|
۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ |!.. غيمة الرُوُح ْ فِي رِِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ",, |
![]() |
|
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]()
آداب الضيافة
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: مقدمة فالحديث في هذه المجموعة من سلسلة الآداب الشرعية الثانية، سيكون عن: "إكرام الضيف". وهو من الآداب العظيمة التي حفلت بها هذه الشريعة المباركة، وأكدت ما كان موجوداً عند العرب من المعروف في هذا الأمر. تعريف الضيافة أما ضاف القوم وتضيفهم، أي: نزل عليهم ضيفاً وأضافوه وضيفوه، أي: أنزلوه. والضيف معروف. وجمعه: أضياف وضِيفان. والاسم، هو الضيافة. ويقال: أضفته إضافة إذا لجاء إليك من خوف فأجرته، واستضافني فأضفته، استجارني فأجرته، وتضيفني فضيفته إذا طلب القِرى. فإذا طلب الإنسان أن ينزل ضيفاً، فيقال: تضيف، والذي يقبل هذا يقال: ضيفه، هكذا في المصباح المنير: 5/370]. والمغرب. الضيافة من سنن المرسلين والضيافة من آداب الإسلام وشرائعه وأحكامه، وهي من سنن المرسلين، وأول من ضيف الضيف إبراهيم ؛ كما جاء ذلك في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ، وقال الله تعالى: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ[الذاريات: 24] فوصفهم بأنهم أكرموا. وقصته معروفة لما قدم لهم عجلاً حنيذاً نزلاً وضيافةً. وجاء في بعض الإسرائيليات قصة فيها عبرة، كان إبراهيم لا يأكل وحده، فإذا حضر طعامه أرسل يطلب من يأكل معه، فلقي يوماً رجلاً، فلما جلس معه على الطعام. قال له إبراهيم: سم الله، قال له الرجل: لا أدري ما الله، قال له: اخرج عن طعامي، فلما خرج الرجل نزل إليه جبريل، فقال له: يقول الله : إنه يرزقه على كفره مدى عمره، وأنت بخلت عليه بلقمة، فخرج إبراهيم مسرعاً فرده، فقال: ارجع، فقال: لا أرجع، تخرجني ثم تردني لغير معنى، قال: فأخبره بالأمر، فقال: هذا رب كريم آمنت، ودخل، وسمى الله، وأكل مؤمنًا. [الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي: 9/68، وأحكام القرآن، لابن العربي: 4/498] . وستأتي قصة إبراهيم الخليل ، والعبر التي فيها، والآداب المنطوية عليها، بالنسبة للضيافة في قصته مع الملائكة. وأما لوطٌ ، فإنه كان يكرم الضيوف أيضاً، كيف لا وهو قد تعلم من إبراهيم عليهما السلام، ولما جاءه ضيوفه: وجاء قومه يهرعون إليه لعمل الفاحشة، فدافعوه الباب حتى كادوا يغلبونه، وهو يخاطبهم: هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ [هود: 78]. وأخبر أنهم راودوه عن ضيفه، فطمس أعينهم، ولم يرجمهم فقط، ولكن طمس أعينهم، ثم رجمهم، وهذا دليل على أهمية، وخطورة إيذاء الضيف. وهذه عجوز السوء امرأته التي كانت تدل الفجار على ضيفه، قال الله -تعالى- فيها:فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ[الأعراف: 83]. وقال: وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ [هود: 81]. لماذا؟ لأنها كانت تدل قومها على الضيفان، هذه خيانتها لزوجها؛ فعذب الله عجوز السوء القوادة -كما قال العلماء- بمثل ما عذب قوم السوء الذين كانوا يعملون الخبائث. وقد جاء في معرض الذم، ذكر القوم الذين نزل عليهم الخضر وموسى عليهما السلام، فأبوا أن يضيفوهما. وأما نبينا ﷺ فقد كان أعظم الناس في إكرام الضيف على الإطلاق. وقد وصفته خديجة بمثل ذلك من أيام الجاهلية، فلما دخل عليها فزعاً مما لقي في الغار بعد نزول صدر سورة اقرأ، وقال: زملونيفزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة: أي خديجة مالي لقد خشيت على نفسي؟ -فأخبرها الخبر- فقالت خديجة: "كلا، أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتُكسب المعدوم، وتقري الضيف" الحديث في البخاري. [رواه البخاري: 3]. منزلة الضيف عند أهل الجاهلية وكان لأهل الجاهلية شأن عظيم في إكرام الضيف، والذم فيمن لم يكرمه، فجاء الله بهذا الدين الذي رفع شأن هذا الأدب العظيم، وهو إكرام الضيف؛ فأقر ما كان عليه أهل الجاهلية من المعروف في هذا، وزاد عليه، وأبطل ما كان معروفاً عندهم في هذه الخصلة وغيرها كما كانوا يفعلون، من بعث الرجل بأمته إلى ضيفه. وقد حصل للصحابة رضوان الله عليهم قصة عندما ذهبوا مع أبي سعيد ، وسافروا، ونزلوا على حيٍ من أحياء العرب المشركين، فاستضافوهم، فأبو أن يضيفوهم، حتى لدغ أحدهم، فرقاه أبو سعيد على قطيع من الغنم. [البخاري: 2276]. وكان قيس بن عاصم الصحابي وكان جواداً سيد قومه حليماً، أخذ الأحنف بن قيس الحلم عنه. تزوج قيس امرأة، فأحضرت له طعاماً، فقال لها: أين أكيلي؟ فلم تدر ما يقول لها، فأنشأ يقول: إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له أكيلاً فإني لست آكله وحدي أخاً طارقاً أو جار بيتٍ فإنني أخاف ملامات الأحاديث من بعدي وإني لعبد الضيف من غير ذلة وما في إلا ذاك من شيمة العبد فسمعه جارٌ له، وكان بخيلاً، فقال: لبيني وبين المرء قيس بن عاصم بما قال بون في الفعال بعيد وإنا لنجفو الضيف من غير قلة مخافة أن يغرى بنا فيعود [الآداب الشرعية: 3/313]. وقد أوصى قيس بن خفاف بن عمر بن حنظلة جبيلاً ابنه بقصيدة فيها آداب ومصالح، يقول له فيها: أجبيل إن أباك كارم يومه فإذا دعيت إلى المكارم فاعجل أوصيك إيصاء امرئ لك ناصحٍ ظن بغيه الدهر غير معقل الله فاتقه وأوف بنذره وإذا حلفت ممارياً فتحلل والضيف تكرمه فإن مبيته حقٌ ولا تك لعنة للنزل واعلم بأن الضيف مخبر أهله بمبيت ليلته وإن لم يسأل |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|