ننتظر تسجيلك هـنـا

 

:: كل عام وانتم بخير ::  
بأيدينا نعلوا بمنتدانا وبمشاركاتكم وكلماتكم نرتقي فلا تقرأ وتمضي ..... الى من يواجه اي مشكلة للدخول وعدم استجابة الباسورد ان يطرح مشكلته في قسم مشاكل الزوار او التواصل مع الاخ نهيان عبر التويتر كلمة الإدارة


الإهداءات




موسوعة قصائد واشعار الفيلسوف والشاعر ابو العلاء المعري..


إضافة رد
قديم 06-27-2019, 07:04 PM   #11


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (01:22 PM)
 المشاركات : 97,479 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي










إليكَ تَنَاهى كلُّ فَخْرٍ وسُؤدَدٍ

فأبْلِ اللّيالي والأنامَ وجَدِّدِ

لجَدّكَ كان المَجْدُ ثمّ حَوَيْتُه

ولابْنِكَ يُبْنَى منه أشرَفُ مَقْعدِ

ثلاثةُ أيّامٍ هيَ الدّهرُ كلّه

وما هُنّ غيرَ الأمسِ واليومِ والغَدِ

وما البَدرُ إلاّ واحِدٌ غيرَ أنّه

يَغِيبُ ويأتي بالضّياءِ المُجَدِّدِ

فلا تَحْسِبِ الأقْمارَ خَلْقاً كثيرةً

فجُمْلتُها مِن نَيّرٍ مُتَرَدِّدِ

وللحَسَنِ الحُسْنى وإن جاد غيرُه

فذلكَ جُودٌ ليس بالمُتَعَمَّدِ

له الجَوْهَرُ السّاري يُؤمِّمُ شخصَه

يَجوبُ إليه مَحْتِداً بَعْدَ مَحْتِدِ

ولو كتَموا أنسابَهُمْ لَعَزَتْهُمُو

وُجُوهٌ وفِعلٌ شاهِدٌ كلَّ مَشهَدِ

وقدْ يُجْتَدى فضْلُ الغَمامِ وإنّما

من البحرِ فيما يزعمُ الناسُ يَجتدي

ويَهْدي الدليلُ القوْمَ والليلُ مُظلِمٌ

ولكنّه بالنّجمِ يَهْدي ويَهْتَدي

فيا أحلمَ السّاداتِ من غيرِ ذِلّةٍ

ويا أجْوَدَ الأجْوادِ من غيرِ مَوْعِدِ

وَطِئْتَ صروفَ الدهرِ وطْأةَ ثائرٍ

فأتْلَفْتَ منها نَفْسَ ما لم تُصَفِّدِ

وعَلّمْتَهُ منكَ التّأنّي فانْثَنى

إذا رامَ أمراً رامَه بتأيُّدِ

وأثْقَلْتَه مِن أنْعُمٍ وعَوَارِفٍ

فسَارَ بها سيرَ البَطِيءِ المُقيّدِ

ودانتْ لكَ الأيامُ بالرّغمِ وانْضَوَتْ

إليك الليالي فارْمِ مَن شئتَ تُقْصِدِ

بسَبْعِ إماءٍ من زَعاوَةَ زُوّجَتْ

من الرَومِ في نَعْماكَ سبْعةَ أعْبُدِ

ولولاكَ لم تُسْلَمْ أفامِيّةُ الرّدى

وقد أبصَرَتْ مِن مِثْلِها مصرَعَ الرّدي

فأنْقَذْتَ منها مَعقِلاً هَضَبَاتُه

تَلَفّعُ من نسْجِ السّحابِ وترْتَدي

وحِيداً بثغْرِ المسْلِمينَ كأنّهُ

بفِيهِ مُبَقَّى من نَواجِذِ أدْرَدِ

بأخضَرَ مثلِ البحرِ ليس اخضرارُه

من الماء لكنْ من حديدٍ مُسَرَّدِ

كأنّ الأنُوقَ الخُرْسَ فوقَ غُبارِهِ

طَوالِعُ شَيبٍ في مَفَارِقِ أسوَدِ

وليس قَضيبُ الهِندِ إلاّ كنابِتٍ

من القَضْبِ في كفّ الهِدانِ المُعرِّدِ

متى أنا في رَكْبٍ يؤمّونَ مَنْزِلاً

تَوَحّدَ من شخْصِ الشريفِ بأوْحَدِ

على شَدْقمِيّاتٍ كأنّ حُداتَها

إذا عَرّسَ الرّكْبانُ شُرّابُ مُرقِدِ

تُلاحِظُ أعلامَ الفَلا بنَواظِرٍ

كُحِلْنَ من الليلِ التّمامِ بإثْمدِ

وقد أذهبتْ أخفافَها الأرضُ والوَجَى

دماً وتَرَدّى فِضّةً كلُّ مُزْبِدِ

يُخَلْنَ سَماماً في السماءِ إذا بدَتْ

لهنّ على أيْنٍ سَماوَةُ مُورِدِ

تظُنّ به ذَوْبَ اللُّجَينِ فإنْ بدَتْ

له الشمس أجرَتْ فوقَه ذَوْبَ عسجدِ

تَبيتُ النّجومُ الزُّهرُ في حُجُراتهِ

شوارعَ مثل اللّؤلُؤِ المُتَبَدِّدِ

فأطْمَعْنَ في أشباحِهِنّ سواقِطاً

على الماء حتى كِدْنَ يُلقَطْنَ باليَدِ

فمَدّتْ إلى مثْلِ السّماءِ رقابَها

وعَبّتْ قليلاً بينَ نَسْرٍ وفَرْقَدِ

وذُكّرْنَ من نَيْلِ الشّريفِ مَوارِداً

فما نِلْنَ منه غيرَ شِرْبٍ مُصَرَّدِ

ولاحتْ لها نارٌ يُشَبّ وَقودُها

لأضْيافِهِ في كلّ غَوْرٍ وفَدْفَدِ

بخَرْقٍ يُطيلُ الجُنحُ فيه سُجودَه

وللأرضِ زِيّ الراهِبِ المُتَعَبِّدِ

ولو نَشَدَتْ نَعْشاً هناكَ بَناتُه

لماتتْ ولم تَسْمَعْ لَه صَوْتَ مُنشِدِ

وتكْتُمُ فيهِ العاصِفاتُ نُفُوسَها

فلو عَصَفَتْ بالنّبْتِ لم يَتَأوّدِ

ولم يَثْبُتِ القُطْبانِ فيهِ تحَيّراً

وما تلكَ إلاّ وقْفَةٌ عنْ تَبَلّدِ

فَمَرّتْ إذا غنّى الرّديفُ وقد وَنَتْ

بذِكْراهُ زَفّتْ كالنّعامِ المُطَرَّدِ

يُحاذِرْنَ وَطْءَ البِيدِ حتى كأنّما

يَطَأنَ برأسِ الحَزْنِ هامةَ أصْيَدِ

ويَنْفُرْنَ في الظّلْماءِ عن كلّ جدوَلٍ

نِفَارَ جَبَانٍ عن حُسامٍ مُجَرَّدِ

تَطَاوَلَ عهْدُ الوارِدينَ بمائِهِ

وعُطّلَ حتى صارَ كالصّارم الصّدي

إلى بَرَدَى حتى تظَلّ كأنّها

وقد كَرَعَتْ فيه لَواثِمُ مِبْرَدِ

أرى المجدَ سيفاً والقَريضَ نِجادَه

ولولا نِجادُ السّيْفِ لم يُتَقَلّدِ

وخيرُ حِمالاتِ السيوفِ حِمالَةٌ

تَحَلّتْ بأبْكارِ الثّناءِ المُخَلَّدِ

وأعْرَضَ مِن دونِ اللّقاءِ قَبائِلٌ

يَعُلّونَ خِرْصانَ الوَشيجِ المُقَصَّدِ

غُواةٌ إذا النّكباءُ حَفّتْ بيوتَهْم

أقاموا لها الفُرْسانَ في كلّ مَرْصَدِ

يُطيعونَ أمراً من غَوِيّ كأنّه

على الدهرِ سُلطانٌ يجُورُ ويَعتدي

إذا نَفَرَتْ من رَعْدِ غيثٍ سَوامُه

سعَى نحْوَهُ بالمَشْرَفيّ المُهَنّدِ

وقد علمَتْ هذي البسيطةُ أنّها

تُراثُكَ فلْتَشْرُفْ بذاك وتزْدَدِ

وإن شئتَ فازْعُمْ أنّ مَن فوقَ ظَهرِها

عبيدُكَ واستَشْهِدْ إِلَهَكَ يَشْهَدِ

وذِكْرُكَ يُذْكي الشوْق في كلّ خاطِرٍ

ولو أنّه في قَلْبِ صَمّاء جَلْمَدِ







 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 06-27-2019, 07:04 PM   #12


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (01:22 PM)
 المشاركات : 97,479 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي










