام لمسافة قصيرة قطعها بنفسه فتلقى النبوة، ورأى العصا التي انقلبت إلى حية تسعى، ويده التي خرجت بيضاء للناظرين، وكان نقل رسول الله صلى الله عليه وسلم بواسطة البراق، وبصحبة جبريل عليه السلام، وبعد النبوة، والتقى بالأنبياء السابقين في المسجد الأقصى، وصلى بهم، ورأى في عروجه عليه الصلاة والسلام إلى السماء ما وصفه الله تعالى بالآيات الكبرى.
وحصل انتقالُ هذين النبيَّيْنِ عليهما الصلاة والسلام من موضعيهما في خلال الليل الذي هو أدعى أن تستأنس الرُّوحُ فيه ببارئها سبحانه، وتسكن إليه، وقد يعكس اختلاف المسافة التي قطعاها نوعَ المهمة التي أوكلت بكل منهما، ولأن مهمة موسى عليه الصلاة والسلام كانت موجهة إلى قومه، أو إلى الناس في زمنه، فإن استقدامه كان من مسافة قريبة، حتى إنه حين آنَسَ نارًا أَمِنَ على أهله أن يمكثوا في موضعهم وينتظروا عودته، ولم يدرِ أن ما رآه إنما يستقدمه للنبوة؛ ﴿ وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ﴾ [طه: 9 - 13].
وأما رحلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى بيت المقدس، ومنه إلى السماء، حيث بلغ ما لم يبلغه ملَكٌ مقرَّب - فقد كانت بعد نبوته، وقد علم قبل الرحلة بما هو مقبِل عليه، وتحمل هذه الرحلة المكانية طيَّ المكان، وهو ظاهر، وطي الزمان أيضًا؛ لأنها تستغرق في المألوف زمنًا طويلًا من جهة، ولأن في مشاهدها ما كان مرتبطًا بالزمن في ماضيه، وهو التقاء النبي عليه الصلاة والسلام بالأنبياء السابقين، وبمستقبله، كمشاهد الجنة والنار، وعِظَم مساحة الرحلة - مكانيًّا وزمانيًّا إذا جاز القول - يعكس، والله أعلم، شموليةَ دعوته عليه الصلاة والسلام لكل زمان ومكان، على خلاف دعوة موسى عليه السلام، التي كانت مقيدة بهما.
﴿ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا ﴾ [الإسراء: 3] بنصب ﴿ ذُرِّيَّةَ ﴾ [الإسراء: 3] على النداء؛ أي: يا ذرية مَن حملنا مع نوح، وهذا هو أكثر الأقوال (معاني القرآن وإعرابه للزجاج 3: 226)، ويجوز النصب على معنى: ألا تتخذوا ﴿ ذُرِّيَّةَ ﴾ [الإسراء: 3] مَن حملنا مع نوحٍ من دوني وكيلًا، فيكون الفعل تعدى إلى الذرية، وإلى الوكيل (المصدر السابق).
وقد يبدو أن إشكالًا ما يمكن أن يحصل بين هذه الآية التي تَعني بنصب ﴿ ذُرِّيَّةَ ﴾ [الإسراء: 3] فيها على النداء: أن بني إسرائيل لم يكونوا من ذرية نوح عليه السلام، بل مِن ذرية مَن كان معه في السفينة - وبين قوله تعالى في سورة الصافات: ﴿ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [الصافات: 75 - 80] التي تنص على أن مَن بقي على الأرض هم ذريةُ نوح عليه السلام
وتكلَّم بعض علماء التفسير على هذه المسألة، فقيل: إن مَن كان مع نوح لم تكن لهم ذرية، أو أن عقِبهم انقطع، أو أن من كان على السفينة كان من ذرية نوح عليه السلام: أولاده وأحفاده.
ويرتفع هذا الإشكال، والله أعلم، بالنظر إلى: ﴿ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴾ [الصافات: 77]؛ إذ إن "جعل" تفيد الصيرورة؛ فقد كان لنوح ولِمَن معه ذرية، ولكن ذرية نوح عليه السلام هي التي بقيت فيما بعد، وصار انتساب الناس إليه، وأما ذراريُّ الآخرين فقد تلاشَوا بمرور الزمن، ولا يتعارض مع هذا قوله تعالى: ﴿ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ﴾ [الإسراء: 3]؛ لأن أبناء نوح عليه السلام الذين تحدَّر منهم الناس، وهم سام وحام ويافث، كانوا ممن حملهم نوح معه في السفينة، وقوله تعالى: ﴿ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ﴾ [الإسراء: 3] ينصرف إليهم، ولا يعني أن الذرية المخاطَبَين هم من غير هؤلاء الثلاثة، والله أعلم.
