|
۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ • كل مايخص رسولنا الڪريم وسيرٺه وسيرة الصحآبه •° |
![]() |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي
لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان والصلاة والسلام على الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى أما بعد. فهذه فوائد من أحاديث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ». رواه البخاري المعنى الاجمالي: إنَّ خير النَّاس وأفضلهم بعد الأنبياء - عليهم السَّلام - هم صحابة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الأخيار الَّذين اصطفاهم الله لصحبة نبيِّه، ونقل دينه، وحفظ شريعته، فكانوا أعمق النَّاس علمًا، وأبرَّهم قلوبًا، وأقلَّهم تكلُّفًا، وأزكاهم نفوسًا، وأصدقهم لهجةً، بذلوا النَّفس والنَّفيس في نصرة النَّبيِّ الكريم -صلَّى الله عليه وسلَّم، وإقامة الدِّين، ورفع راية التَّوحيد، وتعبيد النَّاس لربِّ العالمين، فضلُهم عظيم، وخيرهم كبير، وهم كما قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «خَيرُ النَّاسِ قَرْني». قال النَّوويُّ: «اتَّفقَ العُلماءُ على أنَّ خَيرَ القُرونِ قَرنُه - صلَّى الله عليه وسلَّم -، والمرادُ أصحَابه». كما حَظوا عند ربِّهم الجليلِ بالتَّزكيةِ والإكرامِ والتَّبجيل، فذكرَهُم بأجملِ الخلالِ وأحسنِ الصِّفاتِ في محكَمِ التَّنزيلِ، وأثْنى علَيْهم بالجمِيل، ووَعَدهم بالنَّعِيم المقيم، والجنَّاتِ والثَّوابِ الجزيل، قال تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100]. وفي هذا الحديثِ الذي صدَّرنا به المقالةَ نهى النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن سَبِّ صحابتِه الكِرام، والنَّهيُ يقتضِي التَّحريمَ، فلا يجوزُ لمسلمٍ أن يتكلَّمَ في أحدٍ من الصَّحابة بطعنٍ أو غَمزٍ أو لَمزٍ أو تنقيصٍ أو تعريضٍ بتجريحٍ أو قدحٍ في عدالتِه ودينِه مطلقًا بأيِّ سببٍ من الأسباب، وبأيِّ صورةٍ من الصُّورِ، وما حصل منهم من الاقتتال هم فيه مجتهدون، المصيبُ منهم مأجورٌ، والمخطئُ منهم معذور وذنبُه مغفورٌ، والطَّاعنُ فيهم مأزورٌ غيرُ مأجور. قال النَّووي: «وَاعْلَمْ أَنَّ سَبَّ الصَّحَابَة - رضي الله عنهم - حَرَام مِنْ فَوَاحِش المُحَرَّمَات، سَوَاء مَنْ لَابَسَ الفِتَن مِنْهُمْ وَغَيْره؛ لِأَنَّهُمْ مُجْتَهِدُونَ فِي تِلْكَ الحُرُوب، مُتَأَوِّلُونَ». لا يحلُّ لأحدٍ أن يسبَّ أحدًا من الصَّحابة جميعهم الصَّغار منهم والكبار، من شهد منهم الوقائع ومن لم يشهد، المتقدِّم منهم والمتأخِّر، كلُّهم سواءٌ في عدمِ جوازِ التَّعرض لجَنابهم بالسَّبِّ أو التَّنقُّص. ويمكن إجمال حكم سبِّ الصَّحابة في ثلاثة أقسام: الأول: أن يسبَّهم بما يقتضي كفرَ أكثرِهم وردَّتهم، أو أنَّ عامَّتَهم فسقُوا، فهذا لا ريب في كفره؛ لأنَّ مقالته تكذيب صريح لنصِّ القرآن الَّذي فيه الثَّناء عليهم والتَّرضِّي عنهم، وأنَّ لازمه تكفير وتفسيق نقلَة الشَّريعة. الثاني: أنْ يسبَّ بعضهم أو أحدًا منهم سبًّا يطعن في دينه وعدالته باللَّعن والتَّقبيح، ففي تكفيره قولان لأهل العلم؛ والقائلون بعدم كفره أجمعوا على أنَّه فاسق، لارتكابه كبيرة من كبائر الذُّنوب، يستحقُّ عليه التَّعزير والتَّأديب. قال الهيتمي: «أجمع القائلون بعدم تكفير من سبَّ الصَّحابة على أنَّهم