|
۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ |!.. غيمة الرُوُح ْ فِي رِِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ",, |
![]() |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]() ![]() الحمد لله الذي رفع السماء بلا عمد الحمد لله الذي خلق الخلق وأحصاهم عدد الحمد لله الذي رزق الخلق ولم ينس منهم أحد أحمده سبحانه وأشكره حمداً وشكراً كثيراً بلا عدد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً صلّى الله وسلّم عليك يا رسول الله. التوكُّل على الله في أبسط تعاريفِه هو الأخذُ بالأسباب كأنَّها كل شيء ثمَّ التوجُّه والافتقار إلى الله كأنَّ هذه الأسباب ليسَت بشيء فالتوكُّل شقَّان : شقُّ الأخذ بالأسباب بالجوارح وشقُّ الافتقار إلى الله بالقلب وهذا لا يَتناقض مع ذلك بل بينهما تكامُل يَرقى بصاحبه في الدنيا والآخرة. وللتوكُّل دافعان أساسيان : عَجز الإنسان وضعفه، وقُدرة الله وقوَّته. فالمرء فينا إن كان له الاختيار في بعض تصرُّفاته وإدارته لشؤونه إلَّا أنَّه عاجِز عن البعض الآخر إنَّ أجهزة جسم الإنسان التي تَعمل بانتظامٍ دون كلَل أو ملَل ودون أي تدخُّلٍ منه كفيلةٌ بإظهار عَجزه عن إدارة شؤون نَفسه فكيف بما حوله ؟! والإنسان عاجِز عن تصريف قلوب مَن حوله من النَّاس وسلوكيَّاتهم وفق مراده وعاجز عن التحكُّم الكامل في الجمادات من حوله إنَّ مظاهر عَجز الإنسان أكبرُ من مظاهر قوَّته ولكن غروره قد يصوِّر له عكسَ ذلك أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ البلد : 5 وحتى مظاهر القوَّة التي يتَباهى أحدُنا بها؛ من قوَّة بطشٍ أو رجاحة عقل أو رِفعة نسَب أو علوِّ منصب ... أليسَت هذه المَظاهر نابعة عن عطايا الله وفضله وكرَمه علينا ؟! وما طُغيان الإنسان ونسيانه للافتقار إلى ربِّه إلَّا لنسيانه هذه الحقائق : كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى*أَنْ رَآهُ اسْتَغْن العلق : 6 : 7 أمَّا قدرة الله وقوَّته فتتجلَّى في كلِّ شيء في أنفسنا أن خلَقَنا من عدَم، وأمدَّنا بالعافية وأنعَم علينا بالطيِّبات وفي السموات برَفعها بغير عمَدٍ وإنزال الماء مِنها بقَدَر وبَسط السحاب فيها بحِساب وفي الأرض ببَسْطها ومدِّها... إنَّ قدرة الله أكبر من أن ندرِكها أو نحدِّد مداها إنَّنا عاجزون عن مَعرفة منتهاها فكيف يتسنَّى لأحدنا الاستغناءُ عنها بحجَّة الاعتماد على نَفسه وقوَّته الهزيلة وقدرتِه العاجزة إنَّ المتكبرين عن عبادة الله والافتقارِ له لَفي ضلال : إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ غافر : 60 . فالإنسان مهما بلغَت قوَّته وامتدَّت قدرته هو في الحقيقة بحاجةٍ إلى الله يَلتجئ إليه ويَفتقر لقدرته اللامُتناهية وهذا الشُّعور لا يمكن اعتباره مَدعاةً للقعود عن العمل والبَذل ولكنَّه مدعاةٌ للتفاؤل والعمل إنَّ الإنسان لو تفكَّر في عجزه وضعفِه عن تغيير ما يحيطُ به ليَئس وفقَدَ الأمَل ولكنَّه إذا وثق في عَون الله له إذا التجأ إليه وتوجَّه بصدقٍ إليه فإنَّه سيَبذل ويتحرَّك ولن يملَّ فإن اقتضَت حكمةُ الله إعانته على ما يريد فقد تحقَّق؛ لأنَّه لا رادَّ لحكم الله وإن اقتضَت حكمةُ الله تأخير نتائج فِعال هذا الإنسان فإنَّ أجره لا يَضيع ومثوبته لا تَفنى ولكنَّ الله يؤخِّرها له في الآخرة والآخرةُ خيرٌ وأبقى. وبديهي أنَّه من الخلَل الافتقار إلى الله والتوجُّهُ إليه دون عملٍ وبَذل إنَّ مِن كذب الادعاء أن يدَّعيَ الإنسان طلَب شيء ثمَّ لا يَبذل في سبيله من جهده ووقته وما يملِك. إنَّ الله غنيٌّ عن أعمالنا وقادرٌ على تَحقيق ما نُريده دون جهدٍ منَّا ولكن حِكمته اقتضَت أن تكون مهمَّتنا في الحياة العمَل والبَذل وأنَّ حسابنا يوم القيامة سيكون على قَدر