ننتظر تسجيلك هـنـا


{ اعلانات سكون القمر ) ~
  <
 
بأيدينا نعلوا بمنتدانا وبمشاركاتكم وكلماتكم نرتقي فلا تقرأ وتمضي ..... الى من يواجه اي مشكلة للدخول وعدم استجابة الباسورد ان يطرح مشكلته في قسم مشاكل الزوار او التواصل مع الاخ نهيان عبر التويتر كلمة الإدارة


الإهداءات



۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ |!.. غيمة الرُوُح ْ فِي رِِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ",,

-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك : أفضل كاتب :
بيانات شايان
اللقب
المشاركات 160332
النقاط 180205
بيانات نهيان
اللقب
المشاركات 172249
النقاط 6618132


الأدب وحسن الخلق

|!.. غيمة الرُوُح ْ فِي رِِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ",,


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-18-2023, 11:03 PM
عاشق الغاليه غير متواجد حالياً
Iraq     Male
Awards Showcase
لوني المفضل Crimson
 رقم العضوية : 2061
 تاريخ التسجيل : 27-02-2023
 فترة الأقامة : 422 يوم
 أخر زيارة : 03-01-2024 (10:53 PM)
 العمر : 32
 الإقامة : في قلب حبيبتي
 المشاركات : 4,300 [ + ]
 التقييم : 2172
 معدل التقييم : عاشق الغاليه has a reputation beyond reputeعاشق الغاليه has a reputation beyond reputeعاشق الغاليه has a reputation beyond reputeعاشق الغاليه has a reputation beyond reputeعاشق الغاليه has a reputation beyond reputeعاشق الغاليه has a reputation beyond reputeعاشق الغاليه has a reputation beyond reputeعاشق الغاليه has a reputation beyond reputeعاشق الغاليه has a reputation beyond reputeعاشق الغاليه has a reputation beyond reputeعاشق الغاليه has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الأدب وحسن الخلق



الأدب وحسن الخلق



إنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوْذُ باللهِ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إله إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أمَّا بعد:
فاتقوا الله عباد الله، فالوقتُ يمرُّ مرَّ السحاب، والعُمُر محسوب، والعَمَل مسجلٌ مكتوب، علاج الذنوب أن نستغفر ونتوب، والعاقبةُ للتقوى ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 119]، ويقول الحَقُّ جلَّ وعلا: ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ [المائدة: 48].

