|
۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ • كل مايخص رسولنا الڪريم وسيرٺه وسيرة الصحآبه •° |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]() علماء الصحابة رضي الله عنهم. د. سامية منيسي. كان الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - خيرَ سلف لنا، فقد كانوا يتسابقون إلى معرفة كلام الله تعالى على لسان رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم حينما ينزل عليه الوحي، كما كانوا يتنافسون في حفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحركاته وسكناته، ويتسابقون أيضا إلى طاعة الله ورسوله، ويبذلون كل طاقاتهم في سبيل الله فبرز منهم رواة الحديث، والفقهاء، والقراء... إلخ. فكانوا بلا شك أئمة الحديث والفتيا والتبليغ عن الله ورسوله لأمة الإسلام من بعدهم جيلًا بعد جيل وحتى يومنا هذا. وقد ذكر ابن قيم الجوزية[1]: أن علماء الدين الدعاة إلى الله والتبليغ عن رسوله منحصرة في قسمين: أحدهما هم حفّاظ الحديث (وجهابذته، والقادة الذين هم أئمة الأنام، وزوامل الإسلام، الذين حفظوا على الأئمة معاقد الدين ومعاقله، وحموا من التغيير والتكدير موارده ومناهله...). ثانيهما: فقهاء الإسلام: (ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام، الذين خصوا باستنباط الأحكام، وعنوا بضبط قواعد الحلال والحرام، فهم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدي الحيران في الظلماء وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجاتهم إلى الطعام والشراب..). ثم يصف لنا ابن قيم الجوزية الشروط التي تجب فيمن يبلّغ عن الله ورسوله ونلخصها في العلم والصدق، أي يكون عالمًا بما يبلغ، صادقًا فيه ثم يضيف إلى ذلك بأن يكون (حسن الطريقة، مرضي السيرة، عدلًا في أقواله وأفعاله، متشابه السر والعلانية في مدخله ومخرجه وأحواله)[2]. ثم يسرد لنا ابن قيم الصفات المختلفة ليذكر أن أول من قام بالتبليغ عن رب العالمين هو رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين، ثم قام بالفتوى بعده صحابته رضوان الله عليهم أجمعين. ورغم أن "ابن حزم" قد ذكر لنا أن عدد صحابته قد بلغ بلا شك أكثر من ثلاثين ألف إنسان غير وفود الجن وأخذوا عنه صلى الله عليه وسلم القرآن وشرائع الإسلام، إلا أنه يذكر لنا أن عدد من روى عنه الفتيا قليل فيقول[3]: (ثم لم ترو الفتيا في العبادات والأحكام إلا عن مائة ونيف وثلاثين منهم فقط من رجل وامرأة بعد التقصي الشديد، فكيف يسع من له رمق من عقل، أو مسكة من دين وشعبة من حياء أو يدعي عليهم الإجماع فيما لا يوقن أن جميعهم قال به وعلمه). إلا أنه أوردهم في أقسام ثلاثة حسب فتاويهم[4] وكان بالطبع فيهم عدد كبير من الصحابيات على رأسهم أمهات المؤمنين رضي الله عنهن: أما القسم الأول فقد قال فيه: (المكثرون من الصحابة رضي الله عنهم فيما روي عنهم من الفتيا: عائشة أم المؤمنين، وعمر بن الخطاب، وابنه عبد الله، وعلي بن أبى طالب، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، فهم سبعة يمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم سفر ضخم، وقد جمع أبو بكر محمد بن موسى بن يعقوب عن أمير المؤمنين (المأمون) فتيا عبد الله بن عباس في عشرين كتابًا، وأبو بكر المذكور أحد أئمة الإسلام في العلم والحديث). وأما القسم الثاني فقد أورد ابن حزم فيه المتوسطين في الفتيا وعددهم عشرون منهم أم سلمة (أم المؤمنين رضي الله عنها). وأما القسم الثالث وهم المقلون في الفتيا فهم الذين لا يروي الواحد منهم إلا المسألة، أو المسألتين فقط أن يجمع من فتيا جميعهم جزء صغير فقط بعد التقصي والبحث. وقد ذكر فيه ابن حزم عددا كبيرا من رجال الصحابة ونسائهم منهم أمهات المؤمنين: صفية، وحفصة، وأم حبيبة، وميمونة، وجويرية، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله تعالى عليهم أجمعين[5]. أما كُتَّاب الوحي من الصحابة رضوان الله تعالى عنهم أجمعين فمنهم الخلفاء الأربعة الراشدون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي بن أبى طالب رضي الله عنهم ومنهم أبان بن سعيد بن العاص الأموي، وقد ورد عن أبي بكر بن أبي شيبة قوله: كان أول من كتب الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب، فإذا لم يحضر كتب زيد بن ثابت، وكتب له عثمان وخالد وأبان بن سعيد). فمن كُتَّاب الوحي أيضاً: أبيّ بن كعب بن قيس الأنصاري سيّد القرّاء، ومنهم الأرقم بن أبي الأرقم، واسمه عبد مناف بن أسد