إليكَ تَنَاهى كلُّ فَخْرٍ وسُؤدَدٍ

فأبْلِ اللّيالي والأنامَ وجَدِّدِ

لجَدّكَ كان المَجْدُ ثمّ حَوَيْتُه

ولابْنِكَ يُبْنَى منه أشرَفُ مَقْعدِ

ثلاثةُ أيّامٍ هيَ الدّهرُ كلّه

وما هُنّ غيرَ الأمسِ واليومِ والغَدِ

وما البَدرُ إلاّ واحِدٌ غيرَ أنّه

يَغِيبُ ويأتي بالضّياءِ المُجَدِّدِ

فلا تَحْسِبِ الأقْمارَ خَلْقاً كثيرةً

فجُمْلتُها مِن نَيّرٍ مُتَرَدِّدِ

وللحَسَنِ الحُسْنى وإن جاد غيرُه

فذلكَ جُودٌ ليس بالمُتَعَمَّدِ

له الجَوْهَرُ السّاري يُؤمِّمُ شخصَه

يَجوبُ إليه مَحْتِداً بَعْدَ مَحْتِدِ

ولو كتَموا أنسابَهُمْ لَعَزَتْهُمُو

وُجُوهٌ وفِعلٌ شاهِدٌ كلَّ مَشهَدِ

وقدْ يُجْتَدى فضْلُ الغَمامِ وإنّما

من البحرِ فيما يزعمُ الناسُ يَجتدي

ويَهْدي الدليلُ القوْمَ والليلُ مُظلِمٌ

ولكنّه بالنّجمِ يَهْدي ويَهْتَدي

فيا أحلمَ السّاداتِ من غيرِ ذِلّةٍ

ويا أجْوَدَ الأجْوادِ من غيرِ مَوْعِدِ

وَطِئْتَ صروفَ الدهرِ وطْأةَ ثائرٍ

فأتْلَفْتَ منها نَفْسَ ما لم تُصَفِّدِ

وعَلّمْتَهُ منكَ التّأنّي فانْثَنى

إذا رامَ أمراً رامَه بتأيُّدِ

وأثْقَلْتَه مِن أنْعُمٍ وعَوَارِفٍ

فسَارَ بها سيرَ البَطِيءِ المُقيّدِ

ودانتْ لكَ الأيامُ بالرّغمِ وانْضَوَتْ

إليك الليالي فارْمِ مَن شئتَ تُقْصِدِ

بسَبْعِ إماءٍ من زَعاوَةَ زُوّجَتْ

من الرَومِ في نَعْماكَ سبْعةَ أعْبُدِ

ولولاكَ لم تُسْلَمْ أفامِيّةُ الرّدى

وقد أبصَرَتْ مِن مِثْلِها مصرَعَ الرّدي

فأنْقَذْتَ منها مَعقِلاً هَضَبَاتُه

تَلَفّعُ من نسْجِ السّحابِ وترْتَدي

وحِيداً بثغْرِ المسْلِمينَ كأنّهُ

بفِيهِ مُبَقَّى من نَواجِذِ أدْرَدِ

بأخضَرَ مثلِ البحرِ ليس اخضرارُه

من الماء لكنْ من حديدٍ مُسَرَّدِ

كأنّ الأنُوقَ الخُرْسَ فوقَ غُبارِهِ

طَوالِعُ شَيبٍ في مَفَارِقِ أسوَدِ

وليس قَضيبُ الهِندِ إلاّ كنابِتٍ

من القَضْبِ في كفّ الهِدانِ المُعرِّدِ

متى أنا في رَكْبٍ يؤمّونَ مَنْزِلاً

تَوَحّدَ من شخْصِ الشريفِ بأوْحَدِ

على شَدْقمِيّاتٍ كأنّ حُداتَها

إذا عَرّسَ الرّكْبانُ شُرّابُ مُرقِدِ

تُلاحِظُ أعلامَ الفَلا بنَواظِرٍ

كُحِلْنَ من الليلِ التّمامِ بإثْمدِ

وقد أذهبتْ أخفافَها الأرضُ والوَجَى

دماً وتَرَدّى فِضّةً كلُّ مُزْبِدِ

يُخَلْنَ سَماماً في السماءِ إذا بدَتْ

لهنّ على أيْنٍ سَماوَةُ مُورِدِ

تظُنّ به ذَوْبَ اللُّجَينِ فإنْ بدَتْ

له الشمس أجرَتْ فوقَه ذَوْبَ عسجدِ

تَبيتُ النّجومُ الزُّهرُ في حُجُراتهِ

شوارعَ مثل اللّؤلُؤِ المُتَبَدِّدِ

فأطْمَعْنَ في أشباحِهِنّ سواقِطاً

على الماء حتى كِدْنَ يُلقَطْنَ باليَدِ

فمَدّتْ إلى مثْلِ السّماءِ رقابَها

وعَبّتْ قليلاً بينَ نَسْرٍ وفَرْقَدِ

وذُكّرْنَ من نَيْلِ الشّريفِ مَوارِداً

فما نِلْنَ منه غيرَ شِرْبٍ مُصَرَّدِ

ولاحتْ لها نارٌ يُشَبّ وَقودُها

لأضْيافِهِ في كلّ غَوْرٍ وفَدْفَدِ

بخَرْقٍ يُطيلُ الجُنحُ فيه سُجودَه

وللأرضِ زِيّ الراهِبِ المُتَعَبِّدِ

ولو نَشَدَتْ نَعْشاً هناكَ بَناتُه

لماتتْ ولم تَسْمَعْ لَه صَوْتَ مُنشِدِ

وتكْتُمُ فيهِ العاصِفاتُ نُفُوسَها

فلو عَصَفَتْ بالنّبْتِ لم يَتَأوّدِ

ولم يَثْبُتِ القُطْبانِ فيهِ تحَيّراً

وما تلكَ إلاّ وقْفَةٌ عنْ تَبَلّدِ

فَمَرّتْ إذا غنّى الرّديفُ وقد وَنَتْ

بذِكْراهُ زَفّتْ كالنّعامِ المُطَرَّدِ

يُحاذِرْنَ وَطْءَ البِيدِ حتى كأنّما

يَطَأنَ برأسِ الحَزْنِ هامةَ أصْيَدِ

ويَنْفُرْنَ في الظّلْماءِ عن كلّ جدوَلٍ

نِفَارَ جَبَانٍ عن حُسامٍ مُجَرَّدِ

تَطَاوَلَ عهْدُ الوارِدينَ بمائِهِ

وعُطّلَ حتى صارَ كالصّارم الصّدي

إلى بَرَدَى حتى تظَلّ كأنّها

وقد كَرَعَتْ فيه لَواثِمُ مِبْرَدِ

أرى المجدَ سيفاً والقَريضَ نِجادَه

ولولا نِجادُ السّيْفِ لم يُتَقَلّدِ

وخيرُ حِمالاتِ السيوفِ حِمالَةٌ

تَحَلّتْ بأبْكارِ الثّناءِ المُخَلَّدِ

وأعْرَضَ مِن دونِ اللّقاءِ قَبائِلٌ

يَعُلّونَ خِرْصانَ الوَشيجِ المُقَصَّدِ

غُواةٌ إذا النّكباءُ حَفّتْ بيوتَهْم

أقاموا لها الفُرْسانَ في كلّ مَرْصَدِ

يُطيعونَ أمراً من غَوِيّ كأنّه

على الدهرِ سُلطانٌ يجُورُ ويَعتدي

إذا نَفَرَتْ من رَعْدِ غيثٍ سَوامُه

سعَى نحْوَهُ بالمَشْرَفيّ المُهَنّدِ

وقد علمَتْ هذي البسيطةُ أنّها

تُراثُكَ فلْتَشْرُفْ بذاك وتزْدَدِ

وإن شئتَ فازْعُمْ أنّ مَن فوقَ ظَهرِها

عبيدُكَ واستَشْهِدْ إِلَهَكَ يَشْهَدِ

وذِكْرُكَ يُذْكي الشوْق في كلّ خاطِرٍ

ولو أنّه في قَلْبِ صَمّاء جَلْمَدِ







 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 06-27-2019, 07:05 PM   #13


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (01:22 PM)
 المشاركات : 97,479 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي










أدْنى الفوارِسِ مَن يُغِيرُ لمَغْنَمِ

فاجْعَلْ مُغَارَكَ للمَكارِم تَكرُمِ

وتَوَقّ أمْرَ الغانِياتِ فإنّهُ

أمْرٌ إذا خالفْتَه لم تَنْدَمِ

أنا أقْدَمُ الخُلاّنِ فارْضَ نصيحتي

إنّ الفَضِيلةَ للحُسامِ الأقْدَمِ

والْحَقْ بتُبّاعِ الأميرِ فكُنْ له

تَبَعاً لتُصْبِحَ بالمحَلّ الأعظَمِ

واسْتَزْرِ بالبِيضِ الحِسانِ ولا يكُنْ

لكَ غيرُ هِمّةِ صارمٍ أو لَهْذَمِ

المُتّقي بالخيْلْ كلّ عظيمةٍ

والمُسْتَبِيحِ بهِنّ كلّ عَرَمْرَمِ

ومُزِيرِها الغَوْرَ الذي لو سَلّمَتْ

ريحٌ على أرجائِها لم تَسْلَم

أو بَكّرَ الوَسمِيُّ يَطْلُبُ أَرضَه

نَفِدَ الرّبيعُ وتُرْبُها لم يُوسمِ

لا تَسْتَبِينُ الشّهْبُ فيه تنائِياً

ويَلُوحُ فيه البَدْرُ مثلَ الدّرهَمِ

هذا وكم جَبَلٍ عصَاها أهْلُه

فَهَوَتْ عليه مع الطّيورِ الحُوّمِ

وأجازَهَا قُذَفاتِ كلّ مُنِيفَةٍ

وَكْرُ العُقابِ بها وبيْتُ الأعْصَمِ

فوطِئْنَ أوْكارَ الأنُوقِ ورُوّعَت

مِنها وباتَ المُهْرُ ضَيْفَ الهَيْثَمِ

علِمَتْ وأضْعَفَها الحِذارُ فلم تَطِرْ

من ضَعْفِها فكأنّها لم تَعْلَمِ

وبَعيدةِ الأطرافِ رُعْنَ بماجِدٍ

يَرْدِينَ فوقَ أساوِدٍ لم تَطْعَمِ

تَرعى خوافي الرُّبْدِ في حَجَراتِها

سَغْباً وتَعْثُرُ بالغَطَاطِ النُّوَمِ

يَجْمَعْنَ أنفُسَهُنّ كي يَبْلُغْن ما

يَهْوَى فمُجْفَرُهنّ مثْلُ الأهضَمِ

ضَمَرَتْ وشَزّبَها القِيادُ فأصْبحتْ

والطّرْفُ يرْكُضُ في مَسابِ الأرقَمِ

مِن كلّ مُعْطِيَةِ الأعِنّةِ سرْجُها

تَرْقى فوارِسُها إليه بسُلّمِ

غَرّاءَ سَلْهَبَةٍ كَأنّ لجامَها

نالَ السماءَ به بَنانُ المُلْجِمِ

ومُقابَلٍ بينَ الوَجيهِ ولاحِقٍ

وافاكَ بينَ مُطَهَّمٍ ومُطَهَّمِ

صاغَ النّهارُ حُجُولَهُ فكأنّما

قَطعتْ له الظّلماءُ ثوبَ الأدهَمِ

قلِقَ السّماكُ لرَكْضِهِ ولربّما

نَفَضَ الغُبارَ على جبِينِ المِرْزَمِ

مِثلُ العرائسِ ما انثَنَتْ من غارةٍ

إلا مُخَضَّبَةَ السّنابِكِ بالدّمِ

سَهِرَتْ وقد هجَعَ الدليلُ بلابسٍ

بُرْدَ الحُبابِ مُعيدِ فعْلِ الضّيْغَمِ

أدْمَتْ نواجِذَها الظُّبَى فكأنّما

صُبِغَتْ شكائِمُها بمثْلِ العَنْدَمِ

وبنَتْ حوافِرُها قَتاماً ساطعاً

لولا انْقِيادُ عِداكَ لم يَتَهَدّمِ

باضَ النّسورُ به وخيّمَ مُصْعِداً

حتى تَرَعْرَعَ فيه فَرْخُ القَشْعَمِ

وسما إلى حَوْضِ الغَمامِ فماؤهُ

كَدِرٌ بمُنْهالِ الغُبارِ الأقْتَمِ

جاءتْ بأمْثالِ القِداحِ مُفِيضَةً

من كلّ أشْعَثَ بالسّيوفِ مُوَسَّمِ

فوُجِدْنَ أمْضى من سِهامِ التُّرك إذ

نُفِضَتْ وأنْفَدَ مِن حِرابِ الدّيْلمِ

حتى تركْنَ الماءَ ليس بطاهِرٍ

والتُّرْبَ ليس يَحِلُّ للمُتَيَمّمِ


 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 06-27-2019, 07:06 PM   #14


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (01:22 PM)
 المشاركات : 97,479 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي










أفَوْقَ البَدْرِ يُوضَعُ لي مِهَادُ

أمِ الجوْزاءُ تحْتَ يدِي وِسادُ

قَنِعْتُ فخِلْتُ أنّ النجْمَ دوني

وسِيّانِ التّقَنّعُ والجِهادُ

وأطْرَبَني الشّبابُ غَداةَ ولّى

فليْتَ سِنِيهِ صوْتٌ يُسْتَعادُ

وليس صِبا يُفادُ وراء شيْبٍ

بأعْوَزَ مِن أخي ثِقَةٍ يُفادُ

كأني حيثُ يَنْشا الدَّجْنُ تحتي

فها أنا لا أُطَلّ ولا أُجادُ

رُوَيْدَكَ أيّها العاوي ورائي

لتُخْبِرَني متى نَطَقَ الجَمادُ

سِفاهٌ ذادَ عنْكَ الناسَ حِلْمٌ

وَغَيٌّ فيه مَنْفَعَةٌ رَشادُ

أأخْمُلُ والنّبَاهَةُ فيّ لَفْظٌ

وأُقْتِرُ والقَناعَةُ لي عَتادُ

وألْقى الموْتَ لم تَخِدِ المَطايا

بحاجاتي ولم تَجِفِ الجِيادُ

ولو قِيل اسْألوا شَرَفاً لقُلْنا

يَعيشُ لنا الأميرُ ولا نُزادُ

شكَا فتَشكّتِ الدّنيا ومادَتْ

بأهْلِيهَا الغَوَائِرُ والنّجادُ

وأُرْعِدَتِ القنا زَمَعاً وخَوْفاً

لذلك والمُهنّدَةُ الحِدادُ

وكيفَ يَقِرّ قلْبٌ في ضُلوعٍ

وقد رَجَفَتْ لِعِلّتِهِ البِلادُ

بَنى من جَوْهَرِ العَلْياء بيْتاً

كأنّ النّيّراتِ له عِمادُ

إذا شَمسُ الضّحَى نَظَرَتْ إليه

أقَرّتْ أنّ حُلّتَها حِدادُ

فلولا اللهُ قال الناس أضْحَتْ

ثمانِيَةً به السّبْعُ الشّدادُ

أغَرُّ نَمَتْهُ من غَسّانَ غُرّ

تَدِينُ لعِزّهِمْ إرَمٌ وعادُ

بَنُو أمْلاكِ جَفْنَةَ قَرّبَتْهُمْ

إلى الرّومِ اللّجَاجَةُ والعِنادُ

أرادَتْ أن تُقِيدَهُمُ قُرَيْشٌ

وكانوا لا يُنالُ لهم قِيادُ

أقائِدَها تُغِصّ الجوّ نَقْعاً

وفوْقَ الأرضِ من عَلَقٍ جِسادُ

وقد أدْمَتْ هَوادِيَها العَوالي

وأنْضَبَها التّطَاوُلُ والطّرادُ

مُقَلَّدَةً بهاماتِ الأعادي

كما بالدُّرَ قُلّدَتِ الخِرَادُ

عليها اللابِسُونَ لكُلّ هَيْجٍ

بُرُوداً غُمْضُ لابسِها سُهادُ

كأبْوابِ الأراقِمِ مَزّقَتْها

فخَاطَتْها بأعْيُنِهَا الجَرَادُ

إليكَ طَوَى المَفاوِزَ كلُّ رَكْبٍ

سَمَا بِهمِ التّغَرّبُ والبعادُ

وإصْباحٍ فَلَيْنا اللّيلَ عنه

كما يُفْلى عن النّارِ الرّمادُ

أبلّ به الدّجى مِن كلّ سُقْمٍ

وكوْكَبُهُ مريضٌ ما يُعادُ

ولو طَلَعَ الصّباحُ لفُكّ عنه

مِن الظّلْماءِ غُلُّ أو صِفادُ

تَلوذُ بنا القَطا مُسْتَجْدِياتٍ

لِما ضَمِنتْ من الماء المَزادُ

يَكَدْنَ يَرِدْنَ من حدَق المَطايا

مَوَارِدَ ماؤها أبَداً ثِمادُ

فكَمْ جاوَزْنَ مِن بَلَدٍ بَعيدٍ

وسائِرُ نُطْقِنا هِيدٌ وهادُ

ومِنْ غَلَلٍ تَحِيدُ الرّيحُ عنه

مَخافَةَ أنْ يُمَزّقَها القَتادُ

وكُنّ يَرَيْنَ نارَ الزّنْدِ فيه

فلم يُبْصِرْنَ إذ وَرَتِ الزّنادُ

لو أنّ بَيَاضَ عَيْنِ المَرْءِ صُبْحٌ

هُنالِك ما أضاء به السّوادُ

وأرضٍ بِتُّ أقْري الوَحشَ زادي

بها ليَثُوبَ لي مِنْهُنّ زادُ

فأُطْعِمُها لأجْعَلَها طَعامي

ورُبّ قَطيعَةٍ جَلَبَ الوِدادُ

ترَكْتُ بها الرّقادَ وزُرْتُ أرضاً

يُحاذِرُ أن يُلِمّ بها الرّقادُ

رأيْتُكَ ساخِطاً ما جاء عَفواً

ولو جادَتْكَ بالذهَبِ العِهادُ

فما تَعْتَدّ مالاً غيرَ مالٍ

حَبَاكَ به طِعانٌ أو جِلادُ

وتُنْفِدُ كلّ وَفْرٍ حُزْتَ قَسْراً

لعِلْمِكَ أنّ آخِرَهُ نَفادُ

ألِفْتَ الحَرْبَ حتى قال قَوْمٌ

أمَا لصَلاحِ بينكُما فسادُ

تموتُ الدّرْعُ دونَكَ حَتْفَ أنْفٍ

ويَبْلى فوْقَ عاتِقِكَ النّجادُ

ركِبْتَ العاصِفاتِ فما تُجارَى

وسُدْتَ العالَمِينَ فما تُسادُ

متى أرْمِ السُّهَى لكَ أنْتَظِمْهُ

كأنّ هَواكَ في سَهْمي سَدادُ

تَذُودُ عُلاكَ شُرّادَ المَعاني

إليّ فمَنْ زُهَيرٌ أو زِيادُ

إذا ما صِدْتُها قالت رِجالٌ

ألمْ تكُنِ الكواكبُ لا تُصادُ

مِنَ اللاّتي أمَدّ بِهِنّ طَبْعٌ

وهَذّبَهُنّ فِكْرٌ وانْتِقادُ

ولولا فَرْطُ حُبّكَ ما ازْدهاني

إلى المَدْحِ الطّريفُ ولا التّلادُ

تُوَرّي عنكَ أَلْسِنَةُ اللّيالي

كأنّكَ في ضمائِرهَا اعتِقادُ

فإنْ يكُنِ الزّمان يريدُ مَعْنى

فإنّكَ ذلكَ المَعْنى المُرادُ

يَكادُ مُحَيَّنٌ لاقى المَنايا

بسَيْفِكَ لا يكونُ له مَعادُ


 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 06-27-2019, 07:06 PM   #15


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (01:22 PM)
 المشاركات : 97,479 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي












ألاحَ وقد رأى بَرْقاً مُلِيحاً

سَرَى فأتَى الحِمى نِضْواً طَليحا

كما أغْضَى الفَتى ليَذوقَ غُمْضاً

فصادَفَ جَفْنُه جَفْناً قَريحا

إذا ما اهْتَاجَ أحمَرَ مُستَطِيراً

حَسِبْتَ اللّيلَ زَنْجيّاً جرِيحا

أقُولُ لصاحِبي إذْ هامَ وَجْداً

ببَرْقٍ ليسَ يُثْبِتُه نُزُوحا

وهاجَتْهُ الجَنُوبُ لوَصْلِ حَيّ

أقامَ ويَمّموا داراً طَرُوحا

سِفَاهٌ لَوْعَةُ النّجْدِيّ لمّا

تَنَسّمَ من حِيالِ الشأمِ رِيحا

وَغَيٌّ لَمْحُ عينكَ شَطْرَ نجْدٍ

إذا ما آنسَتْ بَرْقاً لَمُوحا

وأمْرَاضُ المَواعِدِ أعْلَمَتْني

بأنّ وَرَاءها سَقَماً صَحيحا

متى نُصْبحْ وقد فُتْنا الأعَادي

نُقِمْ حتى تقُولَ الشّمسُ رُوحا

بأرْضٍ للحَمامَةِ أنْ تُغَنّي

بها ولِمَنْ تأسَفَ أن يَنُوحا

أعُبّادَ المَسيحِ يَخافُ صَحْبي

ونحنُ عَبيدُ مَنْ خَلَقَ المَسيحا

رأيْتُكَ واحداً أبْرَحْتَ عَزْماً

ومثْلُكَ مَن رَأى الرّأيَ النّجيحا

فلم تُؤْثِرْ على مُهْرٍ فَصيلاً

ولم تَخْتَرْ على حِجْرٍ لَقُوحا

رَكبْتَ الليْلَ في كَيدِ الأعادي

وأعْدَدْتَ الصّباحَ له صَبوحا

وأعْظَمُ حادثٍ فَرَسٌ كَريمٌ

يكُونُ مَلِيكُهُ رجُلاً شَحيحا

تُريكَ له سماءً فوْقَ أرْضٍ

فَرُوجُ قَوائِمٍ يُعْدَدْنَ لُوحا

أصِيلُ الجَدّ سابقهُ تَراه

على الأَيْنِ المُكَرَّرِ مُسْتَريحا

كَأنّ غَبوقَهُ مِن فَرْطِ رِيّ

أباهُ جِسمُه فغَدا مَسِيحا

كأنّ الرّكضَ أبْدى المحْضَ منه

فمَجّ لَبانُه لَبَناً صَريحَا

وأرْبابُ الجِيادِ بَنو عليّ

مُزِيرُوهَا الذّوابِلَ والصّفيحا

وخيرُ الخيْلِ ما ركبوا فجَنّبْ

غُراباً والنّعامةَ والجَموحا

وأحْمَى العالَمينَ ذِمارَ مجْدٍ

بَنو إسْحاقَ إنْ مَجْدٌ أُبِيحا

ومَعْرِفَةُ ابنِ أحمَدَ أمّنَتْني

فما أخْشَى الحَقيبَ ولا النّطيحَا

إذا استبَقَتْ خُيولُ المجدِ يوْماً

جرَيْنَ بَوَارِحاً وجرى سَنيحا

ولو كَتَبَ اسمَه مَلِكٌ هَزيمٌ

على راياتِهِ وَا لى الفُتوحا

فيا ابْنَ محَمّدٍ والمَجْدُ رِزْقٌ

بقَدْرِكَ سُدْتَ لا قَدَراً أُتيحا

وما فَقَدَ الحُسَينَ ولا عَلِيّاً

وَلِيُّ هُدىً رآكَ له نَصيحا

إليكَ ابْنَ الرّسولِ حُثِثْنَ شَوْقاً

ولم يُحْذَيْنَ من عَجَلٍ سَريحا

همَمْنَ بدُلْجَةٍ وخَشِينَ جُنْحاً

فبِتْنا فوقَ أرجُلِها جُنوحَا

أشَحْنَ وقد أقَمْنَ على وَفَازٍ

ثلاثَ حَنادِسٍ يَرْعَينَ شِيحا

دُجًى تتشابَهُ الأشْباحُ فيه

فيُجْهَلُ جِنسُها حتى يَصيحا

فمَرّ العامُ لم تَطْرُقْ أنِيساً

بدارِهِمُ ولم تَسْمَعْ نُبوحا

ولا عَبَثَتْ بعُشْبٍ في ربيعٍ

ولا وَرَدَتْ على ظَمَإٍ نَضِيحا

فأُقْسِمُ ما طُيورُ الجَوّ سُحْماً

كَهُنّ ولا نَعامُ الدّو رُوحا

ودُونَ لِقائِكَ الهَضْباتُ شُمّاً

تَفُوتُ الطَّرْفَ والفَلَواتُ فِيحا

فجاءَكَ كلّها بالرّوحِ فَرْداً

وقد سِرْنا به جَسَداً ورُوحا

تَبُوحُ بفَضْلِكَ الدّنيا لتَحظى

بذاكَ وأنتَ تَكْرَهُ أنْ تَبُوحا

وما للمِسْكِ في أنْ فاحَ حَظّ

ولكنْ حظّنَا في أنْ يَفوحَا

وقد بَلَغَ الضُّراحَ وساكِنيهِ

نَشَاكَ وزارَ مَن سَكَنَ الضَّريحا

يَفيضُ إليْكَ غَوْرُ الماءِ شَوْقاً

ويُظْهِرُ نَفْسَهُ حتى يَسيحا

ولو مَرّتْ بخَيْلِكَ هُجْنُ خيلٍ

وهَبْنَ لعُجْمِها نسَباً صريحا

ولو رُفعَتْ سُرُوجُكَ في ظَلامٍ

على بُهُمٍ جَعَلْنَ لها وُضُوحا

ولو سَمِعَتْ كلامَكَ بُزْلُ شَوْلٍ

لعادَ هَديرُ بازِلِها فَحيحا

وقد شَرّفْتَني وَرَفَعْتَ إِسْمي

به وأنَلْتَني الحَظّ الرّبيحا

أجَلْ ولو أنّ عِلْمَ الغيبِ عندي

لقُلتُ أفَدْتَني أجَلاً فَسيحا

وكَوْنُ جَوابِهِ في الوَزْنِ ذَنْبٌ

ولكِنْ لم تَزَلْ مَوْلىً صَفُوحا

وذلكَ أنّ شِعْرَكَ طالَ شِعْري

فما نِلْتُ النّسِيبَ ولا المَديحا

ومَنْ لم يَسْتَطِعْ أعْلامَ رَضْوَى

ليَنزِلَ بعضَها نَزَلَ السُّفوحا

شقَقْتَ البحرَ مِن أدبٍ وفَهْمٍ

وغَرّقَ فكرُكَ الفِكْرَ الطّموحا

لعِبْتَ بسِحْرِنَا والشّعْرُ سِحْرٌ

فتُبْنا منه تَوْبَتَنا النّصوحا

فلو صَحّ التّناسُخُ كنْتَ موسى

وكان أبوكَ إسحقَ الذّبيحَا

ويُوشَعُ رَدّ يُوحى بعضَ يومٍ

وأنتَ متى سفَرتَ رَدَدْتَ يُوحى

فنالَ مُحِبُّك الدّارَيْنِ فَوْزاً

وذاقَ عدُوُّك المَوْتَ المُريحا

ومَنْ لم يَأتِ دارَكَ مُسْتَفِيداً

أتاها في عُفاتِكَ مُسْتَميحا

فكُنْ في المُلْكِ يا خيرَ البَرايا

سُليْماناً وكُنْ في العُمْرِ نوحا


 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 06-27-2019, 07:07 PM   #16


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (01:22 PM)
 المشاركات : 97,479 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي







إبْقَ في نِعْمَةٍ بَقاءَ الدّهورِ

نافِذَ الأمرِ في جميعِ الأمورِ

خاضِعاتٍ لكَ الكواكبُ تَخْتصْ

ص مَوالِيكَ بالمحَلّ الأثيرِ

لا يُؤثّرْنَ في الوَلِيّ ولا الحا

سِدِ حتى تُشِيرَ بالتّأثيرِ

وتَهَنَّ النُّعْمى السّنيّةَ والْبَسْ

حُلَلَ المَجْدِ والفَعَالِ الخَطيرِ

وتمَتّعْ بنَضْرَةِ العَيْشِ إذْ جَا

ءتْكَ في رَونْقِ الزّمانِ النّضيرِ

خَيْرُ أيْدي الزّمانِ عند بَني الدّنْ

يا أتَتْ في أوَانِ خيرِ الشهورِ

كنتَ موسى وافَتْكَ بنتُ شُعَيْبٍ

غيرَ أنْ ليسَ فيكُما مِنْ فَقِيرِ

لم يكُنْ قَصْرُكَ المُنيفُ ليَسْتَنْ

زِلَ إلاّ أعْلى بناتِ القُصورِ

رَحَلَتْ من فِنائِهِ شُهُبُ الغِلْ

مانِ خوْفاً من ضَوْء فَجْرٍ مُنيرِ

كانَ كالأفْقِ حين هَمّتْ به الشم

سُ تَنَادَتْ نُجومُه بالمَسيرِ

يا لها نِعْمَةً وليسَ ببِدْعٍ

أن تَحُوزَ الشّموسُ رِقَّ البُدورِ

دُرّةٌ من ذُراكَ تَسْكُنُ بحْراً

وكذا الدّرّ ساكنٌ في البُحورِ

أنتَ شمسُ الضّحى فمنكَ يُفيدُال

صّبْحُ ما فيه من ضِياءٍ ونُورِ

قد أتاكَ الرّبيعُ يَفعلُ ما تأ

مُرُهُ فِعْلَ عبدكَ المأمورِ

وكسا الأرضَ خِدْمَةً لكَ يا مَوْ

لاهُ دونَ المُلوكِ خُضْرَ الحريرِ

فهْيَ تَخْتَالُ في زَبَرْجَدةٍ خَضْ

راءَ تُغْدى بلُؤْلُؤٍ مَنْشُورِ

وغدَتْ كلُّ رَبْوَةٍ تشتهي الرّقْ

صَ بثوْبٍ من النّباتِ قَصيرِ

ظَلّ للنّاس يوْمَ عَقْدِك هذا ال

أمْرَ عِيدٌ سمّوه عِيدَ السرورِ

إنْ يكُنْ عِيدُهمْ بغيرِ هِلالٍ

فالهِلالُ المُنيرُ وَجْهُ الأميرِ

راقَهُمْ مَنْظَراً وهَابوهُ خَوْفاً

فهْوَ مِلءُ العُيونِ مِلء الصّدورِ

سَرّ أهلَ الأمصارِ والبَدْوِ حتى

جازَهُمّ عامِداً لأهْلِ القُبورِ

رَدَّ أرواحَهُمْ فلولا حِذارُ اللهِ

قامُوا من قبْلِ يومِ النّشورِ

لا تَسَلْ عن عِداكَ أين اسْتَقَرّوا

لَحِقَ القَوْمُ باللّطيفِ الخَبيرِ

حَلَبٌ للَوليّ جَنْةُ عَدْنٍ

وهْيَ للغادرينَ نارُ سعيرِ

والعَظيمُ العظيمُ يَكبُرُ في عَيْنَيْ

ِه منها قَدْرُ الصّغيرِ الصغيرِ

فقُويْقٌ في أنْفُسِ القَوْمِ بَحْرٌ

وحَصَاةٌ منها تَطِيرُ ثَبِير

عِشتَ حتى يعُودَ أمْسِ لعِلْمي

أنّه لا يَعُودُ بَعْدَ المُرُورِ

فادّعاءُ المُلوكِ غيْرِك إدرا

كَ المَعالي دعْوى شِقاقٍ وزُورِ


 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 06-27-2019, 07:09 PM   #17


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (01:22 PM)
 المشاركات : 97,479 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي










