|
#1
|
||||||||
|
||||||||
قوله تعالى:(فَأَرَدْتُ)وقوله:(فَأَرَدْنَا)وقوله:(فَأَرَ ادَ رَبُّكَ)لماذ اختلف الضمير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مالحكمة في هذه الآيات من سورة الكهف؟؟ ( أما السفينة فكانت لمساكين يعملون فى البحر فأردت أن أعيبها....) ( فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما .....) ( أما الجدار فكان لغلامين فى المدينة وكان تحته كنز لهما فأراد ربك أن يبلغ أشدهما......) إلى آخر الآيات... فى الآية الأولى قال أردت, وفى الثانية قال أردنا , وفى الثالثة قال أراد ربك .. ما الحكمة في هذا؟؟؟؟؟جزاك الله خيرا الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيراً الأولى : نَسَب عَيب السفينة وإفسادها إلى نفسه ، ولم يَنسبه إلى ربِّه لأنه هو الفاعل له ، ثم هو من التأدّب مع الله ، كما قال الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام : (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) ، وكما قالت الجن : (وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا) ؟ وكل هذا من التأدّب مع الله . والثانية : نَسَب الفعل إليهما ، لأن هذا يُراد لهما ، فيَصحّ أن يكون نَسَبَه إلى نفسه وإلى موسى معه ، وحَمَله بعض العلماء على إرادة الله وإرادة الْخَضِر . والثالثة : نَسَب الإرادة إلى الله ، لأن الله هو الذي أراد أن يَبلغا أشدّهما ، وليس هذا لأحد من البشر . قال ابن جماعة في كشف المعاني في المتشابه والمثاني : قوله تعالى : (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا) ، وقال بعده : (فَأَرَدْنَا) وقال في الثالثة : (فَأَرَادَ رَبُّكَ) جوابه : أن هذا حُسْن أدب من الْخَضِر مع الله تعالى . أما في الأول فإنه لما كان عيباً نَسَبه إلى نفسه . وأما الثاني : فلما كان يتضمّن العيب ظاهراً ، وسلامة الأبوين من الكُفْر ، ودوام إيمانهما قال : أرَدْنا ، كأنه قال : أردتُ أنا القتْل ، وأراد الله سلامتهما من الكُفْر ، وإبدالهما خيراً منه . وأما الثالث : فكان خيراً مَحضاَ ليس فيه ما يُنكَر ، لا عقلاً ولا شرعاً ، نَسَبَه إلى الله وحده فقال : (فَأَرَادَ رَبُّكَ) . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب فضيلة الشيخ/عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|