ويذكِّر الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل بنعمة نجاة آبائهم الذين كانوا مع نوح عليه السلام من الغرَق، وبنعمة نجاتهم هم من مطاردة فرعون لهم، ومن الغرق أيضًا.
وهاتان النعمتان تقتضيان الشكر؛ اقتداءً بالأنبياء، كما كان نوح عليه الصلاة والسلام ﴿ عَبْدًا شَكُورًا ﴾ [الإسراء: 3] لنِعَم الله تعالى عليه، ولإنجائه ومَن آمن معه في الطوفان، ولكن الله تعالى أعلَم بني إسرائيل أنهم سيتنكبون عن خط الأنبياء، فبدلًا من أن يشكروا، اقتداءً بنوح عليه الصلاة والسلام، فإنهم سيُفسدون مرتين، وكأنهم يقابلون النعمتين، نعمة إنجاء آبائهم ونعمة إنجائهم هم، بمفسدتين! ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 4]، وأخبَرهم الله تعالى بأن إذلالهم الذي سيقع عليهم ناجمٌ عن إفسادهم، والمراد من ذلك هو تنبيه المسيء الغافل منهم إلى ما هو عليه، فيرتدع ويؤوب إلى الله تعالى، وهذا من رحمته سبحانه، وإذا لم ينتبه المسيء إلى دلالة العقوبة العاجلة، ولم تتفتَّح بصيرته، وظل يعاود ظلمه - فإنه ليس له عندئذ غيرُ جهنم؛ ﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا * عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 5 - 8]
وليست الرحمة
كامنة فيما هو عقوبة في الظاهر وحسب، بل لها أبواب أخرى، فتحها الله تعالى لبني إسرائيل ولغيرهم، ومنها هذا القرآنُ الذي نزَّله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9].
ومِن أبواب الرحمة أيضًا: عدم استجابة اللهِ تعالى لبعض دعاء الناس؛ إذ يَدْعون بالشر على أنفسهم وأهليهم، ومنها مشاهد كونية؛ ليهتدي بها الإنسان إلى الصرط المستقيم، ولأن هذه الأبواب وغيرها تعُمُّ الناس جميعًا، وليست مخصوصة ببني إسرائيل - جاءت الآيات التالية تخاطب هذا العموم: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ﴾ [الإسراء: 9 - 11].
وقد يشعُرُ المرءُ ببعضِ أبواب الرحمة هذه في قلبه؛ كالدعاء، وقد لا يؤمن به؛ كالنبوة والقرآن، ولأن الإنكار قد يقع لهذين المدخلين جاءت الآيات التالية لافتةً إلى آيتي الليل والنهار المتعاقبتين، اللتين تنطويان على تفصيلات ينبني إدراكها على التلمُّس الحسي، وليس على ما ورد في القرآن الكريم، ولا على شعور قلبي، ولا سبيل إلى الإنكار مع الحس إلا ممَّن يعاند من أجل العناد ذاته: ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ﴾ [الإسراء: 12]، فمُوجِد هذه الرحمة: الليلِ والنهارِ، هو ذاتُه موجِد تلك الرحمةِ المتمثلة في القرآن، وفي عدم استجابة الشرِّ مِن الدعاء، فإذا شاء الإنسان أن يقتنعَ، فلنفسِه يعمل، وإن أبى فعلى نفسه يجرُّ الوبال، بعد أن أصمَّ أذنيه، وأعمى بصره عن الآيات التي نبَّهه الله تعالى عليها عن طريق رسله: ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا * مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 13 - 15].
3 - ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴾ [الإسراء: 16].
