|
۩۞۩{ سكون لاعجاز وعلوم وتفسير القرآن الكريم}۩۞۩ قسم يهتم بالقرآن والتفسير والقراءات ، والدراسات الحديثية ويهتم بالأحاديث والآثار وتخريجها. |
![]() |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
![]()
تفسير﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا للَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا [1] اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ [2] وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 45، 46].
﴿ فَاثْبُتُوا ﴾: الثبات ضدُّ الزوال، يقال: ثبت يثبُت ثباتًا، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا ﴾ [الأنفال: 45]، ورجل ثَبتٌ وثبيت في الحرب، وأثبت السهم، ويقال ذلك للموجود بالبصر أو البصيرة، فيقال: فلان ثابت عندي، ونبوَّة النبي ثابتة، والإثبات والتثبيت تارةً يقال بالفعل؛ فيقال لما يخرج من العدم إلى الوجود، نحو: أثبت اللهُ كذا، وتارة لما يَثبت بالحكم؛ فيقال: أثبت الحاكم على فلان كذا، وثبَّته، وتارة لما يكون بالقول، سواء كان ذلك صدقًا أو كذبًا، فيقال: أثبت التوحيد وصِدق النبوة، وفلان أثبت مع الله إلهًا آخر، وقوله: ﴿ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ ﴾ [الأنفال: 30]؛ أي: يثبِّطوك ويحيروك، وقوله تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [إبراهيم: 27]؛ أي: يقويهم بالحجج القوية[3]. التنازع والمنازعة: المجاذبة، ويعبَّر بهما عن المخاصَمة والمجادَلة، قال تعالى: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ [النساء: 59]، ﴿ فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ ﴾ [طه: 62]، والنزع عن الشيء: الكف عنه، ونزع الشيء: جذبه في مقره كنزع القوس عن كبده، ويستعمل ذلك في الأعراض، ومنه نزعُ العداوةِ والمحبة من القلب، قال تعالى: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ﴾ [الأعراف: 43][4]. قال الشيخ أبو بكر الجزائري: هذا النداء الكريم موجَّه إلى المؤمنين، وقد أذِن اللهُ لهم في قتال الكافرين، وبدأ بسَرِيَّة عبدالله بن جحش رضي الله عنه، وثنَّى بهذه الغزوة؛ غزوة بدر الكبرى، فلذا هم في حاجة إلى تعليم رباني وهدايةٍ إلهية، يعرفون بموجبها كيف يخوضون المعارك وينتصرون فيها، وفي هذه الآيات الأربع تعليمٌ عالٍ جدًّا لخوض المعارك والانتصار فيها؛ وهي: 1- الثبات في وجه العدو والصمود في القتال، حتى لكأن المجاهدين جبلٌ شامخ لا يتحرك و﴿ فِئَة ﴾؛ أي: جماعة مقاتلة. 2- ذكر الله تعالى تهليلاً وتكبيرًا وتسبيحًا، ودعاءً وضراعةً، ووعدًا ووعيدًا، ومعنى ﴿ تُفْلِحُون ﴾؛ أي: تفوزون بالنصر في الدنيا والجنةِ في الآخرة، بعد النجاة من الهزيمة والمذلة في الدنيا، والنار والعذاب في الآخرة. 3- طاعة الله ورسوله في أمرهما ونهيهما، ومنه طاعة قائد المعركة ومديرها، وهذا نوعٌ من أكبر عوامل النصر حسب سنة الله تعالى في الكون. 4- عدم التنازع والخلاف عند التدبير للمعركة وعند دخولِها وأثناء خوضها. 5- بيان نتائج التنازع والخلاف؛ وأنها: الفشل الذَّرِيع، وذهاب القوة المعبَّر عنها بالريح. 6- الصبر على مواصلة القتال والإعداد له، وتوطين النفس وإعدادها لذلك. 7- الإخلاص في القتال والخروج له لله تعالى، فلا ينبغي أن يكون لأيِّ اعتبار سوى مرضاةِ الله تعالى؛ ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ[5] خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [الأنفال: 47]، فهذه عواملُ النصر وشروط الجهاد في سبيل الله، تضمنتها تلك الآيات الكريمات[6]. قال البغوي رحمه الله في قوله: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [الأنفال: 46]؛ أي: لا تختلفوا ﴿ فَتَفْشَلُوا ﴾؛ أي: تجبنوا وتضعفوا، ﴿ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ قال مجاهد: نصرتكم، وقال السُّدى: جراءتكم وجدكم، وقال مُقاتل: حدَّتكم، وقال النضر بن شُميل: قوتكم، وقال الأخفش: دولتكم، والريح هاهنا كناية عن نَفاذ الأمر وجريانه على المراد، تقول العربُ: هبَّت ريحُ فلان: إذا أقبل أمرُه على ما يريد. قال قتادة وابن زيد: هو ريحُ النصر، لم يكن نصر قط إلا بريحٍ يبعثها اللهُ عز وجل تضربُ وجوهَ العدو، ومنه قول النبي: ((نُصرتُ بالصَّبا وأُهلكت عاد بالدَّبور))[7]، وقوله عز وجل: ﴿ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس، لا تتمنَّوا لقاءَ العدوِّ وسلوا اللهَ العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظِلال السيوف))[8]. [1] الذكر المطلوب هو: ما كان باللسان والقلب معًا، وفي الآية دليل على أن ذكر الله تعالى لا يُترَك في حال، إلا في حال التغوُّط، قال محمد بن كَعْبٍ القُرَظيُّ: لو رُخِّص لأحد في ترك الذِّكر لرُخِّص لزكريا عليه السلام؛ إذ قال تعالى له: ﴿ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا ﴾ [آل عمران: 41]، ولرُخِّص للرجل في الحرب؛ لقوله تعالى: ﴿ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأنفال: 45]، وحكم هذا الذِّكر أن يكون خفيًّا إلا أن يكون في بداية الحَملة بصوت واحد: الله أكبر؛ فإن ذلك محمودٌ لأنه يرعب العدو ويفتُّ في أعضاده. [2] المراد بالريح هنا: القوة والنصر، كما يقال: الريح لفلان إذا كان غالبًا في أمره. [3] المفردات في غريب القرآن؛ الراغب الأصفهاني ص 84. [4] المفردات في غريب القرآن؛ الراغب الأصفهاني ص 490. [5] هم أبو جهل وأصحابه الخارجون يوم بدر لنصرة العير؛ حيث خرجوا بالقينات والمغنيات والمعازف. [6] أيسر التفاسير؛ الجزائري ج1 ص522. [7] رواه والبخاري ومسلم رحمهما الله تعالى. [8] رواه والبخاري ومسلم رحمهما الله تعالى |
![]() |
#6 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
جزاكـ الله بخير الجزاء والجنه
باركـ الله فيكـ ونفع بكـ وجعله في موازين حسناتك اضعاف مضاعفه لاتعد ولا تحصى |
![]() |
![]() |
#10 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() جزاك الله جنة عرضها آلسموات و الارض.. بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد.. اسال الله لك التوفيق والسعادة.. دمت بخير. ![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|