بَذلِنا وعملنا التحرُّك بالجوارح للأخذ بالأسباب الماديَّة والافتقار بالقلب والتوجُّه إلى الله عملان متكامِلان لا يُمكن التفريق بينهما أو تركُ أحدهما بحجَّة الاعتماد على الآخر فإنَّ تَرك البذلِ والأخذِ بالأسباب معصية وتكاسل، وأيضًا الاعتماد على الأسباب وحدها دون الالتجاء إلى الله والتوكُّل عليه هو شِرك، وكلاهما لا يَليق بالمؤمن ولا يصحُّ إيمانه بأيٍّ منهما. فعلى المستوى الفردي : لن يَنجو إلَّا مَن أخذ بأسباب النَّجاة كلها سواء في الجوانب الدينيَّة من صلاة وزكاة وتقرُّبٍ إلى الله أو في جوانبَ حياتيَّة من تحرُّك وعملثمَّ يتحرك الإنسان بهذه الأسباب قاصدًا بها وَجه الله ابتغاء مَرضاته ومتجنِّبًا لمعصيته سبحانه. إنَّ إيمانك برحمة الله لا يَكفي لكي تَنالها بل لا بدَّ أن تتعرَّض لها ببَذل الطَّاعات واجتناب النَّواهي كما أنَّ بركات الصَّلاة لن تَنالها بمجرد معرفتك إياهاأو طَمعك في أن يَرزقك إيَّاها بل لا بدَّ أن تؤدِّي صلاتك خاشعًا مخلصًا لله لكي تَنال أجرَها، كما أنَّ راتب الشهر لن تتحصَّله بالقعود والنومِ في بيتك لكن بالبذلِ والتحرُّكوأداءمهماتك. كما أنَّ التوكُّل بشقَّيه ( الأخذ بالأسباب، والتوجُّه إلى الله ) يَجعل الإنسانَ رقيبًا على نفسه في عدم اقتراف مَعصية وهو يَأخذ بالأسباب، ورقيبًا على نفسه في أن يُتقن عملَه لأنَّه يَقصد به وجهَ الله. وعلى مستوى الأمَّة : لن يَنصلح حال أمَّتنا وتنهض من كَبوتِها وتتقدم الصفوف إلَّا إذا ثابت ورجعَت إلى ربِّها تَفتقر إليه، وتَبتغي رضاه وتنتظم شؤونها وفقًا لشرعه وأيضًا أخذَت بأسباب التقدُّم من أساليب إدارة وصناعة، وتخطيطٍ مُحكَم وإستراتيجيات واضحة للتحرُّر من قيود استعمار القوى العظمى عليها لتَرجع إلى دَورها المنوط بها : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ آل عمران : 110 إنَّ أمَّتنا لا يَكفيها حملها لخاتم الرِّسالات السماويَّة لكي تكون الأولى بين العالَمين فإنَّ لله سُننَه في خلقه التي لا تُحابي أحدًا فأمَّتنا ما دامَت لا تَثوب إلى ربِّها وتَأخذ بكلِّ أسباب القوَّة والتقدُّم فلن تَزيدها الأيام إلَّا تَراجعًا وتقهقرًا وفُرقة بين بعضها البعض. في ظلِّ كل هذا نتفهَّم معنى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ الطلاق : 3 فالله يَكفي من التَجَأ إليه بصدقٍ آخذًا بكلِّ الأسباب. دمتم في طاعة الله |
![]() |
#3 |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
جزاك الله عنا بخير الجزاء
والدرجة الرفيعه من الجنه بارك الله فيك ونفع بك وجعله في موازين حسناتك اضعاف مضاعفه لاتعدولاتحصى دمتي في رعاية الله وحفظه وبسعاده لاتفارقك ماحييتي |
![]() |
![]() |
#6 |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مواقف لبعض الصحابة رضوان الله عليهم في قوة إيمانهم واعتمادهم على الله (2 - 2) | عطر الزنبق | ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ | 7 | 03-07-2020 07:55 PM |
مواقف لبعض الصحابة رضوان الله عليهم في قوة إيمانهم واعتمادهم على الله (1-2) | عطر الزنبق | ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ | 6 | 03-07-2020 07:55 PM |
مناقب الطاهرة المطهرة حبيبة رسول الله عائشة رضي الله عنها... | عطر الزنبق | ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ | 2 | 08-18-2019 10:04 PM |
أنشودة الله أعلى وأكبر الله أقوى وأقدر - للمنشد أبو عبدالملك | «ღ» 7lm «ღ» | ۩۞۩{ رطب مسمعك ومتع عينيك }۩۞۩ | 10 | 05-07-2013 07:17 PM |
وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ الشعراوي رحمه الله | نبض القلوب | ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ | 8 | 05-06-2013 02:11 PM |