الكفاءة فى الزواج

الكفاءة فى الزواج
اخترع الفقهاء أمر ما أنزل الله به من سلطان والمقصود ما أوحى الله به وحى يثبته وهو الكفاءة فى الزواج والمقصود به :
أن يكون الزوج والزوجة من نفس النوعية فالغنى يتزوج من غنية والشريف وكل المسلمين أشراف يتزوج من شريفة وهم الذين يقولون أنهم من النسل النبوى وصاحب الحرفة الفلانية يتزوج من بنت صاحب حرفة فى مستواه فابن الصيرفى مثلا يتزوج من بنت تاجر ولا يتزوج من بنت إسكافى وبأسماء الحرف الحالية يتزوج ابن الفراش من بنت السباك وابن المهندس يتزوج من بنت طبيب وهكذا
هل يوجد نص يدل على ما ذهب إليه الفقهاء أم أنهم اخترعوا الكفاءة من عند أنفسهم وكأنهم شركاء لله فى التشريع؟
الاجابة لا يوجد نص واحد لا آية ولا حديث يثبت اختراع أو افتراء الفقهاء وإنما النصوص الموجودة كلها تضرب هذا الافتراء الذى هو من أعمال الجاهلية حيث تقسيم الناس لسادة وعبيد وأشراف وعامة ونبلاء وسوقة
النصوص القرآنية فى الموضوع :
الأول :أمر الله الحر المسلم أن يتزوج الأمة وهى العبدة بألفاظ الناس طالما كانت مسلمة
وأمر الحرة المسلمة أن تتزوج الفتى وهو العبد المسلم بألفاظ الناس
وفى هذا قال سبحانه :
"ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم"
الثانى أمر الله الرجال الأحرار الذين لا يجدون مهورا للحرات أن يتزوجوا من الفتيات وهن الأقل مهرا ومهرهن نصف مهر الحرة فقال :
"ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وأتوهن أجورهن بالمعروف"
الثالث أمر الله الأحرار بزواج الإماء وأمر العباد وهم العبيد بزواج الحرات حيث قال :
"وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله"
الرابع اعتبر الله كل المسلمين والمسلمات اخوة فى نفس المستوى حيث قال :
" إنما المؤمنون اخوة "
وأكد الله أن غير المعروفى النسب نتيجة خطفهم أو توهانهم وهم صغار أو نتيجة زنى الأبوين هم اخوة المسلمين لا فرق بينهم حيث قال :
" ادعوهم لآباءهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم فى الدين ومواليكم"
إذا كل المسلمين والمسلمات أيا كان نسبهم وأيا كان مقدار مالهم أو غير هذا فى نفس المستوى من حيث كل شىء
التاريخ يثبت لنا الكثير من الحالات التى تنفى حكاية الكفاءة مثل :
-تزوج زيد العبد السابق ابنة عمة النبى (ص)زينب بنت جحش
- تزوج الرسول (ص) مارية القبطية الأمة أى العبدة
-زواج بلال بن رباح العبد السابق من أخت عبد الرحمن بن عوف الحرة
بالطبع ما زال الكثير من الناس يعتقد أنه أحسن من بقية الناس لأن أباه كان من الطبقة الغنية أو الطبقة التى تتولى المناصب العليا أو لأنه من الأشراف
الغريب أن هذه الاعتقادات تتعارض مع الإسلام وكل من اعتقدها لا يصدق كلام الله
والأغرب أن يدعى البعض أنه من نسل النبى(ص) وكيف يكون للنبى(ص) نسل وقد انتهى نسله بموت أولاد البنين قبل زواجهم كما قال سبحانه :
" ما كان محمد أبا احد من رجالكم"
والنسب فى كتاب الله هو النسبة للآباء كما قال سبحانه :
" ادعوهم لآباءهم"
ولا يمكن لأحد أن يكون منتسب لامرأة سوى عيسى بن مريم (ص)كما أثبت الله ذلك لعدم وجود أب ومن ثم ما يسمى بالنسل النبوى إنما هو نسل رجل أخر هو فى التاريخ نسل على بن أبى طالب وليس نسل محمد ابن عبد الله (ص)
الأغرب والذى يتناساه القوم أننا كلنا أشراف مسلمون وكفار لأننا كل نسل الرسول المصطفى آدم (ص) ومن ثم فالناس فى البداية والنهاية واحد أولاد آدم (ص) ولا يوجد من المسلمين والكفار الحاليين أحد إلا هو من نسل نبى من الأنبياء السابقين(ص) غير آدم (ص) أو نسل أحد المؤمنين بهم حيث كان الله ينجى المسلمين ويهلك الكفار كما قال سبحانه :
"فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إنى معكم من المنتظرين ثم ننجى رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين"
ومن أشهر القضايا التى رفعها أحدهم وهو عبد الخالق السادات فى القرن الماضى قضية تعتمد على كلام الفقهاء وهى تطليق ابنته صفية التى تزوجت من الشيخ على يوسف عن طريق توكيل الشيخ عبد الخالق السقا لتزويجها لكونها بالغة رشيد
كان سبب وجوب التفريق ما اخترعه الفقهاء من النسب الشريف والحرفة الوضيعة
الحرفة الوضيعة هى العلم باعتبار على يوسف عالما أزهريا والمهنة الثانية التى عمل بها هى المحاماة والثالثة التى عمل بها هى العمل كرئيس تحرير لجريدة المؤيد والمهنة صحفى
الغريب أن المحامى الأهبل الذى رفع القضية اتهم نفسه وزميله على يوسف لكونه محامى بأنه يمتهن مهنة وضيعة تقوم على الجاسوسية والاشاعة وكشف الأسرار
أرأيتم كيف بلغت السفاهة بمحامى أن يتهم نفسه وكل المحامين بتهم الجاسوسية والاشاعة وكشف الأسرار لمجرد أن يكسب قضية ؟