|
۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ |!.. غيمة الرُوُح ْ فِي رِِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ",, |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]() ![]() في الوقت الذي يحرص المسلمون في رمضان على التقرب إلى الله تعالى بسائر الطاعات، ويتقربون إليه بالإكثار من العبادات، خاصة في آواخر شهر القرآن، نجد أن بعض الناس لا يزال عاكفا على مشاهدة الفضائيات السيئة، ومتابعة الأفلام والمسلسلات اللاهية عن ذكر الله تعالى، وبعض النساء ينشغلن جدا عن الصلاة والاجتهاد في الطاعات بإعداد الحلويات وغيرها لاقتراب عيد الفطر! وبعض الناس ينشغل بالشراء من الأسواق، وبعضهم يفتر عزمه وتضعف همته، و يتكاسل عن القيام والتهجد في نهاية الشهر، على الرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دخلت هذه العشر الأواخر من شهر القرآن: شد المئزر و وأيقظ أهله ؛ وأحيا ليله، ولازم المسجد وسن لنا سنة الاعتكاف واجتهد في العبادات وأقبل على الطاعات، وهو صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فما بالنا نحن! معنى الاعتكاف: الاعتكاف لغة: لزوم الشيء وحبس النفس عليه، سواء أكان خيرًا أم شَرًّا، في الخير قال تعالى والمسجد الحرام الذي جعلناهللناس سواء العاكف فيهوالباد) سورة الحج : 25، وقال أيضا وطهر بيتي للطائفين والقائمين ) سورةالحج. وفي الشر قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ) سورة الأنبياء24، 52 ، أي مُقيمون على عبادتها. وتعريف الاعتكاف في الشرع: لزوم المسجد والإقامة فيه بغية التقرب إلى الله عز وجل. مشروعية الاعتكاف: أجمع العلماء على مشروعية الاعتكاف، فقد ذكر الاعتكاف في آيات الصيام عند قوله تعالى "ولا تقربوهن وأنتم عاكفون في المساجد"، وما رواه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، وأما في العام الذي قُبض فيه عليه الصلاة والسلام اعتكف عشرين يوما" كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه . حكم الاعتكاف: فالاعتكاف قربة وطاعة وسنة ويؤكد عليه في رمضان خصوصاً في العشر الأواخر لأن فيها ليلة القدر، ولا يجب إلا بالنذر. فوائد الاعتكاف: و من نعم الله تعالى علينا أن شرع لعباده الكثير من العبادات والطاعات التي نستطيع بأدائها وممارستها -بالصورة التي وضعها الشارع سبحانه- أن يرتقوا بأرواحهم ويسموا بأنفسهم، ومن أجـــلّ هذه الطاعات والقربات: سنة الاعتكاف التي يتفرغ فيها المرء للجد والاجتهاد في العبادة، منصرفًا بها عن مشاغل الدنيا وضجيجها ومفاتنها؛ ليخلو فيها بربه فيُناجيه ويناديه ويدعوه ويرجوه؛ فترق روحه ويصفو قلبه وتسمو نفسه، إنها سُنّة الاعتكاف التي داوم عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف كل رمضان عشرة أيام؛ فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعتكف عشرين يومًا) رواه البخاري كما اعتكف أزواجه من بعده كما روى البخاري ومسلم عن عائشة رَضي الله عنها. الاعتكاف فرصة روحانية تربوية: وإن كان الاعتكاف فرصة للمسلم يتفرغ فيها للعبادة وللارتقاء بإيمانه؛ فهو فرصة كبرى للدعاة والمربين والمصلحين للارتقاء بالمستوى الإيماني الروحاني والتعبدي، فنجد أن البوتقة الروحية التي يحتاجها العالم لا بد أن تمر من باب الاعتكاف المشروع الذي هو البديل الذي سنه الرسول صلى الله عليه وسلم بدلا عن الاختلاء في مغارة أو كهف وهو صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعبد أو يتحنث في غار حراء قبل الإسلام، فالبديل المشروع بعد الإسلام هو الاعتكاف في المسجد، وهو فيه الخلوة، والانقطاع، وأيضا المناجاة، والتفرغ للعبادة. فليجتهد كل منا للمحافظة على سنة الاعتكاف والاستفادة منه في الارتقاء بالمستوي الروحي والتعبدي للمسلم، ولزيادة الجرعة الإيمانية والنجاح في تربية النفس وتهذيبها. التعرض لنفحة ربانية: فقد منحنا الله تعالى فرصا عظيمة لحصول الأجر ومغفرة