وفي هذا إشارة إلى أن عاقبةَ فساد أولي الأمر والمترَفين الذين يمسكون باقتصاد البلاد لا تقتصر عليهم وحدهم، بل تتجاوزهم إلى أوطانهم، والناسِ الذين معهم فيها، وإذا كان أخذُ المترَفين لبَطَرِهم وطغيانهم وعدم تأديتهم شكرَ النعمة التي أنعم الله بها عليهم - فإن الآخرين الذين لم تذكُرِ الآية لهم جرمًا يؤخَذون، والله أعلم؛ لسكوتهم عن المترفين، وعدم منعِهم، فكانوا وكأنهم أقرُّوا أولئك على ما يفعلون، أو أنهم خافوا وآثروا السلامة، أو أنهم يسَّروا للمترفين سبل فسوقهم؛ فكانوا وكأنهم أعانوهم على الطغيان، ورضا الأصاغرِ بما فعل الأكابرُ في معصية الله يجعلهم مجموعين في دائرة واحدة من العذاب، ولا تختص هذه الحالة بأمة من الأمم، ولا بزمنٍ معين، بل هي سنَّة الله تعالى في خلقه؛ فأمان الأقوام وازدهار البلدان يكونان باللجوء إلى كنَفِ الله تعالى، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكَر.
4 - ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23].
في هذه الآية الكريمة والآيات التالية إلى قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ [الإسراء: 39] بيانٌ لعلاقات الإنسان بغيره، وهي علاقة العبودية بالله تعالى، والإحسان إلى الوالدين، وصلة الرحم والأقارب، والعطف على الناس، كما أنها تضبط البنية الاجتماعية؛ كمجانبة الزنا، أو البنية المالية؛ كحسن التعامل مع مال اليتيم، والعدل في البيع، أو تضبط شؤونًا شخصية؛ كعدم الخوض فيما يجهله الإنسان، والتطامن في المشي، ومجانبة الكِبْر، ولزوم التواضع.
ورأس هذه الحكم ومِفتاحها هو معرفة الله تعالى، وإفراده بالعبودية، والعبودية تعني الطاعة المطلقة، وهي ما لا يجوز صرفُها إلى غيره سبحانه، وأما الوالدانِ فلا بد أن يكون الرابط بهما إحسانًا، لا طاعة مطلَقة.
وليس الجمع بين التعبُّد لله تعالى والإحسان إلى الوالدين في هذا الموضع لبيان عظيم حق الأبوين، وإن كان هذا واردًا، بل للفصل بينهما في الطاعة؛ لكونهما أقربَ المقرَّبين إلى المرء، وأكثرهم عليه دالة، والسويُّ من الناس يؤثِر طاعتهما على هوى نفسه؛ فجاءت الآية الكريمة لتبين أن الطاعة الخالصة تكون لله تعالى وحده، وأما الوالدان فلهما تمام البر، والرحمة، والإحسان، والدعاء، حتى وإن لم يكونا مسلِمَين، ولئن أجاز الله تعالى للإنسان أن يطيع والديه طاعة كاملة، فإنهما قد يدعوانِه إلى عدم الإيمان بالله، وهو ما نهى الله عنه سبحانه وتعالى في سورة لقمان: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ [لقمان: 15]، أو قد يدعوانِه وهما مسلِمان إلى ما لا يُرضي اللهَ، والنبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يقول في الحديث المشهور: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)).
ويكون الإحسان أو الإساءة سلوكًا يكشف عن نفسه، وشعورًا قلبيًّا ينبئ عنه اللسان، والأمر بالإحسان توجيهٌ للسريرة أن تكون مرضية، ولئن انتاب الإنسانَ شيءٌ في سريرته تجاه والديه، فعليه أن يشكمه، ولا يدَعَ له سبيلًا إلى لسانه، وإن كان أفًّا؛ لأن التأفف هو أول الضجر، ويؤول إلى الانتهار الذي هو أشد، وعليه أن يتصبر على خدمتهما، وأن يقول: ﴿ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23]، دالًّا على المروءة والعطف، والبِر والخُلق الحميد؛ أي أن يتحمل منهما الأذى الذي يسببه له تقدُّمُهما في السن، ولا بد أن يكون هذا السلوك - أي كرمُ القولِ والفعل والتعامل - ابتغاءَ مرضاة الله، وخالصًا لوجهه، وبهذا التوجُّه الصادق المخلص تُنال المغفرة؛ ولهذا جاء قوله تعالى: ﴿ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 25].