فسَّاق». الثَّالث: أنْ يسبَّهم بما لا يقدح في دينهم كالجبن والبخل وقلَّة العلم والذَّكاء وضعف الرأي، وعدم الزُّهد في الدُّنيا ونحو ذلك، فهذا لم يكفِّره العلماء بمجرَّد ذلك؛ لكنَّه يستحقُّ التَّعزير والتَّأديب. كما أنَّهم اتَّفقوا على كفر من رمى عائشة ـ رضي الله عنها ـ بما برَّأها الله منه. فالَّذي يُطلق العَنانَ لِلِسانِه يَفْري في أعْراضهم - رضي الله عنهم - سبًّا وتجديعًا وتجريحًا وتنقيصًا إنَّما يطعن في القرآن الكريم؛ لأنَّه ما جاء ذكر الصَّحابة في الكتاب العزيز إلَّا مدحًا وثناءً وتزكيةً، قال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]، واتَّفق العلماء على أنَّ المقصود الأوَّل من هذه الآية هم الصَّحابة - رضي الله عنهم -. فالطَّعن في الصَّحابة - رضي الله عنهم - إنَّما هو طعنٌ في الله ورسوله وشريعته؛ فيكون طعنًا في الله؛ لأنَّه طعنٌ في حكمتِه واختيارِه؛ حيثُ اختار لأفضلِ خلقِه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أسوأَ خلقه ـ تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا ـ؛ وطعنًا في النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -؛ لأنَّهم أصحابُه، والمرءُ على دينِ خليلِه، والإنسان يُعرف صلاحُه أو فسادُه بقرينِه؛ وطعنًا في الشَّريعة؛ لأنَّهم الواسطةُ بيننا وبين رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في نقلِ الشَّريعة، وإذا كانوا بهذِه المثابةِ، فلا يُوثقُ بهذه الشَّريعة؛ لأنَّ الطَّعنَ في النَّاقلِ طعنٌ في المنقُولِ. لأجل هذا كلِّه استوجبَ سابُّ الصَّحابة اللَّعنَ على نفسِه، فعن ابن عباس -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:«مَنْ سَبَّ أصْحَابي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالملاَئِكَةِ والنَّاسِ أجْمَعِين». حسنه الالباني رحمه الله. عدالة الصحابة من القرآن الكريم: كفى فخراً للصحابة رضوان الله عليهم أجمعين أن الله سبحانه وتعالى اصطفاهم لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام وأن ذكرهم في القرآن الكريم باقٍ إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها. يقول الحق تبارك وتعالى واصفاً نبيه وصحابته الأبرار: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 29]. مِمَّا يُستفاد من الحديث: 1- أنَّ الصُّحبة تتفاوت وتتفاضلفصحبة أبي بكر الصِّدِّيق - رضي الله عنه - ليست كصحبة غيرِه. 2- أنَّ منزلةَ الصُّحبة لا يَعْدِلها شيءٌ، لذا كان صاحبُها سابقًا لمن بعدَه ولو كان أكثرَ منهُ عمَلاً. 3- أنَّه يجب الانتصار للصَّحابة الأبرار، والذَّبِّ عن أعراضهم، وعدم السُّكوت على من تعرَّض لهم؛ فالنبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يتوانَ أبدًا في الدِّفاع عنهم وأطلقها مدوِّيةً صريحةً ناهيًا عن التَّعرض لهم بأدنى سوء فقال: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي» وفي لفظ عند مسلم: «لَا تَسُبُّوا أحَدًا مِنْ أَصْحَابِي». 4- علينا أن نعمُر أفئدتنا بحبِّ صحابة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -، وأن تلهج ألسنتنا بالثَّناء عليهم ومدحهم والتَّرضِّي عنهم، وأن نعرف مآثرهم ومناقبَهم وفضائلهم ونَنْشُرَ ذلك بين النَّاس حتَّى لا تجدَ شُبهاتُ الطَّاعنين فيهم والخائضين في أعراضهم والمُشَكِّكين في عدَالتهم. 