مَعانٌ مِن أحِبّتِنَا مَعَانُ

تُجِيبُ الصاهِلاتِ به القِيانُ

وقفْتُ به لصَوْنِ الوُدّ حتى

أذَلْتُ دموعَ جَفْنٍ ما تُصانُ

ولاحَتْ مِن بُرُوجِ البَدرِ بُعْداً

بُدورُ مَهاً تَبَرّجُها اكْتِنانُ

فلو سمَحَ الزّمانُ بها لضَنّتْ

ولو سَمَحَتْ لضَنّ بها الزّمانُ

رُزِقْنَ تَمَكنّاً مِن كلّ قلْبٍ

فليسَ لغيرِهِنّ به مَكانُ

وفَيْتُ وقد جُزِيتُ بِمِثْلِ فِعْلي

فها أنا لا أخُونُ ولا أُخانُ

وعيشَتي الشّبابُ وليسَ منها

صِبايَ ولا ذَوائِبيَ الهِجانُ

وكالنّارِ الحَيَاةُ فمِنْ رَمادٍ

أواخِرُهَا وأوّلُها دُخانُ

إلامَ وفيمَ تَنْقُلُنا رِكابٌ

وتأمُلُ أن يكُونَ لنا أوَان

فنَجْزِيهَا على الحُسنى وأهْلٌ

لما ظَنّتْ خَلائقُك الحِسانُ

وكانَتْ كالنّخِيلِ فظَلّ كلّ

ومُشْبِهُه من الضُّمْرِ الإهانُ

تخَيّلتِ الصّبَاحَ مَعِينَ مَاءٍ

فما صَدَقَتْ ولا كذَبَ العِيانُ

فكاد الفَجْرُ تَشْرَبُه المَطَايا

وتُمْلأ منه أسْقِيهٌ شِنانُ

وقد دَقّتْ هَوادِيهِنّ حتى

كأنّ رقابَهُنّ الخَيْزرانُ

إذا شربَتْ رأيْتَ الماءَ فِيها

أُزَيْرِقَ ليس يَسْتُرُهُ الجِرَانُ

ستَرْجِعُ عنكَ وهْيَ أعَزّ إبْلٍ

إذا إبِلٌ أضَرّ بها امْتِهانُ

لها فَرَحاً فُوَيْقَ الأرضِ أرْضٌ

ومِن تحْتِ اللُّجَينِ لها لِجانُ

تَرَى ما نالت الأضْيافُ نَزْراً

ولو مُلِئَتْ من الذّهَبِ الجِفانُ

ويُطلَبُ منكَ ما هوَ فيكَ طبْعٌ

ومَطْلُوبٌ من اللّسِنِ البَيانُ

ومُمْتحِنٍ لقاءكَ وهو موْتٌ

وهل يُنْبي عن المَوْتِ امْتِحانُ

ومُضْطَغِنٍ عليكَ وليس يُجْدي

ولا يُعْدي على الشمس اضْطِغانُ

ورُبّ مُساتِرٍ بهَوَاكَ عَزّتْ

سَرائرُه وكُلُّ هوىً هَوَانُ

أحَبّكَ في ضَمائِرِهِ ونادى

ليُعْلِنَها وقد فاتَ العِلانُ

وَصَلّى ثُمّ أذّنَ مُسْتقِيلاً

وقَبْلَ صَلاتِهِ وَجَبَ الأذانُ

تَضَمّنُ منْكَ ذي الدنيا مَليكاً

عليه لكلّ مَكْرُمَةٍ ضَمانُ

كأنّ بحارَها الحيوانُ فيها

وقُرْبُكَ خُلْدُها وهْيَ الجِنانُ

وتُعْذَلُ حينَ لم تُجْنَنْ سُرُوراً

وتُعْذَرُ حيثُ ليس لها جَنَانُ

ولو طَرِبَ الجَمادُ لكَانَ أوْلى

شُرُوبِ الرّاحِ بالطّرَبِ الدّنانُ

ولمّا دالَتِ العَرَبُ اغْتِصَاباً

وأضْحَتْ جُلُّ طاعتِها دِهانُ

وعادتْ جاهِلِيَتُها إليها

فصارتْ لا تَدينُ ولا تُدانُ

سَطَوْتَ ففي وَظيفِ الصّعْبِ قيْدٌ

بذاكَ وفي وَتيرَتِهِ عِرانُ

وقد يَنْمي كبيرٌ مِن صَغِيرٍ

ويَنْبُتُ من نَوَى القَسْبِ اللِّيانُ

وعَنّتْ في سَماءِ بَني عَدِيٍّ

نُجُومٌ ما يُغَبّيها عَنانُ

فما عَبَدَتْ سِوَى الرّحمن رَبّاً

إذِ المعْبودُ نَسْرٌ والمُدانُ

إذا البِرْجِيسُ والمِرّيخُ رامَا

سِوَى ما رُمتَ خانهُما الكِيانُ

هُما العَبْدانِ إنْ بَغَياكَ غَدْراً

فما فَعَلا إبَاقٌ أو دِفانُ

تُقارِنُ بين أشْتاتِ المَنايا

بضَرْبٍ ليس يُحْسِنُه قِرانُ

ولولا قوْلُكَ الخَلاّقُ رَبّي

لكان لنَا بطَلْعَتكَ افْتِتَانُ

تَخُبّ بكَ الجيادُ كأنّ جَوْناً

على لَبّاتِهِنّ الأرْجُوانُ

مُضَمَّرَةً كأنّ الحِجْرَ منها

اذاما آنَسَتْ فَزَعاً حِصانُ

بَناتُ الخَيْلِ تَعْرِفُها دَلوكٌ

وصارخَةٌ وآلِسُ واللُّقانُ

كأنّ قَطاةَ أعْجَزِهَا قَطاةٌ

أُديفَ بمَحْجِرَيها الزّعْفرانُ

كأنّ جَناحَها قلْبُ المُعادي

وَلِيَّكَ كلّما اعْتَكَرَ الجَنانُ

مُعِيدٌ مُبْدِئٌ فالأمّ ممّا

فعَلْتَ البِكْرُ وابْنَتُها العَوانُ

وكائنْ قد وَرَدْتَ بها غَدِيراً

ولِلْمُهُجاتِ بالرّيّ ارْتِهَانُ

به غَرْقَى النّجُومِ فبيْنَ طافٍ

ورَاسٍ يَسْتَسِرّ ويُسْتَبانُ

أجَدَّ به غَواني الجِنّ لَعْباً

فأعْجَلَها الصّبَاحُ وفيه جانُ

فَصِيمٌ نِصْفُهُ في الماء بادٍ

ونِصْفٌ في السّماء به تُزانُ

كأنّ اللّيلَ حارَبَها ففِيهِ

هِلالٌ مِثْل ما انعَطَفَ السّنانُ

ومِن أُمّ النّجُومِ عليه دِرْعٌ

يُحاذِرُ أن يُمَزّقَها الطّعَانُ

وقد بَسَطَتْ إلى الغَرْبِ الثرَيّا

يداً غُلقَتْ بأنْمُلِهَا الرّهانُ

كأنّ يَمِينَها سَرَقَتْكَ شيئاً

ومَقْطوعٌ على السَّرَقِ البَنانُ

إذا ضُرِبَتْ خِيامُكَ في مَكانٍ

فذلك حيثُ يُلتَقَطُ الجُمانُ

وتَدّخِرُ الكَواعِبُ من حَصاهُ

وحُقّ لها ادّخارٌ واخْتِزَانُ

كِلا كفّيْكَ في سَلْمٍ وحَرْبٍ

يكُونُ الخوْفُ مِنها والأمانُ

فليس بشاغِلِ اليُمْنى حُسامٌ

وليس بشاغِلِ اليُسْرَى عِنانُ

فكُنْ في كلّ نائِبَةٍ جَريئاً

تُصِبْ في الرّأيِ إن خُطِئَ الهِدانُ

وَسائلْ من تَنَطّسَ في التّوَقّي

لأيّةِ عِلّةٍ ماتَ الجَبان

فإنَّ تعاوُنَ الأمْلاكِ جَهْلٌ

على مَلِكٍ بخالِقِهِ يُعانُ

يُعَبِّرُ سَيْفُه لفْظَ المَنايا

كما شَرَحَ الكلامَ التّرْجُمانُ

ويَسْلُكُ رُمْحُه في كلّ باغٍ

كما سَلَكَ المَضِيقَ الأُفْعُوانُ

ويُكْنَى باسْمِهِ عن كلّ مجْدٍ

وكلُّ اسْمٍ كِنايَتُهُ فُلانُ

ويُعْدَمُ عنْدَه في الجودِ مَطْلٌ

ومُعْدُومٌ مع العِتْقِ الحِرَانُ

إذا سَمَيْتَهُ في أرْضِ جَدْبٍ

نَزَلْتَ وكلُّ رابيَةٍ خِوانُ

تَطاوَلَتِ الوِهادُ هوىً وشوْقاً

إليه كما تَقَاصَرَتِ الرِّعانُ

ستَفْديكَ المكارِمُ راضِياتٍ

وما مِنها بفِدْيتِكَ امْتِنانُ

إذا صَالَتْ فأنْتَ لها يَمِينٌ

وإنْ نَطَقَتْ فأنتَ لها لِسانُ


 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 06-27-2019, 07:10 PM   #18


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (01:22 PM)
 المشاركات : 97,479 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي










