|
۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ |!.. غيمة الرُوُح ْ فِي رِِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ",, |
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]() مُطِرنا بفضل الله . الحمدُ للهِ والصلاة والسلامُ على رسول الله وبعدُ : فبمناسبةِ هذا الْخَيْر الذي عمّنا من الأمطار الغزيرة بفضل اللهِ ورحمته أُذّكرُ بِحديثِ النبي – صلى الله عليه وسلم _ الذي يرويه زيدُ بنُ خالدٍ الْجُهَنِيُّ – رضي الله عنه - قال : صلى لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةَ الصبحِ بالْحُديْبيةِ , على إثْرِ سَماءٍ كانت من الليلةِ ، فلمّا انصرفَ أقبلَ على الناسِ فقال : (( هل تدرون ماذا قال ربُّكم )) . قالوا : اللهُ ورسوله أعلم . قال : (( أصبحَ من عبادي مؤمنٌ بِي وكافرٌ ، فأمّا من قال : مُطِرْنا بفضلِ اللهِ ورحْمتِه , فذلك مؤمنٌ بِي وكافرٌ بالكوكبِ ، وأمّا من قال : بنَوْءِ كذا وكذا , فذلك كافرٌ بِي ومؤمنٌ بالكوكبِ )) . [ رواه البخاري ومسلم وغيرهما ] . قال ابنُ عُثيمين – رحمه اللهُ – في شرحِه على كتابِ التوحيد : قولُه : " على إثْرِ سَماءٍ كانت من الليل " . الإثر معناه : العَقِبُ ، والأثر معناه العُقْبُ ، والأثرُ : ما ينتجُ عن السّيْر . قوله : " سَماء " . الْمُرادُ به المطرُ . قوله : " كانت من الليل " . " من " لابتداءِ الغايةِ , هذا هو الظاهر - والله أعلم - ، ويَحتملُ أن تكونَ بِمعنى فِي الظرفية . قوله : " فلما أنصرف " أي : من صلاتِه ، وليس من مكانِه بدليل قوله : " أقبل على الناس " قوله : " هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ " . الأستفهامُ يُرادُ به التنبيهُ والتشويقُ لِما سَيُلقى عليهم ، وإلا ، فالرسولُ - صلى الله عليه وسلم - يعلمُ أنّهم لا يعلمون ماذا قال اللهُ ، لأنّ الوحيَ لا ينزلُ عليهم . ومعنى قوله : " هل تدرون " . أي : هل تعلمون . والْمُراد بالربوبية هنا الخاصّة ؛ لأن ربوبية اللهِ للمؤمن خاصة ,كما أنّ عبوديةَ المؤمنِ له خاصّةٌُ ، ولكنّ الخاصةَ لا تنافي العامّة ؛ لأنّ العامّة تشملُ هذا وهذا ، والخاصة تَختصُّ بالمؤمن . قوله : " قالوا : الله ورسوله " . فيه إشكال نَحوي ؛ لأنّ : " اعلمُ " خبرٌ عن اثنين ، وهي مفردٌ ، فيُقالُ : أنّ أسمَ التفضيل إذا نُويَ به معنى "مَنْ"، وكان مُجرّداً من أل والإضافةِ ,لزمَ فيه الإفرادُ والتذكيرُ . وفيه أيضاً إشكالٌ معنويٌّ ، وهو أنه جَمعٌ بين اللهِ ورسولِه بالواو ، مع أن الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - لَمّا قال له الرجلُ : ما شاء اللهُُ وشئتَ قال : " أجعلتنى لله نداً ! " . فيقال : إنّ هذا أمرٌ شرعيٌّ ، وقد نزل على الرسول - صلى الله عليه وسلم - . وأمّا إنكارُه على مَن قال : ما شاء اللهُ وشِئْتَ ؛ فلأنه أمرٌ كونِيٌّ ، والرسولُ - صلى الله عليه وسلم - ليس له شأنٌ في الأمور الكونية . والمراد بقولهم : " الله ورسوله أعلم " تفويض العلم إلى الله ورسولِه ، وأنّهم لا يعلمون . قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " أصبح من عبادي مؤمنٌ بِي وكافرٌ ، فأمّا من قال : مُطرنا بفضل الله ورحْمتِه ، فذلك مؤمن بِي كافرٌ بالكوكبِ ، وأمّا من قال : مُطرنا بنَوْءِ كذا وكذا ، فذلك كافرٌ بِي مؤمن بالكوكب " . قوله : " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر " . " مؤمن " صفة لِموصوفٍ مَحذوفٍ ، أي : عبدٌ مؤمن ، وعبدٌ كافر . و" أصبح " : من أخوات كان ، وأسْمُها : " مؤمنٌ " ، وخبَرُها : " من عبادي ". ويَجوزُ أن يكونَ " أصبح " فعلاً ماضياً ناقصاً ، وأسْمُها ضميرُ الشأنِ ، أي : أصبح الشأن ، فـ " من عبادي " خبرٌ مُقدمٌ ، و"مؤمن " مؤخرٌ ، أي : أصبح شأنُ الناس منهم مؤمن ومنهم كافر . قوله : " فأمّا مَن قال : مُطرنا بفضل الله ورحْمتِه " . أي : قال بلسانِه وقلبِه ، والباءُ للسبيية ، والفضلُ : العطاءُ والزيادة . والرحْمة : صفة من صفات الله ، يكون بِها الإنعامُ والإحسان إلى الخلق . وقوله : " فذلك مؤمن بِي وكافر بالكوكب " . لأنه نسبَ المطرَ إلى الله ولم ينسبْهُ إلى الكوكبِ ، ولم يرَ له تأثيراً في نزولِه ، بل نزل بفضلِ اللهِ . قوله : " وأمّا من قال : " مُطرنا بنوء كذا وكذا " . الباءُ للسّبَبيّةِ ، فذلك كافرٌ بِي مؤمنٌ بالكوكب ، وصار كافراً بالله ؛ لأنه أنكرَ نعمةَ الله ونسبها إلى سببٍ لم يّجعلْه اللهُ سبباً ، فتعلقت نفسُه بِهذا السبب ، ونسيَ نعمةَ اللهِ ، وهذا الكفرُ لا يُخرجُ من الْمِلّةِ ؛ لأن المرادَ نسبةُ المطر إلى النوْءِ على أنه سببٌ , وليس إلى النّوْءِ على أنه فاعلٌ ؛ لأنه قال : " مُطرنا بنوءِ كذا " ، ولم يقلْ : أنزل علينا المطرَ نوْءُ كذا ؛ لأنه لو قال ذلك ، لكان نسبة المطر إلى النوء نسبة إيِجادٍ ، وبه نعرف خطأ من قال : إنّ الْمُرادَ بقولِه : " مُطرنا بنوءِ كذا " نسبة المطر إلى النوءِ نسبةُ أيِجادٍ ؛ لأنه لو كان هذا هو المرادُ لقال : أنزلَ علينا المطرَ نوءُ كذا ولم يقلْ : مُطِرنا به . فعُلِمَ أنّ المرادَ أنّ مَن أقرّ بأن الذي خلق المطرّ وأنزله هو الله ، لكنّ النوْءَ هو السببُ ، فهو كافرٌ ، وعليه : يكونُ مِن بابِ الكفرِ الأصغرِ الذي لا يُخرجُ من الْمِلةِ . والمراد بالكوكبِ : النجمُ ، وكانوا ينسبون المطر َ إليه ، ويقولون : إذا سقط النجمُ الفلانِيُّ جاء المطرُ ، وإذا طلع النجمُ الفلاني جاء المطرُ ، وليسوا ينسبونه إلى هذا نسبةَ وقتٍ ، وإنّما نسبةَ سببٍ ، فنِسبةُ المطر إلى النوءِ تنقسمُ إلى ثلاثةِ أقسام : - نسبة إيِجادٍ ، وهذه شركٌ أكبرُ . - نسبةُ سببٍ ، وهذه شركٌ أصغرُ . - نسبةُ وقتٍ ، وهذه جائزةٌُ بأنْ يُريدَ بقوله : مُطرنا بنوءِ كذا ، أي : جاءنا المطرُ في هذا النوءِ أي في وقتِه . ولِهذا قال العلماءُ : يَحْرمُ أنْ يقولَ : مُطرنا بنوءِ كذا ، ويَجوز : مُطرنا في نوءِ كذا ، وفرّقوا بينهما : أنّ الباءَ للسببية ، و"في " للظرفية ، ومن ثم قال أهل العلم : إنه إذا قال : مطرنا بنوء كذا وجعل الباء للظرفية فهذا جائزٌ ، وهذا وإن كان له وجهٌ من حيثُ المعنى ، لكن لا وجهَ له من حيثُ اللفظِ ؛ لأنّ لفظَ الحديثِ : " من قال : مُطرنا بنوء كذا " ، والباءُ للسببيةِ أظهرُ منها للظرفيةِ ، وهي وإن جاءت للظرفية كما فى قوله تعالى : { وإنكم لتَمّرونَ عليهم مُصبحينَ وبالليّل } [الصافات : 137، 138 ] ، لكن كونُها للسببية أظهرُ ، والعكسُ بالعكس ، "في " للظرفية أظهر منها للسببية وإن جاءت للسببية ، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم - "دخلت امرأةٌُ النارَ في هِرّةٍ " . والحاصلُ أنّ الأقربَ المنعُ , ولو قصد الظرفيةَ ، لكنْ إذا كان المتكلم لا يعرفُ من الباء إلا الظرفيةَ مطلقاً ، ولا يظن أنّها تأتي سببيةً ، فهذا جائز ، ومع ذلك فالأولى أن يقال لهم : قولوا : فى نوء كذا . ومعنى الحديث : أنه لَمّا نزل المطرُ نسَبَهُ بعضُهُم إلى رحْمةِ اللهِ , وبعضُهم قال : لقد صدق نوْءُ كذا وكذا ، فكأنه جعل النوءَ هو الذي أنزل المطرَ أو نزلَ بسببِهِ . |
![]() |
#2 |
![]() ![]() |
![]() طرح رائع و وقيم ..
أنار الله قلوبنا و قلوبكم بنور الإيمان و رضى الرحمن .. سلمتم على روووووعه طرحكم .. |
![]() |
![]() |
#3 |
![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
اسأل الله ان يجزاك عنا بخيرالجزاء
والدرجة الرفيعه من الجنه بارك الله فيك ونفع بك وجعله في ميزان حسناتك |
![]() |
![]() |
#8 |
![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|