5- نُحبُّ أصحابَ رسُولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -، ولا نُفَرِّط في حُبِّ أحدٍ منهُم، ولا نتبرَّأ منْ أحدٍ منهُم؛ ونُبغِضُ من يُبغِضُهم، وبغيرِ الخَيرِ يَذكُرُهم؛ ولا نذكُرهُم إلَّا بخيرٍ؛ وحُبُّهم دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ، وبُغضُهُم كفرٌ ونفاقٌ وطغيانٌ». 6- الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام، والصحابة عدول بتعديل الله تعالى لهم، وثنائه عليهم، وثناء رسوله صلى الله عليه وسلم. 7- بيان فضل الصحابة وعظم منـزلتهم رضي الله عنه. 8- أن النهي عن سب الصحابة عام في جميعهم لقوله: ((لا تسبوا أحداً من أصحابي)). 9- بيان ما أعدّه الله للصحابة من جزيل الثواب. 10- أن الصحابة أفضل ممن بعدهم، وأن كل فرد منهم أفضل من أي فرد سواهم. 11- الصحابة أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه"، كما قال ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه. 12- أن الصحابة خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم. 13- فالفضل والقدر والمنزلة الأعلى ثابتة لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أكرمهم الله بمشاهدة ومصاحبة خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الفضل لن يدركه بحال أحد ممن جاء بعدهم. 14- فمن سب قوماً هذه فضائلهم، وهذا ثناء ربهم عليهم، وثناء رسوله صلى الله عليه وسلم عليهم، فلا شك أنه مكذب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فيجب أن يعرف ذلك، وأن تقام عليه الحجة، فإن تاب ورجع إلى الحق، فالله توابٌ رحيم، وإن تمادى في سبهم ولم يتب ولم ينصع للحق، فهو كافر ضال مضل، نقل ذلك غيرُ واحدٍ من أهل العلم، وهذا فيمن سبهم جملة، وكذلك من سب واحداً منهم تواترت النصوص بفضله، فيطعن فيه بما يقدح في دينه وعدالته، وذلك لما فيه من تكذيب لتلك النصوص المتواترة والإنكار والمخالفة لحكم معلوم من الدين بالضرورة. ونقل الخلال عن الإمام أحمد أنه سئل عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم أجمعين فقال: ما أراه على الإسلام. وأما من سب من تواترت النصوص بفضله بما لا يقدح في دينه وعدالته، كأن يصفه بالبخل أو الجبن، أو سب بعض من لم تتواتر النصوص بفضله، فلا يكفر بمجرد ذلك السب، لعدم إنكاره ما علم من الدين بالضرورة، ولكنه يكون قد أتى ما يوجب تأديبه وتعزيره. 15- من سب أحدًا من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ـــ من أهل بيته وغيرهم ـــ فقد أطلق الإمام أحمد أنه يضرب نكالا وتوقف عن قتله وكفره. 16- دفاع النبي صلى الله عليه وسلم عن أصحابه في هذا الحديث دليل على نبوته حيث خرج من قام بالطعن والسب فيهم. والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. |
![]() |
#3 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
جزاك الفردوس الأعلى من الجنــــــــــان
لروعة طرحك القيم والمفيد لـ عطرك الفواح في ارجاء المنتدى كل الأمتنان أتمنى أن لاننــحرم طلتك الربيعية لك أجمل التحايا و أعذب الأمنيات عناقيد من الجوري تطوقك فرحاا دمت بطاعة الله |
![]() |
![]() |
#5 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() اقتباس:
اشكرك على كرم تواصلك وردك دمت بسعاده |
![]() |
![]() |
#7 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|