الأسراء

( سُبحَان اَلذِي أسرَى بِعَبدِهِ لَيلاً مِنَ المسجِدِ الحَرَامِ إلَى المسجِدِ الأَقصَى الَذِي بَارَكناَ حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آيَاتِناَ إنهُ هُوَ السَمِيعُ البَصيرُ).

أراد الله الكرامه لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والرفعة والمكانة العظيمة
وذلك بالمعجزة الكبرى التي تحدث الله عنها في أول سورة الإسراء ومعنى:.
.( سُبحَانَ الَذِي أَسرَى بِعَبدِهِ لَيلاً ). أي :. أن الله العظيم القدر المنزه عن النقص والعجز والضعف وصاحب المجد القادر على كل شيء,
هو الذي أمر جبريل عليه السلام أن يأخذ رسول الله محمداً في جزءٍ من الليل .

.( مِنَ المَسجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى ).
أي / من مكة المكرمه إلى مسجد الأقصى وهو في فلسطين الذي جدد بناءه داوُد عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ,
وهو الأرض جعلها الله مبعث كل الأنبياء والرسل قبل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ,

وقد أوجدهم الله بقدرته العظيمة هناك بالمسجد الأقصى _ أحياءً عند وصول جبريل ومحمدٌ عليهما السلام ووصف الأنبياء الذين شاهدهُم ثم تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليصلي إماماً بكل الأنبياء والمرسلين وهذه مكانته عند ربه ,
وهذا الأمر ليس عجيباً أبداً إذا كُنا نؤمن حقاً أن الله على كل شيء قدير وهذا من الأمور الغيبيه التي يجب على كل من آمن بالله أن لا يُناقشها بعقله بل يصدق بما أخبر الله به
لأن الله هو الذي أخبرنا .( وَمَن أَصدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا ).
.( الِذي بَارَكنَا حَولَهُ ). أي / تلك البقعه التي جعل الله فيها الخيرات الكثيرة ومنها أرسل الله الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام .
.( لِنُرِيَهُ مِن آيَاتِنَا ).
أي/ هذا هو الهدف والغاية من هذه الرحلة العظيمة ماشاهدهُ صلى الله عليه وسلم من الأمور العجيبة التي سنوضحهاَ بإذن الله تعالى في موضعها .
.( إنَهُ هُوَ السَمِيعُ البَصِيرُ ).
الله يسمع ويرى أفعال البشر المؤمِنِ والكافر والصادق والكاذب ,
لايعلم ذلك إلا الله القادر على كل شيء
وقد سمع الله ماقاله الكافرون ,
وشاهد جل جلاله إهانتهم لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ,
لذلك أراد الله الكرامة لرسوله صلى الله عليه وسلم من الملإ الأعلى بهذهِ المعجزة الكبيرة التي كانت غسلاً لأحزانهِ وذهاباً لآلآمِهِ وفسحاً لآماله
وزيادة في يقينهِ,
بنصرة دينيه وتماماً لرسالتهِ ونشر دعوته