معاشر المؤمنين الكرام، الأدب الرفيع والخُلُق الحسن والتعامل الراقي هي اللغةُ الإنسانيةُ المُشتركة بين جميع الناس، يفهَمُها كلُّ أحد، ويقدرها كل شخص، وينجذِبُ إليها كل كريم، ألا وإنَّ من علامات الإيمان ومن دلائل السعادةِ والتوفيق: أن يُرزَقَ العبدُ ذوقًا راقِيًا، وأدبًا عاليًا، وخُلُقًا مُهذَّبًا، يحترِمُ مشاعر الناس، ويقدرُ الآخرين من الأقرَبين والأبعَدين، وهذا الأمر على يسره وسهولته وعظم أجره ومنزلته، وجميل أثره وعاقبته، إلا أنَّ القليل من الناس مَنْ يفعله، والأقل مَنْ يجاهد نفسه ليتحلَّى به ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 35]، كيف يا عباد الله والدين كُلُّه هو الخُلُق، وفي الحديث الصحيح: "أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم أخلاقًا"؛ بل لقد تضافرت نصوص الوَحْيَيْن على ذلك، فحثَّت وحضَّت ورغَّبت في التحلِّي بمحاسن الأخلاق، وحذَّرت ونفَّرت، ورهَّبت من مساوئ الأخلاق؛ بل لقد حصر الرسول صلى الله عليه وسلم مُهِمَّتَه العظيمة في تحسين الأخلاق، فقال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّما بُعِثْتُ لأُتَمِّم صالحَ الأخلاقِ))، وحين أثنى الله على رسوله بقوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، أكَّدها بخمس مؤكِّدات: الواو وإنَّ واللام والكاف والتعظيم، ولما سُئِلَتْ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلقه صلى الله عليه وسلم قالت: كان خُلُقُهُ القرآن، ولمَّا أنزل الله جلَّ وعلا على رسوله قوله: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، سأل صلى الله عليه وسلم جبريلَ عن معناها قال: لا أدري حتى أسأل، ثم قال: إن الله يأمرك أنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَك، وتُعطي مَنْ حَرَمَكَ، وتعفو عمَّن ظَلَمَكَ، ولقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنَّ البِرَّ هو حُسْن الخُلُق، وقال صلى الله عليه وسلم: "ما مِن شَيءٍ أثقلُ في ميزانِ المؤمِنِ يومَ القيامةِ من حُسْنِ الخُلُقِ، وإنَّ اللهَ يُبْغِضُ الفاحِشَ البَذيءَ"، والحديث صحَّحَهُ الألباني، وفي الحديث الصحيح، قال عليه الصلاة والسلام: "إنَّ المؤمنَ لَيُدْرِكُ بحُسْنِ خُلُقِهِ درجةَ قائمِ الليلِ، وصائمِ النهارِ"، وقال صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيمٌ ببيتٍ في رَبَضِ الجنَّةِ لمن ترك المِراءَ وإن كان مُحِقًّا، وببيتٍ في وسطِ الجنةِ لمن ترك الكذبَ وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنَّةِ لمَنْ حَسُنَ خُلُقُه"، والحديث حسَّنه الألباني، وقال صلى الله عليه وسلم: ((ألا أُخبِرُكم بأحبِّكم إليَّ وأقربِكم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ؟)) قالها ثلاثَ مرَّاتٍ، قُلْنا: بلى يا رسولَ اللهِ قال: ((أحسَنُكم أخلاقًا))، وفي رواية صحيحة: ((ألا أخبرُكم بخيارِكُم؟))، قالوا: بلَى يا رسولَ اللهِ، قال: ((أطوَلُكم أعمارًا، وأحسَنُكُم أخلاقًا))، والحديث عن الأخلاق لا يكتمل إلَّا بالحديث عن صاحب الخُلُق العظيم، وأكملُ الناسِ خُلُقًا، فقد كان صلوات ربي وسلامه عليه أحسنَ الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، وكان عليه الصلاة والسلام: دائم البشر، سهل الطبع، ليِّن الجانب، كثير التبسُّم، وكان صلى الله عليه وسلم هيِّنًا ليِّنًا متواضِعًا يخصف نَعْلَه، ويرقع ثوبه، ويجلسُ على الأرضِ، ويجالس المساكين، ويأكل مع الفقراء، ويمشي مع الأرملة واليتيم، ويجيبُ دعوةَ الخادمِ، وينامُ على الحصيرِ حتى يُؤثِّر في جَنْبِه، وكان من دعائه: ((اللهُمَّ أحيني مسكينًا، وأمِتْني مسكينًا، واحشرني في زمرة المساكين))، وكان يقول عليه الصلاة والسلام: ((خيرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلِي))، هذا هو الرسول القائد، الآمر الناهي، الذي عُرج به إلى السماء، وتنزَّلَ عليه الوحي، ومع كل هذه الألقاب والمناصبِ والمسؤوليات والوظائف، يأتي إليه أعرابيٌّ فيجذبه جذبةً شديدةً، وكان صلى الله عليه وسلم عليه لباسٌ متين، حتى أثَّرت الجذبة في صفحة عاتق الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يقول الأعرابي بكل غلظةٍ وجفاءٍ: يا محمد، مُرْ لي مِنْ مالِ اللهِ الذي عندك، فيلتفت إليه ويضحك، ثم يأمر له بعطاء"، والحديث في البخاري.

هذه واللهِ هي العظمةُ البشرية في أسمى معانيها، هذه مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم، فتعلَّمُوا يا طُلَّاب الجنة، ثُمَّ تأمَّل سيرته صلى الله عليه وسلم حين دخلَ مكةَ فاتحًا مُنتصرًا عزيزًا مؤيدًا على أولئك الذين طردوه وآذوه وحاصروه، حتى أكل مع أصحابه ورق الشجر، فما رحموه، ووضعوا سلا الجزور فوق ظهره وهو ساجد لله، فلما دخلَ مكة دخلها وهو مُطأطئٌ رأسَهُ مُتذلِّلًا لله، مُتواضعًا لعباد الله، قائلًا لأولئك: ((ما تظنُّون أنِّي فاعِلٌ بكم؟))، قالوا: أخٌ كريم وابْنُ أخٍ كريم، فقال: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء)).. مرةً أخرى إنها مدرسةُ محمد بن عبدالله- بأبي هو وأُمِّي صلى الله عليه وسلم- ومع كل ما كان يحمله على كاهله صلى الله عليه وسلم من هموم ومسؤوليات الأُمَّة، وتبليغِ الرسالة، وأعباءِ القيادة، وهمومِ الفقراء وتربُّصِ الأعداء، ومع كونه أبًا وزوجًا لعدة نساء، وإمامًا وقاضيًا ومُفْتِيًا ومُعَلِّمًا وقائدًا وحاكِمًا عامًّا، ومع ذلك كله يقول عبدالله بن الحارث رضي الله عنه: ما رأيت أحدًا أكثرَ تبسُّمًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يُمازِح أصحابه ويُخالِطُهم، ويُداعِب صبيانهم ويُلاعِبُهم، ويجيب دعوةَ الحُرِّ والعَبْدِ والأَمَةِ والمسكين، ويعودُ المرضى في أقصى المدينة، ويقبَلُ عذرَ المعتذر، ولَكَمْ كان في قلبه صلى الله عليه وسلم من الرأفة والرحمة! ولَكَم كان في خُلُقهِ من الإيناس والبر والملاطفة! ولَكَم كان في طبعه من السهولة والرفق واللين، وفي يده من السخاوة والكرم والندى! يقول أنس رضي الله عنه: إن كانت الأَمَة من إماء أهل المدينةِ لتأخذُ بيد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت؛ رواه البخاري.

