مساحة للهمس الرقيق ( عندما يأتي المساء)...

عندما يأتي المساء ..

يزداد حنيني اليك..
وتراودني كل كلماتك التي قلتها لي..
وكل همساتك التي همستها لى يوما..
ولم انسى بريق عينيك الذي يأسرني..
في المساء..
انتظر حتى يملني الانتظار..
وسوف انتظر..
لان قلبي دوما يسألني عنك..
حتى تاتي قبل ان يأتي المساء..
ونحيا المساء الذي علمني كيف يكون الصبر..
لانال مفتاح الوفا..
احبك قد لا اقولها لك..
ولكن اعرف انك تراها وتلمسها.

عندما يأتي المساء..

وبعد الغروب..
اجمع اوراقي المبعثره..
وأضمها لصدري كي اشفي ما تمزق منها..
ويزداد حنيني وشوق لحبيبي..
في كل مساء..
عسى ان تزداد اوراقي ..
بورقة منه..
واغمض عيني..
واقبلها..
واتلمسها..
واحتضنها..
واجعلها في قلبي..
كي لا يراها غيري..

لااستسيغ المساء في غيابك
وكأن ذلك المساء ممتلئ بالاشباح

عندما يأتي المساء..

يغتابني الحنين ويشعل بقلبي فتيل الحنين ..
وتتناثر الدمعات كرذاذ المطر..
فأي شوق هذا الذي يكبلني ..
وأى ألم هذا الذي يطوقني ..
لا أعلم ماذا حل بي ..
تتحشرج الأنفاس وتتعالى الخفقات ..
فرفقا بي أيها المساء..

عندما يأتى المساء ...


أجوع إليك..
وأرانى أتخيلك ..
أمسك قلمى وأرسمك..
وأحس وكأن عيناك تبتسم لى بشغف..
وقتها أشعر أن الكون كله تحت سلطتى..
وقلبك يدق داخل فمى .

عندما يأتي المساء ..


ويبقى لليل جمال وشجون..
وسهر يطول ويطول..
وسهد يضني المحبين..
نحتسي كؤوس الأرق..
نزداد شوقاً وشغفا..
نغرق في لجة الحنين..
فلا نمل ولا نسأم..
هكذا حال العاشقين..
ننتظر انبلاج النور..
من جوف الظلام..
لنجتاز مسافات البعد..
نقترب بتماس الأرواح..
واختلاط نبض القلب..

كم لي وانا صابر على هالحال
يومي بسنه وانت ولابالبال
مل الصبر وانا ارتجي
وانت ولاتفكر تجي

عندما يأتي المساء..

ظلمة تغشى الضياء، تخيم على قلبي، تغتال أنجمي..
تتوسدني نهاية يوم، ساعة، دقيقة، ثانية..
كل الأوقات لا تظل.. إلى زوال، إلى حيث لا نهاية
أعلمها.
اتخفى بليل أرخى سدوله، وأفاق العاشقين جلبة سكونه،
أرخى الأجفان وأغلقها بمصباحه الوهاج، فلا تبصر عيناي
سوى بياض قد خالطه السواد..
شخوص ظلال تتسلق الفكر، تهتك الستر..
تتمايل، تتزايل في اضطراب.
عندما يأتي المساء..
تصرخ أحلامي، تفيق آلامي، قدح بغير زناد..
سهاد بغير رقاد..
تحيلني أمنية، تسألني ألف ألف مرة..
أين ذاك؟ وأين تلك؟ أتراهما ركبا سفائن اليأس ومضيا
إلى غير عودة، أم ركبا أطواق النجاة؟
صمت يخيم بلا هوادة، يحار الفكر في كنه الجواب..
معاناة بحار أضاع هداه، وطفق يسأل موج اليم أين هداه...
أسير في ليل الحنادس ، كيلٌ واكس ، تيه حيث أنا،
لا أبصر أسراري، أغتال أفكاري، أوسدها قارعة المسير..
أسمعها هاتف الطارقين، أسمع غطيطهم، تتعالى أصواتهم،
شخير هادر يقض مضاجع النائمين، فيرجع لي صدى
يتقاطع مع الأصوات.
عندما يأتي المساء..
رغم الصخب، ما زلت هنا، لا أبرح مكاني..
أشتاق همسة حانية، تذكرني أيامنا الخالية..
تذكرني سعادة القلب، ونقاوة النفس..
أنني هنا رغم اليأس، رغم البأس..
أحييها أمسية.

عندما يأتي المساء...

أرى بصيصا يقترب، قبسا من لهب..
يقلب الوقت، يقطع سكوني، يلج نوافذي المغلقة..
يفتح أبوابي التي ما زالت موصدة..
يتخلل ثناياها، يهاتفني بصوت خافت، أن أفق من سبات..
فاليوم يوم الثبات، يوم تزال فيه الآهات والزفرات...
عندما يأتي المساء..
ها أنا أستيقظ.. أرقب الأمل، أغادر الوجل..
أستيقظ الساعة، رنينها يمزق سكوني، يقطع أحلامي..
آمالي..
أصحو فأجد أنه حديث نفسي المسكينة أباحت به
وأذاعت..

وتلاشى إلى غير تذكار ولا إياب.

عندما يأتي المساء
..
ويغطينا بعتمته الحنونة..
ويطغى علينا السكون...
يخلو كل بنفسه بعيدا..
يسافر إلى أبعد بقعة في الكون...
أعتبر نفسي نديما لنفسي وأحدثها...
تزورني أطياف و خيالات وأفكار..