|
۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ |!.. غيمة الرُوُح ْ فِي رِِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ",, |
![]() |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]() الإيمان باللَّه. كل ما في الكون شاهد على وجود الله، وعناصر الوجود وموادُّ الطبيعة تؤكِّد أن لها خالقًا ومدبِّرًا، والنفس الإنسانية مغروس فيها الشعور بوجود الله، وهو شعور فطري، فطَر الله الناس عليه، وعبَّرَ عنه العلماء بالغريزة الدِّينية، وهذا الشعور يستيقظ عند وجود مُثِير من ألم ينْزل أو ضر يحيط. والوجود الإلهي كما هو حقيقة تتجلَّى في الكون، وفي الطبيعة، وفي الأشياء، وفي النَّفْس، فهو قريب من الإنسان، بل أقرب إليه من نفْسه، يسمع دعاءه، ويلبِّي نداءه، ويحقِّق رجاءه، والطريق إلى معرفة الله هي التفكُّر في خلقه من جهة، ومعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العليا من جهة أخرى، ومتى عرف الإنسان ربَّه من طريق العقل والقلب، أثمرَتْ له هذه المعرفة ثمارًا يانعة، وتركت في نفسه آثارًا طيِّبة، ومن هذه الثمار تحَرُّر النفس من سيطرة الغير، وذلك أنَّ الإيمان يقتضي الإقرار بأن الله هو المحْيِي المميت، الخافض الرافع، الضار النافع، المعطي المانع، وأنه ليس لِبَشر مهما علا قدْرُه وعَظُم شأنه أن يسوق إلى الإنسان ما أراد الله منْعَه، أو يمنع عنه ما أراد الله أن يعطيه إياه، وما البشر إلاَّ خلْقٌ مثله. إذا تحرَّرت النفس من سيطرة الغير أخذت طريقها إلى الكمال دون أن يَعُوقها عائق، أو يصُدَّها عن غايتها صادٌّ، إن الذي عوق البشرية عن النهوض، وحال بينها وبين الرُّقِي هو الخضوع للاستبداد، سواء أكان هذا الاستبداد استبدادَ الحكام والرؤساء أم استبدادًا كهنوتيًّا لِرِجال الدِّين. وبتقرير الإسلام هذه الحقيقةَ قضَى على هذا الأَسْر، وأطلق حرية الإنسان من سيطرة المستبدِّين التي لازمته طويلاً. والإيمان يبعث في النفس روح الشجاعة والإقدام، واحتقار الموت والرغبة في الاستشهاد من أجْل الحق؛ إذْ إنَّ الإيمان يُوحي بأن واهب العمر هو الله، وأنه لا ينقص بالإِقْدام ولا يزيد بالإحجام، فكم مِن إنسان يموت وهو على فراشه الوثير! وكم مِن إنسان ينجو وهو يخوض غمارات المعارك والحُروب! والإيمان يقتضي الاعتقاد بأن الله هو الرزَّاق، وأن الرِّزْق لا يَسُوقه حرْصُ حريص، ولا يردُّه كراهية كاره، وإذا سيطرت هذه العقيدة على النفس تخلَّصَ الإنسان من رذيلة البخل والحرص، والشَّرَه والطمع، واتَّصف بفضيلة الجُود والبذْل، والعطاء والسخاء، والأنَفة والفقه، وكان إنسانًا مأمول الخير مأمون الشر. والطمأنينة أثر مِن آثار الإيمان، ومتى اطْمأنَّ القلب، وسكنَت النفس شعر الإنسان ببرد الراحة وحلاوة اليقين، واحتمل الأهوال بشجاعة، وثَبت إزاء الخطوب مهما اشتدَّت، ورأى أن يد الله ممدودة إليه، وأنه القادر على فتْح الأبواب المغلقة، فلا يتسرَّب إليه الجزع، ولا يعرف اليأسُ إلى نفسه سبيلاً. والإيمان يرفع من قُوَى الإنسان المعنوية، ويربطه بمثل أعلى، وهو الله مصدر الخير والبرِّ، والجمال والكمال، وبهذا يسمو بالإنسان على المادِّيات، ويرتفع عن الشهوات، ويستكبر على لذائذ الدنيا، ويرى أن الخير والسعادة في النَّزاهة والشرف وتحقيق القِيَم الصالحة، ومن ثَم يتَّجه المرء اتجاهًا تلقائيًّا لخير نفسه، وخير أمته وخير الناس جميعًا، وهذا هو الرُّقِي وهو اقتران العمل الصالح بجميع شُعَبه وفروعه بالإيمان؛ إذْ إنَّه الأصل الذي تصْدُر عنه وتتفرع منه. والحياة الطيبة يعجِّل الله بها للمؤمنين في الدنيا قبل الآخرة، وتتمثَّل هذه الحياة في ولاية الله للمؤمن، وهدايته له، ونصره على أعدائه، وحفظه مما يُبَيَّت له، وأخذه بيده كلَّما عثر أو زَلَّت به قدم، فضلاً عما يفيضه عليه من متاع مادي يكون عونًا له في قطع مرحلة الحياة في يسر. ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، إنَّ الإيمان شيء كبير في حياة الإنسان، وعليه أن ينمِّيَه ويتعهَّدَه، حتى يصل إلى درجة اليقين والإذعان والتسليم، وتكون التنمية بالعمل الصالح من ذِكْر لله، وتفَكُّر في خلْقه، وتلاوةٍ للقرآن، وصلاة في جوف الليل، ومدارسة للعلم، ومجالسة للعلماء العاملين، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الإيمان يَبدو في القلب لمعة بيضاء، فإذا عمل العبد الصالحات، ازدادت ونمَتْ حتى يبيضَّ القلب كلُّه)). |
![]() |
#3 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
جزاك الله عنا بخير الجزاء
والدرجة الرفيعه من الجنه بارك الله فيك ونفع بك وجعله في ميزان حسناتكـ اضعاف مضاعفه لاتعد ولاتحصى |
![]() |
![]() |
#4 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
جزاك الله عنا خير الجزاء
وبارك بك وبجلبك الطيب وجعله بموازين اعمالك ونفع بك دمت بحفظ المولى |
![]() |
![]() |
#6 |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9 |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|