تطورات جديدة في قضية وفاة السجين إبراهيم مباركي

جازان

علي الجريبي

أخذت قضية السجين السعودي، إبراهيم مباركي 28 عامًا، الذي فارق الحياة، ظهر أمس، الأحد (19 يونيو 2016)، أخذت تطورًا آخر في متابعتها من قبل عدة جهات حكومية وأخرى حقوقية والتي انفردت "عاجل" بنشرها في تقارير سابقة، بعد رفض أسرته تسلم جثمانه، مطالبة بالتحقيق في أسباب الوفاة.
وقال الناطق الإعلامي لصحة جازان نبيل غاوي في تصريح لـ "عاجل"، إن صحة جازان تلتزم بالجانب المهني والحقوقي وفق أنظمة التعامل مع الشكاوى في اللجان المختصة بعد تقديمها وتوثيقها رسميًا.
وتابع: إنه تم التعامل مع الحالة وفقًا لما تتطلبه من إجراءات طبية ووفق التعليمات الخاصة باستقبال ومعاينة المساجين، وحسب ما نصت عليه التعليمات الواردة من وزارة الداخلية والخاصة بإجراءات المرضى من المسجونين، وقد استدعت هذه الحالة المرضية تنويمه حال وصوله؛ حيث كان بوضع غير مستقر ويعاني نزيفا بالدماغ مع عدم تفاعل بؤبؤ العين للضوء وجلطات بالشرايين المغذية للأطراف السفلية؛ نتيجة غرغرينا رطبة بالقدم مع تاريخ مرضي بجلطة في القلب.
واستطرد غاوي: نظرًا لارتباط مرض السكري بالعديد من المضاعفات القلبية والوعائية والتي غالبًا ما تؤدي نتائجها إلى فقدان البصر، وفشل في وظائف الكلى، وتجلطات قلبية أو وعائية في الدماغ أو الأوردة الكبرى، إضافة إلى تمارض في الأطراف مما يؤدي إلى الإصابة بالغرغرينا وفقدان الأطراف وخاصة القدم السكرية وغالبًا ما يصحب ذلك التهابات بكتيرية جسيمة (أو ما يسمى تسمم دموي بكتيري)، تؤدي إلى فشل في عدد من وظائف أعضاء الجسم، لاسيما إذا صاحب ذلك تاريخ مرضي سلبي ووضع نفسي متوتر، وكل هذه المخاطر كانت قد توافرت لدى هذا المريض- رحمه الله- قبل وصوله المستشفى.
وأضاف غاوي أن المريض خضع ـ رحمه الله ـ إلى عدد من الاستطبابات العلاجية والتدخلات الجراحية ، إذ أجريت له عملية تنظيف القدم السكرية وفي ذات الوقت علاج دوائي مركز لضبط مستوى السكري المرتفع، ونتيجة للمضاعفات التي مر بها المريض منذ بداية الحالة فقد تدهورت حالته الصحية مما أدى لوفاته.
وكانت "عاجل" انفردت بنشر تفاصيل موسعة عن المتوفى (مباركي)، منذ فترة تنويمه بقسم العناية المركزة بمستشفى صبيا العام إلى لحظة وفاته وسط مطالبات من أسرته التي ترفض استلام جثمانه إلا بعد أن تتضح الحقائق والأسباب التي أدت إلى تدهور حالته الصحية داخل السجن العام بجازان، إلى أن وافته المنية ظهر الأحد.
وقد تفاجأت أسرة مباركي بأنه تعرض لجلطات في القلب والمخ والإصابة بمرض داء السكري التي أبقته في غيبوبة تامة طيلة فترة تنويمه نظرًا لسوء حالته الصحية وأن الجهات المسؤولة لم تتعاطف معه سواء بإدارة السجون أو صحة جازان بحسب ما أفادت به أخت السجين في أحاديثها السابقة ومطالبتها بضرورة تشكيل لجنة أمنية وطبية للوقوف على جثمان أخيها من أجل معرفة الحقيقة وراء إصابته بتلك الأعراض الخطرة ووفاته في ظروف غامضة وإبقائه على حالته الصحية السيئة دون مراعاة له أو نقله بصورة عاجلة إلى مستشفى متخصص خارج منطقة جازان.
من جهة أخرى، أوضح المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة جازان أحمد بن يحيى البهكلي بقوله، الجمعية تنتظر بعض الإيضاحات من الشؤون الصحية والجهات الأمنية، مشيرا إلى أن وفاة السجين (مباركي) إثر تفاقم حالته الصحية كانت نتيجة عوامل عدة، وأنه من المفترض أن تبادر الشؤون الصحية لنقله إلى مستشفى متقدم، وإن لم يستفد من النقل؛ فالأعمار بيد الله. أما بقاؤه في مستشفى لا يملك القدرة على اتخاذ القرار الطبي المناسب فذلك يجعل المستشفى مجرد فندق رديء للإيواء أو سجنا آخر وليس مستشفى للعلاج.
وأردف البهكلي: لقد وقف فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان على الحالة في مستشفى صبيا ثم تمت مخاطبة إدارة الشؤون الصحية في المنطقة وحثها على نقل المريض إلى مستشفى أفضل من المستشفى الذي كان فيه، لقد طويت صفحة أخرى من صفحات البؤس الصحي ولا مناص من بذل الجهد لتلافي الأسوأ.