وهذه الآية الخاصة بالبِرِّ بالوالدين وما تلاها من آيات هي كما قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا [الإسراء: 39]، وهي تشتمل على مكارم الأخلاق والمعاملات، وهي تستوجب من الإنسان أن يكون شاكرًا لله عليها، وذا أدبٍ معه، ولكنَّ الكافرين قابلوها وقابلوا الدعوة إلى التوحيد لا بالجحود وحسب، بل بسوء الأدب أيضًا؛ إذ عزَوْا إلى الله تعالى الإناثَ، وهن الأضعف في نظرهم، وكانوا يستهينون بشأنهن، ويقتُلُهنَّ قسمٌ منهم؛ خوفَ الفقر والعار: ﴿ أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا [الإسراء: 40]
ولم يأخُذِ الله تعالى الجاحدين بظلمهم، ولا سيِّئي الأدب بوقاحتهم، بمجرد أن بدَرَ منهم الظلمُ وسوءُ الأدب، بل أظهر جلالَه وحِلمَه وعفوَه: ﴿ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا * تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 43، 44].
وكان الكافرون سيِّئي الأدب أيضًا في قولهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مجالسهم: إنه مسحورٌ، وهو وصفٌ ينطوي ضمنًا على أنه، وحاشاه، كاذبٌ: ﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا [الإسراء: 47]، وكانوا إذا قابَلوه جادلوه منكِرين، وحرَّكوا رؤوسهم نحوه مستهزئين: ﴿ وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا * قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا * أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا [الإسراء: 49 - 51].
ولأنهم كانوا سيِّئي الأدب مع الله تعالى ومع رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فإن قلوبهم لم تنفتح للدعوة، وانغلقَتْ عن أن تمسَّها كرامة الاسلام، ولعل سوء الأدب هذا هو الحجابُ الذي كان يفصل بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والكافرين: ﴿ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا * وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا [الإسراء: 45، 46]، وسوء أدبهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقولهم عنه: إنه مسحورٌ - كان السببَ في ضلالهم: ﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا * انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا [الإسراء: 47، 48].
إن حُسنَ الأدب مع الله تعالى ومع رسوله صلى الله عليه وآله وسلم مفتاحٌ للإيمان والفلاح، كما هو واضحٌ مِن هذه الآية الكريمة، وحُسن الأدب هذا يتلاقى مع الإحسان الذي بسطَتْه الآياتُ السابقة مع الوالدين، ومع الناس، وفي التعاملات، وكل منهما يؤدي إلى الآخر في النفوس التي أراد الله تعالى لها الخير، وهو الحسن والإحسان الذي أمر عباده به؛ لأنه شارة المؤمن: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا [الإسراء: 53].
5 -﴿ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا [الإسراء: 55].
اختُلف في داود عليه السلام: أنبيٌّ هو وحسب أم نبي مرسل؟! واختُلف في معنى النبي والرسول، فقيل: إن النبي هو المأمور لنفسه، غير المكلف بالتبليغ، وقيل: بل هو الذي لم يأتِ بشريعة جديدة، وقيل: إن الرسول أيضًا قد يجدِّد تطبيق شرع سابق عليه، كما هو حال داود عليه السلام.
وقد ورد اسمُ داود عليه السلام في القرآن الكريم ست عشرة مرة، لم يقترن في أيٍّ منها بالرسالة، على حين اقترنت أسماء أنبياء آخرين بها، ولعل مَن قال: إن داود عليه السلام رسولٌ اعتمد على أنه أوتي الزَّبُورَ.
