|
۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ |!.. غيمة الرُوُح ْ فِي رِِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ",, |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]() الشحم في دين الله
الشحم في المعنى المعروف يطلق على الدهون خاصة السمن ولكنه في كتاب الله يعنى اللحوم بما فيها ومما فيها الدهون وقد حرم الله الشحوم وهى كلمة تطلق على اللحوم لأن ما حملت ظهور الأبقار والغنم ليس فيها دهن إلا نادرا خاصة في الأبقار العاملة والغنم وكذلك المختلط بالعظم يكون لحم مختلط بدهن وأما منطقة الحوايا فهى فتحتوى دهون كثيرة مع لحوم من نوعيات مختلفة وهو ما يسمى الكرش وفى المعنى قال سبحانه : "وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذى ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم " فلو كان المحرم الدهن ما كان عقابا لهم لأن كثرة البشر لا يتقبلون أكله بينما اللحوم هى المحرمة لأن معظم البشر يأكلونها إن لن لم يكن كلهم ولو أخذنا بوجهة نظر تفسير الشحوم بالدهون لكان معناه : ان دهون الخنزير حلال لأن المذكور كمحرم هو : لحم الخنزير كما قال سبحانه : "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير" وقال : "إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم" فلو كان المراد اللحم دون دهونه لكانت دهون الخنازير حلال وكذلك عظامه وما فيها وهو ما لم يقله أهل الفقه ومن ثم لا يمكن أن يكون معنى الشحوم هو الدهون وإنما اللحوم بما فيها من دهون في المناطق المذكورة والتى يبدو وفى كتب اللغة نجد أن اللغويين يفسرون الشّحْمُ في الْحيوان بكونه جوْهرُ السّمن كما تقول : والْعربُ تُسمّي سنام الْبعير شحْمًا وبياض الْبطْن شحْمًا والْجمْعُ شُحُومٌ . وقد عرف أهل الفقه الشحم فالجمهور يقول : هُو الّذي يكُونُ في الْجوْف منْ شحْم الْكُلى أوْ غيْره. وبعضهم قال : الشّحْمُ كُل ما يذُوبُ بالنّار ممّا في الْحيوان ومن الكلمات التى شبهوها في المعنى : الدُّهْنُ: المدهون به من زيوت سواء حيوانية أو نباتية وهو أعم عند أهل الفقه من الشحم وأما الدسم فمعناه عندهم : الودك وهو يشمل عندهم : الأْلْية والسّنام وشحْم الْبطْن والظّهْر والْجنْب كما يتناول الدُّهْن الْمأْكُول. وهو أعمُّ من الشّحْم وقد رتب الفقهاء على الشحم مسائل متعددة منها : الأول : أن شحم الأنعام المذبوحة حلال من أى مكان من الذبيحة وهو ما لا يمكن الاختلاف فيه الثانى : أن شحم الخنزير حرام عند الفقهاء وهو : وهو كلام لا يمكن عقله إلا إذا كان اللحم يتضمن الشحم ومن ثم يكون تفسيرهم للشحم بالدهون تفسير مغلوط وحسب النص إذا تمت التفرقة بين اللحم والشحم يكون شحم الخنزير حلال لأن النص يقول : " ولحم الخنزير " ولم يقل الشحم الثالث : شحم الميتة اختلف أهل الفقه فيه إلى آراء : الأول : حرمة الانتفاع بشحم الميتة في أى شىء حسب روايات حديث جابر بْن عبْد اللّه : "إنّ اللّه ورسُولهُ حرّم بيْع الْخمْر والْميْتة والْخنْزير والأْصْنام، قيل: يا رسُول اللّه أرأيْت شُحُوم الْميْتة فإنّهُ يُطْلى بها السُّفُنُ ويُدْهنُ بها الْجُلُودُ ويسْتصْبحُ بها النّاسُ؟ قال: لا، هُو حرامٌ . الثانى : إباحة الانتفاع بشحْم الْميْتة في أى شىء نافع وقد فسروا الرواية بأن الضّمير في هُو حرامٌ يرْجعُ إلى الْبيْع لا إلى مُطْلق الانْتفاع. وهذا الكلام يعارض أن التحريم في الأكل وليس في أى شىء أخر كما قال سبحانه : "وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا ممَّا ذُكرَ اسْمُ اللَّه عَلَيْه وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إلَّا مَا اضْطُررْتُمْ إلَيْه" الثالث : شُحُومُ ذبائح أهْل الْكتاب وقد اختلف أهل الفقه في تفسير شُحُوم ذبائح أهْل الْكتاب الْمُحرّمة عليْهمْ في قوْله تعالى: {وعلى الّذين هادُوا حرّمْنا كُل ذي ظُفُرٍ. . .