يا ساهِرَ البَرْقِ أيقِظْ راقِدَ السَّمُرِ

لعَلّ بالجِزْعِ أعواناً على السّهَرِ

وإنْ بخِلْتَ عن الأحياء كلّهمِ

فاسْقِ المَواطِرَ حَيّاً من بَني مَطَرِ

ويا أسيرةَ حِجْلَيْها أرى سَفَهاً

حَمْلَ الحُلِيّ لمَنْ أعْيا عن النّظَرِ

ما سِرْتُ إلا وطَيْفٌ منكِ يصْحَبُني

سُرىً أمامي وتأوِيباً على أثري

لو حَطّ رَحْليَ فَوْقَ النجْمِ رافِعُه

وجَدتُ ثَمّ خَيالاً منكِ مُنتظِري

يَوَدّ أنّ ظَلامَ اللّيْلِ دامَ له

وزِيدَ فيهِ سَوَادُ القَلْبِ والبَصَرِ

لو اخْتَصَرْتم من الإحسانِ زُرْتُكمُ

والعَذْبُ يُهْجَرُ للإفراطِ في الخَصَرِ

أبَعْدَ حَوْلٍ تُناجي الشّوْق نَاجيةٌ

هَلاّ ونحنُ على عَشْرٍ من العُشَرِ

كم باتَ حوْلَكِ من ريمٍ وجازِيَةٍ

يَستَجدِيانِكِ حُسْنَ الدّلّ والحَوَرِ

فما وَهبْتِ الذي يَعرِفنَ مِن خِلَقٍ

لكن سمَحتِ بما يُنْكِرْنَ من دُرَرِ

وما تَركْتِ بذاتِ الضّالِ عاطِلَةً

من الظّباء ولا عَارٍ من البَقَرِ

قَلّدْتِ كلّ مَهاةٍ عِقْدَ غانيَةٍ

وفُزْتِ بالشّكْرِ في الآرامِ والعُفُرِ

ورُبّ ساحِبِ وَشْيٍ مِنْ جآذِرِهَا

وكان يَرْفُلُ في ثَوْبٍ من الوَبَرِ

حسّنْتِ نَظْمَ كلامٍ تُوصَفينَ به

ومَنْزِلاً بكِ مَعْموراً من الخَفَرِ

فالحُسنُ يَظهرُ في شيئين رَوْنقُه

بيتٍ من الشِّعْرِ أو بيْتٍ من الشّعَرِ

أقولُ والوحْشُ تَرْميني بأعْيُنِها

والطّيرُ تَعجَبُ منّي كيفَ لم أطِرِ

لمُشْمَعِلّيْنِ كالسّيْفَين تحتَهما

مثلُ القَناتَين من أينٍ ومِن ضُمُرِ

في بَلدةٍ مثْلِ ظَهْرِ الظّبْيِ بِتُّ بها

كأنّني فوقَ رَوْقِ الظّبْي مِن حَذَرِ

لا تَطْوِيا السّرّ عنّي يَومَ نائبةٍ

فإنّ ذلك ذَنْبٌ غيرُ مُغْتَفَرِ

والخِلُّ كالماء يُبْدي لي ضمائرَه

مع الصّفاء ويُخْفيها مع الكَدَرِ

يا رَوّعَ الله سَوْطي كم أرُوعُ به

فُؤادَ وجْنَاءَ مثلَ الطائرِ الحَذِرِ

باهَتْ بمَهْرَةَ عدناناً فقلتُ لها

لولا الفُصَيْصِيّ كان المجدُ في مُضَرِ

وقد تَبَيّنَ قَدْري أن معرِفَتي

مَن تَعلَمينَ ستُرْضيني عن القَدَرِ

القاتِلُ المحْل إذ تبْدو السماءُ لنا

كأنها من نَجيعِ الجَدْبِ في أُزُرِ

وقاسِمُ الجُودِ في عالٍ ومنخفِضٍ

كقِسْمةِ الغيثِ بين النّجم والشَجَرِ

ولو تَقَدّمَ في عَصر مضى نزلَتْ

في وَصْفِهِ مُعْجِزاتُ الآيِ والسَوَرِ

يُبينُ بالبِشْر عن إحْسان مصطنع

كالسّيْفِ دَلّ على التّأثيرِ بالأثَرِ

فلا يَغُرّنْكَ بِشْرٌ مِن سِواه بَدا

ولو أنار فكمْ نَوْرٍ بلا ثَمَرِ

يا ابن الأولى غيرَ زَجْرِ الخيلِ ما عرَفوا

إذ تَعرِفُ العُرْبُ زَجرَ الشاء والعَكَرِ

والقائِديهَا مع الأضيافِ تتْبعُها

أُلاّفُها وأُلوفُ اللأمِ والبِدَرِ

جَمالَ ذي الأرض كانوا في الحياة وهُم

بعدَ المماتِ جَمالُ الكُتْبِ والسِّيَرِ

وافَقْتَهُمْ في اختلافٍ من زَمانكمُ

والبَدرُ في الوهْنِ مثلُ البدرِ في السّحرِ

المُوقِدُونَ بنجْدٍ نارَ باديَةٍ

لا يَحضُرونَ وفَقْدُ العِزّ في الحَضَرِ

إذا هَمَى القَطْرُ شَبَتْها عَبيدُهمُ

تحتَ الغَمائم للسّارين بالقُطُرِ

مِن كُلّ أزْهَرَ لم تَأشَرْ ضَمائِرُهُ

لِلَثْمِ خدّ ولا تقْبِيلِ ذي أُشُرِ

لكنْ يُقْبّلُ فُوهُ سامعَيْ فَرَسٍ

مقابلَ الخَلْقِ بينَ الشمْسِ والقَمَرِ

كأنّ أُذْنَيْه أعطَتْ قلبَه خبَراً

عنِ السماءِ بما يلقى من الغِيَرِ

يُحِسّ وطءَ الرّزايا وهْيَ نازلةٌ

فيُنْهِبُ الجرْيَ نفْسَ الحادثِ المَكِرِ

مِن الجِيادِ اللّواتي كان عَوّدَها

بنُو الفُصَيصِ لقاء الطعن بالثُّغَرِ

تغْنى عن الوِرْدِ إنْ سلّوا صَوارِمَهُمْ

أمامَها لاشْتِباهِ البِيضِ بالغُدُرِ

أعاذَ مجْدَكَ عبْدَ اللهِ خالقُه

من أعْينِ الشّهْبِ لا من أعْينِ البَشَرِ

فالعَيْنُ يَسْلَمُ منها ما رأتْ فنبَتْ

عنه وتَلْحَقُ ما تَهْوَى من الصّورِ

فكم فريسةِ ضِرْغامٍ ظفِرْتَ بها

فحُزْتَها وهْيَ بيْنَ النّابِ والظُّفُرِ

ماجَتْ نُمَيرٌ فهاجَتْ منكَ ذا لِبَدٍ

واللّيْثُ أفْتَكُ أفعالاً من النّمِرِ

همّوا فأمّوا فلمّا شارفوا وقَفوا

كوِقْفَةِ العَيْرِ بين الوِرْدِ والصّدَرِ

وأضعفَ الرّعْبُ أيدِيهِم فطعْنُهُمُ

بالسّمهرِيّةِ دُونَ الوَخْزِ بالإبَرِ

تُلقي الغواني حفيظَ الدُّر من جَزَعٍ

عنها وتُلْقي الرّجالُ السَّرْدَ من خَوَرِ

فكم دِلاصٍ على البطحاء ساقطةٍ

وكم جُمانٍ مع الحَصْباءِ مُنْتَثِرِ

دعِ اليَرَاعَ لِقَوْمٍ يَفخرونَ به

وبالطّوَالِ الرّديْنيّات فافتَخرِ

فهُنّ أقلامُكَ اللاتي إذا كتبَتْ

مجْداً أتَتْ بمِدادٍ من دمٍ هَدَرِ

وكُلِّ أبيضَ هنديٍّ به شُطَبٌ

مثْلُ التّكسّرِ في جارٍ بمنْحَدرِ

تَغَايَرَتْ فيه أرواحٌ تمُوتُ به

من الضَرَاغِمِ والفُرْسانِ والجُزُرِ

رَوْضُ المَنايا على أنّ الدّماءَ به

وإنْ تَخَالَفْنَ أبْدالٌ من الزّهرِ

ما كنْتُ أحسَبُ جَفْناً قبل مسْكنِه

في الجفْنِ يُطْوَى على نارٍ ولا نَهَرِ

ولا ظَنَنْتُ صِغارَ النّمْلِ يُمكِنُها

مَشْيٌ على اللُّجّ أو سَعْيٌ على السُّعُرِ

قالت عُداتُك ليس المجدُ مُكتسَباً

مقالةَ الهُجن ليس السّبْقُ بالحُضُرِ

رأوْك بالعَينِ فاسْتَغْوَتْهُمُ ظِنَنٌ

ولم يَرَوْكَ بفِكْرٍ صادِقِ الخَبَرِ

والنّجْمُ تستصْغِرُ الأبصارُ صورتَه

والذنْبُ للطَّرْفِ لا للنجمِ في الصّغَرِ

يا غيْثَ فَهْمِ ذَوي الأفهام إِن سَدِرَتْ

إبْلي فمرْآك يَشْفِيها من السَّدَرِ

والمَرْءُ ما لم تُفِدْ نَفْعاً إقامتُه

غَيْمٌ حَمَى الشمسَ لم يُمْطِرْ ولم يَسِرِ

فزانَها اللهُ أن لاقتْكَ زِينتَه

بَناتِ أَعْوَجَ بالأحْجالِ والغُرَرِ

أفْنَى قُواها قليلُ السّيرِ تُدْمِنُهُ

والغَمْرُ يُفنِيه طولُ الغَرْفِ بالغُمَرِ

حتى سطَرْنا بها البَيْداءَ عن عُرُضٍ

وكلُّ وَجْناءَ مثْلُ النّونِ في السَّطَرِ

علُوْتُمُ فتواضَعْتُمْ على ثِقَةٍ

لمّا تَوَاضَعَ أقْوامٌ على غَرَرِ

والكِبْرُ والحمْدُ ضِدّانِ اتّفاقُهما

مثْلُ اتّفاقِ فَتَاءِ السّنّ والكِبَرِ

يُجْنَى تَزَايُدُ هذا من تَناقُضِ ذا

والليلُ إنْ طالَ غالَ اليومَ بالقِصَرِ

خَفّ الوَرى وأقرّتْكمْ حُلُومُكُمُ

والجَمْرُ تُعْدَمُ فيه خِفّةُ الشّرَرِ

وأنْتَ مَنْ لو رأى الإنسانُ طَلْعَتَه

في النّوْم لم يُمْسِ من خَطْبٍ على خَطَرِ

وعَبْدُ غيْرِكَ مضْرُورٌ بخِدْمَتِهِ

كالغِمْدِ يُبْليه صَوْنُ الصّارِمِ الذّكَرِ

لولا قُدومُكَ قبْلَ النّحْرِ أخّرَهُ

إلى قدومِك أهْلُ النفْعِ والضّرَرِ

سافَرْتَ عنّا فظَلّ النّاسُ كلّهُمُ

يُراقبونَ إيابَ العِيدِ مِن سَفَرِ

لوْ غِبْتَ شَهْرَكَ موْصُولاً بتابِعِه

وأبْتَ لانْتقلَ الأضْحَى إلى صَفَرِ

فاسْعَدْ بمَجْدٍ ويوْمٍ إذ سَلِمتَ لنا

فما يَزيدُ على أيّامِنا الأُخَرِ

ولا تَزَلْ لكَ أَزمانٌ ممَتِّعَةٌ

بالآلِ والحالِ والعَلياءِ والعُمُرِ


 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 06-27-2019, 07:10 PM   #19


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (01:22 PM)
 المشاركات : 97,479 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي












أعَن وَخْدِ القِلاصِ كشَفْتِ حالا

ومن عِند الظّلام طَلَبتِ مالا

ودُرّاً خِلْتِ أنْجُمَه عليه

فهلاّ خِلْتِهِنّ به ذُبالا

وقُلْتِ الشّمْسُ بالبَيْداءِ تِبْرٌ

ومِثْلُكِ مَنْ تَخَيّلَ ثُمّ خالا

وفي ذَوْب اللُّجَيْنِ طَمِعْتِ لمّا

رأيْتِ سَرَابَها يَغْشَى الرّمَالا

رَمَاكِ اللّهُ مِنْ نُوقٍ بِرُوقٍ

من السّنَواتِ تُثْكِلُكِ الإفالا

فقد أكْثَرْتِ نُقْلَتَنا وكانتْ

صِغارُ الشُّهب أسْرَعَهَا انْتِقالا

تُذَكّرُكِ الثَّوِيَةَ مِنْ ثُدَيٍّ

ضَلالٌ ما أرَدْتِ به ضَلالا

ولَوْ أنّ المَطِيّ لها عُقُولٌ

وَجَدَّكِ لم نَشُدّ بها عقالا

مُوَاصَلَةً بها رَحْلي كأنّي

عنِ الدّنْيا أُريدُ بها انْفِصَالا

سألْنَ فقلْت مَقْصِدُنا سعيدٌ

فكانَ اسْمُ الأمِيرِ لهُنّ فالا

مِكَلِّفُ خَيْلِهِ قَنَصَ الأعَادي

وجاعِلُ غابِهِ الأسَلَ الطّوَالا

تَكادُ قِسِيُّهُ مِنْ غيرِ رامٍ

تُمَكّنُ في قُلُوبِهِمُ النّبَالا

تكادُ سُيُوفُهُ مِنْ غَيرِ سَلٍّ

تُجِدّ إلى رِقابِهِمُ انْسِلالا

تَكادُ سَوَابِقٌ حَمَلَتْهُ تُغْني

عنِ الأقْدارِ صَوْناً وابْتِذالا

نَشَأنَ مع النَّعَامِ بكُلّ دَوٍّ

فقَدْ ألِفَتْ نتائِجُها الرّئالا

ولمّا لم يُسابِقْهُنّ شَيءٌ

مِنَ الحَيَوانِ سابَقْنَ الظّلالا

تَرَى أعْطَافَها تَرمي حَميماً

كأجْنِحَةِ البُزَاةِ نِسالا

وقد ذابَتْ بِنارِ الحِقْدِ منها

شَكائِمُها فمازَجَتِ الرُّوَالا

يُذِقْنَ بَني العُصَاةِ اليُتْمَ صِرْفاً

ويَتْرُكْنَ الجَآذِرَ والسِّخَالا

فما يَرْمِينَ بالآجالِ إجْلاً

وَيَرمِينَ المَقَانِبَ والرِّعَالا

يُغادِرْنَ الكَواعِبَ حاسِرَاتٍ

يُنِلْنَ مِن العُداةِ من اسْتَنالا

يَبِعْنَ تُراثَ آباءٍ كِرَام

ويَشْرِينَ الحُجُولَ أوِ الحِجالا

يُغاَلِينَ المَدَارِعَ والمَدَاري

وَيُرْخِصْنَ المَنَاصِلَ والنّصَالا

يُمِلّ بها السّباسِبَ والمَوَامي

فتىً لم تَخْشَ هِمّتُه مَلالا

ذكيُّ القَلْبِ يَخْضِبُها نَجِيعاً

بما جَعَلَ الحَرِيرَ لها جِلالا

مَتى يُذْمِمْ على بَلَدٍ بِسَوْطٍ

فقدْ أمِنَ المُثَقَّفَةَ النِّهالا

إذا سقَتِ السماءُ الأرْضَ سَجْلاً

سَقاها من صَوارِمِهِ سِجالا

ويُضْحي والحديدُ عليه شاكٍ

وتَكْفِيهِ مَهابَتُهُ النّزَالا

فيُفْني الدّرْعَ لُبْساً واليَماني

صِحاباً والرُّدَيْنيَّ اعْتِقالا

يَبِيتُ مُسَهَّداً واللّيْلُ يَدْعو

بضوْءِ الصّبْح خالِقَه ابْتِهالا

إذا سَئِمَتْ مُهَنَّدَهُ يَمِينٌ

لِطُولِ الحَمْلِ بَدّلَه شِمالا

أفادَ المُرْهَفاتِ ضِياءَ عَزْمٍ

فصارَ على جَواهِرِهَا صِقالا

وأبْصَرَتِ الذّوَابِلُ منه عَدْلاً

فأصْبَحَ في عَوَامِلِها اعْتِدالا

وجُنْحٍ يَمْلأ الفَوْدَينِ شَيْباً

ولكنْ يَجْعَلُ الصّحْرَاءَ خَالا

أرَدنا أن نَصِيدَ به مَهاةً

فقَطَّعَتِ الحبَائِلَ والحِبالا

ونَمّ بِطَيْفِها السّاري جَوَادٌ

فجَنّبَنَا الزّيارَةَ والوِصَالا

وأيْقَظَ بالصّهيلِ الرّكبَ حتى

ظَنَنْتُ صَهِيلَهُ قِيلاً وقالا

ولولا غَيْرَةٌ منْ أعْوَجيّ

لَبَاتَ يَرى الغزالَةَ والغزَالا

يُحِسّ إذا الخَيَالُ دنا إلينا

فيَمْنَعُ من تَعَهّدِنا الخَيالا

سَرَى بَرْقُ المَعَرّةِ بَعدَ وَهْنٍ

فباتَ بَرامَةٍ يَصِفُ الكَلالا

شَجَا رَكْباً وأفْراساً وإبْلاً

وزاد فكاد أنْ يَشْجو الرّحالا

بها كانتْ جيادُهُمُ مِهاراً

وهُمْ مُرْداً وبُزْلُهُمُ فِصالا

وَمَنْ صَحِبَ اللْيالي عَلّمَتْهُ

خِداعَ الإلْفِ والقيلَ المُحالا

وغَيّرَتِ الخُطوبَ عليه حتّى

تُرِيهِ الذَّرَّ يَحْمِلْنَ الجِبالا

فلَيْتَ شَبَابَ قَوْمٍ كان شَيْباً

ولَيْتَ صِباهُمُ كان اكتِهَالا

صَحِبْنا بالبُدَيّةِ من حُصَيْنٍ

وحِصْنٍ شَرَّ مَن صَحِبَ الرّجالا

إذا سُقِيَتْ ضُيوفُ الناسِ محضاً

سَقَوْا أضْيافَهُمْ شَبِماً زُلالا

ولكِنْ بالعَواصِمِ من عَدِيّ

أمِيرٌ لا يُكَلّفُنا السّؤالا

إذا خَفَقَتْ لمَغْرِبِها الثّريّا

تَوَقّتْ من أسِنّتِهِ اغْتِيالا

ولو شمْسُ الضّحى قَدَرَتْ لعادتْ

مُشَرِّقَةً إذا رأتِ الزّوالا

فقُلْ لمُجيلِهَا فوقَ الأعادي

إذا ما لم يَجِدْ فَرَسٌ مَجَالا

لقد جشّمْتَ طِرْفَكَ مُثْقِلاتٍ

فجَشّمَهُنّ أرْبَعَةً عِجالا

أذَالَ الجَرْيُ منه زَبَرْجَدِيّاً

وما حَقُّ الزّبَرْجَدِ أن يُذالا

وقد يُلْفَى زَبَرْجَدُهُ عَقيقاً

إذا شهِدَ الأميرُ به القِتالا

أخفَّ من الوَجِيهِ يداً ورِجْلاً

وأكْرَمَ في الجِيادِ أباً وخالا

وكُلُّ ذُؤابَةٍ في رأسِ خَوْدٍ

تَمنّى أنْ تَكونَ له شِكالا

يَوَدّ التّبْرُ لو أمْسَى حَديداً

إذا حُذِيَ الحَديدُ له نِعالا

إذا ما الغَيْمُ لم يُمْطِرْ بِلاداً

فإنّ له على يدِكَ اتّكالا

ولو أنّ الرّياحَ تَهُبّ غَرْباً

وقُلْتَ لها هَلا هَبّتْ شِمالا

وأُقْسِمُ لو غَضِبْتَ على ثَبِيرٍ

لأزْمَعَ عن مَحِلّتِهِ ارْتِحالا

فإنْ عَشِقَتْ صَوارِمُكَ الهَوادي

فلا عَدِمَتْ بمنْ تَهَوى اتّصَالا

ولولا ما بسَيْفِكَ مِن نُحُولٍ

لقُلْنا أظْهَرَ الكَمَدَ انْتِحالا

سَليلُ النارِ دَقّ وَرَقّ حتى

كأنّ أباه أوْرَثَهُ السُّلالا

مُحَلّى البُرْدِ تَحْسَبُهُ تَرَدَّى

نُجُومَ اللّيْلِ وانْتَعَلَ الهِلالا

مُقيمُ النّصْلِ في طَرَفَيْ نَقيضٍ

يكُونُ تَبايُنٌ منه اشْتِكالا

تَبَيّنُ فَوْقَهُ ضَحْضَاحَ ماءٍ

وتُبْصِرُ فيه للنّارِ اشْتِعالا

غَرَاراهُ لِسانَا مَشْرَفِيّ

يَقُولُ غَرَائبَ المَوْتِ ارْتِجالا

إذا بُصِرَ الأميرُ وقد نَضَاهُ

بأعْلى الجَوّ ظُنّ عليه آلا

وَدَبّتْ فوْقه حُمْرُ المَنَايا

ولكِنْ بَعدما مُسِخَتْ نِمالا

يُذيبُ الرّعْبُ منه كلَّ عَضْبٍ

فلوْلا الغِمْدُ يُمْسِكُهُ لَسَالا

ومَنْ يَكُ ذا خَليلٍ غَيْرِ سَيْفٍ

يُصَادِفُ في مَوَدّتِهِ اخْتِلالا

وذي ظمَإٍ ولَيْسَ بِهِ حَياةٌ

تَيَقَّنَ طولَ حامِلِهِ فطالا

تَوَهَّمَ كلَّ سابِغَةٍ غَديراً

فَرَنّقَ يَشْرَبُ الحَلَقَ الدُّخالا

مَلأتَ به صُدوراً مِن أُنَاسٍ

فلاقتْ عن ضَغائِنها اشْتِغالا

لِيَهْنِكَ في المكارِم والمعَالي

كَمَالٌ عَلّمَ القَمَرَ الكَمالا

وأنْكَ لوْ تَعَلّقَتِ الرّزايا

بنَعْلِكَ ما قَطَعْنَ لها قِبالا

حَفظْتَ المُسْلِمِينَ وقَدْ تَوالَتْ

سَحائِبُ تَحْمِلُ النُّوَبَ الثِّقالا

وصُنْتَ عِيالَهُمْ إذْ كُلُّ عَينٍ

تَعُدّ سَوَادَ ناظِرِها عِيالا

بوَقْتٍ لا يُطِيقُ اللّيْثُ فيه

مُساوَرَةً ولا السِّيدُ اخْتِتالا

وأنْتَ أجَلّ من عِيدٍ تُهَنّى

بِعَوْدَتِهِ فهُنّيتَ الجَلالا

ومُرْ بفِرَاقِ شِيمتِها الليالي

تُجِبْكَ إلى إرادتِكَ امْتِثالا


 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
قديم 06-27-2019, 07:11 PM   #20


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : اليوم (01:22 PM)
 المشاركات : 97,479 [ + ]
 التقييم :  32488
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : White
افتراضي














خُلُوُّ فؤادي بالمَوَدّةِ إخْلالُ

وإبْلاءُ جِسمي في طِلابِكِ إبْلالُ

ولي حاجةٌ عنْد المنيّةِ فَتْكُها

برُوحيَ والأهواءُ مُذْ كُنّ أهْوالُ

إذا مُتُّ لم أحْفِلْ أبالشأم حُفْرَةٌ

حَوَتْنيَ أم ريمٌ برَيْمانَ مُنْهالُ

على أنّ قَلْبي آنِسٌ أنْ يُقال لي

إلى آلِ هذا القبر يَدفِنُك الآلُ

دعا اللّهُ أُمّاً لَيْتَ أنّي أمامَها

دُعيتُ ولو أنّ الهواجِرَ آصالُ

مضَتْ وكأنّي مُرْضَعٌ وقد ارْتَقَتْ