ويبدو أن هذه الآية الكريمة من سورة الإسراء تُبيِّن مرتبتين من مراتب الأنبياء الذين شرُفوا بالنبوة فقط، ولم يكونوا مرسَلين، وهاتان المرتبتان هما: نبوة بكتابٍ، ونبوة بلا كتاب، ولعل ذوي الكتاب كانوا أقل عددًا، ويُفهَم من الآية أن داود عليه السلام أفضل هذا الصنف؛ ولهذا خصص بالذكر، وإذا صح هذا فإن مَن كرَّمهم الله تعالى بالاصطفاء ليسوا كما هو شائع على مرتبتين: نبي ومرسَل، بل هم على ثلاثِ مراتبَ، هي بحسَب علو المقام:
النبي المرسَل بشريعة وكتاب.
النبي المؤيَّد بكتاب.
النبي.
وداود عليه السلام هو من الطبقة الثانية، ولعله كان أفضلهم كما يُفهَم من الآية السابقة، والزَّبُور الذي أُوتِيَه لم يكن شريعةً جديدة، وهو - كما قال القرطبي - كتابٌ ليس فيه حلال ولا حرام، ولا فرائضُ ولا حدودٌ، وهذا يعني أن الزَّبُور لم يتضمن تجديدًا لشريعة موسى عليه السلام، وإنما هو دعاء وتحميد وتمجيد، وبهذا التوجيه - أي إن داود كان نبيًّا مؤيدًا بكتاب - يمكن أن يُفهَم تخصيصه بالذكر في هذا الموضع، فلو كان مرسَلًا فإن إفراده بالذِّكر في هذا الموضع لا يتضح؛ ذلك أن هناك رسلًا آخرين أعلى منه مقامًا، وعلى رأسهم أولو العزم وذوو الشرائع.
6 -﴿ وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا * وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا [الإسراء: 60، 61].
إن القياس الذي يعتمده الكافرون في موقفهم نابعٌ مِن انغلاقهم على تفكيرهم الذاتي والجزئي، وفي هذا مدخل الكِبْر؛فذاتيةُ تفكيرهم تحُول بينهم وبين التماس الصواب مع الآخرين، وجزئيتُه تحُول بينهم وبين الإيقان بما يخرج عن القوانين الظاهرة المحدودة؛ولهذا فإنهم فُتنوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما لم تحتمله عقولُهم، ومنها ما ذكرته هذه الآيةُ المباركة عن رحلة الإسراء التي استغرقت بعضًا من الليل، وهو يستغرق في عُرف الناس شهرًا أو أكثر، والشجرة التي تنبُتُ في أصل الجحيم بدلًا من أن تحترق بنارها، وانغلاقُ تفكيرهم حال دون التفاتهم إلى موجِد القوانين، الذي تخضع فاعلية هذه القوانين لإرادته العليَّة، بل إنهم بتنبيههم إلى هذا الموجِد، واستعراض مشاهد الترهيب أمامهم؛ ليصحُوا وينتبهوا - لا يزدادون ﴿ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 60]، ويقتدون بإبليسَ في كِبْرِه وتزكيةِ عقله ونفسِه، ويتركون الآياتِ الدالةَ على صِدق ما يسمعون، أو ما يقع أمامهم، فيطلُبون آيات أخرى.
وآيات الله تعالى تنقسم على قسمين: قسمٍ يؤيد اللهُ تعالى به أنبياءه مِن غير أن يطلبه أحدٌ، ولا تترتب العقوبة العاجلة على عدم الاستجابة له، كما كانت الحال بالنسبة إلى قوم إبراهيم عليه السلام بعد أن أنجاه الله تعالى من النار، وكما كانت الحالُ مع عيسى عليه السلام وهو يُحيي الموتى ويُبْرِئ الأكمهَ والأبرص بإذن الله، وقسمٍ يكون في مقابل التحدي، وهو الذي يقتضي حتميةَ الإيمان، وإلا فإن الوبال العاجل يحُلُّ بمنكِره بعد أن طلبه، كما هو الحال بالنسبة إلى ثمودَ قومِ نبي الله صالح عليه السلام، الذين طالَبوه بآية، فلما أُوتوا الناقةَ مبصِرةً عقَروها، وكما هي الحال بالنسبة إلى قوم فرعون، الذين طلبوا من موسى عليه السلام أن يدعوَ لرفع الرِّجز عنهم، ووعَدوه بالاستجابة له، ولكنهم جحدوا من بعدُ، أو بالنسبة إلى مَن طلب العذاب في تحدٍّ لصدق النبي المرسل إليه، ومطالبة كفار قريش بالآيات، مِن مثل جَعْلِ الصَّفا ذهبًا، هي من هذا الصنف، وإرسال الآية في هذه الحالة لا يكون لإثبات النبوة، وإنما لإقامة الحجة والتخويف: ﴿ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا [الإسراء: 59]، ولكن الله تعالى لم يستجب لطلب قريش؛ لأن الإصرار على الكفر بعد سَوْقِ الآية المطلوبة يعني الأخذَ بما أُخذت به الأممُ السابقة، ووجود رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قومه كان يحُول دون هلاكهم؛ فقد قال تعالى في سورة الأنفال: ﴿ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الأنفال: 32، 33].
