معركة ( بدر الكبرى) أول معركة في الاسلام ومن دروسها : أن الإلحاح في الدعاء
والاستغاثة أنجع أسباب الغوث والإجابة *.
عن عمر بن الخطاب قال : لما كان يوم بدر نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المشركين وهم ألف ، وأصحابه ثلاث مائة وتسعة عشر رجلا ، فاستقبل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه: *
( اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم آت ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض * ) . فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه ، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال : ( يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك * ) فأنزل الله عز وجل : ( * إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) فأمده الله بالملائكة .
قلت : رمضان ليس شهرا للكسل و الخمول بل هو شهر الانتصارات الكبرى ، ففي مثل هذا اليوم السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة، كانت موقعة بدر الكبرى أولى معارك الإسلام ، والتي وعد الله سبحانه و تعالى فيها نبيه صلى الله عليه و سلم - بالنصر ، وكان صلى الله عليه وسلم يقول قبل المعركة : * ( لكأني أنظر إلى مصارع القوم ) * . قال أنس: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - :
( هذا مصرع فلان غداً ، ووضع يده على الأرض، وهذا مصرع فلان غداً ، ووضع يده على الأرض، *. فقال: * ( والذي نفسي بيده ما جاوز أحد منهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه و سلم ) ... ومع هذا اليقين بتحقق وعد الله بالنصر و كأنه صلى الله عليه و سلم يرى المعركة أمامه ، إلا أنه كان يلح في الدعاء ، * وذلك تحقيقا لكمال العبودية لله * و تعليما لنا و تنبيها لأهمية الدعاء و الإلحاح فيه في السراء و الضراء و الفقر و الغنى و الأمن والخوف و الصحة و المرض ، فكان نتيجة هذا الدعاء المبارك :
( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ) *... فاحرص - يا رعاك الله - على الدعاء و لا تستعجل فتقول دعوت و لم يستجب لي ، ألح في الدعاء على الكريم وأبشر بمدد الله و غوثه ... *اللهم كما مددت المؤمنين في بدر بمددك أمدنا بمددك و غوثك و أجب دعاءنا