الذنوب ورفع الدرجات، بأن فضل لنا بعض الأيام على بعض، وفضل بعض الليالي على بعض، ومن رحمته أنه قد أرشدنا تعالى ودلنا على هذه الليالي الفاضلة لكي نستثمرها ونغتنمها في الإكثار من طاعة الله، والكل تمنى لو طالت تلك الأيام المباركات، وهذه الليالي الفاضلات ليزداد تقربًا وتعبدًا لله وينال ثوابًا عظيمًا أو ليغفر الله له ويعتق من النار، و هاهو سبحانه يسعد قلوبنا، ويتفضل على العباد بنفحة مباركة طيبة بأن جعل لنا ليلة القدر التي تعادل عبادة أكثر من ثمانين سنة، نلتمسها في العشر الأواخر من رمضان، ففيها فرصة متاحة نتعرض لنفحة طيبة مباركة لمحو الذنوب وغسل الخطايا ورفع الدرجات لمن قامها إيمانا واحتسابا، وتذلل بين يدي مولاه، ودعاه بإخلاص، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً" رواه الطبراني وحسنه الهيثمي في المجمع 10/231. فوائد أخرى للاعتكاف: فيه إحياء سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفيه أيضا إحياء القلب بزيادة الإيمان، والانقطاع للعبادة والتفرغ للطاعة. ومن فوائده أنه يعطي الفرصة للمسلم ليخلو مع نفسه ويحاسبها ويندم على التقصير، فالاعتكاف ضياء النفس وإشراقها، و به تنال الخيرات وترفع الدرجات. ومن فوائده الأساسية: أن من اعتكف العشر الأواخر يستطيع إدراك ليلة القدر ويعمل على إحياءها، والتي هي خير من ألف شهر ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه كما في الحديث المتفق على صحته. الهدف من الاعتكاف: هو أخذ الزاد الإيماني من سنة الاعتكاف الرباني، فقد سن الرسول صلى الله عليه وسلم سنة الاعتكاف لينقطع المسلم للعبادة للوصول إلى المزيد منالقرب إلى الله تعالى، ومزيد من شحن القلب بالإيمان به والتقوى والحب له ولشرعهولرسوله صلى الله عليه وسلم، فيخرج المسلم من الاعتكاف وقد غفر له ما تقدم من ذنبه فيدفعه ذلك إلى بدء صفحةجديدة بيضاء يجتهد في الحفاظ عليها نظيفة بلا سيئات بل مملوءة بالخيرات، وذلك إذاأحسن صيام الشهر عن الحرام وقيامه، وأصاب ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر. ويخرج المسلم من الاعتكاف أيضًا وقد أتم الشحنة القلبية المطلوبةمن رمضان وأخذ الزاد المناسب الذي يكفيه بإذن الله للسير على طريق الاستقامة. وتعين سنة الاعتكاف المسلم وتدفعه للتمسك بأخلاق الإسلام فيتمكن من الانتفاع بخيرات الكون الحلال علىأكمل وجه، فيسعد سعادة حقيقية كاملة في الدنيا، ثم في الآخرة. الاعتكاف بعض الأيام، وليس كل العشر الأواخر: ولا شك أن الاعتكاف بالمسجد يفرغ المسلم ويعينهعلى الانقطاع عن مشاغله التي قد تشغله عن تحقيق هذه الأهداف النبيلة. لكن ما لا يدرك كله لا يترك كله!فمن لم يتمكن من الاعتكاف الكامل في العشر الأواخر، ولم يتمكن من الاعتكاف ليلا ونهارًا فيالمسجد لسبب من الأسباب، فليجتهد أن يكون اعتكافه جزئيًا لفترات ليلية على حسب الطاقة والحال، فيدخل المسجد قبل المغرب، وينوي الاعتكاف إلى صلاة الفجر. وللاعتكاف أحكام و شروط وآداب ومبطلات ومباحات، ومكروهات ومستحبات، وفضائل يمكن مراجعتها في موضوع منشور سابقا تحت عنوان: أخذ الزاد الإيماني من سنة الاعتكاف الرباني. هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
طريق هجرة الرسول | انثى برائحة الورد | ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ | 5 | 07-20-2020 02:20 PM |
أخذ الزاد الإيماني من سنة الاعتكاف الإسلامي ... | عطر الزنبق | ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ | 10 | 04-14-2019 03:23 AM |
الثبات على الطاعة.. | عطر الزنبق | ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ | 8 | 02-25-2019 03:01 AM |
الثبات على الطاعة.. | عطر الزنبق | ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ | 2 | 10-21-2018 09:56 PM |
توفى عن طريق أحد المنتديآآت ... | موجةة بحر | ۩۞۩{عالم القصة والرواية }۩۞۩ | 6 | 05-29-2013 03:50 PM |