جــــري الـوحــــوش

جــري الـوحــوش

لو جريت جري الوحوش غير رزقك ماتحوش
نعم ماتحوش ولن تحوش ولن تحصل إلا على ماقد كتبه الله لك من الرزق ، فلا تتعب حالك ولا تجهد نفسك طالما أن رزقك بيد المولى عز وجل فلو جريت جري الوحوش غير رزقك ماتحوش ، وللأسف بعض البشر يجري ويسابق الوحوش ولا يتعب ولا يتوقف فلا ينام ولا يهدأ له بال طالما يعتقد أن هناك رزق يفوق رزقه الذي بين يديه ، فالسباق مع هذه الدنيا لن يتوقف ولن يكون له خط للنهاية فهو لا يرضى بما كتبه الله سبحانه له من الرزق فيظن أن السباق مع الوحوش لا ينتهي وسوف يتحدى ويفوز بالسباق ويحقق الرزق الأكبر في نهاية السباق فلا يتوقف ولا يشبع وقد يتسابق حتى مع ظله فلا يقنع بما كتبه الله سبحانه له من الرزق وكأنه سوف يعيش مدى الدهر وسوف يمتلك الدنيا وفي الأخير مصيره تحت التراب وهي المحطة الأخيرة من حياته ومن سباقه مع الوحوش فلن يحصل على أكثر من رزقه الذي كتبه الله له ، قال تعال: (( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَرَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَاوَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاًسُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)) .
لا يوجد هناك عيب على الإنسان بالاجتهاد في أن يسعى ويبحث عن المزيد من الرزق من خلال التجارة أو المشاريع ولكن قبل ذلك يجب أن يؤمن بالرزق والنصيب وعليه أن يريح نفسه وجسمه وتفكيره من عناء البحث وحتى لا يكون ذلك على حساب المبادرة في العبادة وحتى ينام مرتاح البال والضمير وعليه أن يحمد الله ويشكره على ماكتبه له من هذا الرزق ، فيبقى المال زينة الحياة الدنيا كما قال تعالى: (( المال والبنون زينة الحياة الدنيا )) ، وحتى يهدأ الفكر يجب علينا ألا ننظر لمن حولنا الذين أعطاهم الله من الرزق الكبير في المال والأولاد والمناصب فربما هذه الأمور قد تشغلهم عن العبادة وقد لا ينجحوا في هذا الاختبار الصعب فعسى أن تكرهوا شيء وهو خيراً لكم ومهما جرينا جري الوحوش غير رزقنا لن نحوش ولن نحوش ولن نحصل على أكثر مما بين أيدينا ، فلا نتعب أنفسنا في هذا السباق الطويل .

م-ن