المخزومي. وهو الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا في داره عند الصفا. ومنهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري الخزرجي، ويقال له خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم رضي الله عنهم جميعًا حنظلة بن الربيع بن صيفي التميمي، وأخوه رباح، وعمه أكثم بن صيفي كان حكيم العرب، ومنهم خالد بن الوليد المخزومي، وخالد بن سعيد بن العاص، والزبير بن العوام وزيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري وغيرهم[6]. وقد كان الأئمة في تفسيرهم للقرآن الكريم يعتمدون على القرآن نفسه أو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو على الصحابة أنفسهم. فقد ذكر ابن كثير في مقدمة تفسيره للقرآن الكريم[7] قال: (... فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟ فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك أن يفسّر القرآن بالقرآن، فما أُجْمِلَ في مكان فإن فسِّر في موضع آخر. فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة، فإنها شارحة للقرآن، وموضحة له قال تعالى: ﴿ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [النحل: 64]، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) يعنى السنَّة المطهرة. ويضيف ابن كثير قائلًا: (والغرض أنك تطلب تفسير القرآن من القرآن فإن لم تجده فمن السنَّة، وإذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنَّة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصّوا بها، وما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح والعمل الصالح، ولا سيما علماؤهم وكبراؤهم كالخلفاء الراشدين والأئمة المهديين، وعبدالله ابن مسعود، فقد قال ابن مسعود: (والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته). ثم أضاف ابن كثير: (وقال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل. فتعلمنا القرآن والعمل جميعًا). ومنهم عبد الله بن عباس الحبر البحر، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وترجمان القرآن ببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (اللهم فقِّهه في الدين وعلمه التأويل...). هذا وقد أشار ابن كثير أيضًا إلى أن أقوال التابعين يعتد بها في تفسير القرآن بعد أقوال الصحابة لأنهم كانوا يتتلمذون على الصحابة. أما رواة الحديث من الصحابة: فإننا نجد أن أكابر الصحابة كانوا أقل رواية للحديث من أحداثهم رغم أنهم قد يكونون أكثر صحبة ومجالسة وسماعًا من الذين حدِثوا عنهم، كما أنهم شغلوا بالعبادة والجهاد في سبيل الله كما ذكرنا سابقًا رغم أن كل صحابته صلى الله عليه وسلم كانوا أئمة يُقتدى بهم ويُحفظ عنهم ما كانوا يفعلون ويستفتون فيفتون وسمعوا أحاديث فأدوها. لذلك نجد أن أكثر الصحابة حديثًا هو: أبو هريرة روى خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعين حديثًا، وروى عنه أكثر من ثمانمائة رجل وهو أحفظ الصحابة، ثم عبد الله بن عمر روى ألفين وستمائة وثلاثين حديثًا، ثم أنس بن مالك روى ألفين ومائتين وستة وثمانين حديثًا، ثم ابن عباس روى ألفًا وستمائة وستين حديثًا، أما عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقد روت ألفين ومائتين وعشرة حديثًا[8]. ولكي نعرف مكانة كل صحابي نرجع إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى رواه أنس بن مالك قال: قال صلى الله عليه وسلم: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدّها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأقضاهم علي بن أبي طالب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأعلمهم بالفرائض زيد بن ثابت، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة الجراح"[9]. فكان صلى الله عليه وسلم يقدّر لكل صحابي مكانه، وكان كل صحابي يتفانى في معرفة شرائع الدين لأنهم حملوا الأمانة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، ومنهم من رحل إلى الأمصار المختلفة ليعلّموا المسلمين الجدد شرائع الإسلام بكل دقة وأمانة. كما أننا نجد مدى التكريم الذي كان يلقاه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما نتتبع أخبار الردة والفتوح، فقد كانوا لا يؤمِّرون في المغازي إلا الصحابة اعترافاً بفضلهم ومكانتهم عن باقي المسلمين الذين لم يصحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم [10]. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|