7 -﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا * سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا [الإسراء: 76، 77].
وهذا الاستفزازُ هو أحد أسلحة إبليسَ، الذي نفخ به في نفوس الكافرين وأعداء الأنبياء على مرِّ العصور، فمما قاله الله تعالى عن مشهد عصيان إبليس وما تلاه: ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا [الإسراء: 64]، فقد كان الكافرون في إنكارهم لنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصفِهم إياه بالمسحور، وسعيِهم إلى استفزازه عليه الصلاة والسلام - سائرين على خطَى إبليسَ في الكِبْر والمعاندة، وهي الخطى ذاتُها التي سار عليها الكافرون السابقون؛ ففرعون، كما ورد في هذه السورة، وصَف نبيَّ الله موسى عليه السلام بالمسحور، وأراد أن يستفزَّه وبني إسرائيل بعد أن رأى الآياتِ البينات: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا * قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا * فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا [الإسراء: 101 - 103]، وورَد هذا الاستفزاز بلفظ الإخراج في سورة إبراهيم، الذي شهَره الكافرون في وجوهِ المرسَلين كلِّهم: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ﴾ [إبراهيم: 13].
وعاقبةُ الكافرين واحدةٌ؛ فهي سنَّة الله فيهم: ﴿ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا ﴾ [الإسراء: 77]، فكما كانت نهاية السابقين أنْ أخَذَهم الله تعالى بذنوبهم، فكذلك ستكون نهاية الكافرين الذين وقفوا في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فهي البُشرى له عليه الصلاة والسلام بالنصر والتمكين؛ ولهذا كانت الآياتُ التالية آمرةً بالصلاة ومظاهر الإيمان التي يتنزَّل معها النصر: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا * وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا * وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا * وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا [الإسراء: 78 - 82].
وتلتقي هذه الآيات - أي: مِن 78 إلى 82 - التي جاءت عقب الآيات الخاصة بكفار قريش، بأمرٍ مماثل عقِب الآيات التي قصَّت هلاك فرعون وجنوده في آخر السورة: ﴿ فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا * وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا * وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا * قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا * قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا [الإسراء: 103 - 110]
ولأن نصرَ الله تعالى مكفولٌ للمؤمنين؛ بوعدِه لهم في هذا الشأن، وبقصِّه عليهم مِن أنباء الأمم السابقة، التي انتهت بخَسارِ الكفار - فقد كان مِن شأن هذه الآيات، وسواها في سورٍ أخرى، أن تكونَ بشارةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وطمأنينة لأتباعه؛ في أن الغلَبةَ والكلمة العليا ستكون لهم، وهو ما يستوجب حَمْدَه سبحانه وتعالى، وتمجيدَه: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا [الإسراء: 111].
أ. د. عباس توفيق





