مصر المنقسمة تستعد للافراج عن مبارك

بسم الله الرحمن الرحيم القاهرة (رويترز) - قد يغادر الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك السجن يوم الخميس بعد حكم قضائي أمر باخلاء سبيله وزاد من الانقسامات التي تعيشها البلاد بعد أسبوع من الاضطرابات الدامية التي أعقبت فض اعتصامين لأنصار الرئيس الاسلامي المنتخب محمد مرسي الذي عزله الجيش عقب احتجاجات شعبية حاشدة طالبت بتنحيته. وقال محامي مبارك وأيضا مصادر طبية وأمنية ان الرئيس الاسبق سيدخل المركز الطبي العالمي وهو مستشفى عسكري شمال شرقي القاهرة وانه سيظل هناك تحت الحراسة. وقال مكتب رئيس الوزراء حازم الببلاوي يوم الأربعاء إن مبارك سيوضع تحت الاقامة الجبرية. وربما تكون هذه الخطوة لتهدئة غضب كثيرين سيعترضون على الافراج عن الرجل الذي قامت ضد حكمه انتفاضة عام 2011. وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء "فى اطار حالة الطوارئ .. نائب الحاكم العسكرى يصدر أمرا بوضع مبارك قيد الاقامه الجبرية." واتخذ قرار وضعه قيد الاقامة الجبرية بموجب حالة الطواريء التي تستمر شهرا وأعلنت الاسبوع الماضي حين فضت قوات الامن اعتصامين لانصار مرسي الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين في القاهرة والجيزة للمطالبة باعادته للرئاسة. ويشعر المصريون بالقلق نتيجة للاضطرابات السياسية التي تفجرت منذ عزل مرسي في الثالث من يوليو تموز. وأعلن الجيش خارطة طريق لاعادة الديمقراطية لكن هذا لم يحدث حالة من الاستقرار في البلاد. وقتل ما لا يقل عن 900 شخص بينهم 100 من الجنود والشرطة في أعمال عنف في مختلف أنحاء مصر خلال الاسبوع الأخير في أسوأ حلقة من العنف الدموي في البلاد منذ عقود. وأزعج الافراج المرتقب عن مبارك بعض المصريين. وقال رجل ذكر انه يحاول ان يعرف ما اذا كان شقيقه الذي اعتقل يوم السبت موجودا في سجن طرة المحتجز فيه مبارك (85 عاما) "مبارك دمر البلد. والآن سيخلى سبيله." وأضاف الرجل الذي خط الشيب شعره وله لحية مهذبة "مصر على الهاوية والله يعلم الى اين نحن ذاهبون." ورفض الكشف عن اسمه لكنه قال انه من أنصار الرئيس الاسلامي المعزول لكنه ليس من الاخوان المسلمين. وكان من بين نحو 75 شخصا يقفون في طوابير امام بوابة السجن تحت الشمس الحارقة لزيارة ذويهم المسجونين. ولم يكن هناك اي محتجين مناهضين لمبارك او صحفيين من وسائل الاعلام المصرية. على مقربة من بوابة السجن كان هناك نحو 20 شخصا من اقارب السجناء يحتمون في ظل أسوار السجن ينتظرون دورهم. وقال محمد حسين (36 عاما) وهو عاطل "نحب مبارك." تدخلت شقيقته فتحية في الحديث قائلة "الا يكفي انه لم يجرنا الى حرب طوال 30 عاما وجعلنا نعيش بكرامة؟" وذكرت انها شاركت في الانتفاضة التي أطاحت بمبارك وانها اعطت صوتها الانتخابي لمرسي في الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي. لكنها غيرت رأيها الان وقالت "والله أريد عودة مبارك." وحين سئلت ما اذا كانت تفضله او تفضل الفريق أول عبد الفتاح السياسي قائد القوات المسلحة الذي عزل مرسي في الثالث من يوليو تموز بعد احتجاجات حاشدة ضد الرئيس الاسلامي قالت "السيسي. هو يمشي بما يرضي الله." وحكم على مبارك بالسجن المؤبد العام الماضي في قضية قتل المتظاهرين خلال الانتفاضة ضده. لكن محكمة قبلت طعنه في يناير كانون الثاني وأمرت باعادة المحاكمة. ومن المستبعد أن يكون امام مبارك مستقبل سياسي لكن الافراج عنه الذي قال المستشار أحمد البحراوي المحامي العام لنيابة الأموال العامة العليا لرويترز إنه نهائي ولا يجوز للنيابة الطعن عليه جعل بعض المصريين يشعرون بعدم الارتياح. وقال حسن محمود (66 عاما) وهو مهندس "كان نظامه سيئا. لقد أضر بالبلد كثيرا. البطالة مرتفعة ولا توجد خدمات ولا صحة ولا تعليم. هذا ليس يوما جيدا للبلد." وعبر عمر فتحي الذي يعمل بمتجر عن خيبة أمله أيضا وقال "لست سعيدا بالطبع. لقد قمعنا كثيرا." ويبدو ان حملة الاعتقالات التي استهدفت كبار قيادات الاخوان المسلمين قد أضعفت فيما يبدو الجماعة وهي أقدم جماعة اسلامية في العالم العربي. ومازالت الجماعة تحاول الدفع بمؤيديها الى الشوارع للاحتجاج على ما تصفه "بانقلاب عسكري" منذ ان فضت قوات الامن اعتصامين لانصار الرئيس الاسلامي في القاهرة والجيزة الاسبوع الماضي. ودعا أنصار مرسي إلى المشاركة في مظاهرات في "جمعة الشهداء" يوم الجمعة ضد "الانقلاب العسكري" الذي أطاح به قبل نحو سبعة اسابيع. وقال التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يطالب بإعادة مرسي إلى منصبه في بيان "سنبقى بإذن الله صامدين مرابطين علي طريق دحر الانقلاب العسكري الدموي الغاشم." وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط ان قوات الامن اعتقلت في ساعة مبكرة من صباح الخميس أحمد عارف وهو متحدث باسم الاخوان. وكانت قوات الامن قد أعتقلت ايضا مرشد الجماعة محمد بديع صباح الثلاثاء وبعده بيوم اعتقلت صفوت حجازي الداعية والقيادي بالتيار الاسلامي. والافراج عن مبارك قد يخدم منطق الاخوان المسلمين الذين يقولون ان الجيش أعاد النظام القديم. وتقول الحكومة المصرية المؤقتة التي يدعمها الجيش ان صراعها مع الاسلاميين هو صراع ضد الارهاب. وتراجع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مساعداتهما لمصر في ضوء العنف لكن السعودية التي تعادي الاخوان المسلمين تعهدت بسد اي نقص ينجم عن وقف المساعدات. وتعهدت بالفعل كل من السعودية والامارات والكويت بتقديم 12 مليار دولار منذ سقوط مرسي.