وكان صلى الله عليه وسلم يبدأُ مَنْ لَقِيَهُ بالسلام، ويبدأ أصحابَهُ بالمُصافحَة، ولا ينزِعُ يدَهُ حتى يكون الرجلُ هو الذي ينزِعُ، ولا يصرِفُ وجهَهُ حتى يكون الرجلُ هو الذي يصرِفُ وجهَه، "ولم يُرَ مُقدِّمًا رُكبتَهُ بين يدَي جليسِه"، فما هو نصيبُنا أيُّها الكِرام من هذه الأخلاق الراقية؟! وما الذي تعلَّمْناهُ من هذه المدرسة المحمديَّة السامية؟! أين موقعنا من هذه الخِلال الحميدةِ والخِصالِ الفريدة؟! ووالله، إنه لا صلاح لحالنا وحال أُمَّتِنا، إلَّا أن نَنْهَلَ مِنْ مَعِين أخلاقِهِ الصافية، ونصعد إلى مستوياتها العالية، وصدق الله ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، أقول ما تسمعون.

الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ تَمَّ نورُك فهديتَ، وعَظُمَ حِلْمُك فعفوتَ، وبسطتَ يدَكَ فأعطيتَ، اللهُمَّ فلك الحمد كما ينبغي لجلالك، أما بَعْدُ:
فاتقوا الله عباد الله، وكونوا مع الصادقين ﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [الحج: 78].

معاشر المؤمنين الكِرام، الذَّوقُ الراقي والأدب الجميل، مسلكٌ لطيفٌ، وفِعْلٌ حميدٌ، يُجسِّدُ حُسْن التربية، وكمالَ الخُلُق، وروعة التصرُّف، والناسُ تُحِبُّ ليِّنَ الجانِب، مُنبسطَ الوجه، والقلوبُ بطبعها تميل لمن تواضَعَ لها، فالمقابلة بالوجه الجميل، والمُصافحةُ بالكفِّ النبيل، والتحدُّثُ باللسان الفضيل، يفتحُ القلوب ويُمهِّدُ السبيل، والأدبُ- زادكم الله من فضله- وسيلةٌ إلى كل فضيلةٍ، فما أجمل أن يسيرَ المرءُ بين الناس وعطرُ أخلاقهِ يفوحُ منه! فالمرء بفضيلته لا بفصيلته، وبكماله لا بجماله، وبآدابه لا بثيابه، ومن قعَدَ به أدَبُه لم يرفعه حسَبُه، وشرُّ الناسِ مَنْ تركَه الناسُ اتِّقاء فُحْشِه، وفي مُحْكَم التنزيل: ﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ [لقمان: 18، 19]، وحاول يا عبدَالله أن تُدْخِل السُّرور إلى قلب كُلِّ مَنْ تُقابِلُه، واعلم أنها مِنْ أحَبِّ الأعمال إلى الله، وأنَّ من تحبَّبَ إلى الناس أحَبُّوه، ومن أحسنَ مُعاملَتَهم أكرموه، واعلم أنَّ البشاشةَ مصيدةُ المودَّةِ، وأنَّ البِرَّ شيءٌ هيِّنٌ، وَجْهٌ طليقٌ، وكلامٌ ليِّن ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159]، والجزاءُ من جنس العمل، فمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا ستَرَه الله، ومن يسَّر على مُعْسِرٍ يسَّرَ الله عليه، ومَنْ تواضَعَ لله رفَعَه، ومَنْ تكبَّرَ وضَعَه، ومَنْ أحْسَنَ إلى عباد اللهِ أحسنَ اللهُ إليه، ومَنْ تَجاوزَ عن غيره تجاوزَ اللهُ عنه، والراحمون يرحمهم الرحمن.
ازْرَعْ جميلًا ولو في غيرِ مَوْضِعِهِ
فلن يضيعَ جميلٌ أينما وُضِعا
إنَّ الجميلَ وإنْ طالَ الزمانُ به
فليسَ يحصدُهُ إلَّا الذي زرعا


