البردقانه

استمع
يا حبة البرتقال شعر:نعيم عودة

إلى حبيبتي ( يافا)

شقراء يا أخت القمرْ

شقراء يا نسم السّحَرْ

شقراء في عينيك تلميح ٌ

يُدوّي .... بالخطر

رمزَ السلام لقد توخّينا

السلام ... فلم يَبَــرْ

نزلت دموع البرتقال

على الغصون بلا مطر

مالي أراك حزينة ً

مثل الغني إذا افتقر

صفراء يا أخت الفؤاد

غدوتِ من طول السهر

تبكين أنت على ترابك

في فلسطين المقــر

وأليفك الولهان يقضي

اليوم ، في ظِلّ الحُفر

بين الخيام جموعنا

تقتات ما يلقي البشر

أسفي على شعب تمزق

فٌامّحى .. حتى الأُسر

في زيزيا الصحراء في

خاناتها .. ناسٌ أُخـَرْ

وتراهمُ كالريح تصفر

في الخلاء .. وتستقر

جوعى يهيجهم الظما

والموت .. والأمْرُ الأَمرّْ

تفـنى الجموع على الطوى

يطويهم .. عار وشر

عار الهزيمة والخيانة

والدعاية والصور

أحييتم ُ فينا الحمية

والتخاذل .. فانتصر

أنسيتمُ زهر الربيع

وصيفنا الهادي النضر

والبرتقال ، وحبة الليمون

والشاطي.. الأغر

وعروسه يــافـا تـزيَّقُ

بالفوانيس الحُمُـرْ

والبحر يلثم ثوبها

أبداً .. ويونسها القمر

شمس الضحى طلعت تغني

بين أشجار السَّحَرُ

ما بين هاتيك الـربى

حباتنا تقضي العُمُر

صفراء يا حباتنا الشقراء

ما هذا .. القدر !!

لا يافوانيس القلوب

قلوبنا لم تنكسر

لم يبلغ السيل الزبى

لا – لا .. ولا يومي بِســِرّ

سأسير في شمس الربيع

مهدداً .. أين المفر؟!

وأجوس بياراتنا

والشَّـعر أغبرُ منتشر

فأقَبِّلُ الزهر البليلَ

وأنتشي من غير خمر

وأصوغ من ازهارنا

تاجاً ... يُلَـوِّحُ بالظَّفرْ

عاشت حبوب البرتقال

وزهرها .. ملك الزَّهَر