|
![]() |
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم من تفرط في نفسها وتلوث سمعتها من أجل المال ؟ بارك الله فيكم وجزاكم خيرا الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك . لا بارك الله في مال لا يَحمي عِرضا . وكانت العرب في جاهليتها تبذل المال والنَّفْس والنفيس في سبيل حِفْظ العِرض . قال حسّان بن ثابت رضي الله عنه : أصونُ عرضي بمالي لا أدنسهُ *** لا بَارَكَ اللَّهُ بعدَ العِرْضِ في المالِ أحتالُ للمالِ إن أوْدى فأجمعهُ ***ولسْتُ لِلعِرْضِ إن أوْدَى بِمُحتالِ وما يُغني المال إذا ذَهَبَت الأعراض ؟ وما يُغني المال إذا ذَهَبَت الصِّحّة ؟ وما يُغني المال إذا ذَهَبَت الدنيا وبَقيَت الْحسرَة ؟ وفي الحديث الصحيح : يُؤتَى بأنْعَم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيُصْبَغ في النار صَبْغَة ، ثم يُقال : يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط ؟ هل مَرّ بِكَ نَعِيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ، ويُؤتَى بأشدّ الناس بُؤساً في الدنيا من أهل الجنة ، فيُصْبَغ صبغة في الجنة ، فيُقال له : يا ابن آدم هل رأيت بُؤساً قط ؟ هل مَرّ بِك شِدّة قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ما مَرّ بي بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط . رواه مسلم . والإنسان يُسأل يوم القيامة ويُحاسَب عن ماله : مِن أين اكتسبه ؟ وفيمَ أنْفَقه ؟ فالدنيا حلالها حِساب ، وحرامها عِقاب . والمال الْمُكتَسَب مِن حَرام لا بَرَكة فيه ، والمال الحرام زاد إلى النار ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يَربُو لَحْم نَبَت مِن سُحت إلاَّ كانت النار أوْلَى به . رواه الإمام أحمد والترمذي . وصححه الألباني . وصاحِب المال الْمُكتَسَب مِن حرام مَحْرُوم ؛ إن تَصدّق ، أو عمل خيرا ؛ لا يُقبَل منه ، وإن تَرَك المال مِن بعده ، كان عليه وُزره وغُرْمُه ، ولِغيره غُنْمُه . وقول الله أصدق وأبلغ : (وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى) ثم قال تعالى : (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لا يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى) . جاء في تفسير قوله تعالى : (وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى) : إذا مات . وإذا تَردّى في جهنّم . فما يُغني المال ، وما ذا يَنفع ؟ وقد اكتسبه صاحِبه مِن حرام ..؟ والذي يَطلب السعادة في الحرام ، كالذي يتطَلّب اللذّة في السّم والْمُرّ ، أو كالذي يُريد أن يُسيِّر السفينة على اليابسة ! قال ابن القيم : مَن طلب لذّة العيش وطِيبه بِما حَرّمه الله عليه عاقَبه بنقيض قصده ، فإن ما عند الله لا يُنال إلاّ بطاعته ، ولم يَجعل الله معصيته سببا إلى خير قطّ ، ولو عَلِم الفاجر ما في العفاف مِن اللذة والسرور وانشراح الصدر وطيب العيش ، لَرَأى أن الذي فَاتَه مِن اللذة أضعاف أضعاف ما حصل له . اهـ . وكان سفيان الثوري كثيرا ما يتمثّل بهذين البيتين : تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها ... مِن الحرام ويبقى الوِزر والعار تبقى عواقب سوء في مَغبّتها ... لا خير في لذة من بعدها النار والله تعالى أعلم . المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|