وفي محكم التنزيل: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]، والعقلاءُ يعلمونَ أنَ كسبَ القلوبِ مُقَدَّمٌ على كسب المواقف، وأنَّ الجوابَ الرقيق يُطفِئ الغضب، وأنَّ الصوتَ الهادئ أقوى من الصُّراخ، وأنَّ الذوقَ يهزمُ الوقاحةَ، ومَنْ أراد أن يكونَ ذا ذوقٍ مرتفع، فليتذوَّق كلامَهُ قبلَ أن يُخرجهُ من فَمِه، فإن وجدَ كلمةً مُرةً، فليستبدلها بأخرى حلوة، فإنما هي كلمةٌ مكان كلمة ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].

وإذا أردتم ميزانَ عدلٍ لا يحيف، ومنهجَ إنصافٍ بلا تطفيف، فأحِبُّوا لغيركم ما تُحبُّون لأنفسكم، واكرهوا لهم ما تكرهون لأنفسكم، وأحسِنوا لغيركم كما تُحبُّون أن يُحسَنَ إليكم، ولا تقولوا لغيركم ما لا تُحبُّون أن يُقال لكم، وافعلوا الخيرَ مع أهلهِ ومع غير أهلهِ؛ فإن لم يكونوا من أهله، فكونوا أنتم من أهلِه، ففي الحديث: ((لا يؤمن أحَدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه)).

ألا فلنتَّقِ اللهَ في أنفسنا يا عباد الله، ولْنَسْمُ بأخلاقِنا، ولنلتزم بآداب ديننا، ولنحترم حقوقَ غيرِنا، ولنراعي مشاعرَ بعضنا، ولنحرص على البِرِّ والتقوى، وليكن لنا من محاسن الأخلاقِ ما يجعلنا على مستوى المسؤولية في كل أحوالنا، وجميع أوقاتنا.

اللهُمَّ اهدِنا لأحسنِ الأخلاقِ، لا يهدي لأحسنِها إلا أنت، واصرف عنَّا سيئَها لا يصرف سيئَها إلَّا أنت.

ويا بن آدم، عِشْ ما شئت فإنك ميِّت، وأحبب من شئت فإنك مُفارِقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌّ به، البِرُّ لا يَبْلى، والذنبُ لا يُنْسى، والدَّيَّانُ لا يموت، وكما تدين تُدان، اللهُمَّ صَلِّ على محمدٍ





رد مع اقتباس
قديم 03-19-2023, 06:07 PM   #2


نهيان متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  15-07-2013
 أخر زيارة : اليوم (06:08 PM)
 المشاركات : 172,249 [ + ]
 التقييم :  6618132
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Azure
افتراضي



جزاكـ الله بخيـــــر الجزاء
والدرجة الرفيعه من الجنه
باركـ الله فيكـ ونفع بكـ
وجعله في ميزان حسناتكـ


 

رد مع اقتباس
قديم 03-19-2023, 06:43 PM   #3


مستريح البال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1849
 تاريخ التسجيل :  02-10-2020
 أخر زيارة : 12-02-2023 (12:00 AM)
 المشاركات : 30,556 [ + ]
 التقييم :  6475
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : ظپط§ط±ط؛
افتراضي



بارك الله فيك وجزاك الله خير
ويجعله في موزين حسناتك
دمت بحفظ الله


 

رد مع اقتباس
قديم 03-22-2023, 01:23 PM   #4


انثى برائحة الورد متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1718
 تاريخ التسجيل :  08-02-2020
 أخر زيارة : اليوم (02:40 PM)
 المشاركات : 129,954 [ + ]
 التقييم :  102611
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Blueviolet
افتراضي





 

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2023, 12:00 AM   #5


شايان متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1716
 تاريخ التسجيل :  08-02-2020
 أخر زيارة : اليوم (04:37 AM)
 المشاركات : 160,332 [ + ]
 التقييم :  180205
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Female
 SMS ~



لوني المفضل : Blue
افتراضي



بارك الله في جهودك
وجزاك كل الخير
لما قدمته من تميز


 