بيَ السنُّ حتى شَكْلُ فَودَيّ أشْكالُ

أراني الكَرى أنّي أُصِبْتُ بناجِذٍ

ألا إنّ أحلامَ الرّقادِ لَضُلاّلُ

أجارِحَتِي العُظْمى تُشَبِّه ساهِياً

بِسنٍّ لها في ساحةِ الفَمِ أمْثالُ

وبينَ الرَّدى والنوْم قُرْبَى وَنِسْبَةٌ

وشَتّانَ بُرْءٌ للنّفُوس وإعْلالُ

إذا نِمْتُ لاقَيْتُ الأحِبّةَ بَعدما

طَوَتْهمْ شُهورٌ في الترابِ وأحوالُ


 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
موسوعة قصائد واشعار الاديبة الخنساء.. عطر الزنبق ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ 133 11-02-2023 12:32 AM
موسوعة قصائد واشعار النابغة الذبياني.. عطر الزنبق ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ 72 06-09-2022 12:04 PM
موسوعة قصائد واشعار ابن الفارض.. عطر الزنبق ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ 25 06-15-2021 01:21 PM
موسوعة قصائد واشعار الاديب حافظ ابراهيم.... عطر الزنبق ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ 182 07-21-2020 12:30 AM
موسوعة قصائد واشعار الشاعر عمرو بن كلثوم... عطر الزنبق ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ 35 07-18-2020 05:18 PM



أقسام المنتدى

۩۞۩{ نفحات سكون القمر الإسلامية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ أرصفة عامة}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون للنقاش والحوار الجاد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مرافئ الترحيب والإستقبال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سعادة الأسرة بــ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني أنثى نقية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ النكهات المطبخية وفن الوصفات}۩۞۩ @ ۩۞۩{ آفاق إجتماعية في حياة الطفل }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الطب والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ جنة الأزواج }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الديكور والأثاث المنزلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ متنفسات شبابية في رحاب سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني رجل بـ كاريزما }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون صدى الملاعب }۩۞۩ @ ۩۞۩{ عالم الإبداع والتكنولوجيا }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الكمبيوتر والبرامج }۩۞۩ @ ღ مـنـتـدى البـرامــج ღ @ ღ منتدى التصاميم والجرافكس والرسم ღ @ ۩۞۩{ مرافي التبريكات والتهاني }۩۞۩ @ ۩۞۩{ شرفات من ضوء لـ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الصور والغرائب }۩۞۩ @ ღ سكون قسم الألعاب والتسلية والمرح ღ @ ღ المواضيع المكررة والمحذوفه والمقفله ღ @ ۩۞۩{ محكمة سكون القمر الإدارية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ قسم الإدارة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رطب مسمعك ومتع عينيك }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم السري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الفعاليات والمسابقات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ السياحة والسفر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الأخبار المحلية والعالمية }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون اليوتيوب YouTube }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تاجك يا عروس شكل تاني }۩۞۩ @ الآطباق الرئسية والمعجنات والصائر @ أزياء ألاطفال @ ۩۞۩{ ملتقى الأرواح في سماء سكون القمر}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ شؤون إدآرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منتدى المنوعات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الشخصيات والقبائل العربية والانساب }۩۞۩ @ البرامج وملحقات الفوتوشوب @ ۩۞۩{قسم التعازي والمواساه والدعاء للمرضى }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ تطوير الذات وعلم النفس }۩۞۩ @ ღ خاص بالزوار ღ @ ۩۞۩{ سكون خاص لعدسة الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{ فصول من قناديل سكون القمر }۩۞۩ @ منتدى كلمات الاغاني @ خدمة الاعضاء وتغيير النكات والاقتراحات والشكاوي @ ۩۞۩{ الهطول المميز بقلم العضو}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لاعجاز وعلوم وتفسير القرآن الكريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ساحة النون الحصرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القصيد الحصري بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الحصرية بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{القصص الحصرية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ متحف سكون ( لا للردود هنا) }۩۞۩ @ ۩۞۩{ دواوين الأعضاء الأدبية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منوعات أدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ماسبق نشره بقلم الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{الخواطر وعذب الكلام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشعر والقصائد}۩۞۩ @ ۩۞۩{عالم القصة والرواية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الأدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{فنجان قهوة سكون }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات الأعضاء المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تقنية المواضيع }۩۞۩.! @ ۩۞۩{ نزار قباني }۩۞۩.! @ ۩۞۩{الشلات والقصائد الصوتية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتبة شايان}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة منى بلال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة أنثى برائحة الورد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الردود المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{في ضيافتي }۩۞۩ @ ۩۞۩{كرسي الاعتراف }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الادبية عطاف المالكي شمس }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لــ الفتاوى والشبهات }۩۞۩ @ ۩۞۩{حصريات مطبخ الأعضاء }۩۞۩ @ قسم النكت @ ۩۞۩{ المجلس الإداري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الاديب نهيان }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ الطب والحياه }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم الترفيهي}۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات خاصة }۩۞۩ @ ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتب مديح ال قطب}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الخيمة الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المسابقات والفعاليات الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رمضان كريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الفتاوي الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المطبخ الرمضاني}۩۞۩ @ ۩۞۩{ يلا نٍسأل }۩۞۩ @ قسم الزوار @ مشاكل الزوار @ الارشيف @



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009