رد مع اقتباس
قديم 12-06-2021, 02:16 AM   #2


نهيان متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  15-07-2013
 أخر زيارة : اليوم (01:10 PM)
 المشاركات : 172,304 [ + ]
 التقييم :  6618132
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Azure
افتراضي



جزاك الله بخير الجزاء والجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك


 

رد مع اقتباس
قديم 12-06-2021, 10:30 PM   #3


بياض الثلج غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1700
 تاريخ التسجيل :  27-12-2019
 أخر زيارة : 02-03-2023 (03:48 AM)
 المشاركات : 2,435 [ + ]
 التقييم :  90
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



يعطيك العافيه على الطرح القيم والرائع
جزاك الله كل خير
وجعله فى ميزان حسناتك يوم القيمه
تسلم الايادى وبارك الله فيك
دمت بحفظ الرحمن
....


 

رد مع اقتباس
قديم 12-07-2021, 12:38 PM   #4


انثى برائحة الورد متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1718
 تاريخ التسجيل :  08-02-2020
 أخر زيارة : يوم أمس (11:55 AM)
 المشاركات : 130,012 [ + ]
 التقييم :  102611
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Blueviolet
افتراضي



جزاك الله خيرا
ولاحرمك الأجر


 

رد مع اقتباس
قديم 12-08-2021, 02:56 AM   #5


شايان متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1716
 تاريخ التسجيل :  08-02-2020
 أخر زيارة : اليوم (03:35 AM)
 المشاركات : 160,335 [ + ]
 التقييم :  180205
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Female
 SMS ~



لوني المفضل : Blue
افتراضي



جَزْاك الله خَير الجًزاء
كُل الشُكْر والتَقْدِير لَك
ولطَرْحِك القَيْم ..
احترامي وَتقْديرْي


 

رد مع اقتباس
قديم 12-08-2021, 11:56 AM   #6


عطر الزنبق متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : 04-23-2024 (02:03 AM)
 المشاركات : 99,288 [ + ]
 التقييم :  34900
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي



بارك الله فيك
وجزاك الله كل خير
على هذا الموضوع القييم
سلم لنا طرحك المفيد
وسلم لنا ذوقــــك
وجعل ماقدمت
بموازين حسناتك


 

رد مع اقتباس
قديم 12-11-2021, 11:13 PM   #7


مٌهُرِة أًلًخُلَيّجٌ ♕ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1677
 تاريخ التسجيل :  25-10-2019
 أخر زيارة : 02-12-2023 (08:34 PM)
 المشاركات : 2,678 [ + ]
 التقييم :  488
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