} فالبعض منهم أحلوا الشحوم للمسلمين طبقا لقوله سبحانه : {وطعامُ الّذين أُوتُوا الْكتاب حلٌّ لكُمْ} كما استدلوا بالروايات التالية : حديث عبْد اللّه بْن مُغفّلٍ : أنّ جرابًا منْ شحْمٍ يوْم خيْبر دُلّي من الْحصْن فأخذهُ عبْدُ اللّه بْنُ مُغفّلٍ وقال: واللّه لا أُعْطي أحدًا منْهُ شيْئًا. فضحك رسُول اللّه صلّى اللّهُ عليْه وسلّم وأقرّهُ على ذلك . وكذلك رواية : أن يهُوديّةً أهْدتْ لرسُول اللّه صلّى اللّهُ عليْه وسلّم شاةً فأكل منْها ولمْ يُحرّمْ شحْم بطْنها ولا غيْرهُ الرأى الثانى التحريم وهو مذهب ابْنُ الْقاسم وأشْهبُ وأبُو الْحسن التّميميُّ والْقاضي من الْحنابلة - وهُو مرْويٌّ عنْ مالكٍ وحكاهُ التّميميُّ عن الضّحّاك ومُجاهدٍ وسوّارٍ - إلى تحْريم شُحُوم ذبائح أهْل الْكتاب ، لأنّ اللّه سُبْحانهُ وتعالى أباح لنا طعام الّذين أُوتُوا الْكتاب، والشُّحُومُ الْمُحرّمةُ عليْهمْ ليْستْ منْ طعامهمْ فلا تكُونُ لنا مُباحةً . وحكى الْقاضي أبُو مُحمّدٍ عنْ مالكٍ كراهة شُحُوم الْيهُود الْمُحرّمة عليْهمْ وهي عنْدهُ مرْتبةٌ بيْن الْحظْر والإْباحة" ومذهب التحريم يتعارض مع نصوص الآيات التى أباحت كل الأنعام كلها للمسلمين ما عدا الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ والمستقسم بِالْأَزْلَامِ ومنها قوله سبحانه : "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ" فليس في أى نص من كتاب الله تحريم ما سموه الشحوم على المسلمين والتى حرمت على الذين هادوا وهم اليهود : وحتى لو رجعنا إلى تلك الآية سنجد الحديث عن : الذين أوتوا الكتاب وليس عن اليهود وحدهم وفى المعنى قال سبحانه : "الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ" والمعروف أن الذين أوتوا الكتاب في التفاسير القديمة هم اليهود والنصارى مع أنه يشمل في كتاب الله كل الأمم السابقة لأن كل منها نزل عليها الكتاب وهو الوحى على رسول القوم كما قال سبحانه : "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ" وحتى لو سلمنا بالتفسير القديم للمفسرين فالمعضلة هى : أن الشحوم كانت محرمة على اليهود فقط دون النصارى أن المسيح(ص) نزل في رسالته تحليل لتلك المحرمات وقد أخبر بنى إسرائيل بذلك حيث قال : "وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ" ومن ثم لا يمكن أن يكون بعض طعام الكتابيين محلل للمسلمين وبعضه محرم عليهم لأن المسيح(ص) حلل هذا الطعام المحرم في رسالته بدليل الجملة التى قالها : "وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ" بقيت كلمة وهى : أن هناك اشاعات شاعت في عصرنا عن كون الدهن الحيوانى وهو ما أسموه : الشحم هو السبب الرئيسى فى انسداد الشرايين والاشاعة الأخرى أن: الدهن النباتى صحى والحقيقة هى : ان الإسراف في تناول الدهون حيوانية أو نباتية في الغالب يكون سبب من أسباب الأمراض والقول في الغالب يشير إلى أن هناك بشر لا يصابون بشىء من انسداد الشرايين أو غيره لأنهم يبذلون جهودا كبيرا في العمل الوظيفى وفى حياتهم غير الوظيفية ومن ثم يتم هضم الدهون وحرقها لأن معدل الحرق عالى وأما من يصابون بالفعل فهم قليلو الحركة والنشاط مع متغيرات أخرى تزيد من الاصابة مثل أمراض الكبد المختلفة |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|