رد مع اقتباس
قديم 03-27-2023, 11:16 PM   #6


جولار غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2068
 تاريخ التسجيل :  27-03-2023
 العمر : 33
 أخر زيارة : 03-28-2024 (11:56 PM)
 المشاركات : 3,152 [ + ]
 التقييم :  317
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما


 

رد مع اقتباس
قديم 04-03-2023, 11:48 PM   #7


عازفة متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1774
 تاريخ التسجيل :  18-03-2020
 أخر زيارة : اليوم (08:43 PM)
 المشاركات : 7,415 [ + ]
 التقييم :  14124
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



طرح راائع
الله يجزااك كل خير
جعله في ميزان حسنااتك بارب


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:44 PM

أقسام المنتدى

۩۞۩{ نفحات سكون القمر الإسلامية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ أرصفة عامة}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون للنقاش والحوار الجاد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مرافئ الترحيب والإستقبال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سعادة الأسرة بــ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني أنثى نقية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ النكهات المطبخية وفن الوصفات}۩۞۩ @ ۩۞۩{ آفاق إجتماعية في حياة الطفل }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الطب والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ جنة الأزواج }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الديكور والأثاث المنزلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ متنفسات شبابية في رحاب سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني رجل بـ كاريزما }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون صدى الملاعب }۩۞۩ @ ۩۞۩{ عالم الإبداع والتكنولوجيا }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الكمبيوتر والبرامج }۩۞۩ @ ღ مـنـتـدى البـرامــج ღ @ ღ منتدى التصاميم والجرافكس والرسم ღ @ ۩۞۩{ مرافي التبريكات والتهاني }۩۞۩ @ ۩۞۩{ شرفات من ضوء لـ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الصور والغرائب }۩۞۩ @ ღ سكون قسم الألعاب والتسلية والمرح ღ @ ღ المواضيع المكررة والمحذوفه والمقفله ღ @ ۩۞۩{ محكمة سكون القمر الإدارية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ قسم الإدارة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رطب مسمعك ومتع عينيك }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم السري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الفعاليات والمسابقات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ السياحة والسفر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الأخبار المحلية والعالمية }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون اليوتيوب YouTube }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تاجك يا عروس شكل تاني }۩۞۩ @ الآطباق الرئسية والمعجنات والصائر @ أزياء ألاطفال @ ۩۞۩{ ملتقى الأرواح في سماء سكون القمر}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ شؤون إدآرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منتدى المنوعات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الشخصيات والقبائل العربية والانساب }۩۞۩ @ البرامج وملحقات الفوتوشوب @ ۩۞۩{قسم التعازي والمواساه والدعاء للمرضى }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ تطوير الذات وعلم النفس }۩۞۩ @ ღ خاص بالزوار ღ @ ۩۞۩{ سكون خاص لعدسة الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{ فصول من قناديل سكون القمر }۩۞۩ @ منتدى كلمات الاغاني @ خدمة الاعضاء وتغيير النكات والاقتراحات والشكاوي @ ۩۞۩{ الهطول المميز بقلم العضو}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لاعجاز وعلوم وتفسير القرآن الكريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ساحة النون الحصرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القصيد الحصري بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الحصرية بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{القصص الحصرية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ متحف سكون ( لا للردود هنا) }۩۞۩ @ ۩۞۩{ دواوين الأعضاء الأدبية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منوعات أدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ماسبق نشره بقلم الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{الخواطر وعذب الكلام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشعر والقصائد}۩۞۩ @ ۩۞۩{عالم القصة والرواية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الأدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{فنجان قهوة سكون }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات الأعضاء المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تقنية المواضيع }۩۞۩.! @ ۩۞۩{ نزار قباني }۩۞۩.! @ ۩۞۩{الشلات والقصائد الصوتية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتبة شايان}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة منى بلال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة أنثى برائحة الورد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الردود المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{في ضيافتي }۩۞۩ @ ۩۞۩{كرسي الاعتراف }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الادبية عطاف المالكي شمس }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لــ الفتاوى والشبهات }۩۞۩ @ ۩۞۩{حصريات مطبخ الأعضاء }۩۞۩ @ قسم النكت @ ۩۞۩{ المجلس الإداري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الاديب نهيان }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ الطب والحياه }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم الترفيهي}۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات خاصة }۩۞۩ @ ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتب مديح ال قطب}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الخيمة الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المسابقات والفعاليات الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رمضان كريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الفتاوي الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المطبخ الرمضاني}۩۞۩ @ ۩۞۩{ يلا نٍسأل }۩۞۩ @ قسم الزوار @ مشاكل الزوار @ الارشيف @ دروس الفوتوشوب @ تنسيق وتزيين المواضيع @



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009