جزاك الله خيرا
على الطرح الرائع
اثابك الله الاجروالثواب


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:06 PM

أقسام المنتدى

۩۞۩{ نفحات سكون القمر الإسلامية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ أرصفة عامة}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون للنقاش والحوار الجاد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مرافئ الترحيب والإستقبال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سعادة الأسرة بــ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني أنثى نقية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ النكهات المطبخية وفن الوصفات}۩۞۩ @ ۩۞۩{ آفاق إجتماعية في حياة الطفل }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الطب والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ جنة الأزواج }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الديكور والأثاث المنزلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ متنفسات شبابية في رحاب سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني رجل بـ كاريزما }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون صدى الملاعب }۩۞۩ @ ۩۞۩{ عالم الإبداع والتكنولوجيا }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الكمبيوتر والبرامج }۩۞۩ @ ღ مـنـتـدى البـرامــج ღ @ ღ منتدى التصاميم والجرافكس والرسم ღ @ ۩۞۩{ مرافي التبريكات والتهاني }۩۞۩ @ ۩۞۩{ شرفات من ضوء لـ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الصور والغرائب }۩۞۩ @ ღ سكون قسم الألعاب والتسلية والمرح ღ @ ღ المواضيع المكررة والمحذوفه والمقفله ღ @ ۩۞۩{ محكمة سكون القمر الإدارية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ قسم الإدارة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رطب مسمعك ومتع عينيك }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم السري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الفعاليات والمسابقات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ السياحة والسفر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الأخبار المحلية والعالمية }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون اليوتيوب YouTube }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تاجك يا عروس شكل تاني }۩۞۩ @ الآطباق الرئسية والمعجنات والصائر @ أزياء ألاطفال @ ۩۞۩{ ملتقى الأرواح في سماء سكون القمر}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ شؤون إدآرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منتدى المنوعات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الشخصيات والقبائل العربية والانساب }۩۞۩ @ البرامج وملحقات الفوتوشوب @ ۩۞۩{قسم التعازي والمواساه والدعاء للمرضى }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ تطوير الذات وعلم النفس }۩۞۩ @ ღ خاص بالزوار ღ @ ۩۞۩{ سكون خاص لعدسة الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{ فصول من قناديل سكون القمر }۩۞۩ @ منتدى كلمات الاغاني @ خدمة الاعضاء وتغيير النكات والاقتراحات والشكاوي @ ۩۞۩{ الهطول المميز بقلم العضو}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لاعجاز وعلوم وتفسير القرآن الكريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ساحة النون الحصرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القصيد الحصري بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الحصرية بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{القصص الحصرية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ متحف سكون ( لا للردود هنا) }۩۞۩ @ ۩۞۩{ دواوين الأعضاء الأدبية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منوعات أدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ماسبق نشره بقلم الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{الخواطر وعذب الكلام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشعر والقصائد}۩۞۩ @ ۩۞۩{عالم القصة والرواية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الأدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{فنجان قهوة سكون }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات الأعضاء المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تقنية المواضيع }۩۞۩.! @ ۩۞۩{ نزار قباني }۩۞۩.! @ ۩۞۩{الشلات والقصائد الصوتية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتبة شايان}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة منى بلال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة أنثى برائحة الورد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الردود المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{في ضيافتي }۩۞۩ @ ۩۞۩{كرسي الاعتراف }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الادبية عطاف المالكي شمس }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لــ الفتاوى والشبهات }۩۞۩ @ ۩۞۩{حصريات مطبخ الأعضاء }۩۞۩ @ قسم النكت @ ۩۞۩{ المجلس الإداري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الاديب نهيان }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ الطب والحياه }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم الترفيهي}۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات خاصة }۩۞۩ @ ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتب مديح ال قطب}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الخيمة الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المسابقات والفعاليات الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رمضان كريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الفتاوي الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المطبخ الرمضاني}۩۞۩ @ ۩۞۩{ يلا نٍسأل }۩۞۩ @ قسم الزوار @ مشاكل الزوار @ الارشيف @ دروس الفوتوشوب @ تنسيق وتزيين المواضيع @



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009