|
۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ • كل مايخص رسولنا الڪريم وسيرٺه وسيرة الصحآبه •° |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
خولة بنت ثعلبة - رضى الله تعالى عنها نسبها وقبيلته : خولة بنت ثعلبة ، ويقال خويلة ، و خولة أكثر .وقيل : خولة بنت حكيم ، و قيل خولة بنت مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة . أهم ملامح شخصيتها : 1- التقوى والخوف من الله وتحري الأحكام الشرعية ويظهر ذلك من موقفها مع زوجها عندما أراد أن يجامعها ؛ ففي ذات يوم حدث حادث بين الزوجين السعيدين شجار بينهما لم يستطع أي أحد منهما تداركه، فقال لها أوس : أنت عليَّ كظهر أمي . فقالت : والله لقد تكلمت بكلام عظيم ، ما أدري مبلغه . ومظاهرة الزوج لزوجته تعني أن يحرمها على نفسه ، وبذلك القسم يكون قد تهدم البيت الذي جمعهما سنين طويلة ، وتشتت الحب والرضا اللذين كانا ينعمان بهما . وسلم كل منهما للواقع بالقسم الجاهلي الذي تلفظ به الزوج لزوجته ، ولكن بعد التفكير العميق الذي دار في رأس خولة ، قررت أن تذهب إلى رسول الله ، وكيف لا وهي تعيش في مدينته ، وهي قريبة منه وبجواره . وعندما ذهبت إليه وروت المأساة التي حلت بعش الزوجية السعيد، طلبت منه أن يفتيها كي ترجع إلى زوجها ، ويعود البيت الهانئ لما كان عليه دومًا في السابق ، و يلتم شمل الأسرة السعيدة . 2- الجرأة في الحق ونرى ذلك في حوارها مع عمر بن الخطاب ، فقد خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي ، فإذا بامرأة برزت على ظهر الطريق ، فسلم عليها عمر فردت عليه السلام ، وقالت : هيهات يا عمر ، عهدتك وأنت تسمى عميرًا في سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك ،فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين ،فاتق الله في الرعية ، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ،ومن خاف الموت خشي عليه الفوت . فقال الجارود : قد أكثرت أيتها المرأة على أمير المؤمنين . فقال عمر : دعها ، أما تعرفها ، فهذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت ، التي سمع الله قولها من فوق سبع سموات ، فعمر والله أحق أن يسمع لها [1] . 3- بلاغة خولة بنت ثعلبة وفصاحة لسانهاتبين ذلك من خلال موقفها مع رسول الله عندما جادلته بعد أن ظنت أنها ستفترق عن زوجها ،وتبيينها سلبيات هذا التفريق على الأولاد والبيت . من مواقفها مع الرسول : لخولة بنت ثعلبة - رضي الله عنها - حوار قد تجلى فيه قمة التأدب مع الرسول والمراقبة والخوف من الله ؛ وهو ما كان يهدف الوصول إليه رسول الله ؛ وهو حوار الظهار . عن خولة بنت ثعلبة قالت : فيَّ والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة . قالت : كنت عنده وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خلقه . قالت : فدخل عليَّ يومًا ، فراجعته بشيء فغضب فقال : أنت عليَّ كظهر أمي . قالت : ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة ،ثم دخل عليَّ فإذا هو يريدني عن نفسي . قالت : قلت : كلا والذي نفس خولة بيده،لا تخلص إليَّ وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه . قالت : فواثبني فامتنعت منه ، فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف ، فألقيته عني . قالت : ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابًا ، ثم خرجت حتى جئت إلى رسول الله ، فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه ،وجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه . قالت: فجعل رسول الله يقول : ( يا خويلة ، ابن عمك شيخ كبير ، فاتقي الله فيه ) قالت : فوالله ما برحت حتى نزل فيَّ قرآن ، فتغشى رسول الله ما كان يتغشاه ثم سري عنه، فقال لي :( يا خويلة ، قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرآنًا. ثم قرأ عليَّ{ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ * وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[المجادلة: 1-4] . قالت: فقال لي رسول الله :( مريه فليعتق رقبة ) قالت : فقلت يا رسول الله ، ما عنده ما يعتق . قال :( فليصم شهرين متتابعين ) قالت : فقلت : والله إنه لشيخ كبير، ما به من صيام. قال:( فليطعم ستين مسكينًا وسقًا من تمر ) قالت : فقلت : والله يا رسول الله ، ما ذاك عنده . قالت : فقال رسول الله : ( فإنا سنعينه بعرق من تمر ) قالت: فقلت يا رسول الله ، وأنا سأعينه بعرق آخر . قال :( قد أصبت وأحسنت ، فاذهبي فتصدقي به عنه ، ثم استوصي بابن عمك خيرًا ) قالت : ففعلت [2] . ونخرج من قصة تلك الصحابية المباركة بعدة فوائد ، منها : أولاً : رأيها السديد في الامتناع عن معاشرة زوجها بعد أن قال :أنتِ عليَّ كظهر أمي ؛ وضرورة معرفة حكم الدين في هذه القضية . ثانيًا: رأيها السديد في الحرص على مستقبل وتماسك أسرتها ،يتجلى ذلك في قولها : " إن أوْسًا ظَاهَرَ مني ،وإنا إن افترقنا هلكنا ، وقد نثرت بطني منه ، وقدمت صحبته " . ثالثًا : رأيها السديد في رفع الأمر إلى النبي والذي بيده الأمر، ولولا رجاحة عقل خولة ،وحكمة تصرفها ، وقوة رأيها لقعدت في بيتها تجتر الهموم حتى تهلك هي وأسرتها ،ولما كانت سببًا في نزول تشريع عظيم يشملها ويشمل المسلمين والمسلمات جميعًا إلى يوم القيامة . وهذا التشريع العظيم هو : حل مشكلة الظهار . من كلماتها يوم اليرموك : استقبل النساء من انهزم من سرعان الناس يضربنهم بالخشب والحجارة ، وجعلت خولة بنت ثعلبة تقول : يا هاربًا عن نسوة تقيات.. فعن قليل ما ترى سبيات .. ولا حصيات ولا رضيات [3] . مراجعة وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي المصادر : [1] ابن عبد البر : الاستيعاب 4/1831 . [2] ابن كثير : البداية والنهاية 8/36 . [3] المصدر السابق 7/15 |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|